ما الذي يميّز Utopia؟ و أسئلة أخرى لم يُجب عنها المسلسل
لقد شدّنا مسلسل ”يوتوبيا“ بدون شك. بسبب غرابته, كسبب أساسيّ. لربما الحلقات الخمسة لم تكن بنفس قوة الحلقة الأولى, و هذا راجع جزئياً لأن الشخصيات الغريبة, المتناثرة و الملوّنة تستطيع ان تفاجئك مرة واحدة فقط. شعرت أنني لم اقل ما فيه الكفاية عن المسلسل في المقال السابق, لذا, ما الذي يميّز ”يوتوبيا”؟
الأداء
عندما كتب Dennis Kelly العبارة الشهيرة ”أين (جيسيكا هايد)؟“ هل تخيّل في رأسه ذلك التهديد الذي يرافق الجملة عندما تقال؟ قد لا تكون أكثر عبارة منذرة بالسوء, لكنها في بادئ الامر تفزع حقاً, و تجعل تحس بتلك الرعشة في عمودك الفقريّ. من المذهل ما قد يحدثه الاداء الرائع لممثل ما على لغة بسيطة جداً.
الممثل Stephen Rea لا يتوجب عليه ان يفعل الكثير لكي يفزعني, لكن Neil Maskell (في دور Arby) نجح في أن يفزعني بأن يفعل أقل من ذلك بكثير. رفيقه في الجريمة, ”لي“ (يلعب دوره Paul Ready) يقوم أيضاً بجهد ملحوظ في اقناع الناس أن يساهموا في حتفهم. يقول ”انه مجرد غاز”, بينما يفكر الضحية قائلاً ”اوه, يالغبائي“ وهو يستنشق قدره الغاشم.
المؤامرة
ليست لدي أية مشكلة مع مسلسلات المؤامرة. كلها ذكية, محيّرة للعقل, بعيدة الأثر و مدمرة, ملفوفة في قشرة من الدراما. لكن نظرية المؤامرة في ”يوتوبيا“ تعمل كلغز محيّر, شيء يساعد على تقديم عامل المفاجئة و يشكل تهديداً دائماً لأي شخص ”طيّب“ في المسلسل. مزيج ”مجانين الكوميكس“, ”خبراء الكمبيوتر“ و ”المؤمنين بالمؤامرات“ يشكل فريقاً رائعاً, رغم انهم لا يشكلو تهديداً جسدياً كبيراً.
ويلسون ويلسون
ياله من إسم لشخصية. لعب دورها بإتقان الممثل Adeel Akhtar, هو النقطة البارزة في الجماعة التي, لسوء حظها, دخلت في صراع مع قوة شاملة, غامضة, مظلمة. وجدتني أميل في احيان كثيرة إلى هذه الشخصية و أراءها, وليس فقط بسبب مظهره الشرق أوسطيّ و خبرته في الكمبيوتر.
الستايل
هذا المسلسل ذو ستايل خاص به, بداية بالألوان الفاقعة, تجعله يبدو وكأنه مسلسل على Instagram. و تنوع الشخصيات هذا يمثل بشكل بارز إنعكاساً للاعراق و الطبقات الاجتماعية لبريطانيا, وكأنه مسلسل موجّه للجميع, لكن قد يكون ذلك مجرد لعبة تسويقية من Channel 4 لتوسيع جمهورها.
الموسيقى خلابة, موسيقى تقنية من نوع ما, لا اعرف الصراحة, لكنها موسيقى مميزة تعطي للمسلسل طابعه الخاص, وتتناسب مع الجو السائد بالمسلسل, وتٌصعد التوتر كُلما حلّ الخطر.
هناك الكثير من الأشياء الجميلة في يوتوبيا على ان نحصرها في مقال أو إثنين. إذا لم يكن بايلوت هذا المسلسل هو أفضل بايلوت لسنة 2013, فالتلفزيون البريطانيّ بحال أفضل بكثير مما توقعته.
وفي الوقت الحاليّ, قد تكون نهاية المسلسل (أو الموسم) كافية جداً, لكن هذا لا يمنع انه هناك أسئلة لم يجب عنها المسلسل. قد يكون ما سنتحدث عنه الآن متروكاً خصيصاً كنواة للموسم الثاني, لكن إذا لم يأت التجديد, فسيكون المسلسل قد ترك الكثير من الخيوط السائبة. سيغضب الناس, ستمتلئ المنتديات عن أخرها بالمواضيع, تعليقات هذا المقال سوف تكثر, و الفيسبوك سيصبح أصفراً. ولكي نجمع شتات هذا العالم الغريب الذي خلقه ”دينيس كيلي“ في يوتوبيا, جمعنا لكم هذه الأسئلة..
تحذير حرق: إذا لم تكن قد أنهيت المسلسل بعد, ينصح أن لا تقرأ ما ورد بعد هذا التحذير.
هل ماتا حقاً؟
هل ”ميلنر“ هي الشيطان؟
هل ”ميلنر“ هي والدة ”جيسكا“ و ”أربي“؟
هل كان ذلك حقاً إبن ”ميلنر“ المحتضر من متلازمة ديل في الحلقة الخامسة؟
من كان ذلك السكاوزيّ الأقرع في الكنيسة؟
هل زالت التهم عن ”غرانت“؟
ماذا كان ذلك الرسم البيانيّ الكيميائي الذي يتشكل عند تركيب المخطوطة؟
هل يمكن لـ“بيكي“ أن تحصل على الثوراكسين من اي مكان أخر؟
من هو ”كريستوس“ وهل كان يعمل وحيداً؟
هل من الأفضل وقف التزايد المهول للحياة البشرية بواسطة التعقيم الشامل و بهذا تأمين مستقبل أفضل للبشرية بدل الإستمرار بإستنزاف موارد الارض و زيادة عدد سكانها رغم المعرفة التامة بأن ذلك لن ينتهي على خير؟
هل يمكن لذلك أن يحصل حقاً؟
ماذا يحدث لو أرسلت إيميلاً إلى LDS101@corvadtltd.com وقلت لهم أن المخطوطة بحوزتك؟
لربما كان كل هذا هراءاً. لكنه, وعليّ اللعنة, كان هراء جميلاً!