دليل التلفزيون العربي يختار أفضل 15 مسلسلاً درامياً لموسم 2017/18

إن الشعور الذي يراود المرء وهو ينظر إلى الخيارات المتاحة أمامه في هذه الفترة من مسلسلات درامية ﻻ يوازيه سوى شعور فتح الثلاجة وقول ”ﻻ يوجد شيء ليؤكل“. طبعاً، في الحالتين هناك أشياء صالحة للأكل/المشاهدة، لكن لا شيء منها يثير الشهوة إلى تلك الدرجة.

عندما يفتح المرء الثلاجة، فإنه يفتحها متأملاً أن يجد شيئاً جديداً، غير متوقع، لم يكن هنا من قبل، لكن كل ما يجده هو نفس الأشياء التي كانت هناك منذ عشرة دقائق/موسمين مضت. طبعاً، عندما يقول المرء أنه ﻻ يوجد شيء قابل للأكل، تلك مبالغة، هناك الكثير من الأطعمة الصحية والخضار، وبقايا يوم أمس/الموسم الماضي، كما أن أحداً ما حرك ذلك المرطبان الذي قبع في خلف الثلاجة منذ 1992 إلى الرف الأعلى، لسبب لا يعرفه أحد. لا يوجد خطب حقاً بالخضروات والبقايا والأطعمة الصحية، لكنها جميعاً لا تشبعك مثل بيتزا ماد من، أو بريكين باد مشوي، أو حتى تاكوس سانز أوف أناركي، والتي كنت تشبع نفسك بها قبل فترة أصبحت تبدو بعيدة جداً الآن رغم أنها ليست كذلك.

الخلاصة، هناك الكثير من الأشياء الجميلة على التلفزيون حالياً، لكن بعد أن تم تدليلنا لفترة طويلة ببعض من أفضل المسلسلات في التاريخ، يحق للمرء أن يتسائل: هل هذا فعلاً أفضل ما سنحصل عليه الآن؟

على أيّ، هذه 15 من بين أفضل الموجود في ثلاجة المسلسلات، قد لا تشبعنا، لكنها صحيّة وجيدة لك.

 

15- The A Word

ليس هناك أي خصاص في التلفاز حالياً في ما يتعلق بالدراما العائلية، لكن هناك مسلسل واحد فقط يمثل فيه الطفل ماكس فينتو برفقة الرائع كريستوفر إكسلستون، وهذين الإثنان يصنعان أفضل ما في الدراما البريطانية The A Word.

على غرار الموسم الاول، ركز هذا الموسم على مختلف التحديات التي واجهت عائلة هيوز في تربية الطفل جو المصاب بالتوحد، لكنه أيضاً بركز على كل فرد من أفراد هذه العائلة وحياتهم بعيداً عن جو. يحتوي هذا المسلسل على مجموعة من الشخصيات الفريدة من نوعها والتي تجمعها علاقات ببعضها البعض ﻻ يمكن وصفها سوى بالغريبة، حيث تمتزج الدراما بالكوميديا مما يجعل المسلسل لا يبدو كئيباً أبداً (خصوصاً وأنه يتعامل مع موضوع رئيسيّ غير مسلي البتة) في أي حلقة من حلقاته، إذ مهما كان المسلسل حزيناً جداً في أحيان، هناك دائماً فكاهة تلوح بالأفق في المشهد الذي يليه.

وهذا يعني أن المسلسل جيد بما فيه الكفاية حتى لو لم تكن القصة حول الإبن المتوحد، لكنها أفضل بكثير بوجوده، وهذا ما يجعله مسلسلاً مميزاً.

 

14- Narcos

كان من الواضح أن منتجي Narcos كانوا أمام مهمة صعبة في جذب اهتمام المشاهدين بعد انتهاء قصة بارون المخدرات بابلو إسكوبار، وفي هذا الموسم أثبتوا قدرتهم على المحافظة على نفس الرتم ونفس التشويق حتى من دونه.

الوجوه الجديدة ضخت دماءاً جديدة في عروق Narcos، حيث ساهمت في تمييز هذا الموسم عن سابقيه وأضافت إلى قصته نوعاً من الذكاء، إذ لم يعد الأمر يقتصر على العنف المبالغ فيه وتهديدات القتل، بل أصبحت للقصة أبعاد سياسية وجغرافية إذ دخلت إمبراطورية المخدرات بشكل رسميّ إلى الأراضي الأمريكية.

لكن إذا أردنا الحديث عن اللحظة الأفضل في هذا الموسم، فهي كانت بالتأكيد تلك اللحظات عند النهاية عندما اكتشفنا كمشاهدين، عن طريق العميل بينا أن الحرب على المخدرات ليست سوى أكذوبة كبيرة، وأن الأمر برمته ليس سوى مسرحية كبيرة يستخدم فيها البشر كبيادق لخدمة مصالح سياسية، لقد دامت هذه اللحظة الهادئة أقل من عشرة دقائق في موسم مليء بالمطاردات والتشويق، لكنها كانت لحظة ثمينة للغاية حتى مع قصرها.

علاوة على ذلك، يجب أن نتفق جميعاً أن الأفضل من هذا كله هو أن هذا الموسم أعفانا بشكل كلي من صوت الراوي/العميل ستيف مورفي المزعج جداً.

 

13- Trust

معضلة بول غيتي الثالث، لعل فيلم هذا العام لريدلي سكوت قدم تلك القصة بجزئيات معينة ولكن النظر لهذه القصة بعدسة داني بويل كانت ضرورية وكانت ممتعة، بدايةً من اللمسة الواضحة في الحلقات الافتتاحية استمراراً بالاداء الممتع جداً الذي قدمه الرائع دونالد ساذرلاند في خلال أحداث المسلسل استمراراً بأداء هيلاري سوانك وكل الأجواء الايطالية، هذا المسلسل كان مختلفاً، كان في بعض الأوقات ضائع في محاولة التركيز على أشياء آخرى ولكنه بشكل عام استطاع أن يقدم قصة جيدة لم تكن مثالية ولم تكن مثيرة للاهتمام على الدوام ولكنها كانت جيدة على مستوى الاسبوع وبشكل او بآخر كان واحد من المسلسلات المميزة لهذا الموسم.

 

12- Legion

موسم ثاني مختلف، موسم ثاني أطول، موسم ثاني مع وجود جون هام كراوي لبعض المشاهد، موسم ثاني فيه واحدة من أفضل حلقات ”الفيلر“ في هذا الموسم التلفزي، يبقى هذا المسلسل كونه أفضل عمل مقتبس من قصص مصورة ويبقى ما يقدمه في حلقاته مختلف ومميز، رغم محاولة النزاع والتطويل، رغم الركض في الأنحاء ومحاولة ايجاد الحلول، رغم كل ذلك، مازال هذا المسلسل لديه ما يقدمه، بين شخصية فاروق وبين الابداع المتواصل الذي مازالت تقدمه اوبري بلازا وبين كل تلك الأحداث، يبقى هذا المسلسل لديه ما يقدمه والموسم القادم من المؤكد أنّه سيكون مختلف كلياً وسنرى المزيد من ابداعات نوا هاولي.

 

11- Baron Noir

إذا كانت الانتاجات الفرنسية معروفة بشيء واحد دون غيره، فهو بالتأكيد الواقعية. وفي هذه الدراما السياسية من كنال+ يمتزج خيال المؤلفين بالواقع السياسي الفرنسي لينتج لنا عنه موسم ثاني مذهل بعد موسم أول رائع.

بعدما تابعنا في الموسم الأول الحملة الرئاسية للسياسي فرانسوا لوجيي بمعية من صديقه فيليب ريكفيرت، البارون الأسود، يعود هذا الموسم ليحكي لنا تبعات أحداث الموسم الأول وتطور أو تدهور العلاقة بين مختلف الشخصيات حين تبدأ المصالح الشخصية بأخذ الأولوية على الصداقات والولاء. تعامل أيضاً هذا الموسم مع قضايا سياسية حالية مثل بروز اليمين المتطرف والدور الذي يلعبه الانترنت في كل هذا، بما في ذلك مقطع ريمكس سيعلق في ذهنك لفترة طويلة، وستجد نفسك تغنيه على الفطورة لبضعة أيام من مشاهدتك له.

هناك شيء من طوني سوبرانو في شخصية فيليب ريكفيرت، وهناك القليل من جو العصابات في سياسات هذه القصة، وهو ما يجعل مسلسل Baron Noir جذاباً جداً، هذا طبعاً بالإضافة إلى الأداءات التمثيلية الرائعة لطاقم المسلسل التي ستمنحهم مرة أخرى على الأرجح ترشيحات لجوائز الإيمي الدولية.

 

10- Twin Peaks

عودة ديفيد لينش للتلفاز مختفلة، عودة لينش للتلفاز مميزة، عودة لينش للتلفاز غريبة، هل شاهدتم تلك الحلقة الثامنة؟ لينش لن يتوقف عن رمزياته، لينش لن يتوقف عن ابداعه، لينش غاب وعاد ليقدم محتوى تماماً كما هو بلمساته الغريبة والعجيبة، بشخصياته الأغرب بعالمه الذي يرسم كل تفصيلة من تفاصيله، عودة لينش كانت أطول كانت مليئة بالأمور الغريبة ولكنها تبقى عودة واحد من اولئك الذين قدموا الكثير لعالم التلفاز وقدموا محتوى سبق ذلك العصر، ربما لينش لم يقدم محتوى خارق للعادة هذه المرة ربما لم يفجع ويُصدم الجمهور ولكن يبقى لينش هو لينش يبقى توين بيكس هو واحد من تلك المسلسلات التي ستبقى ذكرى ويبقى رغم كل شيء وبعد مرور كل السنين، مشاهدة هذا المسلسل تجربة مختلفة كلياً. لذا… شكراً لينش.. لكن أعتقد أن الوقت قد حان لتوديع توين بيكس للأبد.

 

9- Killing Eve

متعة هذا الموسم، اكثر مسلسل ممتع في هذا الموسم بدون أي منازع لا يمكن أن يُجادل أحد على جودة هذا المسلسل وما قدمته العبقرية فيبي والر-بريدج في نص هذا المسلسل الذي كان يقفز بين الكوميديا السوداء وبين الدراما الغريبة، بين المشاهد الساخرة وبين المشاهد الواقعية، بين نظريات المؤامرة وبين عالم الجاسوسية، بين الدخول في خلجات شخصيتين من أفضل ما يكون مليئتان بالتفاصيل وبين الاداء الرائع الذي قدمته المبدعة ساندرا اوه، هذا المسلسل كان عبارة عن متعة اسبوعية لا تتوقف ونحن متأكدين من أنه سيواصل على ذلك النهج.

 

8- Alias Grace

باعتبارها المكان الذي يتم التصوير فيه لأغلب المسلسلات الحالية، كانت مجرد مسألة وقت قبل أن تبدأ إنتاجات كندا الأصلية في اختراق سوق المسلسلات وجذب الانتباه إلى قصص مختلفة وجديدة، و Alias Grace يدخل حتماً ضمن هذين الفئتين.

هذا المسلسل الذي يستمد قصته من أحداث حقيقية لا يخبرنا الحقيقة، لأنها غير معروفة، لكنه يستغل هذا الجهل بالحقيقة ليجعلنا نفكر في ماهية الحقيقة على وجه التحديد. القصة التي ترد بها غريس ماركس (تلعب دورها ببراعة الممثلة سارة غادون) على الجريمة المتهمة بها، هي ليست نفسها التي تحكيها الصحف، ليست هي نفسها التي تحكيها للطبيب، وليست هي نفسها التي تحكيها لمن يرونها مصدر تسلية. إذا ماهي الحقيقة؟ هل هي شيء واحد ثابت يتقبله الجميع أم هي متغيرة لدى الحكواتي والمتلقي؟

هذه ليست سوى ثيمة واحدة من بين عدة ثيمات يتعامل معها هذا الاقتباس الممتاز لرواية مارجريت أتوود (المرأة ذاتها التي أعطتنا The Handmaid’s Tale) الذي قدم لنا واحداً من أفضل الأداءات النسائية في هذا الموسم.

 

7- Billions

يواصل هذا المسلسل تواجده الموسم تلو الآخر في قوائمنا رغم أنّه لا يحصل على التقدير الذي يستحقه بالمرة في عالم التلفاز والجوائز بشكل عام، ربما هذا المسلسل ليس للجميع ربما لم يعجب بعض من تابعوه في بداياته ولكن اولئك المستمرين معه حتى الآن يعرفون تماماً مالذي يقدمه الثنائي العظيم بول جياماتي وداميان لويس، كلاهما يقدم دور أكثر من رائع وهذا الموسم واصل المسلسل مفاجئتنا بالعديد من التغيرات حتى وجدنا انفسنا في مكان آخر تماماً في منتصف الموسم ثم كل شيء تغير بعد ذلك وأصبحنا نشاهد شيء آخر تماماً، قدرة المسلسل على مجاراة ذلك النسق السريع وبنفس الوقت خلق محاور مثيرة للاهتمام مثل محور تايلور ومحاور داخل الغرف المغلقة لوزارة العدل الأمريكية، كل شيء كان كما يجب أن يكون هذا الموسم، ويبقى هذا المسلسل درة مكنونة لا يعرفها الكثيرون.

 

6- Westworld

هنالك الكثير ليقال عن هذا الموسم، بدايةً من تكرار عملية اللعب على المحاور الزمنية، استمراراً بالذهاب لجوانب لا أحد حقاً مهتم برؤيتها ولا تمثل أي اهمية أو ضرورة ولكن كانت عبارة عن حشو مقصود من أجل اظهار بعض الأقليات وسرد بعض القصص من أجزاء مختلفة من العالم بين قصص السكان الأمريكيين الأصليين وبين قصص الشرق ورحلة الشرق البعيد وبين استمرار تواصل قصة الشخصيات الرئيسية التي كل منها كان يذهب في اتجاه معين، لهذا المسلسل لحظاته الممتعة، لهذا المسلسل لحظاته المميزة، لهذا المسلسل لمساته الاخراجية المبدعة، لهذا المسلسل ممثليه المميزين ولكن ما يفقتده هذا المسلسل حقاً هو كتابة تهتم بالأحداث والأفكار والسير العام للشخصيات أكثر من محاولة ادعاء العمق وارضاء المشاهدين وترفيههم بقصص لا تُسمن ولا تُغني من جوع، على جونثان نولان وليسا جوي التركيز على القصة الرئيسية وليس من المبتكر حقاً أن يتم استخدام ”توست“ اكثر من محور زمني مرة تلو الآخرى، أحياناً هنالك حدود وهذا المسلسل لا يعرف حدوده، مع ذلك ليس كل شيء سلبي، فيبقى هذا المسلسل يقدم حلقات ممتعة ويبقى من وقت لآخر لديه ما يُقدمه ولكن ما يزعج حقاً أنك ترى الامكانية ومع ذلك لا يتم استخدام تلك الامكانية، هذا الأمر مزعج حقاً. على أي حال شكراً جيفري رايت على أداءك الرائع ورجاءً لا مزيد من عودة الشخصيات رغم حبنا لانثوني هوبكنز ولكن ذلك الأمر مزعج حقاً يا نولان وجوي.

 

5- The Handmaid’s Tale

بعد موسم رائع جداً بُني قلباً وقالباً، شكلاً وتفصيلاً على الرواية الأصلية، حان الوقت للمسلسل ليخرج من كنف الرواية ويأخذ طريقه، ذلك الأمر أضيف له شيء مهم وهو 3 حلقات اضافية، لتجعلنا نذهب في رحلات مختلفة حول عالم جيلياد، تعرفنا على شخصيات جديدة، عدنا لشخصيات قديمة تعرفنا على المزيد من المعلومات وواصل هذا المسلسل كونه جرعة الدراما وربما الكئابة الاسبوعية الثقيلة، ربما ذلك الأمر ليس ايجابياً كون هذا المسلسل كئيب بعض الشيء ولكنه يواصل دائماً النجاح بخلق بارقة أمل هنا أو هناك تجعلنا ننتظر منه الكثير، وليزي موس؟ الكلام عنها غير مفيد حقاً هي أفضل ممثلة دراما في التلفاز بدون أي منافس، شاء من شاء وأبى من أبى، رغم افتقاد المسلسل لمخرجاته المميزات من الموسم الأول ولكن تبقى ليزي موس هي المسيطر الأول وتبقى اللمسة الاخراجية موجودة ويبقى هذا المسلسل كونه واحد من المسلسلات المميزة.

 

4- The Looming Tower

لو سألت أي مشاهد عربي عن رأيه في طريقة تصوير المسلسلات والأفلام الأجنبية للشرق الأوسط والعرب، وصف ”عادل“ لن يكون ما ستسمعه منه، والسبب يعود بشكل رئيسي إلى 9/11.

لكن ها نحن في 2018، مسلسل جديد من Hulu حول 9/11 يعطي نظرة عادلة نحو كل الأحداث التي ساهمت بشكل أو بأخر إلى وقوع واحدة من أكبر وأشهر الكوارث البشرية في التاريخ المعاصر. كون المسلسل مبني على كتاب وتحرّ صحفيّ جعله يكتسب هذه الواقعية، التي تم تجسيدها بشكل ممتاز من طرف كل ممثلي هذا العمل الذي كان يحتاج حقاً إلى مجموعة (أو ensemble) من الممثلين الممتازين لكي يخرج بهذه الصورة التي خرج عليها.

التعليق على اختيارات لجان الجوائز أصبح عديم الفائدة بحلول هذا الوقت، لكن إذا كان هناك عمل واحد (وطاقمه) ظلم أكثر من غيره في ترشيحات الأيمي الأخيرة، فإنه The Looming Tower بدون شك.

 

3- The Crown

بوجود جون لايثغو في دور شخصية كبيرة كوينستون تشرشل في الموسم الأول من دراما نتفليكس The Crown، كان من الصعب على أي ممثل أخر في المسلسل أن يبرز في حضوره، لذلك غيابه في هذا الموسم حعل الكثير من الأداءات الأخرى تبرز أكثر، أهمها كلير فوي في الدور الأهم في المسلسل.

كلير كانت محط نقاش كبير مابين الموسمين إذ ظهرت تقارير تقول أنها كانت تستلم رواتب أقل من زميلها مات سميث رغم أنها الشخصية الرئيسية والأهم في المسلسل، هذا شيء مخجل ليس فقط لأن فيه ظلماً كبيراً لها، بل لأنها تستحقه قبل كل شيء، حيث التهمت كل مشهد ظهرت فيه في هذا الموسم الثاني من المسلسل الذي — مع غياب تشرشل أو أي حدث كبير مثل الحرب العالمية — ركز بشكل كبير على الدراما العائلية بين أفراد هذه العائلة الغير عادية، وعلاقاتهم ببعضهم البعض على اختلاف طبيعتها (زوجية، أخوية، أبوية… الخ)، وقدم لنا نظرة أعمق إلى دواخل كل شخصية ودوافعها.

هذا المسلسل كان سيفتقد حقاً كلير فوي لولا أن المرأة التي ستخلفها ليست سوى الكنز الوطني أوليفيا كولمان، ولهذا نحن متحمسون لرؤية المزيد من The Crown.

 

2- The Deuce

عودة العبقري ديفيد سايمون لعالم التلفاز، بايلوت هذا المسلسل يجب أن يكون حصة تدريسية حول كيف يجب أن تقوم ببايلوت ناجح، فكرة الحادثة في الحلقة الأولى للتفريقن بين التوأمين لوحدها تُريك مدى عبقرية هذا الرجل وطاقمه الكتابي ورغبتهم بتقديم الشخصيات كل على حدا وكل بطريقته الخاص وفي مكانه الخاص، بين شخصية ماغي جيلينهال التي قدمتها بشكل ممتاز وبين جيمس فرانكو الذي قدم شخصية التوأم بامتياز وبين المشي في أنحاء نيويورك في السبعينات ودراسة ذلك العالم، عالم صناعة الدعارة والابحايات، كل شيء حول هذا المسلسل كان مثالياً، ذلك ما تحصل عليه عادةً عندما تخلط ديفيد سايمون ونص تلفزي وقناة اتش بي أو ومجموعة موهوبة من الممثلين، لدا هذا المسلسل الكثير ليُقدمه لنأمل فقط أنه سيحصل على وقته الكافي، فهو يستحق الكثير، رغم استبعاده من جوائز الايمي وذلك غالباً يعود لتهم التحرش التي ظهرت تجاه بطل المسلسل وأحد منتجيه المنفذين جيمس فرانكو الا أن لهذا المسلسل قصة مميزة يريد طرحها وأتمنى أن يأخذ وقته.

 

1- The Americans

إن أحزن شيء حول The Americans — بجانب أننا فقدناه للأبد الآن — هو أنه لم يبدأ يحصل على الاهتمام الذي استحقه سوى عندما وصل إلى نهايته، لكن هذا على الأقل أفضل من أن لا يحصل على هذا الاهتمام على الاطﻻق.

الأمريكيون، في موسمه الأخير، أثبت من جديد لماذا استحق كل ذلك الاهتمام: شخصياته المعقدة، أحداثه المتسارعة، طاقمه المتكامل، وأداءات البطلين. لم يكن مجرد مسلسل حول الجواسيس، لقد كان مسلسلاً حول عائلة، حول زوجين، حول عميلين، حول جيرانهم، حول عواطفهم، حول ولائهم، وحول الكثير من الأشياء الأخرى، وظل هذا المسلسل وفياً لأسلوبه حتى الرمق الأخير، لم يرحم شخصياته، لم يعطها حلولاً سهلة، لقد كانت مشاهدته صعبة حتى المشهد الأخير منه، ولهذا السبب أحببناه، وشجعناه، وترقبنا كل موسم جديد منه،

ولهذا السبب سنشتاق له.

 

خاص: الوثائقيات

إن أكبر المستفيدين من عصر ”الكثير من التلفزيون“ هم بالتأكيد عشاق الوثائقيات، هذا الصنف الذي كان يحضى بإصدارات قليلة ومتباعدة أصبح الآن من أهم مجالات الترفيه الشائعة. نتفليكس أخذت على عاتقها توزيع الكثير من الوثائقيات المميزة وإعادتها للواجهة، خصوصاً في صنف الجريمة الواقعية الذي أصبحت قصصه من أكثر القصص المطلوبة والتي يتم التهامها من طرف الجمهور بلا هوادة.

في العادة نقوم بنشر اسم وثائقي أو برنامج كمكمل لهذه القوائم لأننا نحب مشاهدتها والتوصية بها ونشر القليل من الثقافة والمعلومات مع هذه المسلسلات المسلية، لكن في هذا الموسم كان هناك الكثير من الوثائقيات المميزة والتي صعبت علينا عملية الاختيار فيما بينها. في الحقيقة، الوثائقيات هذه السنة استحقت قائمة خاصة بها لأن بعضها كان أفضل من الكثير من المسلسلات الدرامية لا من ناحية القصص التي تداولتها أو من طريقة تصويرها أو تقديمها لتلك القصص.

لذلك قمنا باختيار 8 منها وتقديمها في الصورة التي ترونها على اليسار والتي يمكنكم الضغط عليها لتكبيرها، ننصحكم بالبحث والإطلاع على كل واحد منهم ومشاهدة 4 منهم على الأقل لأنها أعمال جد مميزة وتقدم ترفيه من نوع خاص، وربما قد تستفيدون بمعلومة أو إثنتين.

بالنظر إلى غزارة الانتاج التي يعرفها عالم التلفزيون حالياً، توقّع المرء أن يكون هناك الكثير من الابتكار والمخاطرات مع أفكار جديدة وخلاقة، بينما كل ما حصلنا عليه في الواقع هو المزيد من الأشياء المعتادة والكثير من التكرار، فانتهى بنا المطاف مع المزيد من الخيارات لكن القليل من الجودة.

هذا لا يعني أن الانتاجات التي ذكرناها في هذه القائمة سيئة، على العكس تماماً، هذه هي أفضل المسلسلات المتوفرة حالياً (حسب رأينا الغير متواضع). لكن عندما تنظر للصورة الكلية، The Americans هو آخر ”المسلسلات العظيمة“ من هذه الفترة التي وصفت بالذهبية في كثير من الأحيان، ليكون هو رمز نهاية حقبة لربما لن تتكرر عما قريب.

مادام التركيز منصباً لدى إداريي الشبكات وخدمات العرض على زيادة الانتاجات بدل التحسين من جودتها، ستمضي فترة من الوقت قبل أن يمل الجمهور من هذا التكرار ويعزف عن المشاهدة بشكل كامل، فيقل الانتاج وتعود الأمور إلى ما كانت عليه، لكن لا أحد يعرف كم ستمتد هذه الفترة، بما في ذلك جون لاندغراف المسكين الذي يغير كل صيف من توقعاته حول تاريخ نهاية عصر ”الكثير من التلفزيون“.