موسم أخر من غيم أوف ثرونز يوشك على الإنتهاء, لم تتبقى سوى 3 حلقات و نودّع التنانين و الأقزام لعام أخر, لأن كل الاشياء الكويسة تنتهي. حلقة هذا الأسبوع أيضاً ركزت على هذه الجزئية, حيث كانت الحلقة تجهزنا لما تبقى لهذا الموسم, و بالنظر إلى عدد الحلقات المتبقي فنحن على موعد مع حدث كبير واحد على الأقل.
بدل التركيز على محور واحد, حلقة ”مُحاكي“ (أو: العصفور الساخر) ركزت على عدة محاور في أن واحد في ويستيروس وخارجها.
بوريال
نفتتح بمشهد لـ(تيريون) برفقة أخيه (جايمي) بعد أحداث الحلقة الماضية, وبالظبط لطلب (تيريون) لمحاكمة بالنزال. يؤكد لنا الزعبوب أنه لن يستسلم وسيقاتل حتى أخر رمق, و أنه مدرك كلياً أن العرض الذي قدمه (تايوين) لـ(جايمي) يخدم مصالح العجوز بشكل مثاليّ, و إن (تيريون) لملعون إن كان سيسمح لأبيه بأن يحضى بمتعة الحصول على كل ما يريده على جثته. ولا ينسى زعبوبنا المفضل تذكير أخيه بأنه استطاع النفاذ بجلده من كل التهم التي وجّهت له (للمثال لا الحصر: قتل الملك, سفاح القربى), يذكره (جايمي) في تلك اللحظة أن أصدقاءه قليلون وأنه يجب عليه ان يزن كلامه إن أراد النجاة, مُضيفا أنه يتعذر عليه أن يقاتل لأجل (تيريون) بالنظر إلى ضعف يده اليسرى.
وبالنظر إلى الشخص الذي اختارته (سيرسي) ليقاتل لأجلها, فإن (تيريون) سيحتاج شخصاً كامل القوى و القدرة, وهذا الشخص ليس سوى (غريغور كليغان) المعروف بلقب ”الجبل“, خادم بيت (لانيستر).
طبعاً الشخص التالي الذي يفكر فيه (تيريون) سيكون صديقه المرتزق (برون), الذي يعمل بمقولة ”أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً“, و أيضاً بمقولة ”تأنق ولو كنت ستزور صديقك في السجن“. نكتشف أن السرّ وراء أناقته هذه هو زواجه من فتاة ذات مرتبة نبيلة تملك (أو ستملك مستقبلاً, بالنظر إلى خطط (برون) الجهنمية) قلعة كبيرة (قران من صنيع (سيرسي) بدون شك). يقدّم (برون) حجة مثالية لـ(تيريون) حول الإختيار مابين مضاجعة امرأة أو مقاتلة الجبل, مُذكراً (تيريون) بأنه لم يخاطر بحياته لأجله قط. لطالما كان (برون) رجل أعمال, براغماتيّ, وغير شاعريّ, لذلك من المنطقي أن يختار ما اختاره. لكن رغم ذلك من المؤلم رؤية (تيريون) وهو يودع صديقاً اخر. تاركاً إياه في حيرة من أمره, من سيدافع عنه في النزال؟!!
الثالثة ثابتة, الزائر الثالث لزنزانة الزعبوب هذا اليوم ليس سوى الأفعى الحمراء (أوبيرين مارتيل). يفتتح (أوبيرين) الحديث بذكر قصة عن زيارته لمعقل آل (لانيستر) في شبابه عند ولادة (تيريون), مُشيراً إلى كراهية (سيرسي) لزعبوبنا المفضل منذ طفولته. هذه القصة تثير مشاعر (تيريون) و تسيل دموعه, أخته كانت تخطط لقتله منذ ولادته, و قد نجى من خططها لوقت طويل, لكن هل نفذ حظه الآن؟
هذه المحادثة تأخذ مساراً أخر بعد ذلك, المسار الذي يحكي فيه (أوبيرين) عن ما يريده: العدالة. الإنتقام لمقتل أخته (إليا) و أطفالها, التي اغتصبت من طرف الجبل. بالرغم من وصف (تيريون) لبوريال بأنها ليست مكاناً للعدالة, فإن ما يريده (تيريون) و ما يريده (أوبيرين) قد وصل إلى نقطة مشتركة. و بهذا تطوّع (أوبيرين) ليقاتل الجبل في النزال. يا حلااااااوة. الآن يستطيع (أوبيرين) أن يقتل الجبل بدون عواقب, وفي نفس الوقت أن ينقذ (تيريون). لكن هذا إن إستطاع التغلب على الرجل الذي طوله أكثر من 6 أقدام و يحمل السيف كما تحمل انت سكين الزبدة.
على الطريق في مكان ما
أخو الجبل (ساندور كليغان) و الراقصة على الماء (أريا) لا يزالان متجهين نحو قلعة عش العقاب, في طريقهما يجدان منزلاً محروقاً يتصاعد منه الدخان, فيقرران التحقق من وجود طعام ما (أو جنود). يجد الاثنان رجلاً عجوزاً مصاباً ويدردشان معه حول الموت والوفاة قبل أن يغرس الدموم في قلبه سكيناً يخلصه من معاناته.
وثم فجأة يقفز أحدهم على الدموم و يعض عنقه, غير مدرك أن جريمة عض عنق الدموم جزاءها الموت. لكن رفيقه كان أكثر حذراً منه, و أكثر دردشة, إذ أخبر الإثنين بوفاة (جوفري) في حفل زفافه, وأن هناك فدية على رأس الدموم لقتله أولئك الجنود. تتعرف عليه (أريا) مباشرة على أنه الشخص الذي هددها قبلاً, و فور ما تتعرف على إسمه, تغرس سيفها مباشرة في قلبه.
تلك العضة خلفت جرحاً كبيراً على عنق الدموم, تحاول (أريا) إقناعه بمعالجة الجرح باستخدام الكيّ, الأمر الذي يرفضه الدموم جملة وتفصيلاً, مبرراً سبب خوفه بسرد حكاية حرق أخيه لوجهه و صدمة طفولته و غضبه تجاه أخيه و أبيه.
مثل هذه المشاهد هي التي تبرز لنا مدى وحدة و ضعف (ساندور), وسبب كونه شخصاً منعزلاً. و فور ما يدرك أنها هي الأخر تشاركه نفس الشعور, يسمح لها بتنضيف و خياطة جرحه.
خان مفترق الطرق
حلقة هذا الأسبوع من ”مغامرات (بريان) و (بود)“ تستعرض أحد أطباق ويستيروس الشهيّة, ”فطيرة الكبد“, التي صنعها صديقنا القديم الثرثار (فطيرة ساخنة)!
بعد بدا لـ(بريان) انه لن يكف عن الكلام عن مكونات و طريقة تحضير الفطيرة, حاولت إخراسه بذكر أنها تبحث عن (سانسا ستارك). الأمر الذي ينجح بكل سهولة إذ أن صديقنا السمين فرّ هارباً فور سماعه لإسم (ستارك).
في الصباح التالي, يذكر (بود) نقطة موضوعية جداً حول إعلان مسعاهم (البحث عن سانسا) للغرباء. لحسن الحظ, الغريب هذه المرة لم يكن سوى (فطيرة ساخنة), الذي خرج ليودع الإثنين و يخبرهما عن صداقته مع (أريا) و عن رحيلها مع الدموم. ليس هذا وحسب, بل يوصي (بريان) أيضاً بإيصال قطعة خبز على هيئة ذئب لها.
ألن يفسد هذا الخبز بحلول الوقت الذي ستجد فيه (بريان) صغيرة (ستارك)؟ طبعاً, لكن الزبدة صاحبنا صار طباخ كويس وبيعرف يعمل اشكال ومن هالحركات. 🙂
ينطلق الإثنان مجدداً, و على الطريق يقوم (بود) بإبراز مهاراته و معرفته حول العائلات الويستيروسية و صراعاتها, بفضل تعليم (تيريون) له. و يقترح أن (سانسا) قد تكون عند عمتها (ليسا) في عش العقاب. تسأله (بريان) عن مدى تأكده من هذا, وعندما يجيب بالنفي, تختار (بريان) أحد الطريقين, الذي (حسب تخميني) هو الطريق الأبعد عن عش العقاب.
السور
المُنتصر (جون سنو) و أصدقاءه يعودون للسور وسط ترحيب حار من زملاءه و جافّ من عدوّه السير (أليستر). خلال اجتماع لحرس الليل, يقترح (جون سنو) إغلاق النفق لصدّ هجمات عمالقة (مانس ريدر) وجيشه من الهمج, هذا الإقتراح يستقبل بسخرية و رفض من (أليستر) الذي لا يفتأ يذكر (جون) بأنه ليس سوى خادم. بل أكثر من هذا, يكلّف (جون) و صديقه السمين قاتل السائرين (سامويل) بالنوبة الليلة على السور كعقاب. سافل!
ميرين
تفاجئ (دندونة) بوجود (داريو) في غرفتها الخاصة و المحروسة حاملاً باقة ورد. (داريو) منزعج لعدم إستفادته من مهاراته في ”الحرب و النساء“ في ميرين. لقد عرض سيفه لخدمة (دينيريس), وهاهي الآن تأخذ بعرضه هذا لإستعراض إحدى مهاراته. الآن (داريو) قدّم سيفين لخدمة (دينيريس)! 🙂
في الصباح التالي, يلتقي (داريو) بـ(جوراه) في طريقه خارجاً من غرفتها قائلاً أنها ”في مزاج جيد“, وطبعاً هذا يثير غيرة (جوراه) المسكين, الذي فور ما دخل الغرفة بدأ يلومها على مضاجعة (داريو) الغير أهل بالثقة, فتعلمه أنها أرسلت (داريو) لإعادة إحتلال يونكاي و إعدام كل نخّاس فيها. يقنعها (جوراه) بأنها يجب أن تكون أقل تشدداً في ”عدالتها“ كترويض للنخاسين, فتقرر أم التنانين إرسال الماجد (هيزدار زو لوراق) إليهم ليوضح لهم الخيارات المتاحة أمامهم (إيقاف تجارة العبيد أو الموت) كخطوة نحو عدالة أقل عنفاً. تبدو السعادة على وجه (جوراه) عندما تعطيه الفضل على هذه الفكرة.
ياله من يوم سعيد لـ(جوراه)! وكأنه ممكن أصلاً أن تأتي خطته هذه بالنتيجة التي يتوقعها.
قلعة صخر التنين
(ميليساندري) تعتني بجسدها الابيض الناعم بحمام دافئ عندما تدخل عليها (سيليس) لأجل الدردشة. عاديّ جداً, دردشة حمام عادية جداً. تفاجئنا العمة (ميلي) بإطلاق نكتة عن إله النور, نكتة لا تفهمها (سيليس). تنهض بعد ذلك الراهبة الحمراء من حوض الحمام لتتحدث عن المساحيق السحرية وهي عارية كلياً, الحديث الذي لا تعطيه (سيليس) أية أهمية لأنها منشغلة بالتحديق إلى جسد (ميليساندري) مثلنا نحن المشاهدين. يتضح أن سبب قدوم (سيليس) هو إبنتها (شيرين), ورغبة (ستانيس) بإصطحابها معه في الرحلة…
لا نعرف بعد وجهة هذه الرحلة, لكن هذا غير مهم, (سيليس) تظن أن إصطحاب إبنتها فكرة خاطئة بالنظر إلى توجهاتها ”الإبتداعية“. لكن (ميليساندري) تقنعها بالعكس, قائلة أن (شيرين) يجب أن تأتي لأن ”إله النور يحتاجها“.
لا يبدو هذا مبشراً جداً للأميرة الصغيرة.
عش العقاب
(سانسا) سعيدة بهطول الثلج في عش العقاب, الذي يذكرها بمسقط رأسها و يلهمها ببناء ”وينترفل“ باستخدام الثلج (ياليت القلاع التي كنت أبنيها بالرمل مثالية مثل هذه القلعة التي بنتها سانسا! 🙂 ). ينضم إليها إبن عمتها/زوجها المستقبليّ (روبين) الأبله. يثني الأمير الصغير على ما بنته (سانسا) مُعبراً عن عدم إستيعابه لسبب عدم وجود بوابة مطلة على سفح جبل مثل ”بوابة القمر“, وخلال محاولته لفرض وجود ”بوابة قمر“ في وينترفل يُفسد المُجسم الثلجي كله. تغضب سانسا و تصفعه على وجهه, الأمر الذي وقع تحت ناظريّ الخنصر (بايليش).
تسأله (سانسا) عن سبب قتله لـ(جوفري), السؤال الذي يجيب عليه الخنصر بوصف حبّه الكبير لوالدتها (كاتلين), مُدعياً أن الزفاف البنفسجيّ ليس سوى انتقام من الزفاف الأحمر. ولا يتوقف عند هذا وحسب, بل يستمر في كلامه قائلاً ان (سانسا) كانت لتكون إبنته, وبعد ذلك مباشرة يطبع قبلة على شفتيّ هذه الفتاة التي كان من الممكن أن تكون ابنته. القبلة التي وقعت على ناظريّ (لايسا) المجنونة.
تقوم (لايسا) باستدعاء (سانسا) إلى غرفة ”بوابة القمر“, وهي الغرفة التي لا يجب أن تذهب لها خصوصاً إن كانت لديك عمة غيورة ومجنونة و التي قمت بتقبيل زوجها منذ قليل. وكالمتوقع, تحاول (لايسا) رمي (سانسا) عبر البوابة قبل ان يدخل الخنصر فجأة و يوقف هذه الجريمة الشنعاء بحق الجمال النقيّ (في اي عالم تستحق لايسا أن تعيش بينما تموت الفاتنة سانسا؟!). يقنع الخنصر (لايسا) بأنه سيرسل (سانسا) بعيداً فتطلق سراحها. فكرة سيئة.
يقترب منها الخنصر لتهدئتها قائلاً أنه أحب امرأة واحدة فقط في حياته… بووم! اختها, و يدفعها بعد ذلك عبر بوابة القمر بكل برودة!
التقييم النهائيّ
| الحلقة: | ||
| 8 / 10 | هذه الحلقة ركزت بشكل متقن على صدمات الطفولة التي شكّلت شخصيات هذا المسلسل بهذه الطريقة والتي جعلت الأحداث تصل إلى ما هي عليه الآن: الدموم و الجبل, تيريون و سيرسي, ليسا و كاتلين, سانسا. حلقة جميلة جعلتنا نتشوق لرؤية أوبيرين ومهاراته في القتال في الحلقة القادمة. | |
