هناك إمتعاض كبير بين مسؤولي الشبكات حول منافسة مسلسلاتهم لمسلسلات مليئة بالمشاهير, بدون قيود, و أحياناً, ممولة بشكل خياليّ, في حفلات الجوائز. لكن هؤلاء المسؤولون على وشك تلقي صفعة جديدة من منافسهم الجديد: الإنترنت. و الذي يتمثل في أحدث المنافسين على الساحة, Netflix و Amazon.
بفضل تغيير في القوانين سنة 2008, أكاديمية التلفزيون ستسمح لمسلسلات كـHouse of Cards و Arrested Development بالمنافسة على الترشح للإيمي جنباً إلى جنب مع مسلسلات الشبكات و مسلسلات الكيبل. هذا يعني انه أي مسلسل, حتى ولو كان لا يعرض على قناة تلفزيونية, يمكنه ان ينافس مسلسلات الكيبل و مسلسلات الشبكات على أعلى جائزة قيمة في مجال التلفزيون.
”قوانيننا لا تفرض نوع شاشة معين (تلفزيون, كمبيوتر, أيباد… الخ) ليعرض عليه المسلسل“, يقول (جون ليفيرنس), نائب رئيس الأكاديمية المسؤول عن الجوائز. و أضاف قائلاً: ”أظن ان سنة 2008 ستنظم إلى سنة 1988, السنة التي سمحت فيها الأكاديمية بدخول مسلسلات الكيبل للمنافسة, وتصبح هي الاخرى سنة تاريخية في تاريخ جوائز الإيمي“
و أشار (ليفيرنس) أنه تطلب الامر ستة سنوات ليفوز أول مرشح من الكيبل بجائزة كبيرة (فيلما HBO التلفزيونيين Stalin و Barbarians at the Gate, اللذان فازا, مناصفة, بجائزة أفضل فيلم تلفزيونيّ). و الآن, بعد خمسة سنوات من القانون الجديد, لم يترشح أي مسلسل غير تلفزيونيّ لأي من الفئات الكبرى, لكن هذا قد يتغيّر هذه السنة بوجود House of Cards, من بطولة النجمين Kevin Spacey و Robin Wright و إنتاج و إخراج David Fincher.
على الجانب الكوميديّ, إستراتيجية Netflix بطرح موسم كامل من أي مسلسل دفعة واحدة ستضمن لـArrested Development حق الترشح. بحيث ستطلق خدمة Netflix الحلقات الـ14 كلها في شهر ماي القادم, مما سيسمح له بالتنافس لموسم 2013.
لو أن موسم Arrested Development هذا عرض على التلفزيون بنفس هذا التوقيت, لما كان قد عرض منه حلقات كافية ليترشح, قبل الموعد النهائيّ لتقديم الترشيحات يوم 31 ماي, مُجبراً إياه على تأجيل منافسته إلى موسم 2014.
House of Cards يبدو كمسلسل تلفزيونيّ, و المشاهدون يرونه كذلك. ”إذا كان هذا شيء جيد و يدفع بهذا المجال إلى الأمام, فيجب علينا ان نتقبله“, هذا ما قاله أحد مسؤولي الشبكات. لكن هناك دائماً شكوى, خصوصاً عندما يتعلق الأمر بجوائز الإيمي, ففي السنة الماضية, تنافس مسلسل FX في فئات المسلسلات القصيرة خلقت جدلاً صغيراً.
”هل سيكون هناك امتعاض؟ طبعاً! بعض الاشخاص يصعب عليهم تقبل التغيير. قس على ذلك: مسؤولو الشبكات لا يزالون يشتكون من إختلال كفة الميزان عندما يتعلق الأمر بالكيبل و سيطرته على الترشيحات و الفوز“, هكذا قالها أحد الاداريين في الشبكات. بينما مسؤول اخر اقترح ان تقوم الأكاديمية بتوسيع عدد مرشحي فئتيّ أفضل مسلسل إلى 10 مسلسلات (بدل 6, الحد الحاليّ), لكي تتكافئ مع الإنفجار الكبير في عدد المسلسلات الأصلية كل سنة.
من جانب Netflix, فلم تفصح خدمة العرض هاته عن خططها للإيمي. لربما بسبب انها لا تزال تحاول معرفة كيف تدبّر لحملتها الاولى على الإطلاق في موسم الجوائز. لم تقم Netflix بإرسال House of Cards على DVD إلى نقاد التلفزيون و لكنها قد تضطر إلى إرساله على اشرطة لمصوّتي الإيمي لكي تتقرب إلى أعضاء الاكاديمية الذين لا يحبون مشاهدة التلفزيون على الانترنت أو عبر خدمات العرض.
بينما تقوم Netflix بتغيير المظهر المعتاد لفئات جوائز الإيمي الكبرى, هناك فئات أخرى أقل شهرة مختصة في البرامج القصيرة ستحضى بمنافسة أكثر.
أغلب البرامج المعروضة على الانترنت, حتى المصنوعة باحترافية منها, قصيرة جداً على ان تنافس في كبريات فئات المسلسلات. لكن معظمهم — سواء إحترافية أو لا — لديهم الحق في الترشح للفئات الخاصة ”أفضل برنامج ترفيهي قصير“ أو ”أفضل برنامج غير خياليّ قصير“. في السابق, معظم المرشحين لهذه الفئات كانو مجرد مقاطع خاصة ببرامج تلفزيونية, مثل: Top Chef: Last Chance Kitchen و Jay Leno’s Garage و The Daily Show Correspondents Explain, وهي مقاطع خاصة مستقلة عن البرنامج بحذ ذاته, تعرض على الموقع الخاص بالقناة.
هذه السنة, ستشهد هذه الفئات منافسة بالنظر إلى الإنتشار الكبير للبرامج القصيرة على الانترنت, على اليوتيوب مثلاً لدينا: WIGS و MachinimaPrime و AwesomenessTV. ترشيحات الانترنت تضاعفت سنة 2012, بـ11 ترشيح سنة 2012, مقابل 5 ترشيحات سنة 2011.
حتى جيري ساينفيلد و برنامجه ”كوميديون, سيارت و قهوة – Comedians In Cars Getting Coffee“ أو برنامج زاك غاليفياناكيس (أبو شعر و لحية من فلم ذا هانغوفر 🙂 ) الكوميديّ Between Two Ferns قد يدخلان السباق.
بل في الواقع, هذا القانون الجديد يعني ان أي أحد يرفع أي فيديو على اليوتيوب يمكنه ان يترشح. لكن قبل ان تقوم بترشيح فيديو ”هارلم شيك“ الذي صورته بكاميرتك الرديئة, يجب عليك ان تعلم ان كلفة الدخول مابين 600 و 700 دولار, لذلك فيديوهاتك و انت ترقص كالسكران (لكن في كامل وعيك!) لن تدخل على الارجح… لكن يمكن ان تدخل! (لكن سيريوسلي, لا تفعلها!)