كرنفال هو مسلسل لسيدة التلفاز الأمريكي HBO عُرض بين سنتي 2003 و2005 مكون من موسمان فقط كل موسم 12 حلقة فيصبح لدينا 24 حلقة، أُلغي بداعي التكلفة العالية لانتاجه.

تدور أحداث المسلسل في فترة سُميت باسم ”الكساد الكبير“ وهي أزمة اقتصادية بدأت في الولايات المتحدة الأمريكية بنهاية العشرينات واستمرت حتى الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي يأخذ المسلسل حيز تلك الفترة حيث هنالك مدينة ملاه متنقلة تُسمى ”كرنفال“ يأخذ المسلسل اسمه منها وهم في طريقهم يتجولون يلتقون بشاب مزارع وشخص يركب جرافةً يحاول هدم بيت الشاب ويقول أن القانون يسمح له بذلك في اشارة لأن المزرعة سقطت في يد البنك كما يبدو، ولكن الشاب كان يحاول دفن أمه التي توفيت للتو يحاول أحد العاملين بالكرنفال التدخل ليحول بين الرجل والشاب ثم يساعدونه بدفن امه ويقيمون مأتم مصغر ثم يصر من في الكرنفال أن يركب الشاب معهم وأن يأخذوه معهم فتبدأ رحلة من الغرابة والعجابة تغيرت فيها تفاصيل ذلك العالم بالكامل فالشاب ليس شاب عادي على ما يبدو وما يُمثله ليس بالشيء العادي أبداً، من ناحية آخرى لدينا قسيس وأخته يدعون للرب وللالتزام بالدين وتبدو على القس علامات الايمان والالتزام الديني ولكن مالعلاقة بين هذا وذاك؟ لا نعلم تبدأ الأحداث تتوالى والأسئلة تكثر وأدلة الأجوبة تُجمع من بقايا الحلقات حتى نكتشف النوايا ونكتشف ما يمثله كل من هذان الشخصان الشاب والقس بالذات وتتحول القصة بالموسم الثاني إلى منحنيات أكثر اثارةً وأكثر تطوراً. 

شخصيات العمل:

بين هوكنز لعب دوره Nick Stahl

المزارع الشاب الذي يعاني من الكوابيس ومن المشاكل التي تؤرق أيامه ولا يعرف ما مشكلته لا يعرف ما علته، مشغول البال دائماً، شارد الذهن يجد نفسه فجأةً مع الكرنفال بعدما ماتت أمه ولم يتبقى له شيئاً في الحياة، ولكن يبدأ يوماً بعد يوم يكتشف أنه مختلف أن هنالك ما يُميزه أن هنالك شيئاً ما بداخله أنه يُمثل شيئاً ما يُمثل جانب معين في أمر معين، لا يُريد أن يكون جزء من هذه الأمور فهو مجرد شخص عادي ولكن لا يبدو أن لديه خيار في ذلك

سامسن لعب دوره Michael J. Anderson

سامسن هو مدير الكرنفال هو القائم بأعمال الكرنفال هو الذي يتحدث مع الإدارة التي لم يعرفها ولم يراها أحد ويُدير الأمور بالكرنفال بالنيابة عن الادارة ووفقاً لكلامه هو المسؤول عن الكرنفال بكل ما فيه، تبدو عليه الفطنة، الذكاء كذلك حسن التصرف لديه قوانين لا يتجاوزها بالذات بما يتعلق بأمر الكرنفال وما حوله.

 

 

جاستن كرو لعب دوره Clancy Brown

الأخ جاستن كرو هو رجل دين يرى في نفسه مناهض للحق والدين واتباع توصيات الرب ويحاول تنفيذ ذلك بطرق معينة، يكتشف في نفسه أموراً لم يكن يعرفها من قبل ولكن يعاني حتى يقنع نفسه ثم يظن أنّه في جانب معين حتى يكتشف فيما بعد أنّه على النقيض تماماً مما كان يظن نفسه عليه ولكن يتأقلم مع ذلك ويحاول نشر دعوته الجديدة بتفاصيله الخاصة وبطريقته الخاصة، ويبدأ يرى في نفسه أنّه طرف مهم في الصراع الأزلي.

 

 

جونزي لعب دوره Tim DeKay

جونزي هو كبير المتخصصين بالأعمال اليدوية النقل والحمل والرفع والحفر ونصب الخيم وتصليح المسارح وما إلى ذلك.

هو ثاني شخص متنفذ تقريباً داخل الكرنفال بعد سامسن، أعرج القدم يعاني من مشكلة بركبة ساقه هو من أصر على النزول من أجل مساعدة بين وهو من وقف حائلاً أم رجل الجرارة من أن يهدم بيته، رجل طيب القلب يبدو عليه أنه يعيش قصة حب معينة من داخل الكرنفال. 

المسلسل قدم نوعية جيدة جداً من الدراما في قالب فانتزي مليء بالأسرار والأمور المخفية، مثّل المسلسل نوعاً ما الصراع الأزلي بين الخير والشر ومثل بالضبط ما ورد في مقدمة المسلسل عندما قال أن في كل جيل يكون هنالك مُمثل للخير وممثل للشر وأن الصراع الأزلي لن ينتهي ولكن القالب الذي صاغ المسلسل في الأحداث كان فريد من نوعه وغريب جداً ولكن نجح المسلسل وكتابه بصياغة الأحداث بشكل ممتاز جداً فلم يتركوا العديد من الأسئلة مفتوحة بل حرصوا على الاجابة عليها بشكل كافي ووافي لتكون الأمور أوضح للمشاهد.

الطاقم التمثيلي قدم مهمةً على أعلى مستوى فقد قدم شخصيات المسلسل الغريبة بشكل ممتاز جداً ومثل التغيرات والأحداث والتواصل بين الغرابة وبين الأسرار الدفينة وبين ما يخفي لهم المستقبل وبين ما يرونه أمامهم مثل كل ذلك بشكل مميز، بالاضافة إلى الغرابة التي تجسدت بها شخصياتهم استطاع الطاقم التمثيلي ايصال تلك الغرابة بشكل ممتاز جداً.

من ناحية آخرى الاخراج كان ممتاز جداً أعادنا لتفاصيل تلك الحقبة بما تعانيه من قحط وفقر، اعادنا لتلك الفترة بتصويره لطريقة الأشخاص والناس بالاضافة إلى المؤثرات البصرية التي احتواها المسلسل والتي كانت ممتازة جداً بالنسبة لزمن عرض المسلسل، اهتم الاخراج بتفاصيل كثيرة يستفيد منها المشاهد في معرفة أمور كثيرة بعد توالي الحلقات

الابداع الفني من ناحية المكياج والثياب كان رائعاً جداً مثل بقوة الغرابة التي احتواها الكرنفال ومثل تلك الأمور بشكل يجعلك تعيشها بواقعية شديدة جداً فتشعر وكأن الأمور حقيقية.

الكتابة كانت مربط الفرس بالنسبة للمسلسل فحبكة العمل كانت مليئة بالألغاز والأسرار ومع ذلك المسلسل استطاع قيادتنا للاجابات بشكل يُحسب لكتابه بالطبع، من جهة آخرى حوارات العمل كانت ممتازة جداً وبليغة ودالة على أمور وعلى اسقاطات معينة بالمسلسل واستطاع الكتاب أن يقدموا ذلك بشكل بجودة عالية دون الوقوع في فخ الاسهاب والتكرار. 

الصراع الأزلي بين الخير والشر، في كل جيل وفقاً للمسلسل يظهر شخص يمثل الخير من جهة أو الجنة وآخر يمثل الشر من جهة أو الجحيم ولكن الأمور ليست دائماً كما تبدو فالقس قد يكون شريراً والفتى الذي تبدو عليه نبوئات الشر قد يكون هو الخير في النهاية ليس كل من اتشح السواد وتحدث بكلام منمق يعني أنّه الحق وهذا ما أراد المسلسل ايصاله بطريقة أو بآخرى، في فترة الناس أشد ما يكونوا فيها بحاجة لأمل يتمسكون به ظهور مثل تلك الشخصيات أمر طبيعي حتى وإن كان سبب ظهورها باطل قد لا يكتشفون ذلك الناس تُصدق بسرعة ما يقال لها خاصةً لو كانت هي في داخلها بحاجة للتصديق والحرب بين الجانبات لن تنتهي حتى نهاية الخليقة لذا قد تنتهي معركة في جيل معين ولكن لن تنتهي الحرب أبداً. 

المسلسل قد يحتوي على بضعة أفكار قد تكون غير مقبولة دينياً وعقلياً ولكن إن عشنا بالقالب الخيالي الذي صنعه الكاتب فسنتقبل الأمر بسهولة خاصةً وأن ليس هنالك رسائل مدفونة ضد أي دين بشكل عام أو ضد رجال الدين بل بالعكس قد أظهر الصالح والطالح.

من جهة آخرى أحد الابداعات التي لم نستطع اكمالها بسبب الالغاء بداعي التكلفة العالية ولكنه عمل راقي جداً يرقى لأن يكون من أفضل الأعمال على الإطلاق بالنسبة لي شخصياً العمل احتوى على عناصر الابداع الفني وكان يحوي تكاملاً ممتازاً وللآسف لم نرى مُبتكره يبتكر نصوصاً آخرى رغم أنني أظن أنّه لو اتجه مجدداً للابتكار فبالتأكيد سيكون لديه عمل رائع جداً.

النهاية إن كنت تتسائل ليست مفتوحة نوعاً ما تستطيع أن تتقبلها كنهاية عامة فالحرب لن تنتهي والصراع لن ينتهي قد تنتهي معركة ولكن الحرب لن تنتهي أبداً.

المسلسل في النهاية قدم محتوى غريب بعض الشيء ولكن هذه عادة سيدة القنوات الأمريكية دائماً تقدم الغريب والذي لم يتم طرحه من قبل قوة في الطرح كانت موجودة ورسائل جيدة كانت موجودة بداخل هذا العمل الفني الطابع الدرامي طغى عليه والقالب الفانتزي الخيالي كان عنوانه وبالطبع يستحق المشاهدة.