نحن هنا سيداتي وسادتي، أخيراً وليس آخراً، أحد أكثر المسلسلات التي لا يتم التحدث عنها بشكل كافي، أحد أكثر المسلسلات التي لم يتم تقييمها بالشكل الكافي، أحد أفضل مسلسلات الاثارة والدراما في السنوات الماضية، أخيراً يصل لخط النهاية بأفضل شكل ممكن، دعونا نقدر تلك الرحلة ونتفرج سوياً على آل جيننغز للمرة الأخيرة ونودعهم بأفضل شكل فهذا ما يمكننا فعله.
بينما يصل فيليب إلى المنزل الآمن واليزابيث في طريقها اليه، ستان هو الآخر في طريقه مع زميله لمراقبة أحد المنازل الآمنة للجواسيس، ولكن مع النقاش نكتشف أنَّ احتمالية التوقيت وايجاد المباحث الفدرالية للزوجين صعبة بسبب كثرة المنازل والتوقيت بشكل عام، ستان يتوقف ليقوم بالاتصال ببيت آل جيننغز وبالعمل ولكنه لم يجد أياً منهما، الشكوك تزداد وتزداد هنا وتكاد تتأكد حتى في عقل ستان.
مالذي سيحدث ولماذا الهرب؟ فيليب بعدما قابل الأب أندريه لا يُمكنه المجازفة والعودة للمنزل كل شيء انكشف الآن الأب أندريه سينقلب عاجلاً أو آجلاً لذا… يجب على آل جيننغز الهرب. الخطة؟ حسنناً الأمر كالآتي الذهاب نحو بايج جلبها والاتصال بهنري وجعله يقابلهم في مكان ما على الطريق والاتجاه نحو الحدود الكندية، فيليب يرفض ويبدأ المناقشة بشأن هنري وبشأن أنّه يجب أن يبقى وأن يُترك في أمريكا ليعيش بقية حياته فهو لا يعرف شيئاً وأخذه إلى روسيا سيكون أمراً غير مقبولاً، نقاش يدور بين الاثنين اليزابيث وفيليب ينتهي باليزابيث مقتنعة بوجهة نظر فيليب وأن عليهم ترك هنري ورائهم.
في هذه الحلقة العديد من الأشياء كانت تحدث سوياً فبينما ستان وزميله يراقبان أحد المنازل الآمنة، فيليب واليزابيث كانا في طريقهما للذهاب إلى بايج ودينس كان يتحدث مع الأب أندريه في مكتب المباحث الفدرالية، اقناع الأب أندريه بالتعاون لم يكن سهلاً بين الترهيب والترغيب، بين محاولة توضيح أنه يتم استخدامه وأنَّ المباحث الفدرالية يُمكنها أن تعلن عن تورطه شخصياً مع المخابرات الروسية مما سيجعل منظر الكنيسة سيء جداً وسيكلفه الكثير، بعد العديد من المحاولات يقتنع الأب أندريه ولكنه لا يعرف الاسماء الحقيقية بل يعرف الاسماء الروسية ولكنه رآهم مرة بدون أي باروكة شعر أو مكياج أو أي تغييرات عندما زوجهما، وهنا نعلم أنّها النهاية.
من جانبه ستان يقرر أن يرحل من مكان المراقبة ويذهب باتجاه لا نعرفه ولكن يمكننا أن نتوقع أنه يحاول توقع حركة اليزابيث وفيليب وبالفعل بينما يُناقش عقله ويحاول أن يكذب نفسه ربما يصل أخيراً قرب منزل سكن بايج ويرى الزوجين وهما يدخلان العمارة متخفيين ثم يراهما وهما يخرجان ومعهم بايج متجهين نحو موقف السيارات.
في تلك الأثناء حصلت المواجهة بين بايج ووالديها، كالعادة بايج لا يمكنها أن تترك أي شيئاً بسهولة بدايةً من النقاش حول أمر الرحيل وبالطبع ينتقل الموضوع لهنري وكيف يُمكن للعائلة أن تتركه خلفها، لا تقتنع بالنهاية ولكنها تذهب معهم فهذا حلها الوحيد.
ربما هذا المشهد هو أكثر مشاهد المسلسل المُنتظرة، ”المواجهة“ بين النكران الذي حدث في البداية ثم الانتقال نحو الصراحة التامة وجملة فيليب ”توجب علينا القيام بعملنا“ التي فتحت بعدها باب صراحة عبر فيه فيليب عن مشاعره تجاه ستان وبصفته صديقه الوحيد وعن مشاعره تجاه حياته الخاصة وكيف أنّه بات يكره حياته بشكل أو بآخر ويرى نفسه ذلك الشخص الفاشل الذي لم يعد يبرع في أي شيء، لدى ستان الكثير من المشاعر المختلطة التي تجعله لا يعرف ما يفعله، هل كان ابنه جزء من المخطط؟ الجواب كلا حسب قول بايج وأنها كانت معجبة به وحسب، الكثير حدث في هذا المشهد الذي أرى أنّه تم تنفيذه بأفضل شكل ممكن، كل ما أردته من تلك المواجهة حدث هنا، كل تلك المشاعر المختلطة، طريقة حدوثها عدم استغباء المشاهد في كيفية التحضير لهذه اللحظة كل شيء كان مثالي والتنفيذ كان ممتاز هنا والنهاية برحيل آل جيننغز بتلك الطريقة وباخبار فيليب لستان أن خليلته قد تكون منهم أمر آخر، كل هذا والحديث عن أوليج وعن أهمية الرسالة وعما يحدث في روسيا ولكن ستان يرحل ويعود لمكان مراقبته وهو مازال في عقله الكثير من الأفكار بالاضافة لوصية آل جيننغز برعاية ابنهم.
في روسيا أركادي يقابل والد أوليج ويُخبره بما حدث لأوليج وعن فشل المهمة، أمر يجعل والد أوليج يفقد ابن آخر والمهمة التي أرادوا فعلها فشلت نوعاً ما حسب كلام أركادي. مشهد مؤلم بكل ما تحمله الكلمة من معنى شخص يخبر أب أن ابنه فقد ابنه الثاني والأخير وربما لن يراه مجدداً، لا يوجد حقاً أي شيء يمكن قوله فأي كلمات لن تعبر عن قسوة هذه اللحظة وعن اللحظة التي تليها فبينما يرقد أوليج في السجن يذهب والده ليُخبر زوجته بأن زوجها لن يعود في مشهد يجعلنا نرى الخاسر الأول من كل هذه الأحداث حتى الآن أوليج.
بعد تساؤلات من بايج حول امكانية وثوقهم بستان أم لا يرد فيليب بأنه يمكنهم الثقة به ولكن عليهم تغيير السيارة وكذلك استخدام جوازات السفر المزورة من أجل الرحيل نحو كندا وعليهم كذلك أن يبدلوا من شكلهم من أجل صورهم في جوازات السفر الآخرى وهو أمرٌ يفعلوه فيما بعد بمشهد عاطفي نوعاً ما يُمثل ترك كل تلك السنوات من حياة الزوجين خلفهما ترك حياتهم التي عاشوها في السنوات العشرين الماضية خلفهم والمضي قدماً نحو المجهول. بالطبع في السيارة بدأ نقاش بين العائلة حول امكانية الاتصال بهنري وينتهي الأمر بقبول فيليب بذلك الاقتراح وبالفعل يتوقفون على قارعة الطريق ويتحدثون مع هنري ويبدأ فيليب يُخبره بأنه يُحبه وأنهم فخورون به وأنه يستحق كل شيء تردد اليزابيث الكلام ولكن بايج لا تستطيع فعل ذلك وينتهي الأمر بتوديع هنري ربما للمرة الأخيرة.
في مكتب المباحث الفدرالية يُخبر دينس ستان عن أن ما كان يعتقده حول آل جيننغز صحيح وهو أمرٌ يمثل ستان أنه صدمة له وكأنه لم يتركهم يرحلوا قبل قليل فحسب، ثم يقول بأنه سيقتل فيليب ويحاول اظهار بعض مظاهر الغضب، بالطبع دينس يُخبره أن لا أثر لبايج وأن هنري الوحيد الموجود بينهم وأنهم يراقبونه.
يعود ستان لبيته ليجد خليلته نائمة وبين نظرات الشك ونظرات التفكير، يستيقظ صباحاً ويذهب لعمله بينما عملاء مكتب المباحث الفدرالي يفتشون بيت آل جيننغز ويأخذون منه كل شيء وبينما رينيه تُناظر متفرجةً مما يترك الباب مفتوحاً حتى اللحظة الأخيرة والسؤال يبقى مطروح هل رينيه جاسوسة للروس؟
على باب ماكدونالدز وبينما العائلة على وشك أن تتناول وجبتها الأخيرة داخل الأراضي الأمريكية يطرح فيليب خيار بقاءه في الولايات المتحدة لسنة أو سنتين من أجل أن يراقب هنري ويرعاه يعيش في ولاية آخرى ربما أو شيء من هذا القبيل، فيليب هنا نفسه لا يعرف كيف ستكون حياته في روسيا اعتاد على الحياة هنا ربما بات يفضلها كما رأينا بعد كل تلك السنين العودة ستكون صعبة ولكن اليزابيث تُقنعه بأنه لو كان هنالك مجال للبقاء لبقي الجميع ولكن الخيار الأصح أن يرحلوا جميعاً وهو ما اتفق عليه الزوجين.
ننتقل إلى القطار وعلى الطريق نحو الحدود الكندية يدخل أحد ضباط حرس الحدود ليتفحص الهويات وجوازات السفر وبينما لديهم ورقة مرسوم عليها أوجه العائلة تتعدى تلك اللحظات بصعوبة ولكنها تتعدى برحيل الزوجين وبقاء بايج التي قررت في اللحظة الأخيرة الهبوط من محطة القطار والبقاء في البلاد التي عاشت فيها كل حياتها.
في الطريق إلى موسكو تحلم اليزابيث بحلم غريب بين لوحات رسم وبين بعض الذكريات من غريغوري طوماس لتستفيق وهي في الطائرة في مكان ما متجهةً نحو دولة ما في طريقهم للعودة إلى روسيا، في نفس الوقت تجلس بايج في البيت الآمن الذي كانوا يجتمعون بكلوديا به وتخرج بعض الكحول لتشربه بينما يذهب ستان ليُخبر هنري بحقيقة والديه.
على الحدود يعبر الثنائي ليُقابل اركادي وثم يتوقفان في الطريق لينظرا إلى روسيا في مكان يتذكره جيداً فيليب وأنه المكان الذي تحدث فيه مع أحد الضباط بأول مرة أرادوا فيه تجنيده، كل شيء يبدو غريب يقول فيليب وهو يظهر بعض القلق على أولاده ولكن اليزابيث تطمئنه بقولها أنهم سيكونوا بخير، يتبادل الثنائي في هذه الحلقة دور الشخص الحكيم حيث يتحكم كل منهما في المصير لوهلة بينما يُظهر الثاني ضعفه ويحتاج للآخر وهكذا حتى ينتهي المسلسل بجملة ”سنعتاد على الأمور“ من قبل اليزابيث.
إنها النهاية يا سادة، لا مزيد من الحلقات ولا مزيد من الأفكار، كل شيء انتهى ربما بأفضل شكل ممكن وبدون موت أي شخصية من الشخصيات، التنفيذ كان صعباً ولكنه كان متقن، ربما الموسم لم يكن مثالياً ولكن هذا أفضل ما يمكن أن يصل إليه The Americans كل شيء كان على المقاس لنصل لنهاية شبه سعيدة تترك بعض الأسئلة مطروحة وتُجيب على الآخرى، يبقى أملي الوحيد أن لا نرى مسلسل مقتبس حول حياة بايج وما حدث لها تالياً، لا أحد مهتم صراحةً ببايج ولا أعتقد أنني سأكون مهتم لأرى المزيد منها بأي شكل من الأشكال، The Americans انتهى. وداعاً وشكراً لماثيو ريس وكيري راسل على ادائهم وشكراً لجوزيف وايسبيرغ وطاقم كتابه على ما قدموه. شكراً لكم أيضاً ونراكم في تغطيات آخرى.