بمن تثق؟ كيف تعرف؟
بناءاً على مظهرهم, أو ما يقولونه؟
ما يفعلونه؟
كيف؟
لدينا جميعاً أسرار.
نكذب لنحفظهم…
عن بعضنا البعض
…وعن أنفسنا.
لكن أحياناً
نادراً
قد يحدث شيء
لا يترك لك خياراً سوى
أن تكشف عنهم.
لكي تدع العالم يرى
من تكون حقاً.
شخصيتك السرية.
لكن في المقام الأول, نكذب
نحفظ أسرارنا عن بعضنا البعض
عن أنفسنا.
وأسهل طريقة لفعل هذا
هي أن لا تعرف من تكون حتى.
لذلك عندما تفكر في الأمر من هذا المنظور
من العجب أننا نثق بأي شخص على الإطلاق.
بهذه الكلمات الجذابة تفتتح الفاتنة ”نيسا شتاين“ (التي تلعب دورها ماغي غيلينهيل) الحلقة الأفتتاحية من دراما التشويق و الجاسوسية, كلمات تعدنا بمسلسل مثير للاهتمام على الأقل. لكن هل كانت بقية الحلقة مثيرة للاهتمام كإفتتاحيتها؟
لنتحدث عن القصة, ”نيسا شتاين“ هي مديرة عامة ذات أصول إسرائيلية/بريطانية و فاعلة خيرية أغتيل أبوها تاجر الأسلحة أمام عينيها و بحضور أخيها ”إيفرا“, عندما كانت لا تزال طفلة.
الموت و الخديعة هما الثيمتان الشائعتان في الحلقة الافتتاحية, الذي يجهزنا لقصة جاسوسية ممزوجة بلمسة من الخديعة الشرق-أوسطية. إذا لدينا مسلسل عن السياسة, الجاسوسية, القضية الفلسطينية, الاحتلال الاسرائيلي, و شخصيته الرئيسية ذات أصول بريطانية/إسرائيلية, لا أعرف كيف أصف هذا المزيج, لكن لنقل أنه مزيج موحِل.
العيوب في هذا المسلسل, إن وجدت, ليست في النص أو القصة بل في الشخصيات. شخصيات هذا المسلسل كلها, على ما يبدو, لديها أسرار. لذلك الحلقة الافتتاحية كان هدفها أكثر من أي شيء هو تعريفنا على الشخصيات ثم إدخال الأسرار في كل حين من الحلقة.
صحيح أن النص في هذا المسلسل (في هذه الحلقة على الأقل) يبدو مترامياً و غير مُنظم, رزمة أفكار مشتتة, لكنها اجتمعت بشكل سلس بفضل شيئين:
1) النظرة السينمائية لـ(هيوغو بليك), كتابة وإخراجاً, للندن الراقية. الشخصية الرئيسية ورثت الملايين عن تجارة أبيها في السلاح, وحوّلت تجارته من بيع للأسلحة إلى منظمة خيرية تساهم في ربط فلسطين وإسرائيل بالإنترنت.
2) المديح الأكبر في هذا العمل يوجّه لـ(ماغي غيلينهيل) لتقمصّها الجيد لشخصية إنجليزية بلكنة مقبولة جداً, ممثلون أمريكيون كثيرون حاولو تمثيل شخصيات بريطانية لكن قليلون منهم إستطاعو أن يتقمصوها بأداء مُقنع, الحقيقة أنني وجدت نفسي أتسائل ما إذا كانت (ماغي) إنجليزية وسط الحلقة, رغم أنني أعرف انها أمريكية كأخيها (جايك), بمعنى أن تقمصها جيد لهذه الدرجة. لم أشاهد (غيليان أندرسون) في The Fall أو (إليزابيث موس) في Top of The Lake لكي أقارن, لكن أداء (ماغي) هاهنا يستحق الإشادة.
بعيدا عن كل هذا, الحقيقة أنه ليس لديّ أية فكرة عما حدث في هذه الحلقة الإقتتاحية, الحلقة لم تعطينا الكثير لتجعلنا نستمر بالمشاهدة, لكنني سأستمر بالمشاهدة لحلقة أو إثنين لأعرف ما يحدث بالتحديد, فلا يعقل أن تقوم ممثلة ذات مسيرة ثابتة في السينما أن تقفز هكذا وحسب إلى التلفزيون, ربما هناك شيء مميز حول ”نيسا“ هذه.