It’s Always Sunny In Philadelphia مُضحكة دوماً في فيلادلفيا

قبل بضعة سنوات, 3 ممثلين يحاولون شق طريقهم في هوليوود جمعو ما يقارب 85 دولاراً لتصوير بايلوت مسلسل كوميديّ يدور حول 3 أصدقاء يملكون حانة. بطريقة أو بأخرى, نسخة من هذا البايلوت المُعنون It’s Always Sunny on TV وجدت طريقها إلى يديّ أحد إداريي شبكة FX. وقد سرّهم ما رأوه في ذلك الشريط لدرجة انهم أعطو هؤلاء الشبان الثلاثة 400 ألف دولار لتصوير الموسم الأول, مع تغيير إسم المسلسل إلى It’s Always Sunny in Philadelphia.

هذا الشيء لم يعط فقط الأمل لكل شاب طموح يملك ألة تصوير, بل أعطانا أحد أفضل المسلسلات الكوميدية في العقد الماضي.

”مشرقة دوماً يا فيلادلفيا“ يدور حول 3 أصدقاء يملكون حانة, ”حانة بادي“ الرديئة في مؤخرة فيلادلفيا. ما يميز هذا المسلسل هو أن هؤلاء الشبان الثلاثة لديهم نفس الشخصية: متكبرون, أنانيون, و جهلة.

(تشارلي) هو أقصر واحد بينهم, و صاحب أكثف لحية و أقلهم حظاً عندما يتعلق الأمر بالسيدات؛ كما أنه ساذج, ليس وكأن الإثنين الأخرين عباقرة. (ماك) ذو لحية أقل كثافة من (تشارلي) ولديه حظ أفضل مع السيدات. (دينيس) حِليق, ورغم وضاعته الكاملة, إلا أنه ذو حظ وفير عندما يتعلق الأمر بالسيدات.

برفقة هؤلاء الثلاثة لديا أيضاً (دي), أخت (دينيس) التوأم, وهي تعمل كساقية في الحانة. ثم ينضم للمجموعة في بداية الموسم الثاني (فرانك رينولدز) الذي يزيد المسلسل حلاوة على حلاوة.

”مشرقة دوماً يا فيلادلفيا“ شبيه جداً بـ ”ساينفلد“. كلاهما يدور حول شخصيات تجسد أسوء ما في النفس البشرية: الجشع، الغرور، الكسل، الجهل، و الأنانية. لكن على عكس ”ساينفلد“ الذي صوٍّر ببراعة كيف تؤثر هذه الأشياء على التفاعلات و القرارات اليومية, ”فيلادلفيا“ يستقرئها إلى أسخف الحدود.

مثال: في حلقة The Scofflaw (جيري ساينفلد) يشك في أن أحد أقاربه يكذب حول مرضه بالسرطان لكي ينال تسريحة شعر مجانية من أحد أصدقاءه. في حلقة Charlie Has Cancer (تشارلي) يدعي المرض بالسرطان بغاية نيل ”جنس التعاطف“.

القصد هنا, (جيري ساينفلد) قد يشك في صديقه, وقد يتصرف حتى بناءاً على شكوكه هذه. شخصيات ”فيلادلفيا“ لا تخشى من الخوض في أي شيء, حتى لو كان الأمر يتعلق بإدعاء المرض, وليس لغرض التربّح حتى, بل لأجل ممارسة الجنس وحسب. أي أنه مهما كنا قد رأينا قليلاً من أنفسنا في (جيري) و (جورج) و (كرايمر) و (إلين), فإن عصابة ”فيلادلفيا“ ذهبت إلى أماكن بعيدة جداً عنا.

المسلسل مهين للغاية, لا توجد فئة معينة لم يقم المسلسل من السخرية منها. شواذ, زنوج, أسيويون, مساجين, أكلو لحوم البشر, متحولو الجنس, المصابون بالتوحد…. الخ, كل ما يخطر ببالك, لدرجة أن كتاب المسلسل يقولون أنهم بعد 9 مواسم أصبحو يجدون صعوبة في إيجاد حدود أخرى لكي يخترقوها, المسلسل مسّ كل شيء!

يقال أنه من الصعب ان تبني مسلسل حول شخصيات مكروهة (خصوصاً إن كانت شخصيات المسلسل كلها مكروهة!), لكن ”فيلادلفيا“ ينجح في أن يجعل هذه الكراهية تصب في صالح الكوميديا, أي أن الشخصيات قد تكون أنانية و سافلة, لكنها في نفس الوقت (و بطريقة ما!) مُحببة.

كوميديا ”فيلادلفيا“ من النوع الذي يا إما تحبه بشدة أو تكرهه بشدة, إذا لم تجد نفسك تضحك و أنت تشاهد العصابة وهي تحاول حلّ مشاكلها الظرفية باستخدام المسدسات, السم, أو الإغتصاب؛ فأنت أفضل حالاً مع مسلسل كوميديّ ممل كـFriends. لكن عندما تحبه, فلن تفتأ عن الحديث عنه لكل أصدقاءك.

التقييم النهائيّ

الكتابة:
التمثيل:
الإخراج:
رأي شخصي:
8 / 10 قناة FX قدمّت المسلسل في بدايته قائلة أنه "Seinfeld مُنتشي", ورغم أن هذا الوصف مناسب جداً كتشبيه, إلا أنه لا يفي حق "مشرقة دوماً يا فيلادلفيا" كلياً.