حصيلة 2017: المسلسلات الجديدة – الجزء الأول

قوائم نهاية السنة أصبحت جد شائعة هذه الأيام، وجزءاً لا يتجزأ من تجربة مشاهدة ومتابعة المسلسلات، لدرجة أنه يمكنك أن تخمن مقدمة هذه المقالة بدون أن نكتبها لك. في البداية، تُذكر مجموعة من الأرقام حول عدد المسلسلات التي تنتج كل سنة، مرفقة بكلمات مثل ”عصر الكثير من التلفزيون“ أو ”Peak TV“، ثم مديح للتطور الذي عرفته الانتاجات التلفزيونية في هذه الفترة ومقارنته بحالة السينما التي يرثى لها، وهجرة نجوم هذه الأخيرة نحو التلفزيون بحثاً عن قصص أفضل، وما إلى ذلك من هذه الأشياء. لذلك لا داعي لأن نكتب لكم تلك المقدمة، ولنتجاوزها مباشرة نحو الحديث عن المسلسلات.

كما تعرفون، دليل التلفزيون العربي يصدر قوائمه بشكل موسميّ، قبل بداية موسم الجوائز (الإيمي على وجه الخصوص)، فلذلك قوائم نهاية السنة هذه لا نهدف منها إلى إعطاء ترتيب محدد لأفضل مسلسلات السنة، بل لتسليط الضوء بشكل رئيسيّ على كل تلك المسلسلات التي لم تدخل في قائمة موسم 2016/17 لأفضل دراما، و لأفضل كوميديا، وكذا المسلسلات التي عرضت منذ أغسطس الماضي عندما نشرنا تلك القوائم.

لدينا 5 قوائم مختلفة سنعرضها عليكم جميعاً، والتي ستغطي كل شيء برز في العام 2017 وكذا ما يمكننا أن نتوقعه من مسلسلات عام 2018. بداية بهذه المقالة، التي ستأخذ نظرة للخلف إلى المسلسلات التي كنا نتوقع منها الكثير، ولهذا اخترناها ضمن سلسلة الطيار. هل كانت اختياراتنا في محلها؟ لنرى…

★★★½ – رضوان: ”أبرز شيء قدمه لنا الموسم الأول من دراما راين ميرفي الأنثولوجية Feud، بجانب الأداء الرائع لجيسيكا لانج وسوزان سراندون (بدون أن ننسى جاكي هوفمان في دور الماماسيتا)، هو تسليط الضوء على الحقيقة المرة حول علاقة هوليوود بالمرأة، وهي كالتالي: لقد مرت 50 سنة، ولم يتغير حقاً أي شيء في هوليوود.“

★★★ – مصطفى: ”وجود النجم توم هاردي خلف (وأمام) هذا المشروع جعله، بجانب قصته وأجواءه السوداوية واشتراك قناتين مثل بي بي سي وأف أكس في انتاجه، مسلسلاً منتظراً من طرف عديد من الناس الذين توقعوا أن يروا دراما عالية خاصةً مع تواجد ستيفن نايت كأحد كُتابه ولكن للآسف المسلسل كان مُتذبذب في أغلب فتراته، احتاج وقت كبير في البناء وعلى الرغم من أن عدد الحلقات قليل إلا أنّه بقي يبني في الأحداث ويُقدم حتى وقت متأخر ليُقدم لنا فيما بعد أحداث في النهاية لم تكن مطبوخة كما يجب، لذا باستثناء بعض اللحظات الظلامية الجيدة وكاريزما وتمثيل توم هاردي وبعض الممثلين الآخرين، المسلسل كان مملاً ولم يقدم أي شيء استثنائي.“

★★½ – مصطفى: ”ليس هنالك الكثير ليُقال حول هذا المسلسل سوى أنّه كان خيبة أمل كبيرة جداً، المسلسل حاول أن يعتمد بشكل كبير على شخصية نيل باتريك هاريس وأن يُقدم نوعية معينة من القصص ولكنه حتى إن قارنته بنوعيته وبالفئة الموجهة لها المسلسل ستجده يفشل في كثير من الأماكن ولا يعرف أين يجد نفسه، فالقصة والأحداث وكل شيء كان ممل لأبعد الحدود ولم تكن تجربة ممتعة إلا في لحظات قليلة جداً.“

★★★½ – مصطفى: ”على الرغم من الاحتفاء العالي في المسلسل وعلى الرغم من التقدير الكبير الذي ناله وكل تلك الجوائز والتكريمات إلا أنّه في صلبه المسلسل لم يكن مثالياً كما يحلو للجان الجوائز ومعجبيه وصفه، أتفق تماماً أنَّ طاقم التمثيل قدم أداء رائع جداً والثلاثي ريس ونيكول ولورا قدموا أداء ممتاز وجان-مارك المخرج قدمنا لتلك المدينة الصغيرة ولأحداث المسلسل بشكل جيد جداً إلا أنَّ حتى مع خبرة ديفيد إي. كيلي النص لم يكن مثالياً، المسلسل تعاطى مع بعض المشاكل وذلك ما جعله يُصبح حديث الساعة ولكن في صلبه كان مسلسلاً جيداً فحسب بنص متوسط واخراج جيد وتمثيل جيد جداً.“

★★★½ – رضوان: ”كانت هناك الكثير من الامال معلقة على هذا المشروع، على الورق، لقد بدى كل شيء مثالياً: قصص كاتب مرموق في صنفه، طاقم ممتاز، فريق انتاج مميز. يكفي القول أن المسلسل لم يصل لمستوى التوقعات. بينما كان الانتاج عالي المستوى وأبان عن مقدار المال الذي صرف في انتاج هذا المشروع، إلا أن الجانب الفني كان يفتقد للابتكار، مما جعل معظم حلقات المسلسل تبدو وكأنه ينقصها شيء ما. هذا لا يعني أن Electric Dreams لا يستحق المشاهدة، بلى، شاهده، فقط لا تتوقع الكثير منه.“

★★★½ – مصطفى: ”كوميديا جيدة جداً، كانت من مفاجئات هذا العام. على الرغم من تواجد نجوم كأبطالها لكن كان لدي بعض التخوف من القصة ومن كيفية التعاطي معها، كل ذلك تنحى تماماً عندما دخلنا في صلب الأحداث ووجدت نفسي ألتهم الحلقات تلو الآخرى وأستمتع بالكوميديا المقدمة وبالنمط الساخر الذي يحاول المسلسل تقديمه، بشكل عام الثنائي تيموثي ودرو قدم أداء رائع جداً والكيمياء بينهما وبين الممثلة التي تمثل دور ابنتهم عالية وكل شيء سار بشكل جيد في الموسم الأول، على أمل أن نرى موسم ثاني جيد.“

★★½ – مصطفى: ”خيبة أمل آخرى ولكن كان يجب أن أتوقعها، كان من الواضح تماماً أنَّ هذا المسلسل لن يكون شيئاً مميزاً ولكنني كنت متحمس بعض الشيء لارتباط شوتايم ولتواجد ادريس البا، المسلسل حاول أن يُسلط الضوء على بعض المشاكل العِرقية ويُعطي فكرة تاريخية عنها في بريطانيا ولكن الأحداث كانت مشتتة، الأداء التمثيلي كان مُبالغ فيه في أغلب المشاهد، الاخراج كان عادي والمبالغة من قبل جون ريدلي في تقديم القصة وطريقة الطرح، كل شيء كان يقدم لنا مسلسل متوسط لا أكثر.“

★★★ – مصطفى: ”من مفاجئات الصيف السعيدة، هذا المسلسل كان واحد من تلك المسلسلات التي استطاعت أن تجعلني أتفاعل مع الشخصيات وأهتم بمصيرها وبما سيحدث لها، رغم أنَّ قصته ليست جديدة ومبتكرة كلياً ولكنها كانت معمولة بشكل نستطيع أن نقول عنه جيد، أو ربما ذلك يعود للتمثيل المميز الذي قدمه جيسون والذي كان مفاجئة نوعاً ما أن نراه بهذا الدور الدرامي أما لورا ليني فالكلام بحقها لا يكفي، عاب على المسلسل التسرع في بعض المحاور ومحاولة خلق دراما كان واضح أنها مصطعنعة مع ذلك هو مسلسل جيد عليه فقط أن يُعطي مزيداً من المساحة لـ لورا ليني وربما يجعلنا نرى المزيد من جوليا غارنر فقد قدمت دور روث بشكل جيد.“

★★★ – مصطفى: ”خيبة أمل للآسف كان هذا المسلسل، لم يكن سيئاً بشكل تام بل كان مسلسل متوسط وجيد في معظم الأحيان ولكن كنت متوقع منه الكثير بسبب تواجد ذلك الطاقم التمثيلي الجيد الذي لم يُخيب فميشيل دوكري قدمت دور ممتاز وجيف دانيلز قدم دور رائع والمفاجئة المتوقعة بالنسبة لي هي ميرت ويفر ربما لم يتوقع أحد أن يراها تقدم هذا الدور بتلك البراعة ولكن لمعرفتي بها كنت متوقع وبالفعل لم تخيب، مع ذلك النص لم يُعطي هؤلاء الممثلين المساحة الكافية لتقديم ما لديهم والقصة كانت كلاسيكية متوقعة في أغلب الأحيان كأي قصة من قصص عالم الويسترن المعروفة. “

★★★½ – رضوان: ”عندما تقرأ رواية نيل غايمان، لا يصعب عليك حقاً أن تتخيلها كمسلسل، إنها رواية مكتوبة بشكل جميل وممتع، فلذلك كان يصعب حقاً تخيل أن أي اقتباس تلفزيوني لها يمكن أن يفشل، وللأسف هذا ما حصل. عيوب المسلسل كثيرة جداً على أن تُذكر في هذه الفقرة الصغيرة (وتم الإمعان في ذكرها في تغطية المسلسل)، لكن لا شيء يختزل نقائص المسلسل كلها أكثر من هذه الجزئية البسيطة: لقد وُعِدنا بموسم من عشرة حلقات، وكل ما حصلنا عليه هو ثمانية.“

★★★½ – مصطفى: ”هنالك الكثير ليُقال عن هذا المسلسل (ما يكفي لمقالة كاملة) ولكن بشكل عام لهذا المسلسل العديد من العيوب والعديد من المزايا، على مستوى معين المسلسل قدم فكرته بشكل جيد وحاول أن يتعاطى مع تفاصيل تاريخية واقعية وأن يكتبها بشكل درامي جيد. نجح المسلسل في تقديم ذلك في لحظات ولكنه فشل في لحظات آخرى، الاخراج كان جيداً لفينشر ولكنه لم يكن استثنائياً التمثيل كان جيد بالذات من قِبل آنا تورف وشخصياً أعجبني هولت فيما قدمه إلا أنَّ المسلسل فشل في أماكن آخرى. على مستوى الكتابة قد تشعر أحياناً بضياع القصة قد تشعر أحياناً بعدم واقعية الحوارات وهذا يُعتبر شيء سيء لمسلسل يحاول أن يبني قصته على وقائع، مع ذلك كان من الممتع رؤية تلك المسيرة وكيف تطورت طريقة تفكير المباحث الفدرالية ومحاولة التعاطي مع المجرمين والقتلة المتسلسلين.“

★★★★ – مصطفى: ”المسلسل الأكثر تكاملاً هذا العام، أعني ربما لو لم تكن مهتم بقصته وبما يحاول ديفيد سايمون تقديمه ربما لن تهتم حقاً وستجده ممل وهو كذلك فعلاً إن لم تكن تهوى ما يقدمه سايمون مع ذلك لا يُمكنك أن تنكر بأي شكل القيمة الفنية العالية المتواجدة في المسلسل، على مستوى الاخراج ما فعلته ميشيل ماكلارن في البايلوت وفي الحلقة الأخيرة يُعطيك فكرة كبيرة جداً عن قيمة هذه المخرجة وامكانيتها، على مستوى التمثيل ماغي لم تحصل على التقييم الذي تستحقه رغم أنّها تقدم أداء عالي جداً يستحق كل تقدير حتى فرانكو قدم شخصيتين مختلفتين وقدمهم بشكل جيد ثم وقف خلف الكاميرا واستطاع اخراج بعض الحلقات بشكل جيد، وكعادة مسلسلات سايمون الطاقم مختار بعناية كبيرة جداً وكل شخصية صغيرة تؤدي دورها على أكمل وجه، أما الكتابة فسايمون يحاول دائماً أن يُعطيك شيئاً واقعياً ستشعر بذلك في كل لحظة أن تعيش لحظات تحول مدينة نيويورك شيئاً فشيئاً هو ينقلك لتلك الفترة كيف يتحدث الناس كيف يتعاطون مع الواقع ما هي الأشياء التي يفكرون بها، تلك هي طريقة سايمون وكالعادة يؤديها ببراعة كبيرة هنا لا غبار عليها، هو الأفضل حتى الآن من الموسم الجديد ومن أفضل انتاجات 2017 الدرامية.“

★★★★ – مصطفى: ”أفضل مسلسل مبني على قصص مصورة يُعرض على التلفاز حالياً بدون أية مبالغة، في وقت نرى في عالم مارفل يتجمع لدى نتفليكس وعالم دي سي لدى سي دبليو استطاع هذا المسلسل أن يُقدم شيئاً مختلفاً في 8 حلقات، بين كل شيء طريقة التعاطي مع الاحداث والقصة وكل ما يُحيط بها استطاع نوا هاولي أن يُقدم مسلسل مختلف لا يشبه شيئاً آخراً، ثم لدينا اسم يجب أن يبقى يُذكر طوال العام تقديراً لأداءه أوبري بلازا ما فعلته في هذا المسلسل شيئاً رائعاً حقاً.“

★★★★ – مصطفى: ”ببساطة أفضل ما عُرِضَ على التلفاز في عام 2017.“


إذا كان هناك شيء واحد تؤكده لنا هذه النظرة الخلفية إلى ما كان يفترض بها ان تكون أبرز مسلسلات العام، فهو أن صناعة المسلسلات ليست بالأمر الهين. ما يبدو على الورق شيئاً جذاباً ومثيراً للاهتمام يتحول إلى شيء مختلف تماماً خلال عملية نقله إلى العالم الواقعي، هذه كلها إنتاجات كبيرة وضخمة من قنوات لها خبرة طويلة في عالم الانتاج (ونتفليكس)، وكلها تتضمن كاست معروف أمام الكاميرا وطاقم من الخبراء خلفها، وصرف عليها مبالغ طائلة لتخرج بشكل يوحي أنه تم صرف الكثير من المال عليها، ومع ذلك ثلاثة منها خيبت الأمال، وثلاثة فقط قدمت ما يمكن اعتباره محتوى في مستوى (أو يفوق حتى) التوقعات التي وضعت على عاتقه.

المثير للاهتمام أكثر من هذا هو أنه هناك مسلسلات أخرى لم تٌعقد عليها أمال كبيرة استطاعت أن تجد لها موطئ قدم في هذه الساحة المزدجمة بالانتاجات الجديدة، وهذه المسلسلات (التي يفوق عددها الثلاثين) سنتطرق إليها في القائمة المقبلة التي سننشرها في قادم الأيام خيث نستكمل نظرتنا الخلفية إلى عام 2017 قبل أن نتطلع إلى عام 2018 وما يخبئه لنا من مسلسلات جديدة.

في الختام، إنه يوم 23 ديسمبر، وهذا يعني في الديانة الساينفيلدية أنه يوم Festivus، ونحب بهذه المناسبة تقديم التهاني إلى كل من يحتفلون بهذه المناسبة المجيدة. إذا لم تكن تعرف عماذا نتحدث فأنت على الأرجح لم تشاهد Seinfeld وهذا شيء يجب أن تصححه على الفور، إنه أمر غير مقبول.