عندما ظهر دافوس في تريلر الموسم وهو يقول ”الموتى قادمون“ لم أكن أظن أنه يقصد هكذا, إنه موسم العودة بالفعل, ولا أعتقد أن هذه الحلقة ستكون أخر حلقة هذا الموسم سنرى فيها عودة شخصية إلى القصة بطريقة أو بأخرى.
حلقة ”الرجل المكسور“ فعلت شيئاً غير معتاد (لكن ليس غير مسبوق) في هذا المسلسل: الحلقة لم تبدأ بأغنية الشارة, فبينما كان يستعد البعض منكم للغناء مع الأغنية الشهيرة فوجئنا جميعاً بالحلقة تفتتح بمشهد يبدأ بأشخاص يقومون ببناء شيء ما وينتهي بظهور الدموم ساندور كليغين.
لدي مشاعر مختلطة حول عودة كليغين, إنه شخصية مثيرة للإهتمام, لكن عودته تنتقص قليلاً من قوة الإختيار الذي قامت به أريا بتركه وعدم قتله بالنظر إلى أنه في وقت سابق كان من ركائز قائمتها تلك. لكن عودته تجلب معها مشاعر التعاطف والإعجاب التي أكنها له متابعوا المسلسل عندما كانت أريا برفقته وتتعلم منه, وكنا نتمنى أن تفقد أريا — الطفلة الصغير — برائتها وتصبح قاتلة فتاكة. وهذه تقريباً من مكامن قوة غيم أوف ثرونز, جعلنا نتعاطف مع شخصيات ليست دائماً طيبة ونتمنى أن تصبح شخصيات طيبة شريرة لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي ستمكنهم من النجاة في هذا العالم القبيح. لا نحب أن نرى أبطالنا يصبحون أشراراً, لكن الأشرار ينتصرون دوماً لأنهم مستعدون لفعل ما هو أسوء من ما يفعله الطيبون.
أيضاً, هذا يثبت أنه لا يجب علينا أن نصدق أن ستانيس مات فقط لأن بريان قالت ذلك, وهذا أمر بديهيّ بالنسبة لأي شخص شاهد أكثر من 5 مسلسلات وقرأ بعض القصص: لا أحد ميت إلى أن تراه ميتاً على الشاشة, وفي حالة وجود ساحرة حمراء في الجوار, لا تستبعد عودته.
عندما تسمع خبر كإنضمام إيان مكشين للثرونز فإنك تفكر أوتوماتيكياً أن هذه شراكة مثالية حتماً, وأنا سعيد أنه تمكن من الحصول على دور هنا, مؤسف أنه لم يرَ الكثير من ”النهود والتنانين”.
عندما رأيت شخصيته لأول مرة فكرت في أنه نفس رجل الدين الذي رأيناه (أو قرأناه) في الرواية والذي قام بخطاب رائع حول تأثير لعبة العروش على صغار القوم, وتمنيت أنه سيؤدي نفس الخطاب في المسلسل. للأسف لا أعرف لماذا تجاهل الكتاب مرة أخرى قطعة رائعة من الكتابة واستبدلوها ببديل أقل تأثيراً بكثير, يمكنكم قراءة الخطاب بالإنجليزية من هنا (طويل جداً على أن أترجمه للأسف).
قد أكون أستنبط من هذا المشهد أكثر مما يبدو منه في الحقيقة, لكنني أرى أن إدخال هذه الشخصية للقصة لم يكن هدفه فقط تفسير عودة الدموم من شبه-الموت, بل لإعطائنا نظرة على رجل دين متديّن قولاً وفعلاً, مقارنة برجال الدين الزائفين الذين يستخدمون أساليب التخويف والتهديد وجيوشاً من الفقراء المضحوك عليهم لفرض سيطرتهم على الأخرين. رجل الدين هذا كان رجلاً ذو مبادئ, وفي عالم ويستيروس المبادئ هي ما تجعل المرء يُقتل.
الدموم قال أن أولئك الرجال هم من أخوية بلا راية, وهذا أمر وارد لكن أيضاً غريب, أقول غريب لأنه مما رأيناه من الأخوية لحد الساعة في المسلسل فإنهم كانو طيبين أغلب الوقت ومع جانب الحق, لكنه وارد أيضاً لأنهم مجموعة أفراد وليسو منظمة حقاً, كما أنه محتمل أن هذا التغيير في طبيعتهم جاء نتيجة تغيير في قيادتهم, لربما دونداريون مات أخيراً, أو شيء من هذا القبيل, الحلقات القادمة كفيلة بأن ترينا. لكن هناك احتمال أخر, وهو أنهم مجرد قطاع طرق يدّعون انهم أخوية بلا راية, أو شيء كهذا. لكن الهدف من هذا كله هو تذكيرنا بوجودهم من الأساس في القصة, لأنني أعتقد أننا سنراهم من جديد عما قريب.
ثم تباً يا كليغين, ألم يكن من الأفضل لو أنك ذهبت لتشرب ذلك الحساء اللعين؟
هل تتذكرون تلك المرة التي أقنع فيها دافوس بنك برافوس لتمويل خطة ستانيس لاستعادة ”حقه الشرعيّ“؟ لو لم يكن مُهرباً أو ساعداً لستانيس لكان قد حضي بمسيرة مهنية ممتازة كبائع متجول.
على جون وسانسا أن يخرسا ويتركا المفاوضات لفارس البصل, هو يعرف على الأقل كيف يحاور الحلفاء (أو ما يظن جون وسانسا أنهم حلفاء) بطريقة تجعلهم يدركون مصلحتهم في دعم الستاركيين, بدل أن يخبرهم بمعرفتهم بهم منذ طفولتهم أو الحديث عن الشرف والولاء. وأحيي المسلسل على إظهار هذه المحاولات على حقيقتها: ضعيفة وساذجة, ومهينة بعض الشيء حتى.
أعجبتني أنا الأخر الطفلة ليانا مورمونت وأظهرت شخصية أقوى بكثير من الأطفال الأخرين الذين يتقلدون الحكم حالياً, وأود حقاً رؤيتها في مشهد مع روبين الصغير, سيكون مشهداً مسلياً أكثر من مشاهد دينيريس على أقل تقدير. كما أنني ضحكت عندما قالت انهم يستطيعون توفير 62 رجل وحسب, غالباً لأن ذلك الحوار كان طويلاً وحاداً (خصوصاً عند إشارتها لحيرتها من البيت الذي تمثله سانسا مع تعدد زيجاتها) فعندما علمت أن الناتج منه صغير لم استطع أن أمسك ضحكتي.
لا أستغرب أن معظم البيوت رفضت, كيف ترسل جيوشك لحرب يقودها رجل يبدو دوماً وكأنه على وشك البكاء؟ جون يتقبل رفضهم بكل سهولة لأنه يكره المواجهات ويفضل إحترام مشاعر الجميع أو أياً من ذلك الهراء, سانسا من جهة أخرى تدرك أنهم سيحتاجون حتماً لمزيد من الرجال إذا أرادوا التأكد من القضاء على رامسي, ولهذا أرسلت تلك الرسالة طلباً للعون, رسالة قد تكون إشارة إلى بداية إنقسام بينها وبين جون (أو بداية King in the North: Civil War, حسب منظورك الشخصيّ).
لنعد إلى الرسالة: هناك مُستلمان فقط لهذه الرسالة, يا إما عمها القرموط بريندن تولي المحاصر في قلعة فرات أو الشخص الأقرب إلى معكسرهم: الخنصر بيتر بايليش. الأولى تبدو أمراً مستبعداً جداً نظراً لوضعيته الحالية, الثانية تبدو محتملة جداً لكن هل هذا خيار حكيم؟ منذ متى قام الخنصر بأي شيء ليس مصمماً ليعود عليه بالنفع مباشرة؟
أيضاً, أعجبني أننا رأينا جون, النغل الذي لم يكن يخطط أبداً لأن يكون مدافعاً عن إسم ستارك, وسانسا, التي رُبيت لتصبح ملكة ولا شيء غير ذلك, كلاهما في مأزق معقد أكثر بكثير من أي شيء تعلماه أو تربيا عليه. أعجبني أيضاً أن المسلسل حافظ على غرور سانسا, الذي بدا ظاهراً من امتعاضها من جيش جزر الدب, والنابع من تقديرها المبالغ فيه لذاتها ومكانتها نظراً لنبالتها, والتي قد تكون الشيء الذي سيقضي بشكل حتميّ على فرص آل ستارك في استعادة معقلهم.
لكنني للأسف لا أزال لا أكترث حقاً بهذا المحور, وكيف للمرء أن يكترث بمحور نرى بطله الرئيسيّ لا تبدو عليه أي من علامات الإكتراث أو الإهتمام بما سيحصل؟ الحقيقة أن الأشخاص الوحيدين الذين يهتمون بهذا المحور هم المناصرون لبيت ستارك, وأنا أظن أن موالاة الستارك أمر فات عليه الدهر.
إذا كان هناك شيء أنا شاكر له في هذه الحلقة فإنه ليس عودة ساندور, بل عدم تمطيطهم لإجابة السؤال الدائر حول ما إذا كانت مارجري أصبحت متدينة فعلاً أم أنها تتلاعب بالدوريّ الأعلى, والإجابة هي أنها تتلاعب بالجميع إلى حين إيجادها لخطة لإنقاذ لوراس وتحرير العاصمة من داعش ويستيروس. وأنا متفاجئ قليلاً أن ملكة الأشواك لم تستطع إستنتاج هذا من تلقاء نفسها رغم أنها من أذكى شخصيات القصة, خصوصاً وأن حفيدتها تعلمت هذا المكر والخداع منها.
مارجري تكرر من جديد كلامها السابق حول تقززها من الفقراء وما إلى ذلك, والدوريّ الأعلى يرد عليها ”قشطة قشطة, بس هنعمل إيه في موضوع الجماع ده؟“, وهي جملة كانت كفيلة أخيراً بمحو كل تعاطف كان لدى متابعي المسلسل الإناث لهذه الشخصية (أيوة, هناك متعاطفون مع الدوريّ الأعلى ويرون أنه رجل صالح). ثم بربك يا تومين, ما هذا؟ هذا الولد كلما ظننت أنه قام بأكثر تصرف جبان في حياته, يقوم بشيء أجبن منه بكثير. أعني, محاولة نيل الجنس عبر رجل دين هو واحد من أجبن الأشياء التي قد يفعلها اي شخص على الإطلاق, لكنه مضحك كذلك, تخيلوا شخصاً من داعش يفعل هذا.
بجانب قول أشياء متخلفة تجاه المرأة ودورها في الفراش, يقوم الدوريّ الأعلى بتهديد حياة جدة مارجري, مما يدفع هذه الأخيرة لتحذيرها وحثها على المغادرة فوراً نحو علارياض. هذا أمر مثير للإهتمام, إنه يبدو لي وكأن الدوريّ الأعلى يرى تمثيل مارجري على ما هو عليه: مجرد تمثيل, وأظن أن هذه كانت طريقته في إكتشاف ذلك. لكن قد أكون مخطئاً.
الأكيد الآن هو أن هناك لعبة عروش جارية بين مارجري والدوريّ الأعلى, هو يظن أنه يستطيع استغلالها لتحريك القطع للأماكن التي يريدها, وهي تظن أنها تستطيع أن تتفوق عليه في لعبته.
على ذكر ملكة الأشواك, لابد أنها كانت تستمتع جداً بركل الأسد وهو على الأرض يتألم, بكل قسوة ترفض دعم سيرسي التي كانت على شفا الركوع والتوسّل إليها, لكن هذه سيرسي الجديدة الهادئة الغير عصبية, لا أزال لم أعتد عليها الصراحة, من أين ينبع هدوءها هذا؟ لا بد أن كايبورن يضع شيئاً ما في خمرها.
معلومة حول حصار قلعة فرات: في الروايات, آل فراي كانو يهدوون بقتل إدميور لأسابيع, ولهذا السبب القرموط قال لهم Whateva.
محور حصار قلعة فرات هو من بين آخر المحاور المتبقية للمسلسل من الروايات, لم نره في الموسم الماضي لأن الكتاب فضلوا عليه محور دورنا المريع ذاك. على ذكر دورنا, ماذا كان الهدف من كل ذلك الهراء؟ لم نعد إلى ذلك المكان منذ ذلك السيناريو السخيف الذي جعل الدساسات في منصب السلطة هناك.
نرى إدميور تولي مرة أخرى وهذه المرة بخنجر على عنقه, ومرة أخرى لا ينطق الرجل بأي كلمة. وكأن الكتاب نظروا إلى ريكون وإدميور وقالو في أنفسهم: ”لم تكونوا في خضم الأحداث منذ فترة طويلة؟ لا داعي لأن تتكلموا“.
رؤية القرموط في هذه القصة رائعة دائماً, الرجل لديه خبرة في اختيار الكلمات المناسبة (ومن ينسى قوله لإدميور: ”قوانين قبضتي على وشك إجبار أسنانك.“) وأنا أوافقه الرأي في ما قاله عن جايمي. أنا أيضا خائب الظن من تطور شخصيته, إن مصير هذه الشخصية وتطورها كان مرتبطاً دائماً بسيرسي, ورأيناه كشخص مختلف كلياً بعيد عنها, والآن بعد أن عاد لها بدا وكأن كل ذلك التطور ذهب سدى, لكن يحتمل أننا لم نر هذا التطور في هذه الحلقة لأن بريان لم تصل إلى فرات بعد, لننتظر ونرى.
أيضاً: برون وبريان مع جايمي في مكان واحد؟ إلهي الرحيم, أريد حلقة كاملة من هذين الإثنين وهم يشتكيان من كون ذابح الملك شخصاً مزعجاً للغاية.
يصل ثيون ويارا إلى ماخور في ما يخيل لي أنه مدينة فولانتيس. لا أعلم ما الذي يخطط له المنتجون في هذا المحور الذي لا اهتم له حقاً, لكنني مسرور لثلاثة أسباب: (1) أي شيء يهدف إلى تسريع خروج دينيريس من ميرين أمر مرحب به (2) إلتقاء شخصيات مختلفة ببعضها البعض يكون مثيراً للإهتمام غالب الوقت في هذا المسلسل (3) سيكون لدى ثيون ما يتحدث عنه مع فاريس ودودة رمادية.
الشيء الذي فاجئي في محور أريا لم يكن الهجوم ووحشيته, بل أن المنتجين قرروا أن لا يختتموا الحلقة بمشهد أريا وهي ترمي بنفسها إلى النهر.
في بادئ الأمر كنت مستغرباً أن التلميذة لم تقم بذبحها مباشرة والإنتهاء من الأمر, بدا لي وكأنها محاولة سيئة للقتل, ثم تذكرت ما قلته المرة السابقة حول كونه اختباراً لها. لنرى, طلب جاكن هغار من التلميذة أن: تضيف وجه فتاة إلى الحائط, وأن لا تجعل أريا تتعذب. ولا شك أن جاكن ستكون لديه ردة فعل قوية عندما تعود التلميذة إلى بيت الأبيض والأسود بدون وجه, وفي كل الأحوال سيضاف وجه فتاة إلى حائط الوجوه, لا يهم ما إذا كانت أريا أو الليدي كرين أو التلميذة.
بالنسبة لأريا, فأنا أعتقد أنها ستكون بخير في نهاية المطاف, محورها كان بعيداً كلياً عن كل المحاور الأخرى لوقت طويل لدرجة أنه لا يخدم أي أحد قتلها الآن بدون أن تكون هناك طريقة لتعرف أي من الشخصيات الأخرى بوفاتها مما يلغي أي تأثير لمقتلها على بقية الشخصيات, كما أن قتلها الآن من شأنه أن يجعل كل تلك الحلقات التي قضيناها مع هذا المحور عديمة الفائدة.
ولهذا أنا لا أخشى حقاً على أريا.
بريفيو الحلقة القادمة
حيث سيرسي تختار العنف, حيث يعود الدموم للعنف, حيث تصل بريان أخيراً لقلعة فرات (في مزاج مختلف مع جايمي هذه المرة, على ما يبدو), حيث يعود تيريون بعد غياب حلقتين (لأول مرة منذ فترة طويلة).
التقييم النهائيّ
الحلقة: | أحببت هذه الحلقة بقدر ما أحب ثيون زيارة ذلك الماخور. | |
7 / 10 | تضمنت هذه الحلقة أشياء سارة مثل عودة برون, القرموط, و الدموم ساندور كليغين, ظهور الطفلة ليانا مورمونت لأول مرة منذ إرسالها لتلك الرسالة لستانيس, لكنها لم تكن ممتعة جداً, غالباً لأن "الحصارات مملة" وبسبب غياب المشاهد بين بريان وتورموند. |