Klondike هو مسلسل قصير من انتاج المخرج البريطاني المعروف Ridley Scott و عرض على قناة Discovery كأول مسلسل تنتجه القناة لمنافسة مسلسلات الكيبل الاخرى. يمتد المسلسل على 6 حلقات عرضت على مدى 3 ايام متتالية بواقع حلقتين في اليوم. يحكي المسلسل على حمى الذهب التي اجتاحت الولايات المتحدة الامريكية في القرن التاسع عشر و كيف غير الذهب الواقع الاقتصادي للبلاد مع ظهور الاثرياء الجدد و اندثار الطبقة الارستقراطية القديمة.
لكن يبقى السؤال الاهم هو: هل نجح مسلسل Klondike في حجز مكانة ضمن كبار مسلسلات الكيبل ؟ ام كان محاولة فاشلة تماما؟ الاجابة عن السؤال تجرنا للحديث عن العديد من الجوانب, مثل مستوى الكتابة و التمثيل و الحبكة و الاخراج لنخرج في الاخير بتصور افضل لهذا المسلسل. و نبدا تحليلنا بمستوى الكتابة, Paul Scheuring ألف المسلسل و هو المعروف سابقا بتأليف المسلسل المشهور Prison Break بناءا على كتاب ألف من طرف Charlotte Gray. الكتاب يحكي عن حمى الذهب التي اصابت الولايات المتحدة خلال القرن التاسع عشر و مغامرات باحثي الذهب في منطقة Yukon بكندا. يمكن ان نرى ان الاحداث بنيت على وقائع حدثت فعلا و هذا ما اضفى على العمل لمسة الواقعية التي ترافق عادة مسلسلات HBO و AMC. لكن الضعف الملحوظ يكمن في الجانب الدرامي من القصة حيث فشل الكتاب في نقل دوافع الشخصيات الرئيسية في البحث عن الذهب, اللهم الا في الحلقة الاولى و عن طريق تلميحات بسيطة لا تعطي العمق المطلوب. لكن ذلك لا يمنع ان مستوى الكتابة و الحبكة تحركت بمنطقية رائعة من حلقة الى اخرى و ساعد على ذلك ان كل حلقتين جمعتا معا و ذلك ادى الى الاحساس ان كل حلقتين متصلتان في ما يشبه الفيلم الطويل.
التمثيل من جهة اخرى تكفل به طاقم رائع على اعلى مستوى من الحرفية و الابداع يتقدمهم Richard Madden بطل سلسلة Game of Thrones و Tim Roth بطل سلسلة Lie to Me بالاضافة الى الممثل القدير Sam Shepard. تمكن الممثلون ببراعة من اقتناص الدوافع النفسية لكل بطل و عكس ذلك على الاداء خاصة من Richard Madden الذي تارجح بين عدة انفعالات خلال المسلسل, من امل في البداية الى الياس ثم التحدي. أما Tim Roth فكان رائعا في دور الشرير بأدائه المتقن و البارد لكن الكوميكي احيانا اخرى لكن عوض ذلك بانفعالات انسانية في الثلث الاخير من المسلسل عوضت اخطاؤه كلها.
التصوير و الاخراج هو اروع نقاط قوة المسلسل و ذلك ليس بالمفاجئ لسببين اثنين. أولهما ان العمل من انتاج Ridley Scott فكان من الطبيعي ان ينقل اسلوبه السينمائي المعروف الى الشاشة الصغيرة. وثانيهما, أن العمل تجري احداثة في الطبيعة الكندية النائية و بالتالي كان التصوير ملحميا يخلط بين التصوير التلفزي و التصوير الوثائقي الذي اشتهرت به قناة Discovery. لذلك تحس احيانا انك تشاهد شريطا وثائقيا عن الحياة البرية بتقنية HD. استعمل المصورون تقنيتي تصوير متضادتين تجعلان المشاهد يشاهد العمل بحسين مختلفين. الاول هو استعمال المشاهد الواسعة لتصوير الطبيعة الثلجية و التي تمنح الاحساس بالنقاء و النظافة. و الثاني كان استعمال المطر و الالوان البنية في المدن و المخيمات لمنح الاحساس بالبرد و الطين و الفوضى.
في الاخير يمكن القول ان العمل كان رائعا اذا قيس بانه محاولة أولى. و كان من حسنات هذا العمل اكتشاف موهبة Richard Madden و الذي عمل سابقا في مسلسل GOT. لكنه كان مخفتيا بين طاقم عمل اكبر منه لكنه في هذا المسلسل يلمع و يبدع في دور خيط خصيصا من اجله.