غيم أوف ثرونز، الموسم 7 الحلقة 4: ما يطلبه المستمعون

بعد مجموعة من الحلقات التي جعلت حتى المتعصبين لـGame of Thrones يتوقفون لوهلة ويقولون ”أوتعلم، تغطية رضوان تلك التي يكثر فيها انتقاد المسلسل ربما ليست مخطئة بالكامل، أعني، هو تحدث عن مسالة السفر السريع في الموسم الماضي، بينما لم يبدأ الناس بالشكوى منها سوى الآن“، يعود المسلسل ويقدم واحدة من تلك الحلقات التي يعتبر انتقادها نوعاً من الكفر لدى الجمهور المتعصب. وهذا هو النوع من الحلقات الذي أكره التحدث عنه في التغطية.

نعم حلقة هذا الأسبوع رائعة، دعونا نتفق حول هذا.

اتفقنا؟

خلاص انتهت التغطية.

 

بدون مزاح، هي حلقة رائعة، وتحرياً للدقة، وصفها بـ“حلقة رائعة، ولكن…“ هو تصنيف أدق لها.

عندما يتعلق الأمر بالكتب والروايات (يمكنني أن أسمع انزعاجكم من الآن، ”وبعدييين مع هالزلمة والروايات!“)، بشكل عام وليس فقط في عالم Game of Thrones، مقارنة بالأفلام والمسلسلات، الكتب دائماً تخبرك بما تشعر به الشخصيات وما يدور في خلدها، دون أن تحتاج إلى تخمين ذلك بنفسك من خلال تعابيرهم الوجهية او موعد دورتهم الشهرية. وفي حلقة هذا الأسبوع كانت هناك لحظات كثيرة تمنيت لو أنني اعرف ما تفكر فيه سانسا وهي ترى اختها تجابه امراة ضخمة بكل اقتدار (غيرة؟)، أو تيريون وهو يرى تنانيناً أتى بها من قارة أخرى وهي تقوم بمحرقة تاريخية أمام عينيه (ذنب؟)، أو الخنصر وهو يسمع كلماته على لسان بران (صدمة؟)، أو برون وهو يتخلى عن ماله (ولاء؟ رغبة في النجاة؟)، أو جايمي وهو يغامر بنفسه لقتل المرأة التي أتت لتحرق كل شيء في طريقها (شجاعة؟ تضحية لأجل الصالح العام؟). نعم، من الممتع أن نحاول جميعاً القيام بتخمينات لكل تلك اللحظات، وهذا شيء أخر لنتحدث عنه عندما نجتمع مع اصدقائنا للتحدث عن الحلقات، لكن أسهل جداً أن يخبرك الكاتب بشعور تلك الشخصية على الورق.

حلقة هذا الأسبوع من الثرونز هي، رحمة في كتاب التغطيات، أقصر حلقة من ناحية الوقت في تاريخ المسلسل كله، وأنا من كبار المؤيدين لفكرة الحلقات التي تمتد للوقت الكافي لسرد كل قصصها بشكل كامل، سواء كان ذلك يعني تقليص المدة أو زيادتها عن المعتاد، لكن حتى عندما تعتقد أن Game of Thrones يقلص مدة حلقاته لكي يحكي قصة متينة أكثر، تجده يقضي نصف الحلقة لا يُقدم القصة العامة بأي شكل مهم البتة. بدلاً عن ذلك، يعطي المسلسل مشاهديه العاطفيين ما يريدونه، حتى وإن لم يكن ذلك يصب في مصلحة المسلسل عندما تنظر للأمر من منظور عام.

ما الذي يعنيه هذا؟ إذا كنت من النوع الذي يشاهد المسلسل الآن ﻷنه مرتبط عاطفياً بشخصياته، هناك الكثير من الأشياء لتحبها في هذه الحلقة، أما إذا كانت العاطفة بالنسبة لك شيئاً ثانوياً مقارنة باللعبة، لعبة العروش، بما في ذلك الدهاء السياسي والعسكري والمكر والخديعة اللذان يمتاز بهما المسلسل، فربما وجدت نفسك أقل حماساً من الأخرين حول هذه الحلقة. وﻻ بأس بذلك.

لم يعودنا Game of Thrones على الكثير من الدمار في مشاهد الحرب، والتي هي قليلة بالأساس وكانت تتركز في حلقة واحدة بالموسم، والسبب وراء ذلك معروف: إنه أمر مكلف. لكن هذا الموسم حصلنا سلفاً على معركة يورون والتي كانت فوضوية بطريقتها الخاصة، وشيئاً من احتلال جيش الطاهرين لقلعة الصخرة، ونصف شيء من احتلال جايمي لعلارياض. أي أن هذا الموسم كان كريماً بالفعل فيما يخص هذا الجانب، لكنه كان كريماً اكثر في هذه الحلقة لأن المعركة، وسنسميها ربما ”محرقة بلاكووتر“ في هذا المقال، تضمنت أهم عاملين في المعارك: استعراض بارز للقوة البصرية والسمعية، وأهمية متجلية في مصير الشخصيات أو تأثير نتيجة المعركة على القصة أو الشخصيات بشكل أو بأخر، ربما التأثير على القصة لم يكن قوياً، لكن أكيد أن هناك شريحة كبيرة من الجمهور تتعاطف مع دينيريس أو جايمي أو تيريون أو ربما برون حتى، وما كانت لترغب بموت أي منهم في منتصف الموسم بهذه الطريقة.

لا داعي للتحدث عن أحداث المعركة لأننا شاهدننا جميعاً ما حدث، لكن لنذكر النقاط الرئيسية.

أولاً، دينيريس بهجومها على جيش اللانيسترز الصغير (الذي من الواضح أنه ليس الجيش الكامل، وإنما جزء منه فقط، ما يكفي لنقل الذهب والحصاد) أظهرت أنها مستعدة لتجاهل نصائح خدمها وحلفاءها اذا كان ذلك سيعطيها انتصارا، حتى وان كان انتصاراً غير ذي فائدة على المدى البعيد.

ثانياً، أكيد أن بعضكم اشتكى من ظاهرة السفر السريع في هذه الحلقة فيما يخص ظهور دينيريس مرفوقة بجيش من الدوثراك، الأمر الذي من الواضح أنه أخذ وقتاً طويلاً بما أنه سفر عبر البر، لكن إليكم فكرة أخرى: نقل كمية كبيرة من الذهب والحصاد مابين علارياض وبوريال عبر النيرا (أو بلاكووتر) هو أيضاً عملية تستغرق وقتاً طويلاً، ومما فهمته من حوارات الشخصيات، هذه تقريباً كانت نهاية الرحلة بالنسبة لجيش اللانيسترز. أي، ربما الحيز الزمني مظبوط هذه المرة والشكوى منه ربما غير مبررة. إذا أردت أن تشتكي من شيء، إشتك من مسألة أن المسلسل ليس دقيقاً جداً فيما يتعلق بعدد السفن، وهذا أمر يمتد منذ الموسم الثاني ومعركة خليج النيرا (أو بلاكووتر، مرة أخرى) حيث لم نعرف كم فقد ستانيس بالظبط، والآن بعد قام يورون بحرق ما بدا أنه أسطول دينيريس كله، نكتشف أنه لا يزال لديها سفن كافية لنقل جيش الدوثراك. ربما الأمر ليس غير قابل للتصديق خقاً إذا تخيلت أن الدوثراك تزاحموا في ما تبقى من السفن وكأنهم على متن ميكروباص في وسط المدينة بعد انتهاء ساعات العمل.

ثالثاً، في بداية المشهد تم كشف شيء مهم في حوار وهو أن الذهب وصل إلى العاصمة، وأن العربات المتبقية هي أخر ما في الحصاد. أي، حسب فهمي، سيرسي أصبح لديها الذهب الكافي لسداد ديونها وحصاد كافٍ لتنجو لبعض الوقت (أو لوقت طويل، حتى) في حالة حصار، ليس وكأن سيرسي تبدو وكأنها مستعدة لتستلم تحت أي ظرف. إﻻ إذا اكتشفنا ﻻحقاً أن دينيريس حرقت الحصاد كله وأن العاصمة ستموت من الجوع. أنتم تعرفون، الكتاب لا يهتمون كثيراً للحوارات السابقة عندما يكتبون حلقاتهم، إﻻ اذا كان الأمر يتعلق بجملة ذكية قالها فلان أو فلان في الموسم الأول.

رابعاً، المسلسل قضى وقتاً طويلاً وهو يخبرنا بمدى قوة الدوثراك في القتال وكيف أنهم همجيون ولا يرحمون، وهذه أول مرة نراهم فيها في حرب حقيقية (ما رأيناه في أيسوس كان مجرد تدريبات ما قبل الموسم في مكان ذو حرارة عالية لتجهيز اللاعبين بدنياً للموسم في الجو العادي). لكن هل هذا فعلاً هو الاختبار الحقيقي لقدراتهم؟ ﻻ أعلم، أنت دائما الطرف الاقوى عندما يكون هناك تنين بجانبك.

خامساً، ليس شيئاً حول المعركة بالذات، ولكن وددت فقط أن أذكر أن مخرج هذه الحلقة Matt Shakman هو شخص رائع وربما يعرفه البعض منكم من It’s Always Sunny in Philadelphia حيث أخرج الكثير من الحلقات، أبرزها حلقة التصوير المتتالي على طريقة Birdman والتي استحقت حقاً أوسكار أفضل إخراج لمسلسل كوميدي ولكنها لم تترشح على الإطلاق. المخرج أثبت في هذه الحلقة انه قادر على اخراج الكوميديا وأيضاً مشاهد المعارك الملحمية التي تجعلك تقول ”واو!“.

عودة للمعركة، أو المحرقة كما نقول في هذه المقالة، بصراحة لا أعلم ما الذي خرجنا به بالظبط من الأمر برمته غير الاثارة اللحظية التيي عشناها ونحن نشاهد كل تلك المؤثرات البصرية والاخراج الجميل. جايمي لن يموت حتماً، وإن مات فهذه ستكون اكثر طريقة غبية لتموت شخصية رئيسية جداً في المسلسل، ولا اعلم ما الذي يحققه تأجيل اعلان مصيره لحلقة أخرى، خصوصاً وأن هذه الحلقة كانت قصيرة أصلاً. التأثيرات إن وجدت ستكون نفسية فقط، رؤية تيريون لكل ذلك الدمار، رؤية دينيريس لتنينها وهو يتأذى، رؤية جايمي للموت وهو يحدق فيه، هذه كلها أشياء يجب أن يستغلها المسلسل لتطوير الشخصيات أكثر فأكثر. لكن لنكن صريحين، هذا المشهد كان الهدف منه هو اعطاء المشاهدين ما يريدونه بغض النظر عن مصلحة القصة والمسلسل: مشهد قتال ضخم به تنانين ونار وضرب وجرح ولحظات كوميدية (ديكون!) وشخصيات رئيسية حياتها على المحك، كل هذا مرفق بموسيقى تصويرية عظيمة.

في وقت سابق من الحلقة، ترافق دينيريس سجينها/ليس-سجينها جون سنو إلى الكهف الذي يوجد به زجاج التنين، لكن قبل ذلك بقليل، نراها وهي تمارس بعض النميمة مع ميساندي. أنا ﻻ أهتم حقاً بعلاقة ميساندي ودودة رمادية، وأراها شيء زائد في المسلسل ﻻ يهدف سوى لتطويل الحلقات، لكن هذه كانت لحظة نادرة لدينيريس وتجعلها تبدو ”بشرية“ أكثر، لأن معظم حواراتها في هذا الموسم كانت ”سأفعل هذا، سأقتل ذا، سأخذ ذاك“ أو ”نحن عصابة الرداء الأبيض، إنضموا إلينا أو استعدوا للقتال“ بينما يقول تيريون الجزء الأخير ”إنضموا! إنضموا!“، وهذا أمر يجعل التعاطف معها أمراً صعباً، رغم انه من المفترض أنها حاكمة تهتم بشعبها وذات جانب انساني واضح، وهو الأمر الذي يكون مفقوداً عادة عند الطغاة.

في الكهف يستخدم المسلسل رسوماً على الحائط كوسيلة لجعل دينيريس تتفهم أهمية ”الحرب الكبيرة“، الأمر الذي ترد عليه دينيريس بـ“سأساعدك.. إذا أعلنت ولائك لي“، مُعيداً إياها مباشرة إلى جهة الطغاة. أفترض أن المشهد كان القصد منه اعطاء بعض السياق التاريخي أو ما شابه ذلك، لكن هذه طريقة ملتوية جداً للقيام بالأمر، وأجدها صعبة التصديق، وهي في النهاية مجرد تأجيل لشيء من الواضح انه سيحسم بنهاية هذا الموسم، لكن كيف؟

مؤشرات كثيرة في هذه الحلقة تشير إلى زواج بين الطرفين كنوع من المساومة لمواجهة عدو مشترك. التلميحات كانت واضحة وﻻ اعتقد أن هناك داعي لذكرها هنا.

أيضاً، عندما يتم اخبارها بما حصل لأسطولها في قلعة الصخر تسأل دينيريس من جون رأيه في الموضوع، وبغض النظر على أنها تجاهلته مثلما تجاهلت تيريون، سؤالها له هو إشارة واضحة إلى أنها تثق به وفي قدراته القيادية، أو تحترمه على الأقل، وهذا بدوره يشير إلى تطور من نوع ما في علاقتهما. بشكل أو بأخر، هذا التعاون سيحصل بحلول نهاية الموسم وربما قبل ذلك بكثير.

تخميني، وأنا ﻻ أحب التخمينات، هو أن سيرسي ستموت بنهاية هذا الموسم وفي الموسم القادم سيكون التركيز على الحرب العظمى، بجون ودينيريس، النار والجليد، جنباً إلى جنب.

على عكس القراءات العميقة بشكل زائد للزوم لمشهد أريا والذئاب في حلقة سابقة، يبدو أن ذلك اللقاء لم يثنيها عن سعيها للعودة إلى بيتها القديم، وكل ما في الأمر أن ذلك الذئب لم يكن نيميريا. أو شيء ما، أنا لم أعد أفهم نصف الأشياء في هذا المسلسل.

خشيت للوهلة ان أريا عادت لوينترفل وغادرته بسرعة بعد أن أدركت أنها لم تعد أريا ستارك، وأنها لم تعد تنتمي حقاً إلى هذا المكان الذي كانت تسميه بيتها. ﻻ أعلم لماذا ”خشيت“ الأمر، لأنه في الحقيقة يبدو أكثر إُثارة للاهتمام من ما حصل في هذه الحلقة.

يقوم المسلسل مرة أخرى بإعطاء المشاهدين ما يريدونه بلم شمل كل أفراد آل ستارك الأحياء في وينترفل من جديد، بعد أن عصفت بهم الأيام وغيرتهم جميعاً. إنها لحظة مثيرة للبهجة إن كنت من عشاق بيت ستارك، لكن إن لم تكن من عشاق الأشياء الغير ضرورية فربما الأمر برمته كان أقل من المتوقع.

لنبدأ بالشيء الذي يتحدث عنه الجميع، مبارزة بريان وأريا. لا أود حقاً الدخول في تفاصيل ماحدث وهل هو قابل للتصديق أم ﻻ، لكن لنطرح سؤاﻻً: هل عديموا الوجوه سفاحون أم سيافون؟ و ﻻ، الأمران ليسا سيانً. انه مشهد استعراضي بحت ﻻ أفهم ما الهدف منه بالظبط سوى أنه شيء ممتع رؤيته. مبدأ أن تكون عديم وجه هو أن تكون قادراً على قتل الاشخاص دون أن يدركوا ذلك، ذلك ﻻ يتضمن في العادة مهارات في المسايفة.

ثم الشيء الثاني، بران أو ليس- بران يستلم خنجراً من الخنصر ويردد أمامه شيئاً قاله قبل فترة في قاعة العرش لفاريس حول الفوضى. من الواضح ان هذه لن تكون أخر مرة نرى فيها هذا الخنجر بل سيكون له ظهور كبير في وقت ما من المستقبل، خصوصاً وأنه تم ذكر كونه خنجراً فاليرياً بشكل كثير. لكن ماذا عن الخنصر؟ إذا كان بران يعرف كل شيء حوله، خصوصاً دوره في بدء هذه الفوضى كلها، لماذا لم يفعل أي شيء؟

أعتقد أنني أفهم، بران بعد أن تحول إلى ليس-بران، أو الغراب ذو الثلاثة أعين، لم تعد لديه أية عواطف، بما في ذلك عواطف الانتقام، كل ما يهمه حالياً هو حماية المملكة من الخطر المحدق والمتمثل في السائرين البيض. هو على الارجح يعرف كيف سيموت الخنصر، وربما ذلك كافٍ بالنسبة له.

لكن الأكيد هو أننا نريد معرفة المزيد حول بران وما يعرفه. ﻻ أعلم لماذا لا يسأله أحد أسئلة؟ اسألو بران أسئلة يا أغبياء، نريد أن نعرف كل شيء.

تقريباً هذا كل ما جاء في الحلقة، ثيون كان لديه ظهور صغير لكنه لم يكن ذات أهمية ولا نعلم إلى أين يتوجه محوره بالظبط. ثيون هو واحد من تلك الشخصيات التي أصبح دورها غير واضح المعالم حالياً والتي يستطيع المسلسل التخلص منها دون فقدان أي شيء مفيد للقصة، فلذلك سيموت على الأرجح عما قريب. في الحقيقة، من المفاجئ أنه لم يمت حتى الآن.

ظهرت أيضاً سيرسي في الحلقة بشكل سريع برفقة تايشو نيستوريس من بنك برافوس، في مشهد لم يكن فيه أي شيء مهم سوى ذكر امكانية استقدام ”الرفقة الذهبية“، فرقة المرتزقة الذين يقودهم داريو نهاريس. هل سيعود داريو فجأة للقصة؟ هل سيقف بوجه دييريس؟ ننتظر ونرى. تصحيح: داريو نهاريس في الحقيقة يقود فرقة اخرى من المرتزقة. اختلط علي الأمر من كثرة المرتزقة في إيسوس.

ختاماً أود أن أذكر شيء أراد مني مصطفى أن أذكره وهو أن أحد لاعبي فريق الميتس كان ضمن الجنود في مشهد المعركة. ﻻ أعلم ما المهم حول ذلك، لقد قال شيئاً ما حول إد شيران وأنني ذكرته في تغطية الحلقة التي ظهر فيها. ﻻ أعلم، وجهوا شكاويكم نحو مصطفى. الرجل ﻻ ينفك يتدخل في تغطيتي.

بريفيو الحلقة القادمة

إنضموا! إنضموا!