غيم أوف ثرونز، الموسم 7 الحلقة 5: الخطط الغبية

إذا كان هناك شيء واحد جعلني هذا الموسم من Game of Thrones أعيد التفكير فيه فهو ذلك الوقت الذي كنا نطالب فيه بمواسم أطول من المسلسل. ها هنا نحن أمام موسم مكون من 7 حلقات فقط، ومع ذلك وجد الكتاب أنفسهم في مرات كثيرة يقومون ببعض الحشو أو تطويل الأمور أكثر من اللزوم، موسم أطول من Game of Thrones كان ليعني فقط مشاهد أكثر من تدريب أريا، أو مشاهد أكثر من تجديف غيندري، أو مشاهد أكثر من جنس دودة رمادية وميساندي، على عكس ما نتوقعه وهو: مشاهد أكثر حول الدهاء السياسي والمكر العسكري في Game of Thrones.

أنا متأكد أن الكثيرين منكم لن يتفقوا معي في هذا، لكن إليكم شيئاً أنا متأكد أنكم ستتفقون معي فيه جميعاً: بالرغم من كل الأشياء التي قلناها مراراً وتكراراً حول السفر السريع في هذا المسلسل، والذي يعني أن حلقات هذا الموسم على الأقل أخذت شهوراً كثيرة في الجدول الزمني للقصة، نحن شاكرون أن خاصية السفر السريع لا تنطبق على السائرين البيض، الذين ﻻ يزالون يمشون باتجاه السور منذ موسم ونصف.

ربما هذه الحلقة لم تكن مشوقة جداً، بسبب أنها كانت مسبوقة بحلقة تضمنت أحد أكثر مشاهد هذا الموسم تشويقاً وإثارة، لكن يحسب لها أن كل محور فيها أفصح عن تفاصيل مهمة، مؤسف أن المسلسل لم يستطع أن يجعل المعلومات المهمة مثيرة للتشويق.

أهم معلومة في هذه الحلقة جائت من السيتاديل، حيث يكتشف سام أنه لن يمكنه مساعدة جون هنا ما دام السيتاديل يحكمه عواجيز راسخون على في عاداتهم القديمة، ويقرر العودة إلى الحرس الليلي محملاً بكل المعلومات التي تتسع لها عربته الصغيرة.

لكن قبل ذلك، اكتشفت غيلي معلومة مهمة حول جون سنو والتي تتعلق بزواج الأمير ريغار تارغيريان بالأميرة إليا مارتيل، إذ حسب ما ورد في مذكرات المايستر الذي يدون أوقات ذهابه للمرحاض، زواج ريغار من إليا تم إلغاءه لتمكينه من الزواج بامرأة أخرى، المرأة التي يفترض أنها ليانا ستارك، أم جون سنو المفترضة، مما يجعل جون إبناً شرعياً لريغار وذو أحقية أكبر بالعرش من عمته دينيريس.

أنا متأكد أن كثيرين منكم كانو محبطين أن هذا الاكتشاف الجديد حول أصول جون مرّ غير ملحوظ من لدى سامويل تارلي، وربما وددنا جميعاً لو أنه توقف عن تذمره المستمر حول السيتاديل بعد أن اكتشف شيئاً مهماً حول صديقه جون. لكن ذلك ما كان ليكون منطقياً في الحقيقة، لا يعرف سام أي شيء حول أصول جون، فمن الطبيعي أن تلك المعلومة لم تكن تعني شيئاً له.

ﻻ أعلم لماذا يزعج المسلسل نفسه بقصص الشرعية هذه من الأساس، حسناً هو تارغيريّ، ويستطيع التعامل مع التنانين بدون مشكلة، لكن كونه طفلاً شرعياً أو لقيطاً ﻻ يغير أي شيء، على الأقل بالنسبة لي. أشك أن الصراع على العرش الحديديّ سيحسم بنهاية الأمر بمسألة من هو أحق من الأخر بالحكم.

لا يكتفي المسلسل بهذا بل يضيف عليه مشهداً بين جون سنو والتنين، مؤكداً كونه تارغيرياً. لحد الساعة، لم يستطع أحد سوى دينيريس، تيريون وجون سنو التعامل مع هذه التنانين دون أن تحولها إلى رماد، مما قد يكون إشارة اننا سنرى جون وتيريون على ظهر التنانين قبل انتهاء هذا المسلسل.

على ذكر الرماد، دار دينيريس تارغيريان للجنازات تستعرض خدماتها للراغبين بتقنية الحرق الفوريّ للجثث™ بتجربة التقنية على رانديل وابنه ديكون، تاركة سامويل تارلي الفرد الوحيد المتبقي من هذا البيت، الأمر الذي ربما يعطينا أملاً أن سام السمين قاتل السائرين والثين قد يعيش لنهاية هذه القصة ويحكم بيته بوجود وريث له، حتى وإن كان طفل جيلي ليس من صلبه حقاً.

بعد انتهاء العرض الناريّ، يقوم جميع الجنود بالخضوع لدينيريس، أعني، لقد أعطتهم خياراً: يا إما أن تركع أو تموت، والذي ليس خياراً على الإطلاق. هذا أخر الاختراعات اللامنطقية لملكة مجنونة تحاول تبرير أفعالها. بالمناسبة، أفعال مماثلة كانت هي سبب اندلاع الحرب وثورة روبرت، تلك الأشياء التي فعلها أبوها لوالد نيد ستارك وأخيه، بالإضافة إلى ”إختطاف“ ليانا ستارك من طرف ريغار. لا أعلم ما الذي يهدف إليه المسلسل من خلال هذا، هل يحاول جعلنا نكرهها؟ لأي سبب؟

أيضاً، هل المسلسل يستقصد جعل كل الشخصيات الطيبة في هذا المسلسل غبية؟

حدثت في هذه الحلقة مجموعة من ما أسميه ”الخطط الغبية“، بداية بتسلل تيريون بمعية من دافوس إلى بوريال للقاء جايمي لاقتراح ”الخطة الغبية“، وكذا إعادة غيندري معه لسبب ما. لماذا يغامر تيريون بالذهاب إلى العاصمة وإلى الحصن الأحمر بالذات؟ ألم يكن ممكناً القيام بهذا اللقاء بطريقة أو بأخرى خارج العاصمة؟

الخطة تبدأ باكتشاف بران لمدى قرب جيش الأموات من السور عن طريق سرب من الغربان، وإخباره لجون بذلك. أولاً، يجب أن اقول أنني ﻻ أفهم حقاً دور بران في هذه القصة. لديك شخصية لديها كم كبير من المعلومات، معلومات مهمة، ومع ذلك ﻻ يخبر أحداً بها. أعني، من بين كل الأشياء التي يعرفها، يريد فقط أن يقول له أن ملك الليل يقترب؟ ألم يكن بإمكانه إضافة سطر بالأخير يقول: حاول أن ﻻ تستحلم على دينيريس، إنها عمتك. لكن ربما يود بران أن يخبر دينيريس في وقت لاحق عن جمالها في ذلك اليوم هي الأخرى.

لنعد إلى ”الخطة الغبية“، المخطط هو كالتالي: جون سيذهب لما وراء السور ويعود حاملاً معه أحد الموتى الذين أعاد ملك الليل إحياءهم من جديد، ليثبت لسيرسي أن الخطر حقيقي ويجب عليها أن تتعاون معهم أو شيئ من هذا القبيل، وكأن سيرسي تهتم حقاً ﻷي من هذا الهراء؟

تيريون، الرجل العبقري الذي لطالما أخبرنا المسلسل أنه شخص ذكي جداً، يظن أن أخته لن تقوم بأي من تلك الأفعال البشعة التي تخطط للقيام بها إذا ما أخذت دينيريس جيشها للشمال، فقط لأن هناك عدواً أخر قادم من الشمال؟ لماذا قد تساعدهم على الإطلاق؟ بالنسبة لها، انه عدو أخر للشمال والذي سيضعفهم ويخلصها من أعداءها دون أي تدخل منها، لماذا قد تهتم سيرسي على الإطلاق؟

هذا من جانب المنطق، لكن جانب الخطر هو ما يجعل الخطة الغبية غبية حقاً. أنا ﻻ أتذمر هنا، هذا الجانب هو ما سيجعل حلقة الأسبوع القادم حلقة رائعة وممتعة، ولست حقاً أقول شيئاً في حق الكُتاب أو الكتابة، لكن هذا لا ينفي أنها خطة غبية وخطيرة.

ذهاب تيريون للعاصمة كان غبياً وخطيراً، ذهاب جون لما وراء السوء غبيّ وخطير، وجلب أحد السائرين البيض من ما وراء السوء إلى العاصمة هو أيضاً غبي وخطير، ﻷن سيرسي مؤكد أنها ستضع فخاً لكل شخص غبي يظن أنها ستفعل أي شيء لتساعد أياً من أعداءها، فقط ليتم إزاحتها من على العرش بعد القضاء على هذا العدو القوي وجيشه من الأموات.

لكن ما الداعي للشكوى حقاً؟ سيصنع كل هذا الغباء والخطر حلقة مثيرة ومشوقة، وهذا واضح من البريفيو وحده. السؤال يبقى الآن، أي من السبعة الرائعين (The Magnificent Seven)، اللقب الذي اختاره الانترنت لهذه العصابة تيمناً بفيلم ويسترن شهير، سيعود سالماً ومن سنراه لأخر مرة في هذه الحلقة؟

جون سنو بطبيعة الحال لن يموت خلف السور، وستكون إهداراً لكل التطور الذي عرفته شخصية الدموم إن مات هو الأخر، وﻻ يعقل أن يموت تورموند دون أن تذوق شفتاه طعم حسناء تارث. البقية كل شيء محتمل، مصير جوراه هو أن يموت في خدمة ملكته، وثوروس بالكاد يعتبر شخصية في هذا المسلسل، أما دونداريون وفاته أخيراً في خدمة إله النور ستكون نهاية مناسبة له، يبقى غيندري، الذي ﻻ أستبعد أن يكون الكتاب أعادوه للقصة ليقتلوه بعد حلقة واحدة فقط، لكنني ﻻ أرجح ذلك حقاً. أتوقع أن يموت إثنان على الأقل في هذه الرحلة، ثوروس وشخص أخر، لكن في كل الأحوال، سيكون شيئاً ممتعاً رؤيته، هذا أمر مضمون.

بعيداً عن القرارات الغبية بحرق الجنود، والخطط الغبية المؤدية للموت، غباء من نوع أخر كان يحدث في وينترفل.

لسبب ما، لا يزال قادة الشمال باقين في وينترفل ينتظرون عودة جون سنو، وكأنه ليس لديهم قلاع للعودة إليها وممالك لحكمها. يزعجهم أن جون سنو لم يعد بعد، لسبب ما؟ إنه أمر محير، لكن على الأقل هذه المرة ليانا مورمونت لم تكن موجودة لتدافع عن ملكها، هناك مساحة لطفل واحد فقط في وينترفل، وأريا هي من تشغر كرسيّ المدافعين عن جون سنو في هذه الحلقة.

إذ يبدو أن حلّ أريا لمشكلة القادة الغاضبين، مرة أخرى، لسبب مجهول، من عدم عودة جون سنو إلى الآن، هي قطع رؤوسهم. أريا غاضبة من أن سانسا لم تدافع عن جون وذلك ظناً منها أن أختها تفكر في أن تنفرد بالحكم لنفسها، وهو أمر لا تنكره سانسا بشكل قاطع.

ياللهول، اختاروا جهة أيها الكتاب، هذه الشخصيات يا إما ذكية أو غبية، لا تخبرونا بشيء وتفعلوا الشيء الأخر، ولا تغيروا موقفكم بين حلقة وأخرى. أعطاها جون سنو ذلك الخيار سلفاً ورفضته، هي لا تريد أن تصبح ملكة، والآن غيرت رأيها وأصبحت تريد أن تأخذ الحكم؟ وطبعاً بما أن جون في مكان أخر وأريا موجودة ﻻ تفعل شيئاً، يجب أن نجعلهما تتشاجران. لا بد أنكم مبسوطون جداً أيها الستاركيون الذين كنتم تطالبون بلم الشمل هذا طوال تلك السنوات، ها؟

الخنصر يحاول من جديد الانفراد بسانسا لنفسه بخلق نزاعات مع كل المقربين منها، هذه المرة يقوم باسترجاع رسالة قديمة جداً من الموسم الاول تطالب فيها سانسا، الأسيرة في الحصن الأحمر، روب بالاستسلام والخضوع لجوفري، ويقوم بجعل أريا تلاحقه في كل مكان وتجد هذه الرسالة، مما سيجعلها تظن أن اختها خائنة، على الأرحح، فمن الواضح أن أريا غبية على أن تظن أن أختها لم تكتب هذه الرسالة مجبرة، أليس كذلك؟

وسط كل هذا هو الخنصر الذي هو أذكى من الجميع، أفطن من الجميع، أمكر من الجميع، أمهر من الجميع، والذي يتحكم في كل شيء. يالها من قصة مملة، محزن جداً أن هذا أفضل ما استطاع الكتاب أن يصنعوه بهذا المحور، نسخة جديدة من ”ليتلفنغر يتلاعب بالستارك“، هذه المرة مع جيل أخر منهم، حتى بوجود طفل يعرف كل أسرار الخنصر بينهم.

ﻻ شيء منطقي حقاً في هذا المحور، بداية بحكام الشمال الذين يبدون وكأنهم على وشك الانقلاب بسرعة على ملكهم، وذكاء الشخصيات المتفاوت بين حلقة وأخرى، ومدى غباء الأمر برمته. نعم، نريد المكر والدهاء والتخطيط في Game of Thrones، لكن ﻻ أعتقد أن هذا يدخل في إطار ذلك بأي معايير حقاً، أو على الأقل، بمعايير غير متدنية جداً.

ملاحظات أخيرة، هذا الموسم (والذي قبله كذلك) تضمن عودة كثير من الشخصيات الجانبية للقصة ولسير الأحداث، بعد غيندري و فطيرة ساخنة في هذا الموسم، من التالي؟ القرصان ساﻻدور سان؟ داريو نهاريس؟ جاكن هغار؟

رؤية جون جنباً إلى جنب مع غيندري هو طريقة التاريخ في تكرار نفسه، إذ سيقاتل الإثنان كما قاتل نيد ستارك وروبرت براثيون من قبلهما، أحدهما بسيف فاليريّ طويل والأخر بمطرقة حربية.

أيضاً من الأشياء الجميلة بالحلقة كانت رؤية مهارات فارس البصل في التهريب والتسلل، بما يتضمنه ذلك من رشوة وكذب وما إلى ذلك، الأن لم نعد نعرف فقط أن لدافوس سمعة كخبير في التهريب، بل أصبحنا نعرف ذلك عن تجربة.

ثم هناك مسألة حمل سيرسي، أنا أظن أنها كذبة كبيرة من امرأة قضت حياتها كلها تتلاعب بأخيها كما تريد، وبدأت تشعر أنها تفقد السيطرة عليه، فاختلقت كذبة لتعيده إلى جانبها مرة أخرى. دعونا ﻻ ننسى أن النبؤة، والتي هي صحيحة لحد الساعة، قالت انها ستحضى بثلاثة أطفال فقط وسيموتون جميعاً، وهذا ما حصل بالفعل. السؤال الآن، هل سيعاقب جايمي برون فعلاً؟ إذا فعل فسيكون أغبى شخص على الإطلاق في هذا المسلسل. لكن إذا لم يكن ذلك كذبة، فهل هو ربما من صلب كايبورن؟ أعني، الإثنان يقضيان الكثير من الوقت خلف أبواب مغلقة. هذا محتمل، أليس كذلك؟

الكل في الكل، كانت حلقة مفيدة من ناحية المعلومات التي احتوتها، ربما كونها أتت بين حلقتين مثيرتين يجعلها تبدو أقل إمتاعاً، لكنها حلقة مهمة في كل الأحوال. إذا كان لدي شيء واحد اسألكم حوله فهو: ما رأيكم بـ ”الغمزات“ التي يقوم بها المسلسل نحو مشاهديه؟

على سبيل المثال، في هذه الحلقة يقول دافوس لغيندري ”ظننتك لا تزال تجدف“ في إشارة إلى النكتة المتداولة على صعيد واسع حول غياب غيندري عن المسلسل منذ الموسم الثالث، وهذه ليست أول مرة يقوم فيها المسلسل بذلك، وﻻ أفترض أنها ستكون أخر مرة.

هل تفضلون أن يفعل مسلسل ما هكذا أشياء لإسعاد جمهوره أم أنه من الأفضل الترفع عن هذا وعدم التأثر بما يريده الجمهور؟

بريفيو الحلقة القادمة

مهمة القبض على أكبر وأخطر بوكيمون، الآن مع سيف مشتعل!