الأميريكانز، الموسم الأخير – الحلقة الرابعة: السيد والسيدة فنجان

عودة للجرعة الاسبوعية من الدراما المثيرة The Americans واليوم هذه الجرعة كانت مُكثفة بعض الشيء مليء بالأحداث المثيرة والتغيرات السريعة والعنوان الذي عم في أرجاء هذه الحلقة بشكل عام كان ”الفشل“، سنتحدث أكثر في تفاصيل التغطية عن ذلك ولكن هذه الحلقة هي أحد أهم وأفضل الحلقات في هذا الموسم حتى الآن وفي طيات أحداثها معاني كبيرة جداً قد تُشير بشكل أو بآخر إلى النهاية التي باتت أقرب من أي وقتٍ مضى.

البداية بالطبع من حيث انتهينا حوار بين فيليب وأوليج بيروف، بين النقاش حول الأوضاع في روسيا وعن أسباب خروج أوليج من المخابرات وبين دفاع فيليب عن اليزابيث كونها شخص يحمل ولاء كبير للبلاد اتخذ النقاش محاور عديدة أهمها أنَّ هنالك أشخاص لا يُريدون التفاهم ويخافون من التسالم مع الأمريكان ويخشون أنَّ ذلك قد يؤثر سلباً على فكر ومبادئ الدولة وبين الأشخاص الآخرين الذين يرون أنَّ نوعاً من الانفتاح جيد وليس سيء، بالطبع فيليب يُخبر أوليج بشأن الجهاز الذي كانت تبحث عنه اليزابيث وعن العملية التي انتهت بموت الجنرال وينتهي الحديث بينهم بقول أوليج أنّه لن يتمكن من مقابلته شخصياً مرة آخرى لأنّه مراقب في أغلب الأوقات.

في واحدة من المشاهد التي أعتقد أنّها مهمة للغاية ورمزية جداً عندما يتعلق الأمر بأحداث المسلسل، نرى المسافة بعيدة جداً بين اليزابيث وفيليب وهذا الأمر مقصود جداً وفيه دلالات عديدة كون الاثنين حالياً كل منهم على جزيرة تقريباً، بعدهما عن بعضهما البعض تسبب بكل هذه الأحداث بشكل أو بآخر عدم تواجدهما سوياً هو ما كان سبباً لكل عمليات الفشل التي حدثت خلال هذه الحلقة ومن قبلها.

الحياة مظلمة هذه الأيام في عالم المسلسل كظلام هذه المهمة

الحديث عن الفشل يجرنا إلى عملية فاشلة آخرى، اليزابيث تقود عملية وتقتل العديد من الأشخاص لغرض الوصول لتلك الحساسات ولكن بعد كل ذلك تفشل المهمة بل والأسوء من ذلك اليزابيث كانت في موقف حرج لأكثر من مرة وكانت أقرب من أي وقتٍ مضى من الموت أو ربما القبض عليها، والنهاية كانت غالية الوفاض!!

فيليب يعود لجيم باكستر، كما نتذكر كان واحد من الأمور التي اتفق عليها مع اليزابيث هو بقاءه على  تواصل مع كيمبرلي من أجل الحصول على الشرائط المسجلة من داخل حقيبة والدها ولكن هذه الزيارة التي أعادتنا لواحدة من ”المصادر“ المفضلة بالنسبة لي انتهت بمعلومة غير سعيدة بالمرة لاليزابيث وهي أنَّ كيمبرلي لن تعود قبل أعياد نهاية العام وستفوت عيد الشكر بينما المخابرات الروسية يحتاجون كل المعلومات الممكنة خاصةً مع اقتراب القمة واتفاق نزع الأسلحة النووية.

مرة آخرى نعود لنقاش بين بايج واليزابيث بين أسئلة حول المهمة الأخيرة وبين شخص تقابلت معه بايج يعمل كمتدرب لأحد أعضاء الكونغرس الذين يعملون في لجنة السلاح التابعة للكونغرس وعن امكانية اقتراب بايج منه للحصول على المعلومات أمر ترفضه نوعاً ما اليزابيث وتُخبرها بأنّها يمكن أن تقترب منه إذا ما أعجبها ولكنها عليها الاختيار أما أن يكون حبيب أو مصدر كِلا الأمران غير مقبول خاصةً وأنها غير مستعدة بعد حسب كلام اليزابيث، في وسط هذا الكلام يدخل فيليب الذي كان سعيد لوهلة لوجود بايج قبل أن يعرف أنَّ الأمر يتعلق بعالم الجوسسة وليس عالم العائلة، يُظهر بعض الامتعاض بالطبع ولكنه يرحل بعد ذلك لأنّه لا معنى لخلق مشكلة أو النزاع حالياً حسب قوله.

روسيا، مر بعض الوقت قبل أن رحلنا إلى هناك، آخر مرة كنا هناك كانت في الحلقة الأولى، عموماً نعود لوالد أوليج وزير النقل الذي يُحادث ابنه على الهاتف وبالطبع هنالك نوع من الشيفرة بينهم يحاول أوليج أن ينقل كلام فيليب لوالده الذي يُطمئنه على ابنه وزوجته وأمه ويأخذ المعلومات منه، بعد ذلك يذهب لاركادي ويُعطيه المعلومات ولكنه يُخبره بالحقيقة بأنَّ زوجة أوليج وأمه يَشعرون بالقلق الكبير عليه ويسأل عن موعد عودته الأمر الذي يُجيب عليه أركادي بأنّه مازال عليه أن يبقى هناك.

تُسلم اليزابيث الشريط المُسجل من داخل المخابرات الأمريكية إلى كلوديا وتُخبرها بأنّهم كانوا يتحدثون عن وجود مصدر للمخابرات الأمريكية بالداخل ولكن من غير الواضح ما إذا كان ذلك المصدر في روسيا أو في أمريكا وأين مكانه بالضبط، بعد ذلك تتحدث عن كلوديا عن صوفيا وغينادي وتُخبر اليزابيث بأن عليها أن تكتشف ما إذا كان صوفيا وغينادي هما نفس الأشخاص الذين كان يعمل على قضيتهم ستان وفي حال ما إذا كان ذلك عليها التخلص منهم لأنَّ غينادي رياضي وذلك لن يُظهر صورة جيدة للاتحاد أنَّ شخص مثله أصبح لاجئ في الولايات المتحدة ويخدم البروباغاندا .

اعلن انسحابي مثل ما غنى ماجد المهندس

في مكالمة صعبة بعض الشيء يضطر فيليب أن يُعلن فشله ويُخبر ابنه هنري بأنّه العمل لا يمر بفترة جيدة وأن التوسعة لم تكن كما كان يُخطط لها والنتيجة أنهم قد يضطروا أن يُخرجوا هنري من المدرسة في العام المقبل، بالطبع هذه الأخبار يُقابلها أخبار من هنري بأنه يُبلي بلاء حسن في رياضته وربما سيكون كابتن الفريق في العام المقبل، لذا يمكننا تخيل مدى صعوبة تلك المكالمة.

يستمر الفريق بالقيام بعمله بتتبع فريق المباحثات وتُخبر اليزابيث فريقها بأن عليهم تتبع ستان ولكن بالطبع بدون بايج، بينما يتناقش في الحانة فيليب وستان حول أمور الحياة والتطور الاقتصادي والمشاكل المالية وما إلى ذلك وبالطبع بايج في محور الأحداث دائماً تتدرب وتحصل على المزيد من الخبرة.

فيليب بات يشعر بالخوف والفشل يملأه حالياً باتت يُشكك في قراراته وما إذا كانت الأمور ستنفع في النهاية، على الجانب الآخر ربما نرى اليزابيث تَعِبة فقط ولكنها تخشى الفشل أيضاً وتريد لمهامها أن تسير بأفضل شكل ممكن، فيليب في هذه اللحظة أراد اليزابيث زوجته أن تتواجد من أجله ولكن لا يبدو أن اليزابيث في مزاج لتكون كذلك وبالنسبة للمشاكل المالية فتلك مشكلة فيليب على حد ما يخصها فهي لديها مشاكلها الخاصة التي تجعلها مشغولة طوال اليوم وهنري كذلك مشكلة فيليب أيضاً.

في مكان آخر نرى اليزابيث تقوم بعملها كممرضة وتحاول اقناع غلين وايريكا بأخذ ايريكا لمشاهدة مباراة كرة القاعدة التي نعرف من الحلقة الماضية أنَّ فيدور نيسترينكو سيحضرها وبالطبع محاولة الاقناع تأتي بنجاحها ثم تقوم اليزابيث بتهريب السترة التي نحن نعرف أن غلين يرتديتها دائماً لتضع بها جهاز تنصت، بينما في مكان آخر يحاول فيليب أن يُرفه عن نفسه قليلاً بارتداء حذاء الرقص ويذهب للرقص على أنغام الموسيقى الأمريكية وفي نفس الوقت ابنتهم بايج تحضر تلك الحفلة وتمضي قدماً بعلاقتها مع ذلك الشاب الذي تحدثت عنه سلفاً والذي يعمل كمتدرب لدى أحد أعضاء الكونغرس.

عنوان الحلقة السيد والسيدة فنجان وفي الواقع المقصود هما صوفيا وغينادي الذين لا يقضيا أفضل أيامهما وبالطبع مطلوب من ستان أن يتواجد من أجل أن يحل المشكلة، الأمر الذي يقبله ستان على مضض.

كل شيء لا يجري كما تريد اليزابيث لا يكفي أنَّ قدوم ايريكا لم يكن ناجحاً وبدأت تتقيء واضطروا للرحيل مباشرةً بل حتى بعد ذلك عندما تسمعت على المحادثة بين غلين وفيدور لم يكن هنالك أي معلومات مفيدة لأي أحد، مما يجعل كل شيء حدث في هذه الحلقة فاشلاً بكل التفاصيل تقريباً وفي هذه الأثناء يجلس فيليب يأكل طعامه محاولاً أن يعمل ليتذكر شيئاً من ماضيه الأليم.

معجب جداً بهذه الحلقة وبالاخراج بالذات روكسان داوسن مُخرجة متمكنة للغاية لاحظت اسمها في العديد من المسلسلات الآخرى مثل The Deuce وHouse of Cards دائماً ما كنت أنتبه لبعض اللمسات المختلفة في كاميرتها في تلك الحلقات وفي هذه الحلقة واصلت ابداعها وقدمت أداء رائع بصراحة، على مستوى الكتابة الحلقة كانت ممتازة مع التعامل مع الفشل وهدم العديد من الأمور، مشهد العملية الفاشلة في البداية الذي كان مليء بالعقبات لوحده جعلنا نعيش بعضاً من أيام التوتر القديمة التي اعتدنا على رؤيتها في الموسم الثالث والرابع وهذا الشيء جيد للغاية بالطبع.

على مستوى الحلقات القادمة يبدو أننا سنُشاهد المزيد من كيمبرلي ومن جيم باكستر ويبدو أنَّ الأحداث ستتسارع أكثر وأكثر في الحلقة القادمة وفيليب لن يجلس على الدكة بعد الآن وسيعود للعب في الصفوف الأساسية، العديد من الأمور يُتوقع حدوثها وستان بالطبع متواجد دائماً.