نعم ربما تكون مفاجئة لكم أن تقرأوا هذه المراجعة وربما هي متأخرة نوعاً ما ولكن أعدكم أنني سأبذل قصارى جهدي لكي أجعلها لا تتأخر في الحلقات القادمة ولكن دعوني أقول لكم في البداية لماذا قررت أن أغطي The Americans رغم أنني لستُ من أكبر المعجبين بالمسلسل حتى على مستوى كُتاب الموقع، في الواقع الجواب بسيط المسلسل لم يحصل على ما يستحق من تغطية اعلامية في العالم أجمع وعلى الرغم من ثبات مستواه وجودة محتواه لم يتحصل أبداً على ما يستحقه لذا قررت في هذه الفترة ولأننا ربما لن نُغطي شيئاً هذا الربيع أو ربما هذا العام بأكمله لغياب American Gods وGame of Thrones، الموسم الأخير من The Americans يستحق فهذه هي وداعية عائلة آل جيننغز والبداية كانت من أفضل ما يكون.
في الواقع لطالما كانت هذه هي النهاية التي يُريد المسلسل التوجه إليها، بل لو نظرنا للأمر المسلسل بدأ بها منذ الحلقة الأولى جاسوس ضد جاسوس، زوج ضد زوجته، صراع الحرب الباردة الحقيقي بين أناس تختلف وجهات نظرها بشكل أو بآخر بين أشخاص تحاول النظر للأمر من أطراف مختلفة وبين أشخاص لا ترى أمامها سوى الولاء والمهمة وتريد تنفيذها بأي شكل، اليزابيث ضد فيليب هذا الصراع كان ولازال وسيبقى هو الصراع الحقيقي في المسلسل فهو يُمثل كل الصراعات بداخله، في النهاية قالها الكاتب منذ زمن طويل ورددها مؤخراً هذه القصة هي قصة عائلة وقصة زوجين.
في هذه الحلقة المُسمى ”Dead Hand – يدٌ ميتة“ إذا ما صحت ترجمتها بدأنا نرى لمحات من ذلك الصراع تعرفنا بالبداية أنَّ عنوان الحلقة مأخوذ من اسم النظام الأمني الاوتوماتيكي النووي الذي طوره الاتحاد السوفيتي والذي يهتم بشيء واحد فقط وهو في حال حتى لو مات كل من في الدولة لن يذهب موتهم سُدى وسيرد ذلك النظام الأمني الضربة لمعكسر الغرب بقيادة الولايات المتحدة.
المسلسل بدأ حلقته كعادة كل حلقاته الافتتاحية مُقسمة لنصفين النصف الأول حاول أن يُعرفنا أين نحن الآن في أي زمن وما هو حال الشخصيات واجابة على ذلك السؤال نحن في عام 1987 في خريف ذلك العام بالذات، فيليب ترك عمله في المجال وبات يعيش حياة ”الرفاهية“ العاملة التي يُمكنك أن تعتبرها خيانة ربما للمبادئ فهو أصبح شخص غربي نوعاً ما يقود سيارته الفارهة ويحاول السهر والتجول والحصول على بعض المتعة بل ويبدو أنّه متوافق تماماً مع نظام الرأسمالية ويُشجع بعض افكار التسويق هنا وهناك، بنفس الوقت ابنه هنري ذهب لتلك المدرسة بعد كل ذلك العناء ويبدو أنه ناجح في لعبة الهوكي ولديه بعض المعجبات بالفعل.
على النقيض تماماً اليزابيث غارقة حتى أخمص قدمها في العمل ولكي نأخذ فكرة عن العمل دعونا نتحدث عن الفترة وعن الأحداث التي يبني لها المسلسل، الموسم الأخير يبني في الفترة قُبيل معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى والتي تنص على نزع والتخلص من مجموعة صواريخ وبرامج نووية معينة لدى الدولتين أمريكا والاتحاد السوفيتي. كعادة هذه المعاهدات والاتفاقات رُبما يوقع عليها الرؤساء في النهاية ولكن خلف الكواليس هنالك فرق بأكملها تعمل عليها ليل نهار ومهمة اليزابيث كانت مراقبة أشخاص معينين من ذلك الفريق ومن الواضح أنَّ العمل ليس سهل بالمرة.
من جهة آخرى ألقينا نظرة على المحور والشخصية الأكثر ازعاجاً في تاريخ المسلسل بايج، مع الآسف يبدو أنَّ دورها سيكون مؤثر هذا الموسم أو على الأقل ستكون جزء مهم من الأحداث فبدايةً هي بالفعل دخلت في المجال ويتم تدريبها على يد اليزابيث بشكل مباشر بينما تشاهد بعض المسلسلات الروسية على التلفاز لتأخذ فكرة أفضل عن مسقط رأسها والديها وبالطبع يتم استخدامه تواجدها في الجامعة لمتابعة بعض الأشخاص الذين قد يكون لديهم معرفة أو معلومات تهم جهاز المخابرات السوفيتي.
لم يسبق لي وأن قلت هذا على الملأ ولكنني معجب جداً بطريقة مناداة الروس لبعضهم البعض بالاسم الأول والثاني الأمر مُمتع بالنسبة لي حقاً، ربما هو أمر تافه ولكن أسماء أركادي ايفانوفيتش وأوليج ايجروفيتش عالقة في رأسي دائماً وبمجرد رؤيتي لهم استعدت مشاعري تجاه هذا المسلسل وبدأت أعود لأجواءه، لابد من القول أن هاتين الشخصيتين هي أفضل الشخصيات عندما يتعلق الأمر بالروس ومن الجيد أنَّ المسلسل حافظ عليهم وعاد للعمل معهم والبداية كانت من اركادي الذي أصبح مسؤول مهم يذهب لأوليج الذي أصبح موظفاً عادياً الآن وتزوج ولديه طفل عمره سنة ويطلب مساعدته في أمر مهم وبالطبع ذلك الأمر له اتصال مباشر باليزابيث وفيليب.
لابد من القول أنَّ النظام في الاتحاد السوفيتي وفي روسيا بالذات كان مرتبك جداً وقبضة غورباتشوف على دولته لم تكن مُحكمة الأمر ليس سراً فتلك السنوات الأخيرة للاتحاد السوفيتي كان من الواضح تماماً التهاوي الذي أدى للسقوط الكبير الذي يعرفه الجميع وهنا يأتي المسلسل، فقد تم تقديمنا لنظام ”Dead Hand – اليد الميتة“ التي تحدثت عنه مسبقاً والذي يظن بعض الأشخاص من جنرالات الجيش والمخابرات أنَّ غورباتشوف ”قد“ يكون أوعز بوضعه على طاولة المفاوضات في الهدنة الأمر الذي يرفضونه تماماً فهم لم يكملوا المشروع بعد ويرون أن تواجده مهم من أجل ضمان سلامتهم وربما كجهاز انتقام في حالة ما اتخذ معسكر الغرب الخطوة الأولى بالهجوم، هؤلاء الأشخاص يتواصلون مع اليزابيث لكونها بالطبع أهم جاسوس حالياً في الأراضي الأمريكية ويطلبون منها أن تُتابع أحد الأشخاص من فريق المفاوضات والتأكد من ذلك الأمر وفي حالة صحة ذلك الكلام الجنرال تحدث عن انقلاب مُخطط كامل ضد غورباتشوف!
في الجانب الآخر كان لدينا اركادي يحاول اقناع اوليج بالذهاب إلى الولايات المتحدة والتواصل مع فيليب ليُبقي هو الآخر عيناً على زوجته ويعرف مالذي تُخطط ومالذي تعرفه فهي ربما جزء من ذلك الأمر أو يتم استخدامها واستخدام ولاءها المطلق وحسب كما قال اركادي وبالفعل اوليج يُقرر الذهاب بعد نقاش لاقتناعه بأهمية ذلك الأمر من أجل المستقبل والسلم العام ولمعرفتنا بماضي أوليج فنحن نعرف أي شخص هو وربما هو واركادي وفيليب يتشاركون نفس الأفكار.
أوليج لا يتردد كثيراً وبالفعل يذهب للولايات المتحدة ويفعلها يترك علامة لفيليب ثم رسالة يفك رموزها ليذهب فيليب ويقابله في النهاية ونرى ذلك النقاش بينهما الذي تتغير الأدوار فيه ويُصبح أوليج هو الشخص الذي يحاول اقناع فيليب بمساعدتهم بل وإذا اضظره الأمر عليه ايقافها عن ما تفعله إذا كان ما تفعله قد يقف ضد التقدم الذي يحاول البعض في الادارة السوفيتية انجازه، خيار صعب جداً على فيليب المتقاعد الذي قد يضطر للعودة من التقاعد لمجابهة لا أحد سوى زوجته والشخص الذي عمل بجانبه لسنين طويلة.
رأينا بايج تدخل المجال شيئاً فشيئاً ووجدناها تقوم بعملية مراقبة ليست معقدة للغاية ولكن لسوء حظها وقعت أمام شاب من البحرية أُعجب بها وحاول أن يحصل على موعد غرامي بطريقته الخاصة فصادر هويتها الجامعية وأبقاها لديه حتى يتأكد من حضورها لموعده الغرامي، بايج لم تفعل أي شيء خطأ والهوية كانت مزورة والأمر لا يهم هذا ما كانت اليزابيث تحاول قوله لبايج ولكنها دقائق بعد ذلك رحلت لتقوم وتقتل ذلك الشاب بكل دم بارد، مهما أرادت اليزابيث أن تُبين قوتها التي نحن نعرفها سلفاً ومهما أرادت دائماً أن تتصرف بشكل حذر في النهاية هي أم شاهدناها تتصرف بغريزية من قبل عندما هاجمهم ذلك السارق سلفاً وها هي تفعل المثل وتقتل شخص ما بدون أي تخطيط خوفاً على ابنتها لا لشيء آخر.
العمل يأكل اليزابيث من جهة تعود للبيت تَعِبة وتحاول النوم بينما فيليب يحاول التحدث معها حول محادثته مع أوليج، النقاش يحتدم بين اليزابيث الغارقة في العمل والتي ترى أن فيليب وحياته السطحية غير مهمة حقاً ينتهي الأمر بذهابها للنوم بينما يجلس فيليب وحيداً في المطبخ.
ربما جلسة العشاء هذه لم تكن مهمة حقاً ولم تُعطنا سوى نظرة على ستان وشريكه دينس أحدهم يبدو أنّه أصبح قريب من خليلته والآخر أصبح لديه طفل، نعرف من المحادثة التي تدور بين النساء أنَّ ستان ودينس لم يعودا يعملان مع بعضهما البعض كثيراً ولكن مازال لديهم تلك القضية حول ”الزوجين“ بالطبع نحن نعلم أنَّ الزوجين المقصودين هما اليزابيث وفيليب ومن شاهد التريلرات يُمكنه أن يحزر أنَّ رغم مرور بعض الزمن إلا أنَّ ستان ودينس ”قد“ يقتربان أكثر من أي وقتٍ مضى من الزوجين في الحلقات القادمة.
في هذا الجزء سأضع برومو الحلقات القادمة وأتحدث عن بعض التوقعات لما قد يحدث، يبدو أنَّ أحد الجواسيس المُندسين الأمريكيان كما يُدعون وهم أمثال اليزابيث وفيليب سيُسلم نفسه للمباحث الفدرالية مما سيجعله منجم ذهب كبير لهم ويجعل الزوجين في خطر حقيقي، من الجهة الآخرى لدينا اليزابيث التي تشاهد ابنتها بايج وهي تقوم بالـ“جانب السيء“ من العمل كجاسوس استخدام جسدها ربما وفعل ما يتوجب من أجل الحصول على المعلومات وربما اليزابيث لن تكون على وفاق مع ذلك، بينما فيليب يبدو أنّه سيقبل المهمة وقد يبدأ بالفعل مراقبة وتتبع زوجته وعلى الجانب الآخر ستان ودينيس لن يكونا متفرغين هذه الأيام فهنالك جرائم وجثث متروكة وبنفس الوقت هنالك جواسيس يدورون في الأنحاء وأشخاص غير مُعجبين بطريقة الحياة التي يعيشها الشعب الأمريكي على حد تعبير ستان.
سعيد حقاً بفكرة الصراع الثنائي وهي أفضل فكرة لانهاء المسلسل حسب رأيي وأعلق عليها الكثير من الآمال لتجعلنا أمام موسم ممتاز يُجبرنا على الجلوس على حافة الكراسي طوال الوقت، على النقيض تماماً لطالما كُنت من المُعارضين والكارهين لشخصية بايج وما تُمثله وطريقة التعاطي مع محورها بل واعطاءها أهمية ومحور من الأساس ولكن الآن هي أمرٌ واقع لذلك أملي الوحيد أن لا يتم اعطاءها وقت طويل على الشاشة وحبذا لو تواجدت شخصية اليزابيث أو فيليب بجانبها في أي مشهد تظهر فيه فأنا حقاً لا أطيق رؤيتها لوحدها بأي شكل.