بينما ينشغل معظم النقاد في نقد توافه الأمور كالأفلام والمسلسلات, تجرأ رجل واحد على نقد كل تجارب الحياة بمختلف أنواعها… بناءاً على رغبة المشاهدين. عندما تجد نفسك وجهاً لوجه امام أعظم تحديات الحياة, هناك شخص واحد يمكنك التوجه إليه… وهو (فورست ماكنيل)… أو (مايلز بارلو) في النسخة الأسترالية..
مهما كان الأمر الذي يشغل بالك, سواء كان مباحاً أو مُجرّماً, مهماً كالزواج أو تافهاً كأكل الفطائر المحلاة, الناقد سيقوم بتجربته وثم سيقّيمه على مقياس خمسة نجمات. إذا لا داعي لتكبد العناء أو وضع حياتك في خطر, إذ هناك شخص مستعد ليفعل ذلك مكانك.
النسخة الأمريكية هي المعروفة, لكن الكثير لا يعرفون أنها مستمدة من مسلسل أستراليّ منتهي منذ 2010, هناك فوارق في التنفيذ بين النسختين لكن الفكرة هي ذاتها, ويمكن الإستمتاع بالمسلسلين مع بعض بدون مشكلة رغم تشابه المواضيع, وهذا يدخل في ”فوارق التنفيذ“ السالفة الذكر.
في النسخة الأسترالية, المقدم (مايلز بارلو) يستقبل اقتراحات المشاهدين عبر البريد و ينفذها, كما يستلهم كذلك مواضيعاً من خلال تجاربه الشخصية (مع غرباء, أغلب الوقت), وفي نهاية الحلقة يقدم فقرة ”رسالة الأسبوع“. المواضيع تختلف حدتها مابين التشرد إلى الطلاق. الرسائل أحياناً تكون بسيطة لكن (مايلز) بطريقته المعتادة يستنبط منها موضوعاً حياتياً موحداً, فمثلاً عندما يراسله طفل حول مراقبة النجوم يحوّل (مايلز) الموضوع إلى التلصص. بعد أن يقوم بتجربة الموضوع يقوم بتقييمه على خمسة نجمات, واصفاً التجربة بسلسلة من الإستعارات والإسقاطات التي تصبح محيّرة أحياناً. (مايلز) شخص مثقف وهذا يبدو بارزاً من طريقة حديثه. بين كل موضوع وأخر يقوم (مايلز) بتقييم سريع لإحدى تجارب الحياة كالكذب أو الندم, وهذه الفقرات السريعة قد تكون أقرب ما في المسلسل للكوميديا التقليدية.
المسلسل تصنيفه كوميديا لكنني أشدد على انه ليس كوميديا من النوع المعتاد, هذه ليست كوميديا موقف ولا توجد نكات أو عبارات مضحكة (Punchlines), قد أقول أنه كوميديا سوداء ساخرة لكن هذا الوصف قد ينطبق على ويدز أو كاليفورنيكيشن, وصف ”ملهاة مأساوية“ هو أقرب شيء وجدته لهذا المسلسل. ستضحك بين الفينة والأخرى لكنك ستتألم أيضاً, بل قد تشعر بالكأبة حتى (موضوع التشرد مثلاً كان سوداويّ جداً في بعض اللحظات), لكنه مسلسل ذكي وساخر.
النسخة الأمريكية من المسلسل كانت أقل حدة وتميل للكوميديا أكثر من النسخة الأصلية, ولذلك أنصح بمشاهدتها قبل النسخة الأسترالية.
في النسخة الأمريكية يلعب (أندي ديلي), الذي قد يتذكره بعضكم من Eastbound & Down, دور المقدم (فورست ماكنيل) والذي ترافقه في البرنامج الآنسة (إي. جي. غيبز) في دور مقدمة مساعدة, والتي عبر تعليقاتها — النابعة من معدل ذكائها المنخفض — تخدم المسلسل كأداة لتخفيف نبرة المسلسل السوداوية. كما يوظف المسلسل عدة شخصيات أخرى مساعدة لنفس الغاية, المتمثلة غالباً في طاقم البرنامج (المنتج, السكرتيرة و المتدرب, على وجه الخصوص).
أبرز فرق بين النسختين (عدى عن مستوى السوداوية) هو الميزانية, وهو شيء تحدث عنه مؤلفوا النسخة الأسترالية في الإكستراس ويبدو جلياً على المسلسل, إذا أن النسخة الأمريكية بميزانيتها الأكبر إستطاعت توظيف ممثلين أكثر في أدوار جانبية وكذا تحسين جودة الإنتاج من كل النواحي عامة. إختلاف أخر لاحظته في النسخة الأمريكية هو أن البطل (فورست) يتحدث كثيراً حول جديته حول البرنامج وكذا إخلاصه لطريقة التقييم, بينما في النسخة الأسترالية يؤخذ الأمر على أنه شيء بديهي ومتوقع ولا يذكر على الإطلاق, وقد ننسب هذا الأمر للإختلاف في الثقافات وغباء الجمهور الأمريكي. في كل الأحوال المسلسل ممتع ولا تنقص أي من هذه الأمور منه شيئاً, بل أظنها زادته كواسة, الموسم الثاني من النسخة الأمريكية شهد تطوّر ملحوظ من ناحية القصة ومن ناحية العنف كذلك.
ختاماً, Review عبارة عن تجربة تخوضها وليس أي شيء أخر, إذا كنت تتسائل ”ما الهدف من كل هذا؟“ فإنك على الأرجح ستبقى بدون جواب, وستفوت على نفسك فرصة الإستمتاع بهذا المسلسل الغريب المضحك, وهذا النوع من الكوميديا الذي لا نراه كثيراً على الشاشة.
التقييم النهائيّ
الكتابة: | سوداوية للغاية ومضحكة بحذاقة | |
التمثيل: | (لويد) و (ديلي) قاما بدور المقدم على أفضل وجه | |
الإخراج: | تحية لطاقم التصوير على إتقانهم لمشاهد "الكاميرا المهتزة" | |
رأي شخصي: | مشاهدة Review؟ ثلاثة نجمات ونصف. | |
7.5 / 10 | جودة Review تكمن في قمة تفاهته, وهو مسلسل موجه للأشخاص الذين لا يحتاجون أن تُشرح لهم كل نكتة تُطرح. |