خاص: Broadchurch
لطالما شكلت جرائمُ القتل مادة جيدة جداً في الاعمال التلفزية او في الافلام السينمائية حتى، وهذا الأمر لم يأتِ من فراغ إطلاقاً، فجريمةُ القتلُ بِمقدورها أن تعطيك التأثير الدرامي الناجم عن فُقدان الشخص، ومستعدة أن تقدم لك حبكة مشوقة أساسها عملية التحقيق، المسلسلات التي تدور حول جريمة قتل في كل حلقة تخسر الميزة الأولى، لكن في العمل البريطاني البارز برودتشيرش، تم الجمع بين الأمرين بشكل ممتاز. برودشيرش الحائز على جائزة البافتا والتي تتعلق بأفضل عمل درامي بريطاني، يدور حول عملية القتل التي حدثت لطفل صغير في بلدة ساحلية (لا وجود لها بالأصل) في بريطانيا. كتبتُ مقالةً عن المسلسل سابقاً وعنونتها بـ( جريمة واحدة قد تغير كل شيء ) فالعمل يعطينا تماسك اجتماعي جميل بين سكان البلدة، ويعطينا جانب مميز من التحقيق يتعلق بالمحققة ميلر والتي تعد صديقة وجارة للعائلة التي فقدت طفلها، العمل يجعلك تعيش جو جيد من الاثارة، فيقال أن منتجي العمل حرصوا على ان لا يعلم احد من الطاقم بهوية القاتل، وهذا الحرص انتقل إلى العمل فكان من الصعب التكهن بالقاتل في اغلب اوقات العمل إلى ان بدأت تظهر الحقيقة. شاهد ما يقارب العشرة ملايين الحلقة الاخيرة من المسلسل، وهو رقم كبير، هذا الرقم لم يأتِ من فراغ اطلاقاً، فالعمل قدم دراما مميزة ولحظات درامية رائعة، فكما ذكرت، العمل جمع بين الجانب الدارمي المتعلق بفقدان شخص، وجانب الإثارة المتعلق بالقضية، فالعمل انقسم إلى محوريين رئيسيين، المحور الأول يتعلق بردود الفعل من الجريمة، سواء من الأم او من الأب أو مِن الأخت او من المجمتع عموما، والمحور الثاني المتعلق بقضية التحقيق، وجسد هذا الأمر إخراج جميل ”غير مُنفر“ وتمثيل مُتقن تمت مكافئته بجائزتين للبافتا لأفضل ممثلة بدور رئيسي وأفضل ممثل بدور مساعد. خاتمة.. المسلسل يقدم لك ببساطة ما يمكنك أن تطلبه في مسلسل، العمل بالنسبة لي يجب مشاهدته، وكان مفاجأةً سارة وقد خلق ضجة اعلامية جيدة، ولا شك بأن محاولة عَمل نسخة امريكية منه يدل على ان المسلسل قد خلق بالفعل ضجة ايجابية. من أفضل الأعمال الجديدة وينصح به للجميع.
– اسامه –