2- Rectify
أن أقول أن هذا المسلسل لا يتفوق عليه سوى Mad Men تعبير كبير عن الجودة التي يقدمها هذا العمل سنة تلو سنة. إنني عندما بدأت مشاهدته قبل 3 سنوات كنت مستغرباً من هذا العمل, لقد وجدته غريباً بشكل مُغرٍ. أتذكر أنني عند الحلقة الخامسة أو السادسة من الموسم الأول, عند نهاية الحلقة في مشهد مصففة الشعر كنت مذهولاً, لم أكن أعرف ما الذي يريده مني — وقد بدى لي انه يريد مني شيئاً — لكن بعد موسم تحوّل إستغرابي إلى إعجاب, وبعد موسم أخر من إعجاب إلى إنبهار.
ليس لدي أدنى شك أنه لو كان هذا المسلسل على HBO لكان مُقدراً بشكل أفضل, مُرشحاً للجوائز, فائزاً بالجوائز حتى, لكنني — لو أردتم الصراحة — أحب أنه ليس على HBO, أحبه كما هو.
لقد كان من المؤسف أن الموسم الثاني من المسلسل لم يُعرض إلا بعد نشرنا للقائمة السنة الماضية, وإلا لكان قد حجز مكاناً فيهاً بدون شك. في الموسم الثاني و الثالث من المسلسل نستمر مع (دانييل هولدن) وحياته الجديدة خارج القضبان, إن هذا الرجل خرج من سجن صغير ليدخل سجناً أكبر منه بكثير. ولعلنا لن نعرف حقاً ما إذا كان مذنباً أو لا, مؤلف المسلسل (راي مكينون) قال أنه قد لا يجيب عن ذلك السؤال حتى, وذلك قد لا يكون مهماً في الصورة الكُبرى للأمور, لأن Rectify ليس حول (دانييل) فقط, إنه حول أخته (أمانثا) التي لا تعرف ماهي فاعلة بحياتها بعد خروجه, وباقي عائلته التي لم تره منذ 20 سنة والتي يتعين عليها الآن التكيّف مع هذا الضيف الجديد الذي لا يزالون لا يعرفون كيف يعاملونه, والأمر لا يقتصر على عائلته فقط, بل بلدة بأكملها…