ربما أنا أكثر الأشخاص على هذا الكوكب تحمساً لهذا العمل، أعني لقد كنت مع العمل منذ كان مجرد حبراً على ورق ومجرد بايلوت لا أكثر وكانت أسماء وودي هارلسون وماثيو مكانوهي مجرد أسماء مقترحة حتى وصلنا إلى طلب الحلقات الـ8 للموسم الأول وتأكيد الطاقم ثم حتى أتذكر عرض أول فيديو دعائي للمسلسل على HBO ولكنّها لم ترفعه على قناتها على اليوتيوب إلا بعد بضعة أيام مع ذلك ظهر من سجله وفي وقت تأكيد ذلك كنت ربما الشخص الأسعد والآن تكتمل سعادتي بمشاهدتي لبايلوت المسلسل، المسلسل بشكل عام يبدأ بمقدمة رائعة للغاية أعجبتني جداً تلك القدمة مع تلك الموسيقى وكل شيء ثم تلك البداية بشخصية مارتن هارت الذي يلعب دوره ”وودي هارلسون“ وهو يتحدث عن شريكه راستن كول ”ماثيو مكانوهي“ كيف أنّه شخص غريب، متوتر، عصبي، مختلق للمشاكل ثم ينتقل الحديث إلى دورا لاين قتيلة السحر والشعوذة والشكر لجريدة الأديفرتايسر يقول راستن، الآن الحديث عن عام 2012 راستن ومارتن خارج الخدمة ولكن اعصار ريتا كان له تأثير كبير فأفقد معلومات عن قضية دورا لاين التي حدثت في يناير عام 1995 يتذكر التاريخ جيداً راستن لأنّه عيد ميلاد ابنته، ولكن فيما بعد يتضح أكثر أنّه الأمر لا يتعلق فقط بالتوثيق ولكن يبدو أن هنالك جريمة حدثت في الحاضر تشبه ما حدث في الماضي وهي جريمة غريبة تفنن صاحبها بوضع علامات ورموز شيطانية ربما أو تميل للشعوذة بالضبط مثل جريمة عام 95.

من هنا تبدأ الأحداث تأخذ مسارها إلى جهات عديدة حيث نرى علاقة تتكون بين مارتن وراستن التكساسي كما يسمونه لأنه أتى من تكساس ولا أحد يعرف عنه شيء قضى مارتن معه 3 أشهر حتى استطاع استضافته على العشاء في بيته، ويبدو فيما بعد أن العلاقة ستمر بمطبات عديدة فقد قضيا 7 سنوات سوياً ومثل هاتان الشخصيتان محال أن تستمر بدون أن يحدث بعضاً من التجاذب السلبي الذي قد يُسبب مشاكل معينة.

بايلوت ممتاز للغاية، أعجبني جداً، فنيـاً نحن نتحدث عن كتابة محكمة للغاية مترابطة بشكل جيد مع التركيز على العنصر الانساني للمحققين وعلاقتهما ببعضهما وعلاقتهم ببقية الناس وتأثير الجرائم الشنيعة مثل تلك على المرء، كذلك تلك الغرابة والاختلاف في قصة المسلسل، طريقة المعالجة لم نراها من قبل أن يكون هنالك قاتل وعلى مدى سنوات أو ربما أكثر من قاتل بنفس النمط والمعالجة من الناحية الشخصية للأبطال المحققين هذا شيء جيد جداً للكاتب Nic Pizzolatto الذي أبدع ولاشك بكتابة الشخصيتين الرئيسيتين كتبهما بشكل محكم وممتاز وركز على أمور معينة وجمع تفاصيل جيدة جداً فكون شخصية غريبة وآخرى طبيعية والواقعية كانت موجودة لاشك في كتابته لتلك الشخصيات، الاخراج Cary Fukunaga كان مميزاً أيضاً وأعجيني للغاية، الأماكن طريقة التصوير، السوداوية في اختيار الامكان والزوايا التصويرية، كان أمراً جيداً للغاية وبالطبع أكثر ما يميز المسلسل حتى اللحظة كما هو واضح الطاقم التمثيلي بقيادة وودي هارلسون وماثيو مكانوهي، كلاهما يقدم دور رائع، ماثيو هذا العام يقدم أدواراً عالية للغاية قبل ساعات فاز بجائزة أفضل ممثل عن فيلمه Dallas Buyers Club وأعتقد أنَّ دوره في هذا المسلسل مهيأ تماماً للجوائز لو كانت بقية الحلقات كالافتتحاية، تقمصه لتلك الشخصية الغريبة، المتوترة كان رائعاً للغاية أما وودي فدائماً يقدم لنا أدواراً رائعة، ربما لم نرى منه الكثير حتى اللحظة فهو يقدم دور شخص معتدل حتى الآن ولكن كما يبدو هنالك المزيد قادم وهنالك مشاهد ومواقف مؤكد أنَّ وودي هارلسون سيُبدع في تمثيلها.

النهاية كانت مثيرة للاهتمام حقاً، تفتح الأبواب على مصراعيها وتجعلك متشوق للحلقة التالية، كان القائمين على المسلسل تحدثوا حول أنَّ الحلقات الثلاث الأولى نوعاً ما مقدمة وأنَّ الأحداث تبدأ تتفاقم بسرعة بعد ذلك، بقي أن ننتظر ونرى ولكن بالنسبة لي فالافتتاحية كانت مرضية للغاية وبالتأكيد لن أفوت بقية حلقات المسلسل، حتى اللحظة يبدو أنَّ عام 2014 سيكون عاماً جيداً جداً.