غيم أوف ثرونز, الموسم 6 الحلقة 3: برج السراء

بعد حلقة الأسبوع الماضي كنت دخلت في نقاش على تويتر حول نظريات الثرونز وكونها ”مجرد نظريات“, برأيي هذه النظريات ليست مجرد نظريات وأن معظمها هو في الواقع حرق ينتظر الحدوث, ومن الأفضل تجنبها.

ينسى الكثيرون أن هذه النظريات ليست وليدة اللحظة ولا وليدة هذا الموسم ولا الموسم الذي قبله, نظراً لطول مدة الإنتظار بين كل رواية وأخرى فإن القراء وجدوا أنفسهم يقومون بما يمكن وصفه بأنه ”توقعات مدروسة“ مبنية على أدلة وبراهين وكل شيء, فلذلك هذه النظريات ليست مجرد توقعات مثل تلك التي تضعها في مواضيع ”شد الهمة وتوقع القمة“ وإنما هي أشياء قد تفسد عليك قراءتها متعة رؤيتها في المسلسل وهي تفاجئك. فلذلك أرى من الغريب أن بعض المشاهدين لهذا المسلسل — الذي تشدد فيه أهمية تجنب الحرق بشكل أسبوعيّ — يناقشون ما يفترض أنه حرق واضح وصريح, وحتى أنا الأخر لم أسلم من هذه النقاشات التي جرني لها بعض من أصدقائي الذين بدل أن يقرأوا الروايات قرأوا صفحات موسوعة ويكي المخصصة للرواية و بعض نقاشات ريديت وأزعجونا بترديد ما قرأوه كالببغاوات وهم فخورين وكأنهم هم من كتبوا تلك النظريات, إنه أمر محيّر.

شيء أخر, أقول منذ فترة طويلة أن المسلسل يقوم بالكشف عن أسرار صادمة أو مفاجئتنا بالعنف المبالغ فيه أو كل تلك الاشياء التي تجعلك تتحدث على تويتر وفيسبوك للتغطية على عيوب الحلقة أو عيوب الكتابة إن صح القول, هل تتذكرون كم من شيء رأيناه في المسلسل وانتظرنا له تفسيراً أو تتمة دون أن نرى له أي ذكر من جديد رغم توالي الحلقات و المواسم؟ وهذه الحلقة تملك أيضاً دليلاً على ذلك سأتطرق له لاحقاً. جائتني فكرة عند تغطية الحلقة الماضية وهي أنني سأقوم في بداية المقالة بالتحدث عن شيء غريب وغير مألوف في التغطية والذي قد يستدعي تعليقاً أو إثنين وسأرى ما إذا كان أحد ما سيأتي على ذكره (او يتذكره أصلاً) بعد قراءة المقالة (فكرة غبية, أعلم ذلك, لم أقل أن هذه تغطية ذكية ههه), فجاء الإختيار على ذكر غطاء منفرج جون سنو في البداية (فكرة أغبى, أعلم ذلك أيضاً). المضحك أن هذه الحلقة إفتتحت بعوة جون سنو عارياً كلياً وبدا لي وكأن المسلسل يختار لحظات حياءه بعناية فائقة, خصوصاً عند مشهد نزع ملابس دينيريس في الخيمة. المقصد من كل هذا الهراء؟ المسلسل يستغبيكم, وأنا غبيّ.

لكن بعيداً عن كل هذه الأشياء لنتحدث عن هذه الحلقة التي كانت أفضل من سابقتيها نظراً لتجنبها مكامن الضعف في المسلسل سواء بتجاهلها كلياً (دورنا) أو بتقليص الوقت المخصص لها (دينيريس), لكنها حضت أيضاً بحصتها من العيوب.

”برينس مات؟ لا خلاص رجعوني ميت, لا يوجد سبب للعيش.“

جون سنو استفاق, الجروح تؤلمه لكنه حيّ, يشعر بالبرد لكنه حيّ, وأول ما يقوله هو أنه لا يتذكر أي شيء من بعد موته, لم ينتقل بقدراته الزومانية إلى ذئبه الفنرير ولم يرى إله النور أو أي نبؤات, بالرغم من أن ميليساندري تصرّ على وصفه بأنه ”الأمير الموعود“ (وهي نبؤة أخرى). دافوس يفعل ما يجيده دافوس, تقديم النصح بأفضل طريقة ممكنة, قد لا تكون شاعرية لكن ذلك لا يجعلها أسوء, بل أحياناً يجعلها أفضل. ”فعلت ما ظننته الصواب وتم قتلي جراء ذلك“ يقول جون, ”لقد فشلت“, ما يرد عليه دافوس قائلاً ”جيد. الآن, إذهب لتفشل مجدداً.“

الجميع ينظر إلى جون نظرة ذهول, تلك النظرة التي ينظر بها الجميع إليك عندما تدخل المدرسة أو مقر عملك بتسريحة شعر واضح أنها غير متناسقة وقصيرة أكثر من اللزوم, ماذا فعلت يا ميليساندري؟ ألا يعلمونك في ديانة إله النور حلاقة الشعر؟

طبعاً باستثناء تورموند, لأنه هو ولحيته العظيمة قد رأيا الكثير من الهراء خلف السور, جون سنو ليس أول شخص يعرفه تورموند عاد من الموت, لكن ربما هذا أول واحد لا يحاول قتله وتحويله إلى طيف, فلذلك بدل الوقوف مذهولاً يلقي نكتة حول جون الصغير (والذي يقول تورموند أنه صغير فعلاً). خلفه بقليل يقف إد, الذي يسأله عما إذا كان هو نفس الرجل في نفس الجسد, وهو سؤال مهم, إذ ندرك لاحقاً في هذه الحلقة أن جون سنو قد لا يكون فعلاً هو نفس الرجل في نفس الجسد, وهذا التغيير لم يطل فقط قدرته الجديدة في إطلاق النكات, بل يبدو أنه غيّره كلياً.

جون سنو يستأنف مهامه فوراً كقائد لحرس الليل وقراره الأول (والأخير, كما سيتضح لاحقاً) هو إعدام الخونة. أحدهم طلب منه أن يكتب رسالة لأمه, وتعبير جون سنو الوجهيّ يدل على أنه لن يزعج نفسه بذلك الهراء, بينما حاول ثورن أن يجعل جون يشعر بالسوء لعدم بقاءه ميتاً, ”ستظل تقاتل للأبد“ يقول ثورن. ما يقصده هذا السافل هنا هو أنه ما دام جون سنو حياً يرزق فإنه سيضطر للقتال لمنع الأخرين من قتله لبقية حياته, ثم هناك أولي السمج الذي يبدو أن التعبير خانه في هذه اللحظة.

عندما سحب جون سنو سيفه تمنيت لو أنه قال مرة أخرى عبارة أبيه الشهيرة ”من ينطق بالحكم يضرب بالسيف“ لكنه لم يفعل, ولم أكن متيقناً حقاً انه سيترك أولي يشنق, فحتى عندما قطع الحبل بدا وكأن هناك صراعاً يجري بداخله وأن جزءاً منه كان يود أن يقطع حبل أولي قبل أن يفوت الأوان, ولكنه لم يفعل. أظن أن هذه اللحظة كانت النقطة التي أفاضت الكأس الذي كان مملوءاً عن أخره منذ بداية فترته مع حرس الليل إلى نهايتها, وهي ما دفعته إلى الاستقالة من منصبه كقائد لحرس الليل وتخليه عن الرجال الذين ضحوا بحياتهم لإنقاذ حياته.

لكن هل يمكنه الإستقالة؟ ألا تقول النذور ”…والآن تبدأ حراستي. لن تنتهي إلا بموتي…“؟ جون سنو مات, والاكيد أن ذلك النذر عند كتابته لم ياخذ بالحسبان عودة متخذيه من الموت, وهذه الثغرة تمكنه من مغادرة حرس الليل الآن.

رغم أن عودة جون سنو من الموت كان أمراً متوقعاً, إلا أن مستقبله حالياً صعب التكهن به, وهذا أمر مشوق (أو غير مشوق, على حسب رأيك في مستوى كتابة المسلسل بعيداً عن المادة الخام). قد يشعر جون بأنه فشل, لكن الآن أصبحت لديه الحرية بأن يفشل حيثما يريد وكيفما يريد, وهذا الشيء يفتح الكثير من الإحتمالات لهذه الشخصية التي يبدو هناك إتفاق كليّ على مدى أهميتها, والتي أحتفظ برأيي كقارئ للروايات أنها من أبضن شخصيات القصة (في الروايات وفي المسلسل, خصوصاً في المسلسل) والتي يبدو أن الموت لم يخلصها من أكبر مشاكلها: إنه يقلق ويعبس على كل تحدٍ يواجهه. رؤية جون سنو, العائد من الموت, يمشي مطأطأ الرأس وكأنه فقد هدفه من الحياة — ويبدو عليه الندم على قتل الخونة الذين غرسوا خناجرهم في صدره — بدت وكأنها خطوة للخلف لشخصية أرى أن مشكلته هو نفسه.

”رجل حكيم قال ذات مرة أنه يمكنك أن تجعل رجلاً حكيماً يقول كلاماً حكيما حول الحوارات والتاريخ وستجعل الناس يعتقدون بأن هذا المحور ليس خرائياً كما كان طول مواسم المسلسل“

في ميرين نرى فاريس وهو يحادث تلك المومس التي ساهمت في مقتل الطاهرين في الموسم الماضي. هذا مشهد رائع لأننا نسمع منذ مواسم عن قدرات فاريس الاستخباراتية و ”عصافيره الصغيرة“ التي تأتيه بشتى الأخبار, والتي كشف لنا كايبورن أنهم ليسوا سوى أطفالاً فقراءاً وجوعى يبادلون ”الهمسات“ بحلوى دورنية. في هذا المشهد نرى لمحة إلى داخل هذه الماكينة الإستخباراتية والطرق التي توظفها, وعكس الطرق السائدة في ”غوانتنامسي“ التي ترتكز على التعذيب والإخصاء, ينتهج فاريس طريقة إيجابية: السعادة مقابل المعلومات. وليس من المفاجئ حقاً أن دراسات في العالم الحقيقي تثبت أن بناء العلاقات أفضل من التعذيب عندما يتعلق الأمر باستخراج المعلومات من الأعداء, فلا عجب أن فاريس مد لتلك المومس تذكرتين لسفينة متجهة إلى بينتوس وكيساً مليئاً بالنقود مقابل إعطاءه ما يريده (هل تتذكرون فعله لشيء مماثل مع شاي, وكيف كانت نتيجة ذلك؟). عموماً, فاريس يجيد عمله جداً, لدرجة أن المرء يتسائل: كم من ”عصافيره الصغيرة“ هم أطفال أباء أو أمهات إختاروا الخيار الخاطئ؟

كان مشهداً مضحكاً ذاك الذي دار بين الزعبوب وميساندي ودودة رمادية اللذان يبدوا أن حياتهم كعبيد لم تسمح لهم بتطوير أية مهارات حوارية أو حس دعابة. الزعبوب تتبعه الفكاهة أينما ذهب, لكن ماذا عن التنانين؟ في الحلقة الماضية قام تيريون في مشهد طويل جداً بالتحدث مع التنانين وأزال عنهم قيودهم, والآن لا نسمع عن ذلك أي شيء. محيّر جداً عدم حديثهم عن ذلك حتى في هذه المحادثة العبيطة بين هؤلاء الثلاثة, لا نعرف ما إذا كانو قد خرجوا من ذلك القبو أو ما إذا كان يتم إطعامهم حتى. إنها للأسف حركة المسلسل المعتادة في تجاهل الأسرار التي يكشفها واختياره الأوقات التي تناسبه لإعادتها للقصة من جديد.

لنأخذ مثال عن بريكين باد, لنفترض ان المسلسل بعد إكتشاف هانك ذاك في المرحاض تجاهل الأمر لحلقتين أو ثلاثة ثم فجأة جعل تلك الشخصية تحقق في ذلك الدليل, إن حماسك سيضمئل أسرع من جون سنو الصغير وهو يشاهد ميليساندري تخلع ملابسها ثم قلادتها, هذا إذا لم يؤجلها لموسم أخر أو يتجاهلها كلياً. إنها كتابة رديئة حسب رأيي الشخصيّ, يجب أن يكون هناك تتابع وتسلسل.

نيد ستارك الشاب: لا شرف, نفس التسريحة

وعندما لا يقوم المسلسل بالتأجيل أو تخيّر أوقاته فإنه يقوم بالتمطيط, فمثلما قام بتمطيط عودة جون سنو على حلقتين, فإننا سنضطر لننتظر أكثر لنعرف ماذا حدث داخل برج السراء (لأن ”برج السعادة“ يبدو وكأنه الإسم الذي قد تطلقه راقصة تعري على عمودها الخاص).

لإعطاءكم حساً أكثر بالزمان و المكان الذي تدور فيه رؤية بران تلك سنغوص في بعض التفاصيل من الرواية…

*أغنية شارة…. سوري, سأتوقف عن فعل هذا, أنا أعلم أنه غير مضحك

الأحداث تجري بعد نهاية ثورة روبرت على الأمير ريغار. نيد ستارك برفقة هاولند ريد (والد جوجن وميرا ريد) الذي نعرف أنه سيخرج حياً من هذا القتال (بدليل, أحم أحم, وجود ميرا وجوجن ريد من الأساس يا ذكيّ) يتجه إلى دورنا لإستعادة أخته ليانا ستارك. على حسب من يروي القصة, فإن ليانا يا إما أختطفت أو هربت مع ريغار (الستارك وروبرت يقولون انه اختطفها, الخنصر يجد هذا الوصف مضحكاً, والسير باريستان قال ان ريغار ”أطيب رجل عرفته في حياتي“). المكان الذي تحتجز فيه, برج السراء, محميّ من طرف الحرس الملكيّ, بما فيهم الأسطورة السير أرثر داين.

كل ما كنت أفكر فيه في ذلك المشهد هو أنه لابد أن غير قراء الرواية يرون أن الأمر سخيف للغاية, أنظروا لهذا الرجل الذي تعرفنا عليه للتوّ والذي يتمكن بطريقة هوليوودية من التغلب على أربعة أشخاص بسيفيه, صديقي علاء — قارئ للروايات — قال أنه سيغضب لو أستطاع أيّ منهم أن يخدش السير داين. أما إذا كنت واحداً من أولئك الأشخاص الذين يقسمون بمثالية المسلسل ولا يرون فيه أي عيب فإنك على الارجح ظننت أنه مشهد رائع ومذهل.

السير أرثر داين قيل عنه أنه ”أفضل فارس على مر التاريخ“ وهو صاحب ضربة فان داين القاضية (ليس حقاً, لكن ربما حقاً. أنت لم تقرأ الروايات, لن تعرف أبداً), فلذلك لا يبدو مبالغاً فيه استطاعته التغلب على أربعة أشخاص, لكن بران يبدو أنه حُكيت له قصة مختلفة قليلاً بناءاً على استغرابه من سقوط سيف أبيه, الذي يبدو انه على وشك لحظات من الموت, لكن يقفز ريد على داين من الخلف ليطعنه في عنقه, حركة غير شريفة, قبل أن ينهيه نيد ستارك الذي يمكننا التكهن أنه لم يكن دائماً بنفس الشرف القاطع الذي لطالما عرفناه به. هل كذب نيد أم أنه ترك التفاصيل فارغة وترك الناس يملؤونها من مخيلتهم؟ لا يهم, المهم أنه الحكاية لا تطابق الحقيقة.

نسمع صرخة قادمة من البرج والتي نفترض أن مصدرها ليانا, وعندما يهم نيد بالصعود يُخرجنا الغراب ذو الثلاثة أعين من هذا الحلم وهذه النظرة النادرة إلى تاريخ ويستيروس والتي لم نكن نراها سوى في إكستراس المسلسل (نعم, أنا واحد من أولئك الغريبي الأطوار الذين شاهدوا إكستراس كل المواسم, إنها سرد جميل لأحداث ما قبل المسلسل والتي لن يتسنى لنا أبداً رؤيتها تتجسد فيه). بران, متحدثاً بإسم كل مشاهدي المسلسل, يغضب من كثرة مقاطعة هذا العجوز الذي يعيش في شجرة لأحلامه الجميلة, لكن العجوز يقول أن هناك سبباً لذلك, يجب عليه أن يتعلم, يتعلم ماذا؟ ”كل شيء“. واحنا كمان يا اعزائي, احنا كمان.

نيد ستارك وهاولند ريد هما الناجيان الوحيدان, وهذا الأخير لم يظهر قبلاً في المسلسل على عكس ذريته. هذا مهم. إنهم برفقة بران لسبب ما. هذا المشهد هو الأخر مهم, ومُنتظر منذ وقت طويل لقراء الروايات ومشاهدي المسلسل على حد سواء. لماذا جون سنو مهم؟ لماذا هذا التاريخ مهم؟ أجوبة هذه الأسئلة تدخل في ”كل شيء“.

لكن هذا لا يمنع أنهم يقومون بتطويل هذه القصة أكثر من اللزوم, وكأننا كنا نطالب الكتاب بتمطيط المزيد من المحاور التي نعرف نهايتها سلفاً. لكنني لا أريد الشكوى لأنني استمتعت هذه المرة.

أتسائل حقاً عما إذا كان لهذه المشاهد نفس التأثير على الذين لم يقرأوا الروايات منكم؟ هذه شخصيات كثيرة لم نلتقيها قبل الأن ويجب أن نفترض أنها مهمة جداً, لا أعلم كيف يعمل ذلك معكم؟

game-of-thrones-6-309
شبكة إي أر تي تعلن عن كايبورن مقدماً للنسخة الجديدة من ”من سيربح البونبون؟“

سيرسي تريد عصافيراً صغيرة في كل مكان, وتبدو هذه وكأنها بداية عودة المرأة الكائدة التي عهدناها وأحببناها/كرهناها. نكتشف في ذلك المشهد أن سيرسي تخطط لأن تحصل على محاكمة بالقتال مُنتدبةً السير غريغور (بالإسم هذه المرة, يبدو أن المسلسل توقف عن محاولة إخفاء هويته) للدفاع عنها في سبيل تبرءة نفسها من تهم الدوريّ الأعلى, الذي يبدو أنه سافل مكار للغاية. هل رأيتم كيف استطاع جعل تومين الغاضب ملكاً أليفاً بالحديث عن عيد الأم؟ ”القائد الحقيقيّ يستمع لأفضل النصائح, ولا أحد أفضل من الألهة“, يقول له, في ما يبدو أنه طلبٌ لمنصب في الحكومة, ذلك السافل الوقح. الدوريّ الأعلى رجل كاريزماتيّ للغاية, قد يكون تحت إمرته جيش من المتدعششين لكن سلاحه القويّ هو لسانه المعسول, وهناك تكمن خطورته.

”لا يمكنك جعلنا نبقى, إلا إذا أمرت ذلك الشيء بأن يقتلنا“ (ربما إشارة لإحتمالية أن سيرسي قد تجعل السير غريغور يقتل عمها؟)

يحاول جايمي وسيرسي إقحام أنفسهما عنوة في إجتماع المجلس, وعندما يقتنع عمهما كيفان بعدم قدرته على جعلهما يغادران, يغادر هو وياخذ معه بقية المجلس, بما في ذلك الحيزبون أولينا التي لم تفوت الفرصة في السخرية من سيرسي, ”أنتِ لست الملكة, أنت لست زوجة الملك, لكنني أتفهم أن هذه الأمور قد تكون محيّرة في عائلتك“ تقول ملكة الأشواك, والتي يحتمل أنها اكثر شخصية شجاعة في بوريال. كيفان لانيستر, العم سر أخيه, من شابه أخاه فما ظلم… الخ.

ريكون يبدو وكأنه قضى صيفاً كاملاً يعمل في محل لبيع أدوات الركمجة

في الموسم الثالث, كان بران قد أرسل ريكون برفقة أوشا لبيت أمبر لكونهم داعمين لبيت ستارك, لكن الآن يتضح أن بيت أمبر غيّر ولائه إلى بيت بولتون لأنه على ما يبدو لم يعد هناك أي ستارك ليقسموا بالولاء له. طبعاً من يتذكر بيت أمبر منكم تنبأ بالفعل بماهية الهدية فور سماعه بذلك, وطبعاً في هذا المسلسل لابد أن يكون هناك ستارك ما يتأذى فور ما ينجو الأخر من الأذى (او يموت متأذياً), وهذه المرة جاء الدور على ريكون ستارك ليأخذ حصته من التعذيب.

الحقيقة أنني رغم إمتعاضي من هذا التطور إلا أنني عجزت أن أمنع نفسي من الإستمتاع بشخصية اللورد أمبر وكذا رفضه لأي نوع من عادات الطاعة تجاه رامسي, وكذا صراحته التامة حول رأيه في طريقة وفاة والد هذا الاخير الذي قتل والده في الزفاف الأحمر, ولم أكن الوحيد المستمتع إذ بدى رامسي نفسه غير منزعج بتصرفات اللورد أمبر ويمكن القول أنه كان مستمتعا هو الأخر, يستحيل التكهن برد فعل رامسي حول أي شيء.

رامسي كان يشك في كون ذلك الطفل فعلاً هو ريكون ستارك (ونحن كذلك, الصراحة, لأنه يبدو الآن رجلاً وليس طفلا), وكدليل على صحة قوله وضع اللورد أمبر على الطاولة ما يبدو أنه رأس ذئب ريكون الفنرير المدعوّ ”كثّ الوبر“.

السبب الوحيد الذي يجلني أذكر هذا المحور هنا هو أن عمر الممثل الذي يلعب دور ريكون (وكذا عدم قيام المسلسل بإعادة كاست الشخصية) يقترح أن المسلسل قد لا يحتفظ به لوقت طويل, وهذا المسلسل لديه تاريخ طويل مع تعذيب الستارك.

”من أنت؟“ ”1-0“

على ذكر تعذيب الستارك: أريا ومونتاج التدريب على طريقة Karate Kid, والذي جعلنا نعتقد أنها تحسنت في القتال الأعمى في غضون خمسة دقائق. لكن المسلسل على الأرجح يقصد أن هذا التحسن جاء بعد أسابيع من التدريب, وهذا مقبول لأن محاور المسلسل لا تمشي كلها في نفس الحيز الزمنيّ, لكنني أحسست أن المسلسل لم يبذل أي مجهود في تحسيسنا بمرور وقت طويل في هذا المونتاج. مسألة الحيز الزمني هذه مشكلة حقيقية في المسلسل, بين هذين الحلقتين مثلاً نفتتح في سوداء القلعة لحظة عودة جون سنو للحياة مباشرة, بينما في في وينترفل من الواضح أنه مر وقت كافٍ لتنتشر أنباء وفاة روز بولتون إلى أقرب البيوت للسور وكذا وقت كافٍ لرواج الإشاعات حول كيفية وفاته, قس على ذلك بقية المحاور.

جاكن مرة أخرى يسأل أريا حول إسمها مقابل إعادة بصرها, ويقبل الإجابة هذه المرة أيضاً مباشرة (المسلسل يبذل جهد ضعيف في إبراز الفرق بين هذه المرة وكل تلك المرات الاخرى, ويفترض بنا أن نملأ بين الفراغات بأنفسنا), ثم يطلب منها أن تشرب من تلك النافورة الغريبة ثم تستعيد بصرها, هي الآن ”لا أحد“. أوكي, لماذا؟ ما الهدف من كل هذا؟

قلت في تغطيتي للحلقة الثالثة من الموسم الماضي أن هناك إشارة واضحة إلى أن أريا لن تستطيع التحول إلى ”لا أحد“ كلياً وهذا بدأ يتأكد أكثر فأكثر, فبجانب احتفاظها بسيفها إبرة, لم تفصح عن كل الأسماء في قائمتها. هل هذا يعني أنها أصبحت فعلاً عديمة الوجه أم أنها أصبحت فقط كاذبة جيدة؟ ام أنهما نفس الشيء؟ الأمر برمته محيّر.

”في الحلقة القادمة من The Real Housewives of Vaes Dothrak…“

هذا المسلسل لا يزال من أكثر المسلسلات التي يختلف الناس في نظرتهم لها, فهذه الحلقة التي تبدو لي أنا بطيئة وبالكاد حدث شيء فيها يرى قارئ كتب أخر أنها حلقة سريعة يعجل فيها الكتاب بنهاية المسلسل, وعند غير القراء تجد أيضاً أراءاً متضاربة لأنه عند هذه النقطة كل واحد منا يبحث عن شيء مختلف. وربما الرأي الأصح هو ان المسلسل لديه مشكل حقيقي في السرعة, فهو متسرع تارة و بطيء تارة اخرى, ليس فقط في سير المحاور بل حتى المشاهد, فمثلاً مشهد سام وغيلي كان الهدف منه فقط إخبارنا أن سام يريد أن يترك غيلي وإبنها في رعاية عائلته, لكنه كان مشهداً طويلاً بالنسبة لهذه المعلومة الصغيرة, رغم أنه لم يكن مشهداً سيئاً على الإطلاق, لكن من جهة أخرى مشاهد أريا قصيرة جداً والتطوّر الذي نحصل عليه منها في محورها ضئيل للغاية, ثم لدينا محور داني وفايس دوثراك, إيسوس كانت بالفعل محوراً جانبياً لمواسم عدة, لكن هذا الموسم الأمور أخذا منعطفاً جانبياً جداً, حتى تيريون وألعابه لا تعدو كونها تمضية وقت بدون أن يحدث أي شيء حقاً.

بريفيو الحلقة القادمة

التي نرى فيها الخنصر لأول مرة هذا الموسم, والتي يبدو فيها أن ثيون لم يعد لوينترفل كما شك البعض منكم, والتي يعود فيها الثنائيّ داريو وجوراه ليثيروا الشغب…

التقييم النهائيّ

الحلقة: "7؟ مرة أخرى؟ لن أقرأ أبدأ تغطيته بعد الآن!"
7 / 10 هذا المسلسل وجد نفسه في "عقدة ميرينية" خاصة به, ولا أعلم ما إذا كان اللوم على جورج مارتن هنا أم على الكتاب لفشلهم في التعامل مع مادة أصلية مملة جداً, لكننا في بداية الموسم فقط والامور على وشك أن تبدأ بالتحرك عما قريب.