السرعة، الشراسة، زئير المحركات و عشق السيارات… هذه هي الأشياء التي صنعت Top Gear و جعلت منه برنامج الواقع الأكثر مشاهدةً في العالم.
حين تبدأ عزيزي المشاهد بمتابعة توب جير ستعرف سبب عشق المشاهدين لهذا البرنامج، فلا يجب أن تكون مولعًا بالسيارات كي تعشق العمل، فالعمل ليس عن السيارات فقط، بل هو أكثر من ذلك، فتوب جير جمع الفكاهة و التحدي و المغامرة في مزيج لا يقاوم، بين التحديات الغريبة، و المنافسة الشديدة بين المقدمين، يجد المشاهد نفسه واقعًا في حب المسلسل بجنون.
ظهر البرنامج لأول مرةٍ في سنة 1977 كبرنامج جدي حول السيارات، لكنه لم ينل تلك الشهرة و المجد حتى أعيد إنتاجه بنسخته الجديدة التي مازال يعرض منذ سنة 2002، فمحاولات كلٍ من المقدم جيرمي كلاركسون و المنتج أندي ويلمان لم تذهب مهب الريح، بل أعادت البرنامج إلى العرض من جديد بشكل أفضل و أروع من ذي قبل، جاعلةً منه أحد أيقونات BBC بشكل خاص و التلفزيون البريطاني بشكل عام، لدرجة انتاج العديد من النسخة الخاصة بالبرنامج في مختلف بقاع العالم (هناك 4 نسخ أخرى للبرنامج: أمريكية – روسية – كورية – أسترالية)، لكن من نخدع هنا، لا توجد أي منافسة على الإطلاق، فأي مشاهدة للنسخة الأصلية، سيدرك أن البقية أسوء من السيء، و تستحق الإلغاء.
طاقم البرنامج
ببساطة لولا هؤلاء الثلاثة لما كان توب جير كما هو الآن، هؤلاء الثلاثة هم ملح المسلسل و سر حلاوته.
جيريمي كلاركسون ( الـ Orangutan )
أيقونة البرنامج، و معيده إلى البث، أقرب المقدمين إلى قلوب المشاهدين، ساخر إلى أبعد درجة و يعمل أي شيء، و بأي شيء أعني أي شيء من أجل الفوز في التحديات، حتى لو اضطر إلى الغش و عمل مقالب للبقية، فهو لا يتردد في إستخدام نقاط ضعف البقية من أجل الفوز (بطء قيادة جيمس، و حجم هاموند).
ربما يكون أسرع واحد في المقدمين، فهو الفائز عادةً عندما يتعلق الأمر بالسرعة، لكنه فائز سيء، فعندما يفوز يذكر البقية بفوزه و يبدأ بالتفاخر و الإستهزاء بهم، و هذا ما يجعل البرنامج ممتع، فعندما يبدأ بالسخرية من شخص أو سيارة أو حتى بلد ما، فلن تستطيع تمالك نفسك من شدة الضحك.
كسول جدًا مما يضعه في مواقف لا تحمد عقباها عادة، فعند أول اختيار بين الشيء الصحيح و السهل، يختار السهل دون أدنى تردد، فأحيانًا يضيع أو ينقلب الأمر عليه.
جيمس ماي ( الكابتن بطيء “Captain Slow“ )
أحد المقدمين الثلاثة للبرنامج، يلقب بـ كابتن سلو بسبب قيادته البطيء و المراعية للقوانين و التي تسبب في خسارته في الكثير من الأحيان، و يلقب أيضًا بـ كابتن حس الإتجاهات بسبب كونه كثير الضياع و عدم وصوله للمكان المقصود في كثيرٍ من الأحيان، و فقدانه للإنتباه بسبب أتفه الأشياء، و وصوله المتأخر إلى المكان.
رغم أنه يلقب بـ كابتن سلو، إلا أنه في بعض الأحيان يصبح سائق فائق السرعة بدرجة رهيبة، فهو يعتبر من القلائل في العالم الذين أوصلوا سيارة Bugatti Veyron إلى سرعتها القصوى (253.45 ميل/سا).
يعتبر أعقل و ألطف شخصٍ في الطاقم، فهو لا يجازف من أجل الفوز، و يعتمد على الإستراتيجيات المحكمة، لذا تراه الهدف الرئيسي لمضايقات جيريمي و هاموند و مقالبهم، كونه يختار أقل السيارات توقعًا للفوز من قبل البقية، و لا يقدم على خطوةٍ ما إلا بعد تفكير عميق و ممنهج يستغرق العديد من الساعات، لكن بين هذا و ذاك، “السخرية من ماي“ من أهم مميزات العمل.
ريتشارد هاموند (الهامستر)
أصغر المقدمين حجمًا و سنًا، مما يتسبب له بمضايقات عدة من زميليه جيريمي و جيمس، مخادع و متلاعب مثله مثل جيريمي، ربما بدرجة أقل، يعشق الفوز بدرجة كبيرة، و يقوم بما يجب عليه من أجله، أعتبره النسخة المنقهة من جيريمي لأن بينهما الكثير من الصفات المشتركة و العديدة، إلا أنه لا يتمادى كما يفعل جيريمي.
في 20 من سبتمبر 2006، كاد ريشارد يلقى حتفه في واحدٍ من أخطر حوادث السلسلة، ففي قيادته لسيارة مزودة بمحرك Jet، و بسرعة تتجاوز 288 ميل/سا، إنفجر إطاره الأمامي، لتتجه سيارته إلى العشب و تبدأ بالإنقلاب بسرعة فائقة، في واحدٍ من أخطر حوادث السير على الإطلاق.
بسبب هذا الحادث، عانى هاموند من إصابة في الدماغ، و فقدان ذاكرة، و العديد من الإصابات الأخرى، إلا أن هذا لم يمنعه من العودة إلى البرنامج بعد الحادث، وسط ترحيب حار من الجماهير و بقية الطافم.
The Stig
ستيج هو سائق سيارات مجهول الهوية، دائم الظهور في حلقات توب جير. في البداية كان أسود و يدعى ستيج الأسود، و بعدها صار أبيض اللون بعدما تم التخلص من الأول في بداية الموسم الثالث، كما أن هناك عدة نسخ أخرى ظهرت على مر المواسم، كأبناء عم له، بشخصيات ظريفة و مختلفة.
لسيتج عدة مهمات في البرنامج، فهو سائق البرنامج المعتمد الذي يجرب السيارات، فهو سائق جد محترف، يخرج كل إمكانيات السيارات التي يسوقها، كما يقوم أيضًا بإعداد الضيوف المشاهير لجولاتهم في حلبة البرنامج، كما يقوم أحيانًا بالمشاركة مع الطاقم في التحديات المختلفة.
شخصية الـ ستيج الحقيقة تعتبر من أسرار العمل، فلا يتم إظهار إسم السائق الحقيقي في أي مكانٍ من البرنامج، و يعتبر هذا الأمر من النكت المستمرة فيه، ففي كل حلقة يتفنن جيمي في تقديم ستيج للجماهير، بجمل تبدأ عادة بـ: “ يقولون أنه… “
Some Say… He Was Born In Space/He Never Blinks/His Skin has the texture of dolphins
ماذا يميز البرنامج على برامج السيارات الأخرى؟
التحديات المجنونة: جنون القائمين عن البرنامج بصراحة ليس له حدود، فتقريبًا كل حلقة أو حلقتين، يذهب مقدموا البرنامج في تحدٍ مجنون، خارجٍ عن العادة، هذه التحديات هي السبب الرئيسي في متعة البرنامج و شهرته الكبيرة، فتحديات البرنامج خارجة عن العادة، ففي الحلقة الخاصة بالقطب الشمالي، تمكن كل جيريمي و ماي من الوصول إلى غاية القطب المغناطيسي على متن سيارة و هو ما لم يفعله أي أحد من قبل، و في حلقة أخرى جعلوا سياراتهم لا يدخل إليها الماء، و ركبوا لها أشرعة و حاولوا قطع الخليج، و العديد من التحديات الأخرى المضحكة لدرجة الثمالة، و عن تجربة خاصة توب جير أضحكني أكثر مما أضحكتني جل المسلسلات الكوميدية الأخرى.
السباقات: و فيها يكون التنافس بين السيارة و وسيلة نقل أخرى، لكي يعرفوا من الأفضل، كالسباق الأوروبي الذي جرى بين السيارة و القطار.
الحلقات الخاصة: و تكون الحلقات الخاصة عادة عبارة عن السفر في بلد آخر، داخل سيارة معقولة السعر، مع العدد من التحديات المختلفة في الطريق و هي جد ممتعة، و الفرق بينها و بين الحلقات الأخرى، أنها لا تحتوى على الفقرات التي تتم في أستوديو البرنامج عادةً.
فقرة نجم في سيارة معقولة السعر: و في هذه الفقرة يستضيف البرنامج نجمًا عالميًا في مختلف المجالات، للدردشة حول السيارات و آخر أعمال النجم الخاصة، ليستعرضوا بعدها جولته في مضمار السيارات و ترتيبه على لوحة النجوم الخاصة ( في الموسم الحالي استضاف البرنامج نجم بركينيج باد أرون بول 😮 )
Power Lap: و في هذه الفقرة يقوم سيتج بقيادة سيارة الحلقة في حلبة البرنامج، ليتم ترتيبها في حائط السرعة.
فقرة الأخبار: أظن أن الإسم كافٍ للشرح.
خاتمة
قبل بداية الكتابة راودتني العديد من الشكوك، فقلت لمن سأكتب هذا المقال، بما أن الجميع يعرف البرنامج، حتى أريت لصديقي مقطع مضحكًا منه، و سألني عنه، فعادت إلي الرغبة في الكتابة بعد أن أشبعته ضربًا.
البرنامج بكل بساطة من أجمل ما عرض على التلفاز على الإطلاق، ففيه كل شيء، الضحك، التحدي، المغامرة، و حتى الطبيعة في زيارات الطاقم لمختلف بقاع العالم، كل هذا و ذاك يجعل هذا البرنامج من أفضل ما يستحق المشاهدة بكل بساطة.
التقييم النهائيّ
رأي شخصي: | في كل موسم يستطيع هذا البرنامج إثارة إعجابي أكثر و أكثر، و بعد 21 موسم، أقولها بكل فخر: ''لم أمل بعد من Top Gear'' | |
10 / 10 | برنامج ممتع و رائع من أجمل ما عرض على الشاشة الصغيرة على مر التاريخ، ينصح به للجميع و بشدة. |