يبدو أن كتاب غيم اوف ثرونز أصبحو واثقين جداً في أنفسهم, بالنظر إلى أن, وللمرة الأولى منذ فترة طويلة, الشخصية المفضلة لدى الجميع (تيريون) الزعبوب لم تظهر! وحسب تخميني و ذاكرتي الضعيفة, فإن (تيريون) ظهر في كل حلقة من حلقات المسلسل طيلة الموسمين الماضيين, إن لم نقل منذ انطلاق المسلسل.
إنتصف الموسم, كيف وصلنا إلى منتصف الموسم بهذه السرعة؟ أين ضاعت حياتي؟ كيف اختفت كل تلك النهود من المسلسل؟ ماذا أفعل الآن؟
حلقة هذا الأسبوع لم تجب بالضرورة عن هذه الأسئلة, لكنها اجابت عن أسئلة حارقة أخرى, وأذهلتنا بإكتشافات جديدة و مروعة عن شخصيات هذا العالم الخياليّ الذي نعشقه. هذه الحلقة ركزت على الإنتقام, كل شخصية تقريباً في هذا المسلسل أصبحت تبحث عن الانتقام من شخص/بيت ما, وهذا شيء معتاد في عالم غيم اوف ثرونز, وإلا لماذا يموت بضعة أشخاص في كل حلقة من هذا المسلسل؟
بوريال
الملك المحبوب الصغير (تومين براثيون) الأول يُتوّج ملكاً و يجلس لأول مرة على العرش, ويتبادل نظرات حبية مع زوجته المستقبلية (مارجري). تلمح (سيرسي) هذه النظرات المتبادلة و تتجه نحو (مارجري), في بادئ الأمر يبدو وكأنها محادثة أخرى ستتحول إلى حرب كلامية بين الإثنين, لكن نفاجئ بودية (سيرسي) و هي تقترح زواج إبنها من (مارجري) لجمع الشمل بين بيتيّ (لانيستر) و (تيريل) من جديد, لا و نفاجئ أكثر بكلام (سيرسي) القاسي عن إبنها الراحل (جوفري). ما عهدنا هذا من (سيرسي), أنا أشك أن لديها خطة ما, بل أنا متأكد من ذلك.
نرى بعد ذلك (سيرسي) في غرفة ساعد الملك (تايوين) و هما يناقشان توقيت زواج (تومين) بـ(مارجري), و زواج (سيرسي) بأخ (ماجري) الشاذ (لوراس). توافق (سيرسي) على الزواج بـ(لوراس) بعد يوم واحد من زواج (تومين) و (مارجري). ثم بعد ذلك يعطيها (تايوين) درساً مهما في اللعبة السياسية, حول بنك برافوس الحديديّ, بالنظر إلى الحالة المزرية التي وصلت إليها ثروة بيت (لانيستر), (سيرسي) تقترح أن ”يتحدثوا“ إلى ”شخص ما هناك“ هاها يا (سيرسي), اتظنين بنك برافوس الحديديّ إدارة حكومية عربية؟ 🙂
هذه ثاني مرة يتم فيها ذكر بنك برافوس, في حلقة سابقة ذكر (دافوس) هذا البنك ولابد أنه يفكر في الإستعانة به لتمويل حملة (ستانيس) لإسترداد حقه المسلوب. أيضاً يجب الانتباه في حديث (سيرسي) و (تايوين) إلى توقيت زواجها من (لوراس), هذا التوقيت يعطيها وقتاً للتخطيط أكثر, ويبدو أن حديثها عن (تيريون) و وفاة (جوفري) ليس سوى محاولة لتشتيت إنتباه أبيها عن هذا الزفاف. أنا متأكد أن (سيرسي) تعتقد أن زواجاً واحداً كافيٌ للربط بين العائلتين بدون الحاجة إلى زواج أخر. نحن نتحدث عن (سيرسي) التي كانت ترفض زواج (جوفري) من (مارجري) كلياً و تكرهها, لكنها الآن مجبرة على الإختيار ما بين زواجها هي أو زواج إبنها, و يبدو أنها اختارت زواج ابنها.
في مشهد أخر, نرى (سيرسي) و مُتنبي ويستيروس (أوبيرين مارتيل) وهما يتجولان في حدائق القصر الملكيّ ويتحدثان عن الأبناء و البنات (لديه 8 بنات!!). تعيب (سيرسي) على ”السلطة“ (أو إنعدام وجودها) التي تملكها على حياتها, خصوصاً عندما يتعلق الأمر بأطفالها. بينما يعد (أوبيرين) بالإعتناء بـ(ميرسيلا), تطلب منه (سيرسي) إعطاءها سفينة كهدية.
هل هذه السفينة لكي تهرب (ميرسيلا)؟ أم لتلعب فيها الاستغماية مع بنات (أوبيرين)؟ لا نعلم, لكنه مشهد مؤثر وإنسانيّ من (سيرسي).
ميرين
(دندونة) في مجلس مع معاونيها من الرجال. يخبرها (جوراه) بخبر وفاة (جوفري), بينما يبشرها (داريو نهاريس) بالإستيلاء على أسطول مكون من 93 سفينة, بدون أمر منها. لكن يبدو أن (دينيريس) تجاهلت هذا العصيان بسهولة إذ بدأت تسأل عن إمكانية الهجوم على بوريال بهذا العدد من السفن و جيشها الحاليّ.
من جهة أخرى يبلغها (جوراه) بالنبأ السيء: عودة أسطابور و يونكاي إلى ما كانتا عليه من عبودية. الكاليسي تدرك أنها إذا لم تكن قادرة على السيطرة على 3 مدن فكيف لها أن تحكم 7 ممالك؟
عش العقاب
العمدة (كارسيتي)/الخنصر (بايليش) يصل برفقة (سانسا ستارك) إلى البوابة الدامية, المدخل الوحيد إلى معقل آل (أرين), قلعة عش العقاب. أهم ما نلاحظه من كلام (بايليش) و ما رأيناه بأعيننا, قلعة عش العقاب حصن منيع لا يمكن إختراقه… الخ, ما يجب أن تفهموه من حديث الخنصر هو انه لا يتحدث عن القلعة, بل يتحدث عن نفسه. لا أحد يجيد لعب لعبة عروش أفضل من الخنصر, الذي إستطاع أن يحصل على سلطة قوية بدون جذب إنتباه أيّ من أعداءه الكثيرين.
يصل الإثنان إلى القلعة وسط ترحيب من العمة (ليسا) و إبنها الوديع (روبين) الذي يعشق ”تطيير“ الناس من ”بوابة القمر“. نذكر (ليسا), أخت (كاتلين ستارك) التي تعشق تدليل إبنها الأبله.
تتحرق (ليسا) شوقاً للزواج من (بايليش) مباشرة بعد وصوله بلحظات لأنها, لإنعدام وجود وصف أفضل, شبقة جداً! وما بين القبلة و الأخرى تذكر (ليسا) أنها قامت بتسميم (جون أرين), زوجها و ساعد الملك السابق, وقامت بإرسال رسالة تتهم فيها اللانيسترز بتسميمه. يتضح لنا هنا أن (بايليش) ليس سهلاً, و بنظري فهو أحد أخطر شخصيات المسلسل, بدون الحاجة إلى تذكيركم حول كلامه عن ”الفوضى“.
في الليلة التالية, تُهدي (ليسا) (سانسا) طبقاً من الحلويات (كعكة الليمون, المفضلة لديها) وفي نفس الوقت تخبرها قصة عن سُمنة والدتها, حتى النساء في ويستيروس يجب عليهم ان يتبعوا حمية 🙂 . ليتضح ان الهدف الحقيقي وراء هذه الزيارة هي شكوك (ليسا) حول أسباب (بايليش) لمعاملة (سانسا) بهذه الطيبة و تتهمها بالنوم مع (بايليش), الإتهام الذي تجيب عليه (سانسا) بالنكر و البكاء. بعد أن إقتنعت (ليسا) بصراحة (سانسا), تعدها بتزويجها من إبنها (روبين). لكن لا يزال السؤال مطروحاً: ما الذي يربحه (بايليش) من وراء إنقاذ (سانسا)؟
وصراحة, بيني وبينكم, أتمنى لو انني كنت طفل في ويستيروس. الواحد بيتزوج وهو صغير في ويستيروس ياخي! 🙂
على الطريق في مكان ما
السيرك المتجول رقم واحد (أريا) و (ساندور) ينامان على الأرض, و (أريا) تقوم بتلاوة دعاء ما قبل النوم الخاص بها: قائمة الأشخاص الذين ستقتلهم. نلاحظ دخول (بيريك دونداريون) و (ثوروس) الميريّ إلى القائمة, و أيضاً رفيقها في السفر و أخوه (لكن على ما يبدو الدموم يريد أن يقتل أخاه كذلك).
في الصباح التالي, تقوم (أريا) بالتدرب على السيف كما علمها (سيريو فوريل), و سرعان ما تتعلم أن هذه طريقة خاطئة في المسايفة عندما يجدها الدموم على هذا الحال. (ساندور) محق, إذا أرادت (أريا) أن تنجو في هذا العالم, يجب عليها أن تتعلم القتال بشكل دنيء أكثر من ”رقصة الماء“.
السيرك المتجول رقم إثنان (بريان) و (بودريك) هو الأخر على الطريق, (بودريك) لا يعرف كيفية إمتطاء الحصان ولا كيفية طهو الأرانب. لكنه يكسب إحترام (بريان) أخيراً بعد أن حكى لها قصة قتله لأحد أفراد الحرس الملكيّ في معركة بلاكووتر.
حصن كراستر
حفلة الخمر و النساء في حصن كراستر على وشك الانتهاء, لأن حرس الليل على وشك إقتحام هذه الحفلة. يقوم (لوك) بتفحص المكان, فيجد (بران) و رفاقه مقيدين في زريبة. عندما يعود (لوك) إلى رفاقه, يوصيهم بالإبتعاد عن الزريبة لوجود كلاب مقيدة هناك. في نفس الوقت, (جوجن) يرى رؤى حول الشجرة السحرية و يذكر (بران) بمسؤوليته للوصول إليها, ولسبب ما, يد (جوجن) تشتعل ناراً.
في هذه اللحظة بالتحديد يدخل (كارل) الذي يشتهي (ميرا) و شعرها المجعد. يحاول (جوجن) تشتيت إنتباهه بقول ”ياض, أنا عرّاف, وانت حتموت يا حبيبي حتموووت!“. وياللمفاجئة, هذه الحركة تنجح, لأن حرس الليل يهجمون الآن على حصن (كراستر).
بينما (جون) و رفاقه يقتلون المتمردين, يتسلل (لوك) لإختطاف (بران). يستخدم (بران) قدراته الزومانية للسيطرة على (هودور), الذي يتخلص من قيوده باستخدام قوة HULK, ثم يتبع (لوك) عبر الغابة, وثم بيديه العاريتين, يفصل عنق (لوك) عن جسده. يفاجئ (هودور) بالدم الذي يلطخ يديه بعد أن غادره (بران), الذي يزحف الآن نحو (جون سنو). يظهر (جوجن) و (ميرا) في هذه اللحظة و يذكران (بران) أن لقاءه بـ(جون) حالياً سيفسد خطط (بران) للوصول إلى الشجرة و الغراب ذو الثلاثة أعين. يوافق (بران) على مضض, بدون أن ينسى تحرير ذئبه الفنرير ”صيف“.
يواجه (جون) السافل (كارل) في الخيمة, لكل واحد منهما طريقته المختلفة في القتال, (جون) بسيفه الطويل و (كارل) بخنجرين حادين. القتال الشريف ليس من شيم (جون سنو) كما قال (كارل), لكنه كذلك لم يتوقع السكين الذي طعنته به إحدى بنات (كراستر), وقبل أن يهم (كارل) بإيذائها يقحم (جون سنو) سيفه في مؤخرة جمجمة (كارل) ليخرج من فمه في مشهد مقزز للغاية. بعد عدّ الموتى, يتبين أن أحداً من المتمردين قد هرب, الأمر يتعلق بـ(راست) الذي ينال مصيره على يد ذئب (جون سنو) ”شبح“ الذي انتقم منه شر انتقام لقاء كل ذلك التعذيب.
يجتمع (جون) مجدداً بذئبه ”شبح“, ثم يدعو نساء حصن (كراستر) بالانضمام لهم في سوداء القلعة, الأمر الذي ترفضه النسوة و تطالبن بحرق حصن كراستر. و من يلومهم صراحة؟ الرجال هم سبب كل مشاكلهم في ذلك الجزء المتجمد من العالم.
التقييم النهائيّ
الحلقة: | ||
8 / 10 | هذه الحلقة افتقدت للحظة كبيرة بالمقارنة بالحلقات السابقة. لم يقتل فيها أي ملك, لم يتحول فيها أي طفل إلى سائر أبيض, ولم تغتصب فيها امرأة. لكننا تعلمنا الكثير عن الخنصر و عن خططه الجهنمية, بداية من قرار (نيد ستارك) بأخذ منصب ساعد الملك, نهاية بمقتل الطفل الذي أمر بإعدامه, كلها فقط باستخدام قدراته للتلاعب برجال ونساء أعلى سلطة منه بدون أن يتدخل هو شخصياً, أي أنه في الحقيقة شخصية أقوى مما تبدو عليه. مما يعني أن هذه بحد ذاتها لحظة كبيرة في سير المسلسل... على ما أظن؟ |