Deadwood واحد من الأعمال التلفازية القليلة التي تناولت عالم الويسترن الأمريكي , المسلسل المشهور من انتاج HBO ومن ابداع وكتابة ديفيد ميلش, استمر عرضه طوال ثلاث مواسم من 2004 حتى عام 2006 وبعدها توقف إثر قرار الغاء مفاجئ من القناة المنتجة بعد موسمه الثالث وتحدثت وقتها عدة اخبار عن نية القناة انتاج فيلمين مستقبلين لانهاء السلسلة بشكل عام ولكن مع مرور الزمن اندثرت كل هذه الاخبار تماماً .
القصة : يدور المسلسل مع نهايات القرن التاسع عشر في مدينة ديدوود الأمريكية الواقعة في جنوب داكوتا حيث عالم من العشوائية , مدينة بدون أي قوانين , ملجأ للعديد من ذوي السوابق الإجرامية القديمة , البقاء للأقوى وذو النفوذ الأوسع , شاع عنها ارتباطها بالعديد من مناجم الذهب , تسعى إلى ان تنضم تحت سلطة الولايات المتحدة أو تحديداً تحت سلطة مقاطعة داكوتا فيحاول أهلها والمستفيدون من تحولها لمدينة رسمية تنظيم امورهم بشكل متحضر عن طريق تشكيل حكومة وتعيين عمدة ومأمور وما إلى ذلك .
يصحبنا المسلسل في رحلة شيقة من مخيم وملجأ ديدوود حتى مدينة ديدوود التابعة لمقاطعة داكوتا , رحلة مع عدة شخصيات بارزة في المدينة مثل آل سوارينجن ذو النفوذ الاقوى صاحب صالون جيم وسيث بولوك المأمور ومساعده وعدة شخصيات أخرى اساسية استمرت في المسلسل طوال فترة عرضه .
جدير بالذكر أن المسلسل بشكل عام مبني على احداث ووقائع تاريخية قديمة , أغلبية الشخصيات كانت أشخاص حقيقية والأماكن الرئيسية كانت موجودة من قبل , ولكن الملاحظ أن كل هذا لم يخل من بعض التحريف من جانب الكتاب لإضافة عدة رتوش على القصة الأساسية لجذب الجمهور والمشاهدين وتكوين مسلسل ناجح ووفقوا في ذلك إلى حد كبير .
الرأي : ديدوود عمل مميز بلا شك في العديد من الأصعدة , تستطيع ان تشعر بذلك من الوهلة الأولى .
على صعيد التمثيل كاست المسلسل بشكل عام كان أكثر من جيد , بوجود الشخصية الرئيسية آل سوارينجن عن طريق الممثل القدير ايان ماكشين قدم لنا واحدة من الأفضل الأدائات في الألفية الجديدة , طريقة تقمص الشخصية والحديث وتعبيرات الوجه وما إلى ذلك أداها ذلك الممثل عن قدر كبير جداً من الإبداع , فالنص الذي اعطى له والشخصية التي أداها شخصية صعبة على أي ممثل أن يتقمصها بحذافيرها ولكنه وفق في ذلك ونال كل التقدير من الجميع .
آل سوارينجن مثال للشخصية الشريرة بامتياز التي تنال تعاطفك وتجد نفسك مبرراً لكل ما يفعله من جرائم استغلالاً لنفوذه داخل المدينة .
بجانب آل لا يمكن أن ننكر الدور الذي قدمه تيموثي اوليفانت بشخصية سيث بولوك , تلك الشخصية بالتحديد واحدة من الشخصيات الأكثر تعقيداً لا تستطيع أن تفهم ميولها , تتغير من موقف لموقف , بشكل اوضح مثال للشرير داخلياً الطيب ظاهرياً أمام الجميع .
بدون إطالة في هذا الجانب بقية الممثلين أدوا ما عليهم بشكل كبير , ولكن التفوق طبعاً بدون شك لشخصيتي بولوك وسوارينجن فهما ملح المسلسل وواحد من أسباب تميزه .
أكثر ما ميز هذا المسلسل هو الكتابة , أعتبره الأفضل خلال السنوات الماضية مع The Wire في هذه النقطة بالتحديد , القصص التي قدمها لنا كتاب المسلسل كان محبوكة بشكل رائع ومليئة بالتويستات الدرامية الواقعية , فتشعر بشكل لا إرادي أن جميع الأحداث تكمل بعضها البعض في لوحة فنية مرئية رائعة .
بدون أن ننكر بالطبع دور الإخراج المميز , طاقم المخرجين المخصص للمسلسل كان على قدر المسئولية , فمدينة ديدوود صورت لنا بشكل دقيق وملائم للأحداث الويسترنية على عادة الأفلام والأعمال الأخرى التي تناولت تلك الحقبة الزمنية الأمريكية . بإمكانك أن تتعرف بشكل مثالي على ذلك العالم وتندمج معه
التصوير السينمائي الخاص بالمسلسل أو ما يُعرف بالـ Cinematography كان في القمة وأعتبره أحد مميزات هذا العمل , ونال العديد من الجوائز القيمة من المتخصصين في هذ الفن بالتحديد .
نستطيع أن نقول في نهاية الأمر أن المسلسل كان يستحق أكثر من ثلاثة مواسم بكل تأكيد , مستوى المسلسل في أول موسمين كان رائع وبعدها انخفض قليلاً في الموسم الأخير ربما بسبب تخبطات المسلسل مع القناة إلى أن انتهى نهاية قوية ورائعة ولكن الاحداث التي قدمها المسلسل كانت بدون شك تحتاج إلى أكثر من موسم ثالث .
أفضل موسم : الثاني
أفضل حلقة : Boy the Earth Talks To / A Two-Headed Beast
التقييم النهائيّ
رأي شخصي: | ||
9 / 10 | ديدوود عمل مميز , من افضل ما قُدم لنا من بداية الألفية , يستحق فرصة للمشاهدة من الجميع بالتأكيد فإما ان تكرهه بشدة وإما أن تُعجب به وتندمج مع طريقته وأسلوبه الواقعي كمسلسل ويسترن بشكل عام المسلسل نجح في تقديم فكرته وعرض قضيته |