إقتربنا من خط النهاية، حلقة هذا الأسبوع من الدراما الفنتازية American Gods هي السابعة وما قبل الأخيرة، ورغم تبقي حلقة واحدة على نهاية الموسم، لا يُظهر المسلسل أي حسّ بالعجلة ولم يحافظ على أي زخم لأطول من حلقتين، وكأنه غير مهتم حقاً بسرد القصة الرئيسية، وكأنه يؤجلها لوقت أخر.
تتبقى حلقة واحدة، ورغم ذلك لم يظهر أي من بطليّ المسلسل الرئيسيين في هذه الحلقة، لا نرى السيد أربعاء ولا شادو، لا نرى الأشرار حتى، وبالرغم أنه يحلو لنا أن نعتبر American Gods مسلسل طاقم كامل وليس له شخصية رئيسية، إلا أن الواقع يقول أن القصة الرئيسية توجد على الطريق المتوجهة نحو ويسكونسن، وفي هذا الأسبوع ذهب المسلسل في اتجاهات عديدة، عابراً القارات حتى، ولكنه لم يتوجه نحو البيت فوق الصخرة في ويسكونسن، ولا أعتقد أن له نية في ذلك من الأساس، في هذا الموسم على الأقل.
حلقة هذا الأسبوع ليس فيها أي من الأشياء المعتادة في الحلقات القبل-أخيرة، لا تشويق فيها لأجل أحداث الأسبوع القادم، ولا تمنحك أي نوع من التوقعات لما سيحدث في ختام الموسم، ولا تحل أي خطوط سردية عالقة، بل هي مثل الحلقة الرابعة، نظرة إلى الماضي، وهذا يعني أيضاً أنها مثلها، منغلقة على ذاتها. فبالرغم من أن بطليّ الحلقة هما أيضاً على الطريق نحو وجهة معينة، لا يصل أي منهما إليها.
لكن هذا لا يعني أنها حلقة سيئة، ربما هي أفضل حلقة في المسلسل لحد الساعة.
أولاً، لنتحدث عن كاست إيميلي براوننغ في فقرة ”القدوم إلى أمريكا“، التفسير البديهي هو أن إسي مكغوان هي إحدى أسلاف لورا مون، لكن لا توجد هناك أي إشارة مباشرة أو مبطنة لذلك، بل في الحقيقة الأمر ليس له داعي من الأساس، درامياً. لورا تُذكر سويني بإسي مكغوان، وهذا يفسر علاقة التألف والتعاطف الجارية بين اللُبركان والزوجة الميتة، أي أن هناك سبباً ما خلف اهتمام سويني بلورا، وهو ما يستكشفه المسلسل في هذه الحلقة، التي هي حلقة المعتوه سويني.
ظاهرياً، تتشارك إسي ولورا في كثير من الخصائص، فعلى سبيل المثال، كلتاهما تتذكران السعادة كشيء من الماضي، وكلتاهما تبحثان عن بعض القنوع. وحيث يمكننا أن نرى أن غياب السعادة في حياة لورا ناتج عن اكتئابها، إسي ليست مكتئبة، ووجدت القناعة في نهاية المطاف. هذا ظاهرياً، لكن عندما نتغلغل أكثر إلى دواخل الشخصيتين، فهما في الحقيقة متضادتان، وهذا يفسر أكثر بكثير اختيار الممثلة لهذا الدور.
نعرف أن لورا لا تؤمن بأي شيء حالياً، لكن إسي مؤمنة، وإيمانها ظل ثابتا طوال الوقت (أو معظم الوقت، على الأقل) على عكس لورا، التي سرعان ما تبدد الإيمان الذي غرسه والداها فيها.فلذلك تتخذ نظرات سويني إلى لورا معنىً أخر، هو لا ينظر إلى لورا، بل ينظر إلى امرأة لا تؤمن بأي شيء تذكره بامرأة كانت تؤمن به، وتذكره بأيام عندما كان له جاه وقوة. اللبركان يجد صعوبة في جعل امرأة ميتة ورجل واقع في حب عفريت يؤمنان به، سويني يعرف أنه تحول من وسواس أو خرافة إلى فكرة كرتونية تستخدم في أمريكا لبيع الجعة في أحد أيام السنة.
نرى سويني يتحول من شخص يُهاب ويحترم في إيرلندا إلى شخص منحوس في لندن، وبالرغم من ذلك نراه مليئاً بالحكمة (الخالية من الايحائات الجنسية هذه المرة)، حتى وهو في السجن، الذي دخله بسبب عراك في حانة أدى إلى فتق عين شخص ما، ونراه بعد قرون وهو في وضع أسوء بكثير، حتى قبل فقدانه لقطعته النقدية النفيسة، يقتل ويتقاتل في خدمة السيد أربعاء. دوره في مقتل لورا أيضاً يعطي معنىً أخر لنظراته إليها (وإعطاءها القطعة النقدية مرة أخرى)، إنه يشعر بالذنب تجاه ما فعله لها، وتجاه كل تلك الأشياء التي هو مضطر لأن يفعلها بسبب الوضعية التي وصل إليها، وقصة إسي مكغوان تعطينا منظوراً مهما ً حول ما كان عليه اللُبركان في عز أيامه وسقوطه إلى المكانة المتدنية التي هو فيها الآن.
إسي ولورا تتشاركان أيضاً في شيء أخر، كلتاهما انتهت حياتهما على يد سويني، لكن بطريقتين مختلفتين. أولاً، نكتشف أن قضيب روبي لا علاقة له بالحادثة (لكنه لم يساعد، على الأرجح)، وأنها ماتت بسبب مخططات السيد أربعاء الجهنمية، التي كان سويني منفذها، إسي من جهة أخرى، أمنت به، وماتت بطريقة مسالمة على يد الشيء الذي أمنت به على الدوام. ولابد أن هذه المصادفة لم تغب على ذهن سويني، وربما قد يكون هذا الدافع الذي جعله يعيد لورا للحياة في نهاية المطاف. لقد اكتشف أنه وصل إلى أدنى مستوى يمكنه أن يصل له، وهذا يعني أنه لم يعد لديه شيء ليخسره، وهذا قد يغير شيئاً ما في ولاءه للسيد أربعاء.
على ذكر رب عمل شادو، إكتشاف أن السيد أربعاء هو سافل منحط وقاتل لعين يغير كثيراً من قواعد اللعبة ونظرتنا إليها، إذ لحد الساعة تم تقديم الألهة الجديدة لنا على أنهم ”الأشرار“ منذ الحلقة الأولى، بدليل شنقهم لشادو وتعنيفه، لكن الآن نكتشف أن الألهة القديمة ليسوا ملائكة بالظبط (نعم ، أنا ألخبط بين الكائنات السامية الآن، لا تدقق ياخي) وأنهم ليسوا أخياراً، هؤلاء هم نفس الألهة الذين يوصون بالقتل والذبح ويفجرون البراكين منذ أن نظر أحدهم إلى السماء وقال ”أحتاج معروفاً“.
شيء أخير، ماذا عن كل تلك الحيوانات التي تظهر في منتصف الطريق؟ الذئب الذي وقف أمام شادو والسيد أربعاء بعد السطو على البنك، والأرنب الذي تسبب في انقلاب شاحنة الأيسكريم؟ نعلم مسبقاً أن الحيوانات لها معنى كبير في المسلسل، من غربان السيد أربعاء، إلى الكلب الذي اتضح انه السيد جاكل، والعنكبوت الذي هو السيد نانسي، الأرنب هو على الأرجح إشارة إلى إيستر، ألهة الربيع، التي يتوجه نحوها شادو ورفيقه في هذه الأثناء لضمها إلى الحرب. تحليل هذا الظهور قد يكون حرق لما ستفرج عنه الحلقة القادمة، لكن يمكنكم التفكير في الأمر بأنفسكم،
ككل، الحلقة كانت جميلة في المعاني التي حاولت إيصالها (ونجحت في ذلك)، لكن كحلقة ماقبل اخيرة فهي سيئة طبعاً. أسوء شيء حدث لهذا المسلسل هو تقليص عدد الحلقات إلى 8 حلقات، مثل هذه الحلقات التي لا يحدث فيها شيء في القصة الرئيسية لا تنفع حقاً في هذه المواسم القصيرة، بالكاد تنفع في مواسم الـ13 حلقة (مثال، حلقة الذبابة في بريكين باد) فما أدراك بمواسم أقل من ذلك بكثير. إذا أراد المسلسل أن يتحسن فعليه العمل على هذه المشاكل، وبقدر ما نحب الغوص في تفاصيل الشخصيات الجانبية إلا أن جماليتها تتبدد فور ما تنتهي الحلقة وتدرك أن القصة لم تتقدم شبراً عن ما كانت عليه قبل اسبوع.
من جهة أخرى، أثبتت هذه الحلقة من جديد مدى روعة هذا الطاقم الذي تم تجميعه لهذا المسلسل (والذي، لأكون صريحاً معكم، كنت مشككاً فيه منذ اليوم الأول)، بابلو شريبر يقوم بدور مذهل في دور سويني، ولورا براوننغ اظهرت معدنها التمثيلي بلعب شخصية مغايرة تماماً لشخصيتها في المسلسل، وببراعة كذلك، بدون أن ننسى ذكر التفاهم الرهيب بينها وبين شريكها في الشاشة بابلو شريبر، الإثنان يعرفان كيف يمثلان بجانب بعضهما البعض.
كنقطة أخيرة، لابد أننا جميعاً سعيدون أننا تعرضنا للمشاهد الجنسية البصرية جداً لسليم والعفريت لكي يتخلص منه المسلسل بهذه السرعة.
بريفيو الحلقة القادمة
لورا تسأل كل الأسئلة التي ظللنا نسألها طوال الموسم، لكن هل سنحصل على أجوبة؟ يمكن للمرء أن يحلم.