لعل من أكثر الأمور المسكوت عنها والتي بات المشاهدون يتخذونها كشيء مُسلم به هي قدرة هذا المسلسل على الموازنة بين وضع أحداث كافية للحلقة الواحدة وبين رسم خط عريض للموسم بشكل عام وبالطبع متابعة أحداث قصة الشخصيات الرئيسية على مستوى المسلسل عبر مواسمه، وفي هذه الحلقة يعود المسلسل ليُقدمنا لمجموعة مختلف من الأحداث التي يُمكن دائماً أن تُرضي شغفنا على جميع المستويات.
الحلقة الجديدة تبدأ بالعودة لمحور شخصيات كُنا شاهدناهم من قبل في المواسم السابقة وعودة العميل ستان ليُمارس بعضاً من عمله القديم بعدما غير تماماً القسم وبات يتعامل مع المجرمين المحليين، للتصحيح الزوجين الذين تحدثن عنهما السيدات في الحلقة الماضية في جانب المطبخ كانا صوفيا وزوجها وليس اليزابيث وفيليب، والبداية كانت مع دينس الذي يستدعي ستان ويقول له أنّهم بحاجة اليه للتدخل لحل تلك المشكلة بالاضافة إلى اخباره حول تواجد أوليج في البلاد.
المسلسل يُريد مُجدداً أن يُدخلنا إلى قمة التحدي حيث يضع اليزابيث وجهاً لوجه مع موظف في وزارة الخارجية لديه لسان يُحب التحدث كثيراً رغم أنّه لديه العديد من العلاقات كما يبدو والعديد من المعلومات ولكن بنفس الوقت يبدو وأنّه يُريد اثارة اعجاب اليزابيث كما قالت ولذلك فهو أخبرها ببعض المعلومات وترك الباقي لاجتماع لاحق داخل مبنى وزارة الخارجية!
يحاول التدخل ستان بين الزوجين ولكن بعد أن قابل كلاهما وصل إلى مرحلة شبه مؤكدة أنَّ هذا الثنائي لن يستطيع البقاء مع بعض وهذا ما قاله لدينيس فيبدو أنَّ هنالك شخص ما بحياة الزوجة والزوج بنفس الوقت لا يقضي أفضل أوقاته في حياته العادية، القرار النهائي كان هو أنَّ يحاولوا الآن اكمال العمل وبعد ذلك سيجدون حل آخر.
اليزابيث مازالت تحاول ابقاء العمل والتواصل مع أحد أعضاء اللجنة المسؤولة عن مناقشات الاتفاق موسكو و واشنطون والذي يبدو أنَّ حياته وحياة زوجته على المحك هذه الأيام فالسيدة تعيش على المورفين فقط والامر بالنسبة لها أصبح شبيه بالادمان وكان من الواضح من النقاش أنَّ الزوجين يُفكران في الاتجاه نحو عملية الموت الرحيم وقتل السيدة بشكل أو بآخر حتى تتخلص من هذا العذاب، بالطبع اليزابيث تطرح المساعدة وتقول أنّها مستعدة أن تُريه كيف من الممكن اتمام ذلك.
اليزابيث تعود لتنقل ما لديها من معلومات جديدة لكلوديا ليصلها أمر يخص الجنرال الذي قابلته آخر مرة في المكسيك، حيث تظهر الحاجة لحساسات معينة ويريدون من اليزابيث أن تقوم بعملية ابتزاز أحد جنرالات الجيش بسبب تاريخه مع المخابرات الروسية، بين الحديث عن فكرة اقتراب النهاية التي باتت تتردد في داخل عقل اليزابيث خاصةً وأنّها ستضطر أن تتواجد داخل مبنى وزارة الخارجية وبين كل ما بين يديها هذه الأيام، الأمور تبدو معقدة للغاية ولكن تبقى وصيتها الوحيدة هي بايج كونها يُمكنها أن تُصبح جاسوسة جيدة على حد تعبيرها لذلك تود من كلوديا أن تعتني بها لاحقاً.
على جانب فيليب الأمور بينه وبين اليزابيث ليست على أفضل ما يكون، اليزابيث تُحدثه قليلاً عن بايج ولكنها لم تبقى طويلاً، فيليب في عالمه لديه مشكلته الخاصة في العمل حيث فقد أحد الزبائن القدماء بسبب ربما أنّه لم يعد يتواصل معه بشكل مباشر، مما جعل فيليب يُعيد التفكير في بعض الأمور ربما منها حتى التواصل المباشر وأهميته شيء قد يجعل فيليب يُغير بعض أفكاره ربما أو يجرب طرق آخرى للوصول إلى اليزابيث التي تبدو علاقته بها متوترة.
اليزابيث تذهب لوزارة الخارجية متنكرة كزائرة تزور المبنى ثم بعد ذلك تصل إلى الشخص المطلوب وتنجح بشكل متسارع بأن تُخرجه من المبنى لتُحافظ على غطائها الذي لو كان قد انكشف لأودى بها إلى النهاية فذلك المبنى هو مبنى وزارة الخارجية، الحديث الذي يدور بينها وبين الرجل تأخذ فيه العديد من الأفكار حول اتجاه الادارة الأمريكية الحالية بشأن الاتفاق وحتى بشأن صحة الرئيس الأمريكي وتصرفاته الأخيرة الأمر الذي يجعل كلوديا متقلقة بعض الشيء فبدائل ريغان سيئة للروس. هنا تدخل بايج لتُعرفها كلوديا على درس جديد حول الثقافة الروسية وتجعلها تستمع للموسيقار العظيم تشايكوفسكي الشيء الذي يجلب بعض الذكريات بين اليزابيث وبايج.
الحديث بين الأم وابنتها هذه الأيام كله حول عالم الجوسسة، حيث تطرح هذه المرة بايج سؤال حول العلاقات الجنسية ومدى استخدامها لجلب المعلومات، تحاول اليزابيث أن تقلل من أهمية هذا الأمر وتقول بأنها لم تفعله بينما نحن نعرف تماماً تاريخ اليزابيث التي كانت دائماً مستعدة أن تفعل أي شيء للحصول على مرادها ولكنها بالطبع لا تريد أن تصدم ابنتها وهنا تعود مجدداً مشاعر الأمومة لتتعارض مع مشاعر الجاسوس الذي يحاول أن يُعلم جاسوس آخر.
موضوع الحلقة الرئيسي ربما كان هو هذا الجنرال الذي كان من المفترض أن يكون متعاون ولكنه رفض في البداية ثم رفض مجدداً حتى جاء بسلاحه في المرة الثالثة وحاول أن يقتل اليزابيث قبل أن تنقلب الأمور وينتهي الأمر به مقتولاً الأمر الذي يجعلنا نرى بايج تهرع تاركةً مكانها محاولة مساعدة امها التي تُصر عليها بالذهاب والبقاء على الخطة، تبعات هذا الحدث سيجعلنا أمام الكثير، فهنا اليزابيث خسرت الشخص الذي كانت تحتاج مساعدته مما يعني أنَّ عليها أن تجد طريقة آخرى لجلب تلك الحساسات مما سيجعل الأحداث تتفاقم بشكل كبير في الحلقات القادمة.
رغم أنّها كانت حلقة متوسطة لم نرى فيها الكثير من الأحداث المتسارعة ولكنها كانت حلقة من الحلقات المعتادة لهذا المسلسل، الذي دائماً ما يبني بشكل تصاعدي حتى النهاية ويمكننا أن نرى من برومو الحلقة القادمة أنَّ هنالك الكثير من الأشياء ستحدث منها مواجهة بين أوليج وستان وكذلك نقاش يبدو أنّه حاد بين اليزابيث وفيليب عن بايج، الأمر الذي قد يجعلنا نرى فيليب يتخذ خطوات حقيقية نحو ما طلبه منه اوليج.