دعونا نبدأ هذا المقال بصراحة، لقد كان موسماً صعباً في الدراما في الواقع هذا الموسم هو أفضل موسم درامي منذ آخر مرة تواجد فيها Mad Men وBreaking Bad سوياً لذا نحن نقولها بوضوح وبكل صراحة أننا راضين تماماً عن هذا الموسم، فعلى عكس الكوميديا الدراما لا تستطيع أن تعتاش على التكرار هنالك حاجة ملحة دائماً للابتكار والتجديد لأنَّ تلك هي الطريقة الوحيدة التي ستجعل المشاهدين ينجذبون للمحتوى الذي تقدمه، الكومة تكبر موسم تلو الآخر والعدد يزداد والقنوات والمنصات المنتجة للمسلسلات الأصلية لا تتوقف عن ضخ المزيد من المحتوى سنوياً مما يجعلنا أمام جانب سلبي وهو الكثرة والمبالغة وربما تكرار القصص ولكن الجانب الايجابي أنّه هنالك دائماً مغامرات وهنالك دائماً أشخاص يسمحون للأفكار المناسبة بالظهور وهذا تماماً ما حدث في هذا الموسم الدرامي.
تحدي الابتكار لا يتوقف أبداً عند المسلسلات الجديدة بل حتى المسلسلات القديمة، الجمهور سيبقى دائماً متطلب أن يقدم المسلسل مواسم جيدة ومبتكرة وأن لا يكرر قصته مهما كان قِدمه ومهما شاهدنا منه وهنا أصبحنا أمام تحدي كبير مسلسلات قليلة تستطيع أن تخرج منه فائزة، حسناً هذه المرة دعونا نقدمكم لتلك المسلسلات التي رغم مرور المواسم حافظت على مستواها وواصلت الابتكار ودعونا نعرفكم على تلك المسلسلات التي رغم أنّها جديدة إلا أنّها تحدت كل المعايير وقدمت أعلى مستوى ممكن، هذه القائمة هي للنخبة ودعونا نقول بوضوح أنّه لم يكن من السهل اختيارها. يكفي كلاماً الآن دعونا نبدأ…
15- Nobel
عندما يتعلق الأمر بقصص الحرب في المسلسلات والأفلام، ﻻ أحد يقوم بها أفضل من الأمريكان. لكن بعد عقود من مشاهدة الأمريكان يستعرضون بطوليتهم في كل تلك القصص، يصاب المرء بالنفور من الأمر برمته.
لحسن الحظ، تطورت الإنتاجات الحربية كثيراً في الدول الأخرى وأصبحنا نرى قصصا من منظور مختلف، وبجودة توازي (أو تقترب من ذلك على الأقل) ما يصنعه الأمريكان. فحصلنا على أعمال مثل Unsere Mütter, unsere Väter (ألمانيا) و The Saboteurs (النرويج)، وهذه السنة حصلنا كذلك على Nobel.
تركز قصة المسلسل على أحد الجنود النرويجيين العائدين من افغانستان، والتأثير الذي يخلفه عمله في تلك المنطقة عليه وعلى علاقاته الشخصية مع أخيه وزوجته، عبر قصتين منفصلتين تترابطان بشكل عجيب مع توالي الأحداث في المسلسل، مُخلفة تأثيراً جدرياً على كل الشخصيات.
قد لا يكون Nobel يسرد قصة حرب كبيرة مثل المسلسلات السالفة الذكر، لكنه يتشارك معها في شيء واحد: المحور ليس هو الحرب، بل الشخصيات.
14- Billions
منذ اللحظة الأولى والموسم الجديد أثبت لجميع المشاهدين أنّه سيحافظ على نفس نسق الموسم الأول، الموسم بدء بالبناء من حيث انتهى الموسم الماضي بعد الهدم الذي حدث في العلاقات والأحداث ومع ذلك البناء بقيت الأحداث تسخن شيئاً فشيئاً متخذةً اتجاهات مختلفة مع دخول أطراف جديدة على الساحة ليُهيأ للمشاهد وأنَّه ربما سيشهد معركة جديدة هذا الموسم ولكن على العكس تماماً نكتشف بسرعة أننا مازلنا نعيش نفس المعركة ومازال صراع (تشاك) و(بوبي) مستمر كلٌ منهما يحاول لملمة شتاته والاستعداد من أجل تدمير الآخر لأنَّ كلاهما قرر أنَّه لا يمكن لكلاهما أن يتواجدا سوياً ويتعايشا بسلام.
ضيوف هذا الموسم قدموا اضافة لا بأس بها على مستوى الأحداث، الحديث بالطبع يركز على شخصية (تايلر) التي قدمت سلوك مختلف جعل المشاهد يعرف المزيد عن ذلك العالم وكيفية العيش به، كيف هي مُغريات ذلك العالم وكيف يمكنه أن يُغير شخصيتك تماماً، باستثناء ذلك واصل المسلسل مناقشة علاقة (تشاك) ووالده والتي انتهت في مكان مثير للاهتمام سيجعل الموسم القادم مُنتظر لنرى كيف سيتم التعامل مع ما حدث وكيف ستكون ردة الفعل على ما حدث بشكل عام في الحلقات الأخيرة في جميع المحاور وليس محور العائلة فقط.
13- Big Little Lies
لا شك أنَّنا كنا من أشد المتحمسين لهذا العمل فزمرة الممثلات المميزة تلك لا تجتمع بسهولة وكان من الواضح تماماً أننا أمام عمل مهم سيكون من أهم أعمال الموسم وقد كان كذلك بالفعل، المسلسل استطاع رغم عدد حلقاته القليل أن يُقدم قصة مترابطة وأن يقدم شخصيات جيدة جداً.
استطاع المسلسل أن يبقينا دائماً مهتمين لنعرف ما هو ذلك الحدث ومن ذلك الشخص الميت ولماذا الشرطة تحقق، على الرغم من بعض المشاهد التي تم تصويرها بطريقة كلاسيكية ولكن جيان-مارك فالي استطاع أن يُخرج حلقات المسلسل باقتدار، مشاهد كثيرة وصورة متعددة كانت دائماً تترك المشاهد مستمتع لأبعد الحدود بتلك المنطقة وتلك المناظر الجميلة، المخرج استطاع أيضاً أن ينقل تلك الروح التي يعيشها أبطال المسلسل بين البيوت والمدرسة وحتى المشاهد داخل السيارات والحوارات التي وقعت هناك وتلك مثلت عدد لا بأس به من مشاهد المسلسل.
على الرغم من أنَّ كان هنالك مشاكل معينة في طريقة الكتابة وتناول الاحداث وبعض المبالغات من ديفيد اي. كيلي رغم أنّها طريقته المعتادة ولكن المسلسل نجح بامتياز في بناء العلاقات بين الشخصية الجديدة وتقديم العلاقات القديمة وتعريفنا عليها بالاضافة إلى تسليط الضوء على مجموعة من القضايا المهمة جداً في حياة النساء المتزوجات وفي حياة العوائل بشكل عام وأطفالهم بين العنف الأسري وبين التنمر وبين جرائم الاعتداء استطاع هذا المسلسل أن يُعاين مجموعة من القضايا وأن يقدمها بشكل جيد جداً والفضل يُنسب بشكل كبير للممثلات اللاتي قدمن أداء لا ينسى بصراحة ابتداءً من نيكول كيدمان واستمراراً بـشايلين وودلي وريس وذرسبون ولورا ديرن والبقية الباقية، باختصار لم يكن مسلسلاً مثالياً ولكنه كان مسلسلاً جيداً جداً.
12- The Leftovers
بعد موسم ثان حاز على إعجاب الجميع بفضل التغييرات الجذرية التي قام بها المسلسل على خلفية الانتقادات التي تلقاها الموسم الأول، كانت التوقعات وصلت للسقف حول موسم The Leftovers الثالث.
من جهة، المسلسل قدم كل تلك الأشياء التي أحبها الجمهور في الموسم الثاني: تغيير مكان الأحداث، شخصيات جديدة، تخفيض نسبة الكأبة في المسلسل وإدخال بعض الفكاهة، حلقة رائعة حول مات جايميسون، وحلقة في العالم الموازي. كل هذه كانت أشياء جيدة وأثبتت نجاعتها في الموسم الثاني، لكن بدا وكأن المسلسل يخشى أن يغامر بتغيير أي شيء من الموسم الثاني، وانتهى به الأمر بصناعة نفس الشيء لكن في قالب مختلف.
لكن بالرغم من افتقاده للابتكار، موسم The Leftovers الثالث كان موسماً ناجحاً بأية معايير أردت استخدامها (باستثناء ترشيحات الإيمي)، وهو بالتأكيد نجح في إعطاء مشاهديه ما يريدونه أخيراً: بعض الإجابات.
11- Fargo
لهذا المسلسل قصة عجيبة، دائماً ما يجد لنفسه مكان في قوائم المسلسلات الأفضل ودائماً ما يجد لنفسه مكان في قائمتنا هنا، على الرغم من أنَّ هذا الموسم كان وبشكل ملحوظ أقل من الموسمين الماضيين وربما جزء كبير يتحمله النصف الأول الذي بدأ بشكل بطيء نوعاً ما وأخذ وقتاً اضافياً في بناء العلاقات وتقديم الخلفيات لنا ولكن بشكل عام يواصل Fargo مهمته بتقديم ساعة تلفزية ممتعة لأبعد الحدود.
هذا المسلسل يقع على الخط الفاصل بين الكوميديا والدراما بين الجنون والحقيقة ولحسن الحظ يستطيع المسلسل دائماً أن يلعب حول هذا الخط بشكل جيد جداً والفضل يعود بشكل كبير للكاتب نوا هوالي، شخصيات غريبة يُقدمها لنا المسلسل كل موسم وفي كل موسم نجد أنفسنا نتسائل حول ماهية ما نشاهده ولكن دائماً المسلسل في النهاية يجد لنفسه طريقاً معيناً ليقدم فكرته ويقدم قصته بامتياز وجزء لا يتجزأ من تلك الجودة في التقديم يعود لاختيار الممثلين الممتازين ابتداءً من الرائعة كاري كون التي تواصل تقديم أداء مميز أينما وضعت قدمها واستمراراً بايوان ماكريغور ومايكل ستالبيرغ حتى ماري اليزابيث رغم بعض الاعتراضات على تواجدها ولكنها لم تكن سيئة بشكل كبير واستطاعت أن تقدم اداء جيد إلى حدٍ ما.
لذا بشكل عام يبقى دائماً هذا المسلسل من المسلسلات المميزة في الموسم ولا شك أننا سعداء بقرار الايقاف حالياً حتى ايجاد القصة المناسبة فمثل هذه المسلسلات لا يجب أبداً أن يتم انجاز موسم جديد منها لأجل المال او الاستمرار لان ذلك قد يعني فقدانها لبريقها ومتعتها وهذا ما لا نريده حقاً بل نريد أن يأخذ الكتاب وقتهم الكافي حتى يجدوا القصة المناسبة.
10- Halt & Catch Fire
لو كنت شاهدت بايلوت H&CF عند صدوره قبل 4 سنوات، ﻻبد أنه شدك وأدهشك. لقد كان بايلوتاً قوياً ومبشراً بمسلسل عظيم، فبعد كل شيء، هذا هو المسلسل الذي أخذ مكان Breaking Bad.
يكفي القول أن كل التوقعات حول عظمته تبددت بعد حلقات قليلة فقط من موسمه الأول. لم يكن يعرف المسلسل ماذا يريد أن يكون بالظبط، وحيّر مشاهديه وهم يشاهدون جو ماكميلان يقوم بأشياء مجنونة بدون تفسيرات. لكن المسلسل كان لديه شيء مميز، كانت لديه شخصيات فريدة من نوعها وربطها ببعضها البعض بطريقة خلقت علاقات ديناميكية تتغير حلقة بعد حلقة، واستطاع تقديم موسم ثان أكثر وضوحاً. لكن الموسم الثالث هو حيث وجد المسلسل نفسه أخيراً، وأبرز نفسه كأفضل الإنتاجات الصيفية بمجموعة حلقات شكلت النصف الثاني من الموسم والتي تشكلت لتصنع قصة قوية جداً, وجعلت مشاهدة الموسمين السابقين شيئاً يستحق الوقت حقاً.
إذا لم يكن لديك شيء لتشاهده هذا الصيف، أعط Halt and Catch Fire فرصة، إذ خلف تلك الكمبيوترات والتقنية توجد شخصيات رائعة.
9- The Young Pope
منذ اللحظة الأولى كان من الواضح تماماً أننا أمام عمل مختلف للغاية، أمام عمل لم نشهد مثله من قبل، تلك الموسيقى التصويرية الغريبة تلك المشاهد الرمزية تلك الأجواء الصامتة التي يتبعها حديث قليل لا نفهم بعض منه، كل شيء حيال هذا المسلسل كان يُشير بأنّه مسلسل مختلف كل شيء حيال هذا المسلسل كان يُشير إلى أنّه خرج من داخل عقل رجل لديه رؤيا فنية معينة ويريد أن يقدمها ولا شك أن الجميع يعلم أن سورنتينو صاحب رؤيا لا يمكن لأحد أن ينكر أهميتها ورزميتها.
مهما اختلفت معه أو ربما لم تعجبك أعماله إلا أنّه يقدم شيئاً مختلفاً وربما في السينما شاهدوا تلك الأشياء من قبل ولكن أن تنقل هذه الأشياء للتلفاز أمر غريب بعض الشيء، سورنتينو خلق عالماً غريباً بشخصيات غريبة استوحى افكاراً من داخل مكان لا نعرف عنه الكثير ونسمع الكثير من الاشاعات حوله فحسب ”الفاتيكان“.
المسلسل حاول أن لا يكون كلاسيكياً في الطرح وأن لا يقدم لك دراما مؤامرات و وقيعة وأحداث قد رأيتها من قبل في مسلسلات كثيرة على العكس المسلسل حاول أن يقوم بعكس ذلك وكلياً هو نجح بشكل جيد جداً، بأداء ممتاز من جود لو وطاقم الممثلين استطاع المسلسل أن يقدم لنا فكرة مبتكرة غريبة واستطاع أن يجعلنا نعيش ساعات ممتعة للغاية مليئة بالاخراج الرائع والموسيقى التصويرية المميزة والأداء التمثيلي العالي والحوارات الآخاذة التي تستطيع بكل وضوح أن تتشفى مغزاها وعمقها.
سورنتينو نجح في تجربته الأولى بشكل جيد ربما لم يقدم مسلسل للجميع ولكنه قدم مسلسل جيد جداً ومن يدري لعل تجربته الثانية تكون أفضل.
8- Legion
نستطيع بكل بساطة أن نذكر اسم (اوبري بلازا) في فقرة المسلسل ونقف هنا، أعني حقاً ما هذا الجنون؟ لم نكن يوماً هنا متحمسين لعمل مبني على قصص مصورة ولكن كان من الواضح تماماً أننا أمام عمل مختلف بالنظر لطاقم الكتاب والانتاج وطريقة التعامل مع هذا المشروع كان من الواضح تماماً أننا أمام عمل ممتاز.
دعونا نقول بكل أريحية أن هذا العمل ظُلم حقاً وسيُظلم فيما تبقى من وقته في عالم الجوائز، لا نعلم لماذا ربما لجان الجوائز ليست مستعدة بعد لمثل هذا المسلسل ولكنه حقاً استطاع أن يُقدم أمر مهم جداً، استطاع أن يقدم ساعة تلفزية ممتعة للغاية تشاهدها بكل شغف وحماس كل اسبوع، هذا الأمر مهم ربما المسلسل لم يناقش مشاكل التنمر وربما لم يعالج قضايا الاغتصاب ولكن التلفاز لم يخلق فقط لهذه الأشياء، التلفاز عليه دائماً أن يقدم دراما ممتعة تجذب المشاهد وتجعله يجن جنونه قليلاً ويعيش في الخيال وهذا المسلسل فعل ذلك تماماً جعلنا نعيش في ذلك العالم الغريب الذي لا نعرف حتى زمنه.
لم نكن نعرف الكثير عن الشخصيات أو الزمان أو المكان الذي تقع فيه الاحداث مع ذلك كنا مرتبطين بالشخصيات ونريد المزيد، ثم بعيداً عن كل ذلك شخصية أوبري بلازا لوحدها كانت قصة مجنونة، رؤية تلك الفتاة المعروفة بأدوراها الكوميدية الغريبة والمجنونة تقدم ذلك الدور المهم وقد أتقنت حقاً تقديمه كنا من أشد المعجبين بهذا الدور ونعتقد حقاً انّه سيمثل اضافة كبيرة لقصة المسلسل ونتمنى أن نرى المزيد منه في المواسم القادمة.
باستثناء ذلك Legion يبقى من أهم أعمال التلفاز وهو المسلسل الذي سيقدم نقلة نوعية في عالم المسلسلات المبنية على القصص المصورة كونوا على ثقة بذلك فبينما التلفاز يمتلئ بالمحتوى المقتبس من عالم الأبطال الخارقين هذا هو المسلسل الوحيد حتى الآن الذي استطاع أن يُعالج ذلك العالم ويجعله مسلسل تلفزي ممتع للجميع سواء كانوا من عشاق القصص المصورة أو لا.
7- The Americans
منذ انطلاقه عام 2014، حملت كتابة The Americans ما يمكننا ان نصفه بـ“ستايل The Americans“. وهو ستايل خاص وينفرد به المسلسل دون غيره من المسلسلات الحالية، ويمكن تلخيصه في جملة واحدة: لا مكان للراحة.
منذ الحلقة الأولى تجد شخصيات المسلسل نفسها في مواقف صعبة، وتتصاعد صعوبة هذه المواقف حلقة بعد حلقة، بدون أي راحة لأي من الشخصيات، وعندما يبدو للوهلة وكأن الأمور ستهدأ بعد قليل، يحدث شيء ما ويتصاعد رتم الاحداث أكثر. إنه مسلسل مشوق، ممتع، مثير للاهتمام، ومجموعة أخرى من الاوصاف التي جعلت الجميع يرشحه كأحد أفضل المسلسلات الحالية، وربما أفضلها.
لكن كما سيخبرك أي شخص شاهد أكثر من 3 مسلسلات، من الصعب حقاً المحافظة على هذا الرتم للأبد، والمسلسل سيضطر عاجلاً أم أجلاً لأن يدوس على الفرامل ويتمهل، وحدث ذلك بالفعل عندما اخذ المسلسل قفزة زمنية في أواخر الموسم الرابع في ما يمكن اعتباره أول ”راحة“ لشخصيات المسلسل.
وكانت تلك نقطة تحول في مسار المسلسل، وبدا ذلك واضحاً على موسمه الخامس، الذي رغم انه كان فيه كل الأشياء التي يحبها الجميع في المسلسل: جاسوسية، رتم بطيء، تركيز على الشخصيات والعلاقات أكثر من الجاسوسية، إﻻ أنه بدا وكأنه غير مستعجل للوصول إلى النهاية، بل مجرد تجهيز لها.
بالرغم أن الكثير من المحاور لم تستكشف بالشكل اللازم وبعضها تم التخلي عنها في منتصفها بدون تفسير، وأشياء أخرى يمكن قولها عن هذا الموسم، لكنه كان لا يزال The Americans، واحد من أفضل المسلسلات الحالية.
6- The Crown
إذا سألت أي شخص عادي حول أي من ملوك بريطانيا يود أن يسمع قصة عنها، ملكة بريطانيا الحالية، الملكة إليزابيث، قد لا تكون حتماً أول إجابة له. وهل تلومه؟ كل الملوك ما قبل 1950 كانو مجانيناً أو حمقى، وقصصهم أكثر إثارة للإهتمام، ولهذا السبب كُتبت عنهم مسرحيات وأشعار.
لكن The Crown اختار ملكة عاقلة لتكون محور قصته، وأعطاناً نظرة داخلية إلى ما يعنيه أن يكون المرء ملكاً أو حاكماً، وتأثير هذا المنصب على شخصية حامله وعلى علاقاته الشخصية والاجتماعية. أي نعم، The Crown لا تُحرق فيه المشعوذات وﻻ يكثر فيه البغاء والفضائح، لكنه نظرة عميقة إلى امرأة، زوجة، أم، وملكة، وأيضاً إلى زوج ملكة، اخت ملكة، وخدم ملكة، لكل واحد منهم تأثير على الأخر، و The Crown جعل كل ذلك مثيراً للاهتمام.
يحسب لـThe Crown أنه أيضاً جعل من شخصية مهمة في التاريخ المعاصر، ونستون تشرشل، محور تركيز وشخصية دائمة الحضور. عندما تتكلم عن شخصية مثيرة للاهتمام، فقصتك — بشكل اوتوماتيكيّ — مثيرة للاهتمام. ولم يضرّ المسلسل أن الشخصية لعب دورها جون لايثغو ، الذي قدم أداءاً منقطع النظير وامتص كل الإنتباه في كل مشهد يظهر فيه. وإذا اختزلنا The Crown في سبب واحد لمشاهدته، فكل ما سنقوله هو: شاهده لأجل جون، وابق ﻷجل الدراما العائلية.
5- Westworld
هذا العمل هو أحد الأعمال المهمة في التلفاز هذا الموسم فقد استطاع أن يقدم دراما غريبة بعض الشيء ومثيرة للاهتمام، هذه الدراما كانت متكاملة إلى حدٍ ما بين الأداء التمثيلي الذي لا تشوبه أي شائبة من أسماء ممتازة مثل ثاندي وايفان راشيل وجيفري رايت وبالطبع السير انثوني هوبكنز وايد هاريس استمراراً بالاخراج الممتاز الذي أشرف عليه أسماء مميزة مثل نيل مارشال وميشيل ماكلارن وبالطبع جونثان نولان نفسه ولكن المشكلة التي واجهت هذا المسلسل ومنعته من أن يكون تحفة فنية حقيقية وأن يُسطر اسمه بين أفضل المسلسلات على الاطلاق كانت من جونثان نولان نفسه ومن زوجته ليسا جوي في عالم الكتابة.
هذا المسلسل على الرغم من كبر طاقمه، الابداع المتناهي في عالم التأثيرات البصرية وأطقم الملابس والديكورات ولكن افتقد المسلسل لأمر مهم وهو ”اللب“ بينما أضاع المسلسل وقته في محاولة لتضليل المشاهدين بين الأوقات الزمنية وبين الشخصيات والتفاصيل وخلق المفاجئات الغير متوقعة افتقد في كل تلك الرحلة للعمق الكافي للشخصيات وللب القصة التي يحاول المسلسل تقديمها، فكرة صراع البشر والآلة والدخول في تفاصيل عقل الانسان وطريقة تفكيره ووعيه تمت معالجتها بطريقة بدائية فبينما نولان يُجيد تماماً خلق المفاجئات لم يستطع أبداً أن يتعامل مع أشياء ربما كانت سخيفة وكان المشاهد يجد نفسه فجأة يتسائل مع محاور معينة هذا غباء لا يمكن ان تحدث هذه الأشياء بتلك السهولة في هذا العالم، المشاهد وجد نفسه يدافع عن القواعد التي وضعها الكتاب لذلك العالم وهذا مضر للأجواء العامة.
المسلسل فشل أيضاً بخلق تفاعل مع الشخصيات فعدد كبير من المشاهدين لم يجد لنفسه شخصية يهتم بشأنها حقاً أو بشأن مستقبلها المسلسل حاول أن يجعلنا نتفاعل مع دولوريس وماييف ولكنه فشل بذلك بشكل كبير.
لذا ملخصاً يبقى المسلسل أحد أهم مسلسلات الموسم وأحد أفضل المسلسلات لكن لديه مشاكل يجب أن يُعالجها في الموسم الثاني إذا ما أرادنا أن نُعامله كمسلسل عظيم ولا نعامله كمسلسل متوسط أو جيد فقط.
4- Better Call Saul
مازال هذا المسلسل يعيش في عالم منفرد بعض الشيء، بعيداً عن كل تلك البهرجة التي نعيشها في عالم التلفاز حالياً مع مسلسلات متعددة استطاع هذا المسلسل أن يبتعد قليلاً عن سمعة Breaking Bad وأن يخلق لفنسه عالم خاص تماماً وأن يجعلنا كمشاهدين مستثمرين بمعرفة المزيد حول تاريخ الشخصيات وطريقة التعاطي مع الأحداث.
في هذا الموسم بدأنا من حيث توقفنا حيث أكملنا صراع جيمي وأخيه بينما يحاول جيمي أن يواصل بناء نفسه ولكنه يجد نفسه دائماً مرتبط بأخيه ويجد دائماً هنالك عراقيل حول ذلك وفي هذا الموسم كان من الواضح تماماً أنَّنا أمام موسم محوري مهم في تلك العلاقة كان من الواضح أننا أمام مفترق طرق في تلك العلاقة وقد كان فقد شاهدنا البناء لهذه اللحظات منذ وقت طويل وربما ما حدث في حلقة المحكمة وما بعدها كان أمر منطقي جداً بالنسبة لطريقة سير الأحداث.
من الجهة الآخرى شاهدنا دخول غاس فرينغ على الأحداث واضافة شخصية مهمة على محور مايك الذي لم يجد الكثير من التغيرات هذا الموسم ولكن يمكننا أن نتوقع سخونة الأحداث في الموسم القادم، محور مايك أكمل في اعتبار سلمانكا عدوه واستطاع أن يعمل على ذلك بشكل جيد والمسلسل تمكن أن يُعرفنا على شيء آخر من تاريخ ذلك العالم عندما شاهدنا النهاية، من الجيد أن المسلسل لم يدخل بعد في عالم الجريمة والقتل والجثث كما حدث في المواسم الاخيرة من Breaking Bad وذلك مقصود وواضح ليعرفك أنَّ الحياة كانت مشحونة نعم لكنها كانت هادئة ولم تنفجر بعد.
هذا المسلسل لا يمتلك الكثير من المستقبل أمامه ولكنه يقدم مستوى جيد جداً ولعبه على المحاور المختلفة يتم بشكل جيد وارتباط تلك المحاور يعمل بشكل جيد ربما كانت هنالك البعض مشاكل في علاقة كيم وجيمي التي لا يبدو أنَّ المسلسل يُلقي بالاً ليُعرفنا على تفاصيلها أو حتى يُعطينا شيئاً ليُثبت وجودها من عدمه رغم أننا نعرف أنهم حبيبين ولكن بشكل عام يبقى هذا المسلسل أحد افضل الانتاجات ولا شك أنه بقي محافظاً على مستواه المرتفع من الموسم الثاني بعد موسم أول هادئ.
3- The Handmaid’s Tale
مفاجأة هذا الموسم إذا صحت التسمية، من كان يعتقد أنَّ Hulu قد تقدم مسلسل من أفضل المسلسلات الدرامية لهذا الموسم، حسناً قد كان فقد استطاع هذا المسلسل أن يتفوق على التوقعات وأن يقدم دراما عالية للغاية مليئة بالأحداث والعاطفة والشخصيات المثيرة التي تستطيع أن تشد أي مشاهد لها.
المسلسل خرج عن القاعدة وقال لنا شاهدوني اسبوعياً ولا تشاهدوني مرة واحدة وقد كان ذلك القرار جيداً جداً لأنّه مسلسل سوداوي إلى حدٍ ما على الرغم من محاولات الكتاب انهاء الحلقات في نقطة بيضاء أو أمل في أكثر من حلقة ولكنه يبقى مسلسل ثقيل بعض الشيء يدور في عالم مجنون أقل ما يمكن وصفه، المسلسل بدء بتعريفنا على ذلك العالم بـ3 حلقات أقل ما يقال عنها أنها رائعة والفضل كل الفضل لكاميرا الرائعة رييد مورانو منذ مشهد البداية كنا متفاجئين حقاً من تلك اللمسة السينمائية في الاخراج والتركيز على زوايا مختلفة لتقديم صورة معينة لذلك العالم تجعل المشاهد يرتبط بسرعة ويشعر بأنّه جزء من ذلك العالم، رييد كانت سينماتوغرفر قبل وقوفها خلف الكاميرا كمخرجة ولا شك أنَّ ذلك اعطانا نظرة خلابة للغاية كمشاهدين على أحداث المسلسل كل شيء حيال تلك الحلقات الثلاثة كان رائعاً لا يكاد يتذكر أي أحد متى آخر مرة انتبهنا للاخراج في التلفاز بهذا الشكل ولكن هنا فعلياً كان انجازاً رائعاً.
ثم انتقلنا بعد ذلك لاداء لا يمكن نسيانه هو الأفضل هذا الموسم بدون منازع للعبقرية اليزابيث موس، منذ ماد مين والجميع يعلم امكانياتها ولكن هنا هي تفوقت على نفسها حقاً وقدمت أداء لا يمكن وصفه بأي شيء باستثناء أنّه الأفضل مع كل ذلك عشنا حلقات مثيرة جداً تعرفنا على ذلك العالم تعرفنا على الماضي وعلى الحاضر على الشخصيات المختلفة وعلى طريقة العيش داخل ذلك العالم الغريب.
المسلسل ولأول مرة ربما أعطى للرواية حقها ربما ذلك يعود للاهتمام الكبير من طاقم المسلسل بعدم تجاوز عالم الرواية ومحاولة أن يكونوا مخلصين للكتاب بشكل كافي وهذا ما حدث المسلسل لم يفقد روح الكتاب واستطاع أن يضع على الشاشة تحفة فنية درامية.
2- The Night of
هذا المسلسل هو أحد تلك المسلسلات التي لم نعرف قيمتها حقاً إلا بعدما انتهت، مسلسل تظن لوهلة أنّه مجرد مسلسل جيد قدم فكرته وانتهى ولكن ما يجعل هذا المسلسل أحد أفضل أعمال هذا العام هو فكرة أنّه مازال يتم التحدث عنه حتى الآن، هذا الشيء نجاح بحد ذاته فقد مر حوالي سنة كاملة على صدور أول حلقة منه ولكنه مازال يخلق نقاشاً أينما ذكر مازال يتم ذكره كمسلسل استثنائي قدم فكرته بشكل ممتاز.
المسلسل استطاع أن يُسلط الضوء على عالم الجريمة وأن يُبين النظام القضائي الأمريكي بشكل فريد من نوعه، قصة المسلسل التزمت بطريقة سرد واضحة غير معقدة والتزمت بنسبة واقعية كبيرة جداً جعلت المشاهد يشعر بالتقارب مع الشخصيات ويراها تتغير أمامه، شخصية جون وشخصية ناز في المسلسل كانتا شخصيتين مختلفتين حقاً، تعرفنا عليهم في البداية بشكل معين ثم تقدم المسلسل ليُخبرنا بكل وضوح أننا لا نعرف كل شيء وأنَّ الانطباع الأولي الذي أخذناه لم يكن صحيحاً ثم بعد ذلك شاهدنا تطور لتلك الشخصيات كان مرهوناً بشكل واضح جداً بالظروف، المرء يتصرف دائماً حسب ظروفه فـ(ناز) عندما خرج من بيته ذلك اليوم لم يكن يعرف أبداً أنّه سينتهي به الأمر في السجن ولكنه حدث ما حدث وجون عندما خرج من بيته ذلك اليوم لم يكن يعرف أنّه سيقرر فعل ما فعله وأن يُصبح محامياً له ولكن ذلك حدث ووفقاً لتلك الأحداث شاهدنا الشخصيات تتصرف حسب الظروف بشكل كان منطقياً وواقعياً لأبعد الحدود جعلنا نشاهد عمل دقيق للغاية أخذ وقته ليُنتج قصته.
لا داعي للحديث عن التمثيل فجون قدم أداءاً رائعاً وكذلك الأمر مع أحمد ولا يمكن أن ننسى الرائع مايكل كينيث ويليامز، لذا هذا المسلسل سيبقى تلك الاعجوبة الغريبة التي قدمت 8 حلقات ورغم أننا لم نكن حقاً مهتمين بشكل كبير في الحلقة الاولى إلا أننا وجدنا انفسنا لا نستطيع التوقف عن التحدث عن هذا المسلسل بعد نهايته وهذا نجاح كبير.
1- Rectify
وسط هذه الساحة التلفزيونية المتغيرة بشكل دائم، لطالما كان هناك شيء واحد يمكن للمرء أن يلجأ إليه هرباً من كل ذلك الضجيج: الهدوء الصارخ لـRectify.
إنه تناقض، بطبيعة الحال، كيف يمكن أن يكون الهدوء صارخاً؟ لكن Rectify يفعل ذلك، إنه مسلسل يقول الكثير بدون أي ضجيج. إنه ليس من النوع الذي يجعلك تقفز بعد كل حلقة لتتناقش حوله وتطرح النظريات، بل على العكس، إنه من النوع الذي يجعلك تجلس بعد كل حلقة لتفكر في ما شاهدته للتو.
وعلى مدار أربعة مواسم، فعل Rectify هذا بثبات وبتصاعد، وجعلنا نشعر بدفء عائلة دانييل هولدن التي تعرض الرباط العائلي بين أفرادها للاختبار مرة تلو الأخرى. لقد أسر Rectify مخيلتنا بتمهله، بأداءاته التمثيلية المتقنة، فكاهته السوداوية، وإسقاطاته الكثيرة حول الذنب، السماحة، العطف،والحياة بمختلف جوانبها.
سيمر وقت طويل قبل أن نرى شيئاً أخر مثله، هذا إن حصل لنا الشرف أن نرى شيئاً مثله من الأساس. سنشتاق إلى Rectify.
خاص: Planet Earth II
لو سألت اي شخص مهتم بالوثائقيات سيقول لك أن وثائقي Planet Earth هو أحد أهم وأفضل الانتاجات على الاطلاق وربما أفضلها، تتحدث عن وثائقي اخذ سنين طويلة لانتاجه وأخذنا حول الكوكب من القطب للقطب وعرفنا على أشياء لم نكن نعرفها حقاً وكل ذلك تم بعدسة رائعة وبلسان راوي الكلام لا يفيه حقه هو السير ديفيد أتينبارا، حسناً بعد مرور 10 سنين على ذلك الوثائقي الخرافي قدمت BBC لنا أخيراً الجزء الثاني المنتظر.
في هذا الجزء عدد الحلقات كان أقل والتركيز على كان على المناطق وأنواع الحياة التي تقطن فيها، بين الصحارى والغابات والجزر والمرتفعات أخذنا رحلة مليئة بالمشاهد الخلابة وتعرفنا على حياة البرية كما لم نكن نعرفها من قبل، هذا الجزء أخذ كل ما يمكن أخذه من الجزء الأول ووضعه لنا في قالب جديد نوعاً ما لكي نشاهد بأكبر قدر ممكن من المتعة والفضول.
تبقى هذه السلسلة فريدة من نوعها ويبقى مشاهدتها واجب لأي شخص لديه ساعات فراغ ويريد أن يقضيها بمشاهدة شيء لم يشاهد مثله من قبل، مع Planet Earth ستسافر حول العالم وانت جالس بمكانك وستتعرف على الكوكب كما لم تكن تعرفه من قبل.
لقد كان موسماً صعباً والتنافس فيه كان على أشده، مسلسلات كثيرة قدمت مواسم جيدة تستحق ربما أن تُذكر مثل Feud وOrange is The New Black وبالطبع American Gods وربما Rillington Place ولكن القائمة لا تسع سوى لـ15 اسماً والأولوية دائماً لتلك المسلسلات التي تخرج خارج الصندوق وتقدم دراما لم نشاهدها من قبل أو قصة تجعلنا نجلس على حافة كراسينا نتوقع ونتأثر ونتحسر، هذا هو واجب الدراما وهذا بالضبط ما فعلته المسلسلات التي في القائمة.
في النهاية كنا مع موسم ممتاز ولكن الامكانية مستمرة والباب مفتوح للموسم القادم لكي يفاجئنا بمزيد من الأعمال المميزة، لو أردنا أن نكتب الآن عن الأعمال المنتظرة لن ننتهي ولكن تعلمنا أن العديد من المسلسلات تخيب الظن وأنَّ ما كل ما تنتظره يخرج كما تريده، لذا بالطبع سننتظر لنرى ماذا سيقدم لنا الموسم القادم وسنرى ما إذا كانت مسلسلات هذا الموسم تستطيع أن تبقى لتنافس في الفترة المقبلة وهل ستقدر أن تقدم دراما تكفل لها البقاء والتواجد؟ سنرى.
قبل الختام ربما هنالك بعض الأعمال التي عرضت مؤخراً قد ترونها مستبعدة وذلك قد يعود لسبب معين وهو أننا نستبعد بالعادة المسلسلات التي لم تعرض ما يكفي من الحلقات للحكم على موسمها ويتم تأجيلها بشكل تلقائي للموسم القادم فعلى سبيل المثال Twin Peaks لم يكن قد عرض ما يكفي من الحلقات للحكم على موسمه حسب جدولتنا التي تنتهي مع نهاية شهر مايو مما يجعله تلقائياً ينتقل للمنافسة على قائمة الموسم القادم ولا يظهر هنا. إذاً هذه هي قائمتنا وهذه هي خياراتنا وهنا نضع نقطة نهاية لموسم كان مليء بالأعمال الدرامية المميزة. وداعاً 2016/17.