قضت دينيريس مواسم عديدة وهي تخبرنا أنها ستأخذ ماهو ملك لها بالنار والدم، مراراً وتكراراً، لكن مع ذلك شعر الكثير من المشاهدين بالخذلان وهم يشاهدونها تحرق بوريال عن بكرة ابيها كما وعدت. لماذا يا ترى؟
”ما يأتي بسهولة يذهب بسهولة،“ يقول مثل معروف، ”ما تجلبه الرياح تأخذه الزوابع“. هذا باختصار هو مشكلة هذا الموسم من Game of Thrones ككل وهذه الحلقة على وجه التحديد، التي هي في الحقيقة حلقة رائعة عيبها الوحيد هو ما جاء قبلها، لو أتت هذه الحلقة بعد مواسم من البناء المتمهل والكتابة الرصينة، ولو قُسمت على حلقتين على الأقل، لكانت بكل شكّ أفضل حلقة في المسلسل منذ زمن طويل. لكنها مع كامل الأسف جائت في موسم الاختصار، واحتوت مثل سابقتها على محتوى يساوي 3 حلقات منفردة، مما يعني أن الكثير من الأحداث المهمة حدثت فيها في ظرف زمني قصير بشكل أفقدها قيمتها كلياً.
هذه واحدة من الحلقات التي ستقسم الجمهور أكثر من غيرها، الجمهور المتعلق بالقصة بما يتجاوز هذا المسلسل سيشعر بالخذلان، بينما الجمهور الذي علاقته بالقصة تقتصر على المسلسل وحسب سيكون متقبلاً لها أكثر من غيره، بما يعني أن مقدار الخذلان الذي تشعر به هو مرتبط بشكل مباشر بمقدار تعلقك بعالم أغنية جليد ونار.
نفتتح الحلقة مع العنكبوت فاريس ومحاولته لضم جون سنو إلى قضيته بينما ينظر إليهما تيريون. هناك شيء ما يستحق التأمل في هذه اللقطة، تيريون هنا (أو على الأقل في سرد مثالي لهذه القصة) يعيش صراعاً داخلياً مابين ولاءه للملكة التي جعلته ساعداً لها والتي يحاول إرضاءها بشدة بعد خذلانه لها، وصديق قديم في فاريس الذي قد تكون قضيته مبررة وعلى حق. لا يوجد وقت لتأمل كل هذا لأنه مباشرة في المشهد التالي يقوم تيريون بالوشاية به إلى دينيريس، التي تربط بسرعة خيانة فاريس بتيريون وسانسا وجون. لم يعد هناك مجال للتأمل في هذا المسلسل، كل الأفعال أصبحت لها نتائج فورية وأي رحلة داخلية تقوم بها الشخصيات نحو اتخاذ قرار ما تم اختصارها مثلما يتم اختصار الرحلات العادية التي تقوم بها الشخصيات من مكان لأخر مهما كانت المسافة. لقد تحدثت عن هذا الأمر سلفاً وأكرره الآن ﻷنه هو جذر كل مشاكل المسلسل حالياً.
بالحديث عن دينيريس، أعتقد أن إميليا كلارك ستستحق أخيراً ترشيحها المحتم للإيمي هذه السنة، هناك شيء مختلف في أداءها هذا الموسم ﻷن دينيريس في هيئة مختلفة من الناحية العاطفية هذا الموسم، وكلارك تلعب بشكل رائع ضعف شخصية أم التنانين التي قضت معظم مواسم المسلسل مابين إعطاء الأوامر أو إظهار الغضب. دينيريس تقوم بطبيعة الحال بالحكم على فاريس بالإعدام، وقول هذا الأخير لتيريون ”أتمنى أنني مخطئ“ كان يشابه ما كنت أتمناه أنا الآخر، لقد كنت أتمنى أن المسلسل لن يذهب بشخصية دينيريس الى تلك النهاية المتوقعة التي كانت بديهية لأي شخص شاهد المواسم الماضية بإمعان.
هذا المشهد جعلني أفكر، هل كان فاريس جورج مارتن ليفعل ما فعله فاريس المسلسل بهذه الطريقة؟ لا أعتقد ذلك، لطالما كان فاريس شخصاً حذراً ومتأنياً، ما فعله فاريس المسلسل كان متهوراً ومتسرعاً (لأن الكتاب متهورون ومتسرعون). الأمر الذي جعلني أفكر في الخنصر كذلك، وكيف أن هذين الشخصيتين اللتان جمعتا مقداراً كبيراً من الهيبة حصلتا على نهايتين لا تتناسبان مع المكانة التي وصلا لها في القصة، وهو أمر مخيب.
تالياً، يقوم تيريون بزيارة أخيه ويحرره من الأسر، المشهد كان جميل وعاطفي لكن قول جايمي أنه لا يهتم لسكان العاصمة لا يتطابق حقاً مع شخصيته، تذكروا: جايمي لانيستر قتل الملك المجنون لأنه كان سيقوم بحرق العاصمة عن بكرة أبيها، ورحلة جايمي كلها منذ القبض عليه حتى فقدان يده كانت حول إبراز أن جايمي ليس شريراً وإنما شخصاً قام بفعل شيء شنيع ليمنع شيئاً شنيعاً أكثر من الحدوث. هل يفهم الكتاب هذه الشخصيات التي يكتبونها؟
عند هذه النقطة تندلع المعركة، تدخل دينيريس الفضاء الجوي لبوريال وتحرق كل شيء، هذه المرة لا تصيب أي من قذائف يورون التنين بشكل عجيب، لا وبل اضطر الجنود هذه المرة إلى إعادة تعبئة الأسلحة مابين الطلقات، لكن هذا لا يهم إذ أن دينيريس تحرقهم جميعاً، سفن، بوابات، جيش مرتزقة، حصون، كل شيء، بشكل يجعلك تتسائل هل كان هناك داعٍ من العودة إلى قلعتها أصلاً؟ ألم يكن بإمكانها فعل كل هذا في الحلقة السابقة؟ ماذا كان الهدف من القبض على ميساندي وقتلها؟ هل كان هناك داعٍ من إضعاف دينيريس من الأساس؟ بتنين أو ثلاثة، بجيش كامل أو منقوص، كان من الواضح أن لدينيريس اليد العليا في هذا النزاع، لكن المسلسل قضى وقتاً طويلاً في اقناعنا أن دينيريس ربما ليست لديها اليد العليا، وأنها ربما في موقف ضعف، ليأتي في هذه الحلقة ويضرب كل ذلك عرض الحائط.
حاول المسلسل أن يعطي لهذه المعركة بعداً شخصياً بسرد بعض أحداث المعركة من منظور مواطني العاصمة، لم يوفق المسلسل كثيراً في ذلك لأنه تم تخصيص وقت قليل جداً لذلك كما أن المسلسل لجأ لإعطاء بعض الجنود خصالاً غير منطقية مثل قتل الأبرياء واغتصابهم، لا أتذكر أي مرة سابقة في المسلسل تم ربط هذه الخصائص فيها بجنود الشمال، كما أن حدوث هذه الأشياء في وسط المعركة بينما يحلق تنين فوقك هو أمر غير قابل للتصديق حقاً، وﻻ أعلم ما الهدف الذي يسعى له المسلسل من خلال جعل جنود جون سنو يبدون بمظهر سيء هكذا. الموضوع برمته كان مقحم عنوة وبدل أن يبدو كتصوير لمساوء الحرب على المواطنين البسطاء، بدى المسلسل وكأنه يقحم مشاهد عنف في حلقة مليئة بالعنف سلفاً، أي: الحلقة لم تكن تحتاج هذا من الأساس. لقد كانت فكرة جيدة، لكن كبقية الأفكار الجيدة في هذا الموسم تم تنفيذها بشكل سيئ جداً حولها من فكرة جيدة إلى فكرة مريعة جداً.
لقد وددت حقاً لو أن المعركة تم تقسيمها على حلقتين، حلقة من منظور تيريون، جون، ودينيريس، وحلقة من منظور أريا، جايمي، ومواطن مسكين. هكذا على الأقل يحصل كل من هذه المحاور على ما يكفي من الوقت لتبدو هذه المعركة — ولو ظاهرياً — مهمة وأنها تعني شيئاً ما غير الدمار والعنف، ﻷنه بالطريقة التي تم سردها في هذه الحلقة لم تعنٍ شيئاً سوى الدمار والعنف، وهو إهدار كبير للمؤثرات البصرية الرائعة التي شاهدناها في هذه المعركة.
نقطة المنتصف في الحلقة هي استسلام العاصمة ووقوف جون مصدوماً من هول ما يرى. هل هذا حقاً هو القائد الذي يحاول المسلسل يقنعنا أنه الملك الأفضل؟ رجل يتم حرفياً دفعه نحو اتخاذ قرارات لا يريدها. طريقة كتابة جون سنو في المسلسل تبدو وكأن الكتاب عندما أخبرهم جورج مارتن أن جون سنو هو الملك رد فعلهم كان ”جون سنو؟ حقاً؟ أأنت متأكد؟“ وهكذا كتبوه، رجل يفضل الولاء الأعمى على التفكير العقلاني، والذي يدرك متأخراً تأثير وفاءه الأعمى على الألاف من الأبرياء. سأكره حقاً أن يصبح جون سنو هو الملك بنهاية المسلسل لأن هذا يعني أن المسلسل يكافئ النزاهة، أي أن جون سنو يستحق المُلك فقط ﻷنه نزيه، بينما الشيء الذي جذب كل المشاهدين للمسلسل هو إعدام أكثر رجل نزيه في ويستيروس، نيد ستارك. أي باختصار، المسلسل يبدأ بفكرة راديكالية جداً (أو واقعية، حسب منظورك للأمور) وينتهي بفكرة شاعرية جداً، أي أن المسلسل قضى 8 مواسم ليعود للوراء!
لا أزال عند اقتراحي بأن يتم تذويب العرش الحديدي وتحويله إلى خواتم صغيرة يتم توزيعها على الشباب الراغبين في الزواج عبر برنامج حكومي يقوده وزير النقل والتنقل يورون غريجوي.
على ذكر عين الزاغ، يخوض هذا الأخير قتالاً تافهاً مع جايمي، والتي لم يحاول الكتاب أن يعطوه أي نوع من الأهمية حتى، يقوم الاثنان بتوجيه طعنات قاتلة لبعضهما البعض، يموت يورون على الفور وﻻ يذرف أي أحد دموعاً على وفاته لأنه كان شخصية بغيضة تم كتابتها بشكل رديء وتجريدها من كل الأشياء التي جعلتها مثيرة للاهتمام في الرواية، ماضيه الغامض، الأشياء السحرية التي يقوم بها، صراعه مع أخيه فيكتاريون.. الخ، وتم استبدالها بخصال تليق بالمهرجين أكثر من قائد الأسطول الحديديّ.
معركة أخرى تافهة دارت بين ساندور كليغين وأخيه غريغور، لكن قبل ذلك بقليل يقوم الدموم بجعل أريا تغادر المكان مما جعل هذه الأخيرة تشكره في إظهار نادر من أريا لبعض الضعف بدل واجهة القوة التي تتصنعها على الدوام، لقد كانت لقطة جميلة ليس فقط ﻷنه تفاعل طيب مابين الشخصيتين بل ﻷنه كان ليكون الأمر سخيفاً لو قامت أريا بقتل سيرسي حقاً. حسناً، مصير سيرسي لم يكن مرضيا للغاية في هذه الحلقة وسأتطرق لذلك بعد قليل، لكن قتل أريا لسيرسي كان ليكون أسوء حتى. لقد قضينا مواسم طويلة نرى فيها أريا تتعلم قساوة الحياة بمختلف الطرق وكيف أن الأمور لا تحدث فقط ﻷنك تريدها بشدة، وفجأة تتحول أريا إلى قاتل مأجور محترف يقتل والدر فراي، الخنصر، ملك الليل، سيرسي، وكأن كل ما تطلبه الأمر هو القليل من التدريبات في معبد غريب، الأمر الذي يجعلني اتسائل ما الغرض من تدرب أريا على تغيير وجهها وكل تلك الأشياء إذا لم تكن ستستخدمها بشكل بارز ومهم. أكره كيف أن هذا الموسم جعلني أشكك في المسلسل ككل وأعيد تقييم نظرتي له بشكل شمولي. الكثير من هذه الأشياء لم تبدُ منطقية عندما كنا نشاهدها آنذاك ولكننا كنا نتأمل أنها ستؤدي إلى شيء يجعلنا نقدرها لاحقاً في نوبة من الإدراك المتأخر، فلذلك أي شيء يجعلها تبدو بلا فائدة من شأنه أن يثير الكثير من التساؤلات ويترك الكثير من المشاهدين محبطين.
لنعد إلى CleganeBowl، الإسم الذي اختاره الانترنت لنظرية القتال المتوقع بين الأخوين كليغين، سأعترف أنني كنت من الأشخاص الذين كانوا متحمسين جداً لحدوثه لما يحمله من معنى لشخصية الدموم، إذ أن مواجهته للجبل تعني مواجهته لمخاوفه، أما حدوث هذا القتال بينما تقوم دينيريس بإضرام النار في كل زاوية من زوايا بوريال يعني أن الدموم هنا يواجه إثنين من أكبر مخاوفه في آن واحد، النار والجبل. مع ذلك، لم يراودني الشعور بأن لهذا القتال في هذا السياق أي أهمية، كان يفترض أن يكون هذا القتال أمراً جللاً لوحده، حدوثه وسط معركة كبيرة جعله يبدو تافهاً بالنظر إلى مايجري حوله. هذا عيب اخر من عيوب جمع المسلسل لكل الشخصيات في محور واحد إذ ﻻ تصبح لقضاياهم الشخصية أي أهمية أمام القضية الكبرى. نتيجة لهذا، بدا هذا القتال محاولة يائسة من الكتاب لإرضاء المشاهدين بإعطاءهم شيئاً يريدونه حتى وإن لم يعد له مكان في القصة. عدى عن ذلك وجدت القتال واقعي في طريقة حدوثه ونهايته مرضية.
ثم هناك طبعاً جايمي وسيرسي، لقد أفضت الكثير من المداد على شخصية جايمي وكيف أخفق الكتاب في إعطاء معنى لشخصيته في المسلسل على عكس الرواية، ما حدث في هذا الموسم لشخصيته هو مجموعة من الأشياء التي كان يجب أن تحدث له على مدار عدة مواسم، أي يقرر جايمي أن يترك سيرسي، يدخل في علاقة مع بريان، يعود لسيرسي عندما يصبح الخطر محدقاً بها ليموتا معاً. هذه سلسلة من الأحداث التي أجدها منطقية، تخصيص موسم لكل واحدة منها برأيي كان ليجعل شخصية جايمي ربما أفضل شخصية في المسلسل، بدلاً عن ذلك يتم تخصيص ثلاثة حلقات بحيث تبدو كل هذه الأحداث تافهة وغير منطقية. لطالما قال جايمي بأنه يريد أن يموت في حضن المرأة التي يحب، فلذلك لا يبدو شيئاً خارجا عن شخصيته أن يعود لسيرسي عندما يصبح موتها محتوماً، لكن طبعاً طريقة الوصول إلى هذه النهاية مهمة بقدر النهاية بحد ذاتها، أي يجب أن يشعر المشاهد أنها نهاية مستحقة. رحلة جايمي المختصرة مابين بوريال ووينترفل فرّغت كل معنى ممكن من شخصيته مما جعل نهايته هي الأخرى بلا معنى. لماذا غادر جايمي بوريال من الأساس؟ لماذا ذهب إلى وينترفل؟ لماذا قام بجعل بريان فارسةً؟ لماذا دخل في علاقة معها؟ لماذا أحزنتها مغادرته؟ ما الهدف الذي خدمته علاقتهما إن كان سيهجرها بعد حلقة واحدة ليموت تحت الأنقاض؟
سيرسي هي شخصية أخرى تم خذلانها من طرف الكتاب في هذا الموسم، إذ تم تهميشها لأن ملك الليل كان أهم منها ثم فجأة أعادها المسلسل للواجهة، تحويل شخصية مهمة إلى هامشية ثم إعادتها لموضع أهمية بدون أي بناء أو تمهيد ربما ليس الطريقة الأمثل لكتابة هذا النوع من القصص، كما أن شخصيتها ظهرت لدقائق معدودة وبالكاد قالت أكثر من 5 جمل، كما أن سقوطها جاء بسرعة وسهولة تجعلك تشكك في كل ذلك البناء (مهما كان قليلاً او مضللاً) الذي سبق هذه المعركة.
لأوضح مقصدي أكثر، لنأخذ كبار الشخصيات الشريرة في المسلسل: تايوين، جوفري، روز، رامسي… كل واحدة من هذه الشخصيات تطلب الإطاحة بها عدة مواسم، كان وجودها دائم في القصة ولم يتم تهميشها، وتطلب التغلب على كل منها نوعاً من التضحية، وكل تضحية منها كان ورائها قصة ومنطق معين، أي أن سقوطها بالأخير جاء كنهاية طبيعية لسلسلة من الأحداث المتوالية على مدار عدة مواسم. بعض من هذه العناصر مفقودة في هذا الصراع بين سيرسي ودينيريس، ووجود فجوة زمنية غير مبررة مابين مقتل ميساندي وهجوم دينيريس يجعل المعركة تبدو أسخف أكثر، وكأن دينيريس عادت لقلعتها فقط ليتم اعدام فاريس، وهو أمر سخيف حقاً عندما تنظر له بهذه الطريقة.
مع ذلك، يمكننا أخذ بعض المعنى من نهاية سيرسي، المراة التي أثارت الرعب في نفوس الكثيرين ماتت مرعوبة تحت أنقاض مدينة مدمرة. ما أتذكره حول سيرسي المسلسل (ﻷنها مختلفة عن سيرسي الرواية، السبب هو لينا هيدي طبعاً) هو قولها أنها مستعدة لحرق مدن لأجل أبناءها، فلذلك أجد شاعرية غريبة في كونها ماتت تحت حطام مدينة محروقة. لا أعلم هل ماتت فعلياً، لم نرها تموت بشكل حتميّ في الحلقة، وربما سنراها في الحلقة الأخيرة. أتمنى ذلك لعل الحلقة المقبلة تعطيها نهاية مرضية أكثر ومناسبة لشخصيتها.
أعتقد بشكل صادق أن هذه الحلقة كانت لتكون من أفضل حلقات المسلسل لو تم البناء لها بشكل صحيح ومتزن ومنطقي، ولو استحقت هذه النهايات التي سعت نحوها، الاخراج كان جميل، الموسيقى جميلة (أعتقد أن موسيقى الثرونز هي الشيء الوحيد الذي ظل على جودته طوال مواسم المسلسل الثمانية)، المؤثرات البصرية رائعة، كل ما يتطلبه الأمر لتخريب هذه الأشياء هو بعض الأشياء اللامنطقية مثل إلغاء قوة السلاح الخارق المضاد للتنانين، الذي اتضح بنهاية المطاف أنه ليس مضاداً للتنانين حقاً. أعجز حقاً عن تخيل غرفة الكتاب التي اتخذت هذا القرار، ”حسناً سنجعل يورون يقتل تنينا بثلاثة ضربات متتالية“ ثم في الحلقة المقبلة ”أعتقد أن سلاح يورون ليس قوياً حقاً لإصابة تنين مرة واحدة على الأقل“، هذا التذبذب بين مواقف متضادة كان حاضراً في عدة محاور بشكل أفقدها كل معنى ممكن.
أنا متحمس للنهاية شخصياً، ومهما كان المعنى الذي سيخرج به المشاهدون من النهاية سيكون لها معنى واحد بالنسبة لي: لن يتعين علي الكتابة عن هذا المسلسل بعد الآن، وهذا شيء رائع. هذا أمر مضحك، ﻷن الكثير من المتعصبين للمسلسل كانوا يطالبونني على مر السنوات بأن أتوقف عن الكتابة عن المسلسل، وها نحن ذا سنحصل جميعاً على ما نريده أخيراً.
في الحلقة المقبلة
هناك أريا، هناك دينيريس وعيونها خضراء… الباقي عندكم.