آمال عظيمة, تشارلز ديكنز. قرأت الرواية منذ فترة ليست بالقصيرة و استمتعت بها بشدة. في لُبّها, هي قصة عن النُضوج و الكٍبَرِ, و كيف يصنع المرأة نفسه, بما في ذلك الحب لأول مرة, إنفطار القلب لأول مرة, أن تنحرج من نسب شخص ما لأول مرة, و ان تعرف من هم أصدقائك الحقيقيون. وهي أيضاً قصة عن كيف انه بعض البالغين, غير راضيين عن حياتهم و يشعرون بأن المجتمع ظلمهم, فيستعملون أطفالاً كأداة للإنتقام في محاولة مضللة ليحصلو على فرصة ثانية في شبابهم.
رواية ”آمال عظيمة“ (يقال أيضا: آمال كبرى) هي قصة يمكن لأي شخص أن يحس بها, وكأنها مرتبطة به, بشكل أو بأخر. نتيجة لذلك, لا يبدو انه هناك حد لصناعة و إعادة صناعة الافلام و المسلسلات عن هذه الرواية الكلاسيكية. أشهر هذه الإقتباسات (ويُظنُّ أيضاً انه أفضلها) هي فيلم ”ديفيد ليان“ سنة 1946, الحائز على 2 اوسكار. سنة 1998, كان هناك اقتباس عصريّ للرواية, يلعب فيه ”إيثان هاوك“ دور ”بيب“ (بالرغم انه تم اعادة تسمية اسمه في الفيلم إلى ”فين“, لسبب لا يعلمه إلا الله!) و جونيث بالترو في دور ”إستيلا“. سنة 2012 كان هناك فيلم يلعب فيه ”رالف فيينّيس“ دور ”ماغويتش“ و ”هلينا بونام كارتر“ دور ”مِس هافيشام“.
الآن, حديثنا عن نسخة 2011 من إنتاج Masterpiece Theatre. التي يظهر فيها ”دوغلاس بووث“ كـ“بيب“, ”فانيسا كيربي“ كـ“إستيلا“, ”راي وينستون كـ“ماغويتش“, و ”جيليان أندرسون“ كـ“مِس هافيشام“.
هل هذه هي النسخة التي أملنا ان تكون هيَ؟
تقنياً, هذا مسلسل رائع, صوّر إنجلترا و طرازها الفيكتوريّ بدون شوائب. لكن, ما الذي توقعناه غير ذلك من Masterpiece Theatre؟ للأسف, التمثيل… أو بشكل أدق, الكاست, خليط غير متجانس. أداء ”وينستون“ في دور ”ماغويتش“ كان مذهلاً, ”هاري لويد“ كان ”هربرت بوكيت“ رائعاً, الذي هو صديق بيب الراقي. و ”شون دوولي“ أتقن دور ”جو غارجري“. لكن من جهة أخرى. ”بووث“ وسيم جداً على أن يلعب دور ”بيب“, فلا يبدو انه هو ذاك الفتى الساذج الذي تربى على يد حداد. ”أندرسون“ لعبت دور ”مٍس هافيشام“ وكأنها مخدرة, وليست كشخص يخطط مخططاً خبيثاً. و ”كيربي“ لا تخلّف إنطباعاً كبيراً في دور ”إستيلا“, سلاح ”مِس هافيشام“ ضد الرجال.
كم إلتزم المسلسل نحو الرواية؟ بعض الشيء. محور بيب-إستيلا-هافيشام لم يُمس. يتوجب على ”بيب“ التعامل مع مشاعر الخيانة و انفطار القلب, عندما تُحطّم اماله و يكتشف حقيقة ”إستيلا“ و ”هافيشام“. العلاقة المعقدة بين ماغويتش, إستيلا, مولي, جاغرز, كومبايسون, وهافيشام (كثير من الأسماء صحيح؟ مرحباً بكم إلى عالم ديكنز!) أيضاً لم تُمس.
التغيير الكبير هو غياب ”بيدي“, صديق مقرب إلى ”بيب“ و شخصية مهمة. و تغيير أخر مهم هو النهاية, والتي هي نهاية تفائلية أكثر من نهاية الرواية و تحدث بسنوات قبل حدوثها في الرواية. وأنا لا أتفق مع هذين التغييرين, إذ انهما أضعفا دُروس و صدى القصة.
ما يميّز هذه النسخة التلفزيونية من الرواية هو التصوير, تصوير رائع و مُبهر. الـCinematography من عالم اخر, مُناسب تماماً للحقبة. مع موسيقى تصويرية تلائم تماماً المسلسل. ولا ننسى الشارة الرائعة من ناحية التصميم و الموسيقى. وهي أشياء ترشح عنها المسلسل للجوائز وفاز عنها كلها او معظمها. بينما لم يفز بأي شيء ذو علاقة بالتمثيل.
هل هذا إقتباس ”عظيم“ لرواية ”آمال عظيمة“؟ لا, هناك أخطاء في الكاستينغ و في التنفيذ. لكن, مسلسل ”آمال عظيمة“ جيد كفاية. إذا إستمتعت بالرواية, فهذا يستحق ان تشاهده.
التقييم النهائيّ
الكتابة: | ||
التمثيل: | ||
الإخراج: | ||
رأي شخصي: | ||
6.5 / 10 | التصوير الرائع و المذهل ينقد "آمال عظيمة" من أن يكون أول مسلسل ينال ثلاثة نجمات على موقعنا. إذا كنت كسولاً فلابأس بمشاهدة المسلسل. أما إذا لم تكن كذلك, فبالله عليك إشترٍ الرواية و استمتع بأدب ديكنز |