إذا كنت من بين القلة الذين وصلو لهذه الحلقة بدون أن تحرق عليهم, فمبروك عليك! لقد حققت انجازاً كبيراً و عظيماً, لقد عِشت الصدمة, و ليس أي صدمة, أنا أقصد… ”الصدمة“ إياها!
غيم اوف ثرونز عبارة عن ملحمة تراجيدية. يجب ان نتذكر هذا دائماً, بغض النظر عن كل الأشياء التي تجعل هذا المسلسل دراما فنتازية, فإن هذا المسلسل أولاً و أخيراً, تراجيديا.
عيب (نيد ستارك) الوحيد كان هو الشرف, كان شريفاً جداً في عالم ويستيروس الفاسد, كان شريفاً جداً على ان يلعب لعبة عروش. أخبرته (سيرساي) بذلك, لكنه لم يسمع كلامها, أو كلام أي أحد أخر. هل يمكنني ان اقول انه كان أحمقاً؟ هل كان أحمقاً لأنه أعتقد ان اعداءه شرفاء أكثر مما يبدو عليهم؟ أم أنه أبى ان ينحدر إلى مستوى (سيرساي)؟ مهما كان الجواب, فقد كلفه حياته.
(روب ستارك) لم يكن مثل أبيه, ما كان (نيد ستارك) لينكث بأي وعد. لكن خيانة (روب) لـ(والدر فراي) كانت من باب الحب. ”تقول لي انك خنتني لأجل الحب, أنا أظن أنك فعلتها لأجل…“ ,و أنا أقتبس من اللورد (والدر فراي), ”… وجه جميل“.
(روب) لديه كبرياء لكنه ليس فخوراً, شريف لكن شرفه لا يحكمه, زعيم حرب ماهر لكنه يرتكب الكثير من الاخطاء. و الأهم من هذا كله, إنه يافع.
هل هذا عيب؟ أن يكون المرء يافعاً و محكوماً بنزواته و قصر النظر؟ يبدو لي هذا عيباً بسيطاً بالمقارنة مع أثام الملك (جوفري) و عناد (ستانيس براثيون) و فسق و سوء تدبير الملك (روبرت).
(روب) ببساطة لم يتوقع الأمر, و بالغ في تقدير وفاء رجاله. اللورد (روز بولتون) و اللورد (والدر فراي) رجلان متحالفان عبر زواج تحكمهما الرغبة في أن يكونا على الجانب الرابح من الحرب, الأمر الذي يقودهما إلى خيانة عظيمة. الذئب الشاب أظهر ضعفاً, وكانت تلك نهايته.
في الطريق نحو التوأمين
نبدأ الحلقة مع (أريا), التي لا تزال برفقة (أو بحوزة؟) الدموم (ساندور كليغان), حيث ينوي الأخير تسليمها إلى أخيها مقابل فدية, كلاهما متوحهان نحو التوأمين, أو بالنسبة إلى (أريا), نحو الحرية. لكن في الطريق يلتقي الإثنان بفلاح, يقرر الدموم أن يقتل الرجل, لكن (أريا) تقنعه بالعدول عن ذلك بتوسّلها. لكن مشهد (أريا) و هي تضرب الرجل على رأسه كان مشهداً رائعاً أخر لهذين الإثنين, الذي نتمنى ان يعوضانا عن الثنائيّ (جايمي) و (بريان) في المستقبل.
في مشهد أخر, الدموم في محادثة مع (أريا) يخبرها أنه يعرف الخوف عندما يراه, وهو يراه في عينيّ (أريا). لكن هي الأخرى تعرف الخوف عندما تراه, و قد رأته في عينيّ الدموم عندما أشعل (بيريك دونداريون) سيفه بالنار. الدموم لا يأبى ان يكون الطرف الضعيف في هذه المحادثة فيأتي على سيرة أبيها الميت. الأمر الذي تتقبله (أريا) بكل بساطة. و بـ“تتقبل“, أنا أقصد ”تهدده بان تقحم سيفاً في عينيه“.
كل مشهد بين الدموم و (أريا) رائع, تعبيرات (أريا) الوجهية الجادة و الحادة, الكلام اللاذع و الذكيّ. و جزء صغير أنانيّ مني سعيد لأن رحلة هذين الاثنين لم تنتهي بعد.
في الشمال جنوب السور
تصل جماعة الهاربين, (بران) و رفاقه, إلى برج (طاحونة؟), يقررون المكوث هناك إحتماءاً من العاصفة. يصادف أن الهمج ليسو في مكان بعيد عنهم, يخططون للهجوم على مربي خيل, الأمر الذي يحاول (جون سنو) أن يبطله, لكن يفشل في ذلك. الهمج يهجمون لكن بحركة من سيفه, يقوم (جون سنو) بإثارة الخيل, الأمر الذي يثير انتباه مربي الخيل, فيهرب على متن أحد أحصنته.
لكن الهمج نالو منه, وهاهم أسقطوه قرب البرج, (تورموند) يستعد لقتله, لكن الزومان (أوريل) لديه رأي أخر, يقول ان على (جون سنو) ان يقتله ليثبت ولاءه, و يصرّ على ذلك.
في نفس الوقت, البرق يزعج (هودور), الذي يرعد و يزبد, رغم كل محاولات (بران) لإسكاته. إذا لم يخرس (هودور) سوف يعلم الهمج بوجودهم في البرج.
(جون) متردد.
(هودور) يصرخ و يزعق, (بران) فجأة يتحكم بعقل (هودر) و يخرسه, بل إنه جعله ينام حتى!
(جون) لا يزال متردداً. تطلق (يغريت) سهما إلى قلب الرجل. ثم يصرخ (أوريل) بأن (جون) ليس منهم, فيأمر (تورموند) الهمج بقتله, و ينقلب الأمر إلى قتال بين العاشقين و الهمج.
لحسن الحظ, (بران) يستغل قدراته ”الزومانية“, فيدخل إلى عقل الذئب ”صيف“ و يهجم على أحد الهمج (وأخيراً بران يقوم بشيء مفيد), بينما يقتل (جون) الزومان (أوريل) بسيف في بطنه و يقول له ”لقد كنت محقاً طوال الوقت“, ثم يصعد على متن حصان ويهرب, بينما الصدمة على محيا (يغريت).
إن الحب في عالم الهمج صعب, صعب جداً.
يونكاي
(داني) و حاشيتها يقومون بالتخطيط للهجوم على يونكاي. لحسن الحظ, الوسيم (داريو) قاطع الرؤوس الذي يدخل على النساء وهم يستحممن, لديه خطة!
(داريو نهاريس) هو نقيض (ثيون غريجوي), أمره مريب لكنه وسيم جداً لدرجة أن الجميع, حتى العبد-الذي-اصبح-جنرالاً ”دودة رمادية“, لا يشك في ولاءه, رغم أن هذا الأخير لم يفعل أي شيء ليثبت ولائه… كل شكوكهم تضيع في فلك عينيه الزرقاوتين.
ينسل كل من (داريو) و ”دودة رمادية“ و (جوراه مورمونت) إلى المدينة من الباب الخلفيّ بعد ان قتل (داريو) إثنين من الحرس. لكن هذا ليس كل شيء, حشد كبير من المقاتلين يأتون أفواجاً, فنرى مشهداً قتالياً رائعاً بين الثلاثة و حرس المدينة, كل واحد من الثلاثة لديه طريقته الخاصة في القتال, و ثلاثتهم يقاتلون بشكل رائع.
لقد كان قتالاً سريعاً و متقناً, جعلني اتمنى لو انه دام اكثر بقليل, للمرة الاولى أجد نفسي اريد المزيد من محور (دينيريس). لهذا وجدتني أتمنى لو أن الأمر كله تأجل إلى الحلقة القادمة, بحيث يعطى وقت أكثر للعرس و (أريا) و (بران) في هذه الحلقة, و وقت أكثر لمحور (دينريس) في الحلقة القادمة (أو السابقة, حتى!), لم يكن هناك ضرورة لمعرفة ما يحدث في خليج النخّاسين, ولم يكن هناك ضرورة لمشهد (سامويل) و عشيقته الهمجية.
عندما يعود (جوراه) و ”دودة رمادية“ وحدهما إلى (دينيريس), هذه الأخيرة يبدو على وجهها الحزن لعدم نجاة المقاتل الوسيم, لكن فجأة يظهر هذا الأخير بإبتسامته العريضة, حاملاً عباءة أو شيئاً من هذا القبيل, كدليل على إنتصارهم على المقاتلين العبيد. يمكنك ان ترى عندها السعادة تفيض من عيني (دينيريس) و اذنيها و انفها وكل حاجة…
التوأمان (أو كما يحلو لي أن أسميها: القنيطرة)
أتذكرون كيف كان يشتكي (ادمور) من زواجه غصباً بإحدى بنات (والدر فراي), هذا الغبيّ لم يكن يدرك انه قد ظفر بملكة جمال ويستيروس, التي على الارجح عمرها 13 سنة في قصة (جورج مارتن), لكن من يهتم؟
كانت هناك الكثير من الإشارات لما حدث الليلة في ”العرس الأحمر“ (كما يسمى في الروايات), مثل تحرير (روز بولتون) لـ(جايمي لانيستر) و إرساله إلى بوريال, الترحيب العدائيّ لـ(والدر فراي) تجاه (روب) و حاشيته, و الأغنية التي عزفت, لكن فات الأوان على إدراك ذلك, فالجميع عدى (كاتلين) ثمل أو مشتت الذهن على أن يلاحظ الموسيقى التي تعزف.
إنها أغنية ”أمطار كاستمير“ الشهيرة.
الثأر, الفرصة السانحة, و الدحر السريع لخصم غذر. وقد حصل آل (فراي), (بولتون) و (لانيستر) على مرادهم بقتل آل (ستارك) و كل رجالهم. اللورد (فراي) يكسر قانون الضيافة, الذي يشار له في بداية الحلقة, لا تؤذ ضيفاً أكل عندك خبزاً و ملحاً, الخبز و الملح يا جماعة. لكن رغم أن بيت (فراي) سيظل الآن موصوماً بكسره إحدى التقاليد المقدسة, و ربما الأكثر قدسية في ويستيروس, إلا أنه سيظل تحت حماية (تايوين لانيستر).
كانت هناك بضعة مزحات في الحلقة, لكن كوميديا العالم كلها ما كانت لتنجيك من صدمة ما حدث في قاعة الطعام تلك. ذلك المشهد كان قوياً لدرجة انه كان من المستحيل أن يتم بطريقة خاطئة, وقد تم بطريقة مذهلة.
مابين مشاهدة (روب) وهو يرى زوجته و إبنه الذي لم يولد بعد يموتان, و (كاتلين) وهي تشاهد (روب) يموت, و ثم ختاماً, (كاتلين) وهي تشق عنق زوجة (فراي) من الوريد إلى الوريد, كل ذلك في مشهد على طريقة الدومينو, دومينو الألم. (والدر فراي) ينظمّ إلى قائمة الأشخاص المغضوب عليهم, وربما أكثر شخص مغضوب عليه حتى, متجاوزاً المتعجرف (جوفري), بمساعدة من المرتدّ (بولتون), الذي قال وهو يغرس سيفه في صدر (روب): ”اللانيسترز يرسلون تحياتهم“.
(تايوين) لم يحتج أن يرسل جيشاً خلف (روب), أو أن يحمي قلعته العزيزة. كل ما احتاجه هو نفوذ كافي ليقلب الجميع ضد (روب) و يترك غيره يقوم بالعمل القذر.
مهما كنت قد قرأت, أو قد حرق عليك, إلا أن الشارة الصامتة في نهاية الحلقة, تجعلك تقف هكذا, مذهولاً.
كيف كان شعورك بانتهاء الحلقة؟ أخبرنا في تعليق.
التقييم النهائيّ
الحلقة: | ||
9 / 10 | كل مشهد بين الدموم و (أريا) رائع, تعبيرات (أريا) الوجهية الجادة و الحادة, الكلام اللاذع و الذكيّ. و جزء صغير أنانيّ مني سعيد لأن رحلة هذين الاثنين لم تنتهي بعد. |