عندما اعلن عن انتاج مسلسل Arrow لصالح قناة CW افترض الجميع شيئين: إما ان نحظي بنسخة اخرى من مسلسل Smallville او بنسخة سيئة من مسلسل Buffy. لكن النقاد و الجمهور كانوا على خطأ. يتمتع المسلسل بطاقم تاليف رائع يتراسه Greg Berlanti مؤلف مسلسل Everwood. لذلك نرى ان عمق و روعة ذلك المسلسل انتقلت طبيعيا الى مسلسل Arrow. لكن الاهم من ذلك ان النزعة الحالية في ما يخص الابطال الخارقين هي جعلهم اكثر واقعية و اكثر انسانية و هذا ما تم بالفعل في مسلسل Arrow. حيث نري البطل اوليفر كوين الملياردير زير النساء بعد غياب 5 سنوات قضاها على جزيرة نائية في بحر الصين بعد تحطم يخته يعود انسانا جديدا مفعما بأمل أن افعاله تحت مظلة البطل الخارق قد تمحي ماضيه الاسود. يواجه اوليفر لدى عودته العديد من الازمات على العديد من الجبهات. اولا فيما يخص عودته الى اسرته بعد طول غياب حيث نرى اسرته و قد اصبحت مختلفة على ما عهدها اوليفر هذا الوضع يخلق توترا دراميا يسير الحلقات الى افق انساني جديد يختلف عما عهدناه من هذه النوعية سابقا. لكن هذا لا يعني ان الاكشن غائب, على العكس يتمتع المسلسل باحد اروع المشاهد القتالية التي يمكن مشاهدتها على التلفاز و يعود الفضل في ذلك الى لياقة الممثل الرئيسي Stephen Amell الامر الذي يبين مدى التزامه بالدور. التصوير هو احد نقاط قوة المسلسل, اعتماد الالوان الخضراء و الداكنة مع لمسة زجاجية خفيفة يوحي ببرود الاجواء و يضفي لمسة من الواقعية تعاكس ما شهدناه في مسلسلات مثل Smallville.
الاعداء هم نقطة اخرى من نقاط القوة التي يتمتع بها المسلسل. في كل اسبوع يواجه اوليفر خصما جديدا اكن ذلك لا يعني غياب عدو قوي الى درجة انه لا يعود لاحقا. فخلال الموسم الاول واجه اوليفر احد اقوى الشخصيات وهي The Black Archer. هذه الشخصية و دوافعها هي ما قاد المسلسل الى درجة الامتياز في منظوري الشخصي. لكن الملاحظة السلبية الوحيدة في هذا الخصوص هي ضعف الكتابة فيما يخص الشخوص الثانوية الشريرة و واقع ان اوليفر لا يواجه صعوبة تذكر في التخلص منهم. و ذلك خلق حالة من انعدام التحدي لبطل السلسلة. لكن هذا الضعف تم تجاوزه باستقدام شخصيات داعمة للبطل الرئيسي مثل خبيرة الاعلام الالي Felicity Smoak, والتي تؤدي دورها الرائعة Emily Bett Rickards و التي اضفت حسا كوميديا راقيا لمسلسل سوداوي بامتياز.
الفلاش باك هو النقطة المضيئة فعلا في هذا المسلسل و ذلك لان هذه التقنية توفر فرصة رائع لاستكشاف خلفيات كل شخصية و ذلك ما يجعل افعالهم و ردود أفعالهم شيئا مفهوما للمشاهد مما يولد رد الفعل العاطفي المناسب من لدى رؤية الشخصيات تتفاعل مع بعضها البعض. ففترة 5 سنوات التي قضاها اوليفر على الجزيرة توفر الدافع للتغير الحاصل في الوقت الحاضر. عنصر المفاجاة الذي يتولد من رؤية شخصيات سبق رؤيتها او ظن انها ميتة هو عامل ايجابي اخر من عوامل استخدام الفلاش باك.
من خلال الحلقات المتوفرة من الموسم الثاني يمكن القول ان المسلسل قد بنى المزيد على نقاط قوته المذكورة انفا و عمل الكتاب على تجنب ثغرات الموسم الاول. حيث تم منح المزيد من المساحة للشخصيات الجانبية و تم منحهم خلفيات تسمح ببناء مساحة اكبر للتحرك الدرامي بين الخطوط العريضة للعمل. من اهم الامثلة على ذلك ترقية مساحة Diggle الحارس الشخصي لاوليفر و معاونه الرئيسي و منحه المزيد من الدراما بخصوص اخيه الميت و القاتل الماجور المسؤول عن ذلك. لكن يبقى اهم انتصار للمسلسل في موسمه الثاني هو قدرته على تقديم بطل خارق اخر في صورة The Flash والذي ادى دوره الممثل الامريكي Grant Gustin.و هذة الخطوة تبين مدى النجاح الذي حققه المسلسل للمستوى الذي ييسمح له بان يكون قاعدة انطلاق لمسلسل اخر.
التشابك الدرامي هو النقطة الاخيرة التي اردت من خلالها تسليط الضوء على مدى روعة المسلسل. شخوص المسلسل القديمة تتفاعل مع الشخوص الحاضرة في تفاعل لا تشوبه شائبة. بواقع ان كل طرف يجلب الى التوليفة نقاط قوته بدون اي نقطة ضعف. فلدينا في الجهة الاولى الشخوص القديمة خاصة من ماضي اوليفر في الجزيرة المعزولة و التي توفر التفسير المعنوي لدوافع اوليفر في الوقت الحاضر. شخصيات مثل Slade Wilson و The Black Canary . و شخوص من الوقت الحاضر مثل Diggle و التي تتحدى معتقدات اوليفر و تحثه على اتباع ما هو افضل له.