رجاء لا تسألو الظابط ”سالماندر“ عن ”غونار“. لقد أحب ذلك الحصان جداً و لا أحد يشعر بالسوء أكثر منه عما حدث للحصان الجميل. أجل, هو يتفهّم انه كان هناك أطفال كثيرون في يوم الاستقلال ذاك, و الذين قد يتطلبهم الكثير من الجلسات النفسية ليتجاوزو ما رأوه في ذلك اليوم المشهود, لكنه لا يزال يشعر بالسوء بالرغم من ذلك, اتفقنا؟
لربما رحلة الظابط ”سالماندر“ (بدون ألف في الوسط) تبدأ على صهوة حصان في أوسلو, لكنها تنتهي بتعيين في ”هيلفيورد“, بلدة صغيرة في مؤخرة النرويج حيث سيقضي ”سالماندر“ مدة ثلاثة أشهر هناك كمأمور, حسب القانون الجديد للتشغيل في النرويج, الذي ينص على منح فترة ثلاثة أشهر قبل الطرد النهائيّ من خدمة الشرطة. هل سيستطيع ”سالماندر“ أن ينقذ وظيفته إذا قام بعمل إستثنائيّ خلال الأشهر الثلاثة في أقصى الشمال؟ لربما لا, لكنه ينويّ أن يقدّم كل ما يستطيع خلال هذه الفترة.
العالم المميز — المميز بغرابة — لـ ”هيلفيورد“ لم يكن لينبع إلا من مخيلة رجل واحد, هو كاتب المسلسل ومنتجه ”تومي ويركولا“ (كاتب و مخرج الفيلم الهوليووديّ Hansel & Gretel: Witch Hunters). خلال السبعة حلقات, سنتعرف على عالم مختلف بعض الشيء عن العالم الذي تعرفه. عالم حيث المطاعم العائلية توجد وسط نادي تعرِّ, معدل العمر هو 76 سنة, و الشمس لا تغيب أبداً, أبداً, أبداً.
”ويركولا“ تعاون في هذا العمل مع خيرة المخرجين النرويجيين, ليخرجو لنا عالماً يجمع ما بين كوميديا و سخافة Hot Fuzz و غموض Twin Peaks, مزيج مريح بين الإثنين في حلقات مدتها نصف ساعة. شيء خفيف لتمضية الوقت.
شخصيات المسلسل كان لها دور كبير في غرابة المسلسل. بجانب الشخصية الرئيسية, لدينا ”كوبا“, شماليّ غريب الأطوار, متزوج من أمرأة فنلندية (جميلة جداً!) اشتراها عبر خدمة ”زوجات عبر البريد“, معدل ذكاء ”كوبا“ على الأرجح اقل من عدد السنوات التي قضاها على أرض الله الجميلة. أما عن زوجة ”كوبا“, فإنها تفاجئنا في كل حلقة بمهارات جديدة و غريبة, و قد تكون أكثر شخص سلامة عقلياً من كل الشخصيات الاخرى في المسلسل, لكن صدقوني, إنها جميلة لدرجة انني أود أن اشتري زوجة فنلندية من خدمة ”زوجات عبر البريد“ على الفور 🙂 . لدينا أيضاً ”جوهانا“, صحفية البلدة, ركود الأحوال في ”هيلفيورد“ يجعلها تبحث دائماً عن قصص مثيرة للاهتمام.
الأحداث في هذا المسلسل تقع كلها في إطار كوميديّ في البداية, ثم تتخذ طابع الجدية فيما بعد, لكن مع حضور دائم للكوميديا في المسلسل. سخافة المسلسل الشديدة جعلتني أوقف كل حلقة مرات عديدة من شدة الضحك. المسلسل يحتوي على الكثير من الإشارات و الاسقاطات الساخرة, ما بين الشخصيات التي تحاول تقليد شخصيات هوليوود بشكل مروّع (ومثير للضحك!), والتسميات الغريبة (Kjells Kitchen على سبيل المثال, إسم مطعم, في إشارة إلى Hell’s Kitchen الشهير).
الإخراج جميل, صوّر لنا بشكل رائع جمال النرويج, إنها بلاد جميلة في الحقيقة, ولا أتكلم عن النساء فقط هنا, المناظر الطبيعية الخلابة و اللغة التي لا نفهمها لكن نحب كيف ينطقونها (النسوة على وجه الخصوص 🙂 ).
عموماً, الموسم الاول من ”هيلفيورد“ قدم الأسس المطلوبة لكي يستمر المسلسل لثلاثة مواسم, و هي المدة التي يتمنى المؤلفون ان يستمر فيها المسلسل. وكذلك سيؤمن تسويق المسلسل في أسواق عديدة (المسلسل قد بيعت حقوق عرضه سابقاً لـBBC1, و سيتم إنتاج نسخة أمريكية منه على شوتايم). بعض حلقاته كانت أفضل من غيرها, بعض الأفكار كان هناك إستعجال في إستعمالها (فكرة السجن على سبيل المثال). لكن المسلسل كله على بعضه ثلاثة ساعات و نصف, إذا كنت لا تمانع ان تشاهد مسلسلاً غير ناطق بالإنجليزي و طريف, فإن Hellfjord خيار ممتاز.
التقييم النهائيّ
الكتابة: | كتابة المسلسل كانت على مستوى تطلعاتي, سخافة الحوارات و الاحداث خدمت المسلسل بشكل ممتاز | |
التمثيل: | التمثيل الغريب من الشخصيات زاد من غرابة المسلسل ومن فكاهته | |
الإخراج: | لطالما قلت ان الدول الاسكندنافية فيها مناظر طبيعية جميلة, و إخراج "هيلفيورد" لم يُقصر في إظهارها لنا | |
رأي شخصي: | بعد هذه التجربة, "هيلفيورد" حتماً لن يكون أخر مسلسل نرويجي اشاهده. | |
8 / 10 | ﻻ أتذكر كيف وقعت على هذا المسلسل, فوجئت بشراء الشوتايم لحقوقه بعد فترة قصيرة من مشاهدتي له و هو الأمر الذي أكد لي انني بالفعل وقعت على مسلسل غير هيّن. الكوميديا الأجنبية تكون دائماً مسلية من باب التغيير, و "هيلفيورد" لا يستثنى من هذه القاعدة |