الطيار: الحلقة الرابعة والخمسون – Mindhunter

الطيار (بالإنجليزية: Pilot): الحلقة الإفتتاحية لمسلسل تلفزيونيّ. يُساء فهمها على أنها عنوان الحلقة، فيترجمها بعض المترجمين ”الطيار“.

نعود لسلسلة الطيار مجدداً وهذه المرة العودة لمسلسل من انتاج Netflix ولكنه مسلسل كان محط للأنظار منذ أول مرة تم الاعلان عنه لما يتملكه من عناصر كثيرة تجعله أهم من غيره، تواجد David Fincher لوحده كافي ليجعلنا ننتظر هذا المسلسل ولكن ماذا عن بقية الأشياء؟ لماذا يجب أن نعطي هذا المسلسل فرصة ومالذي ننتظره منه؟ هذا ما سنحاول تقديمه في هذه المقالة لذا… واصلوا القراءة لنعرفكم على هذا المسلسل الدرامي المُنتظر.

 

بطاقة المسلسل

الاسم: Mindhunter
موعد العرض: 13 اكتوبر على Netflix
النوع: دراما
عدد الحلقات: 10
تأليف: Joe Penhall
بطولة: Jonathan Groff, Holt McCallany, Anna Torv, Cotter Smith
القصة: عميل في قسم القتلة المتسلسلين الصفوة في المباحث الفدرالية يحاول أن يطور تقنيات معينة من أجل ملاحقة القتلة والمغتصبين فيذهب للتحدث مع القتلة المتسلسلين المقبوض عليهم ليتعرف أكثر على طريقة تفكيرهم.

لماذا Mindhunter

لأنَّ David Fincher مرتبط بهذا المشروع، هذا أبرز سبب، Fincher من المنتظر أن يُخرج 4 حلقات من هذا المسلسل أول حلقتين لهذا الموسم وآخر حلقتين مما سيمكنه من رسم الخطوط العريضة لطريقة الاخراج العامة في المسلسل والتي سيتخذها من بعده كل المخرجين، هذا ما حدث مع House of Cards مثلاً، فقد استطاع في وقتها Fincher أن يقدمنا لذلك العالم بأفضل شكل ممكن والآن مع قصة اكثر غرابة ورعباً واثارة، لا يمكنن التفكير بمخرج آخر قد يجعلني أتطلع حقاً لأرى كيف سيطرح تلك القصة بطريقته الفذة المعروفة، ولكن هذا ليس كل شيء فهنالك أشياء آخرى مهمة.

واحدة من الأشياء الآخرى أنَّ هذا المسلسل مبني بشكل أو بآخر على كتاب للمؤلف John Douglas الذي قضى فترة طويلة داخل أروقة ذلك القسم في المباحث الفدرالية، لذا سنكون أمام قراءة واقعية إلى أبعد مدى من هذا المسلسل، سنشاهد قضايا وقصص قد تكون مشابهة بشكل كبير لما شاهده Douglas في الواقع مما سيجعل هذه القصة مرعبة أكثر فهي ليست مبنية على خيالات وحسب، بل معظم هؤلاء البشر أو على الأقل أفكارهم وتوجهاتهم وأفعالهم هنالك من قام بها وتبناها في الماضي لذلك التقديم لهذه القصة سيحصل على قشرة واقعية تجعله قريب من الانضمام لمجموعة ”الجرائم الحقيقية – True Crime“ التي هي ثيمة محبوبة جداً هذه الأيام وعليها اقبال كبير.

سبب آخر يجعلنا نتحمس لهذا المسلسل هو طاقمه على الرغم من أنّه لا يحتوي على أي ممثلين كبار حقاً ولكنه يحتوي على أسماء قدمت أدوار جيدة جداً في مسيرتها الفنية الغير مشهورة، في البداية لدينا Anna Torv وهي ممثلة استرالية متمكنة إلى أبعد مدى ومن شاهدها في Fringe أو أياً من أعمالها الآخرى يعرف تماماً أنّها ممثلة ممتازة ولكنها فقط لم تحصل على فرصتها لصناعة نجمها في مسلسل كبير وربما هذه هي فرصتها، ثم هنالك Holt McCallany وJonathan Groff كلاهما قدم أدوار لو ركزت عليها ستجد أشياء كثيرة تعجبك فيها لذا مع النص المناسب وأمام كاميرا المخرج المناسب قد نجد أداء مميز يخرج منهما أو على الأقل شخصياً آمل ذلك.

شيء آخر يجعلني متحمس لهذا المسلسل هو أنَّ قصته وأحداثه تحدث في الماضي وهذا الأمر مثير للاهتمام حقاً ويُعطي اضافة لقصة الجرائم والمُجرمين، ففي ذلك الوقت مع عدم وجود التطور التكنولوجي الكافي ومع عدم انتشار المعرفة والتواصل بذلك الشكل، فكرة تواجد القتلة والمُغتصبين ذوي الأفكار السادية والمتشددة تُصبح أكثر قبولاً وتجعل المشاهد يتقبل أكثر ويتخوف أكثر من ذلك النوع من البشر، نعم بالطبع انتاج هذا النوع من المسلسلات مُكلّف ولكنه يمكن أن يخرج لنا بصورة مثالية تجعلنا نشعر بالاهتمام والرعب والخوف والاستغراب في آن واحد.

الشيء الوحيد الذي يجعلني متوتر قليلاً بشأن هذا المسلسل هو الكتابة فالمسلسل اختار الكاتب المسرحي البريطاني Joe Penhall لاقتباس هذا العمل وتحويله للتلفاز ورغم أنَّ أعماله بشكل عام في السينما والتلفاز قليلة وغير مشهورة بشكل كبير إلا أنني أمتلك أملاً بأن يقدم المفاجئة، الرجل سبق له وأشرف على اقتباس دراما قصيرة في بريطانيا تحمل اسم The Long Firm وترشح عنها لجوائز البافتا وهذا أمر جيد لكن باستثناء ذلك العمل الرجل ليس لديه أي اعمال شهيرة إلا لو نظرنا لعمله المسرحي، الآن هذا الأمر قد يعطينا أفضلية بكونه شخص قادم من مجال آخر قد يقدم تصور وقراءة جديدة لمثل هذا النوع من المسلسلات ولكنه بنفس الوقت هنالك امكانية كبيرة أن يفشل وأن يقدم مسلسل كلاسيكي بدون أي تفصيلة جديدة.

النص هو أكثر الأمور المهمة في التلفاز لهذا بينما بقية الأمور جيدة في هذا المسلسل أو على الأقل واعدة يبقى تخوفي الوحيد من الكتابة خاصةً وأنَّ كل أعمال Netflix الدرامية تقريباً تعاني في الكتابة في مراحل معينة من مسيرتها، بالطبع فكرة أنَّ المسلسل مُجدد لموسم ثاني بالفعل وأنَّ المنصة لديها ثقة فيما قرأته تُعطني بعض الأمل ولكن… تجارب Netflix الدرامية السابقة كانت متوسطة إلى جيدة فقط ولم نشاهد لحد الآن أي عمل قادر على عبور ذلك الخط وتقديم قصة مثيرة بتفاصيل تجعلنا مستثمرين في الشخصيات ونريد رؤية المزيد وليس فقط المشاهدة من أجل معرفة نهاية القصة وحسب. لذا… دعونا نأمل أن يكون هذا المسلسل هو التغيير الذي نبحث عنه في دراما Netflix.

ميديا