”الفوضى ليست حفرة“, هكذا يقول الخنصر مخاطبا المخصيّ (فاريس) في حلقة اليوم من جيم اوف ثرونز, ”إنها سُلّم.“
بالنسبة إلى الخنصر, الذي عاش حياته في ظلال رجال أعظم شأناً منه, تشبيه السلّم يناسبه. بما أن (بايليش) متجه نحو ”عش العقاب“, وهي قلعة تقع في أعالي الجبال, وهو أمر يزيد من قوّة هذا التشبيه.
في حلقة ”التسلق“, نرى طموح الخنصر و كذا الوجه المتجمّد الشديد الإنحدار للسور. وكلاهما مروّع.
في هذه المرحلة من القصة, لا يبدو أن أي شخصية في موضع راحة, كل شخص يحاول ان يخدع الشخص الواقف بجانبه, كلّ ذلك في سبيل الطمع نحو القوة و السلطة. وهذه هي لعبة عروش, أليس كذلك؟ للأسف, هذه الحلقة لم تشهد ظهور أية مؤخرات 🙂 .
في الشمال و خلف السور
إطلالة بسيطة على ”الخِنوص“ (سامويل تارلي) الهارب, برفقة عشيقته, من الجنون الذي أصاب حرس الليل و تلك الفوضى التي حدثت في معقل (كراستر), بعد أن جاعوا. صدقاً, أتفهم شعورهم, بعد 12 ساعة بدون أكل كنت لأقوم بدون شك بقتل أي أحد يخبئ عني الطعام. (سام) و (جيل) يحاولان التعرف على بعضهما أكثر, و (سام) يغنّي لها أغنية, في إطار إستعدادته للمشاركة في ”ويستيروس أيدول“. ثم يريها الخنجر الأسود الذي وجده في قبضة أولى الرجال. سنتعرف أكثر على هذه الأداة قريباً…
إطلالة أخرى على (بران) و فرقة المجانين. (أوشا) و (ميرا) تخوضان مسابقة في سلخ الأرانب. (بران) يتدخل لوقف هذه المهزلة و جعلهما تتصالحان, و هو الامر الذي تنصاعان له, على مضض. من جانب أخر, (جوجن ريد) تأتيه رؤى في أحلامه, بينما يرتجف وكأنه مصاب بالصرع, تهرع أخته إلى وضع حزام على فمه, قائلة أن ”الرؤى تنال منه“. يستفيق (جوجن) بعد ذلك قائلاً أنه رأى (جون سنو) على الجانب الأخر من السور, مُحاطاً بالأعداء.
(جون), مُحاطاً بالأعداء, يقوم بتجهيز نفسه لتسلّق السور و الهجوم على سوداء القلعة برفقة (تورموند) و الزومان (أورويل), و عشيقته (يغريت) التي تستغل مغامرتهما الجسدية لتشدّ رباط علاقتها أكثر, فيما يشبه إستراتيجية للنجاة, بالنظر إلى الخطر الذي يحدق بهما. رغم ذلك, هذا لا يمنعها من تهديده بأن ”تقطع قضيبه الوسيم“ إذا ما خانها.
هذا الرباط يصبح شيئاً مهماً عندما بدأو بتسلق السور المتجمّد, في مشهد ذو مؤثرات بصرية خرافية. تقوم (يغريت) بغرس مِعولها في منطقة حساسة, متسببة بإنهيار جليديّ جعلها هي و (سنو) مُتدليين من خاصرة الضخم (تورموند). الزومان (أورويل), الذي يقع بين (تورموند) و العشيقين, يقوم بقطع الحبل, لكن (جون سنو) يتمكن من الوصول إلى حافة أمنة قبل ان يسقط الاثنان إلى الهاوية. يصل الجميع إلى قمة السور, (جون سنو) هو الافضل و (يغريت) ظفرت بأفضل رجل في المسلسل (وهي تعلم ذلك, بما أنها تزعجنا كل دقيقتين بالحديث عن مهاراته في الجنس الفمويّ)
بلاد الروافد
(أريا) المليئة بالحقد و الغضب, تقوم بالتنفيس قليلاً عن نفسها بالتدرب على القوس و النشاب, مصوّبة على دمية من القش بمساعدة من الرامي (أنغي) و أخوية بلا راية. فتلحظ قافلة أتية من بعيد, إنها الساحرة الحمراء (ميليساندري) و قد وجدت طريقها إلى زملائها المؤمنين بإله النور, بحثاً عن حامل دماء (براثيون), نغل الملك (روبرت), الحداد (غيندري). كيف عرفت بأمره؟ لا نعلم! لكننا نعلم أنه من الأفضل عدم طرح الأسئلة على الساحرة/أم الأطياف.
تلتقي و تدردش مع المقاتل العائد من الموت (بيريك دونداريون) و (ثوروس) الميريّ, الذي يخبرها قصة جميلة عن إعادة (بيريك) للحياة للمرة الاولى و تأثير ذلك في عودته إلى طريق الإيمان الذي انحرف عنه (يا واد يا مؤمن!)
تسلّم الأخوية (غيندري) بدون تردد إلى الساحرة, لنيل رضى إله النور و كذا لأجل أكياس الذهب التي عرضتها (ميليساندري) مقابله. (أريا) تعترض و (غيندي) ينتحب حول رغبته بالانضمام للاخوية, لكن (ميليساندري) تضع كليهما عند حده, قائلة لـ(غيندري) أنه ”سيجعل ملوكاً تذهب و تجيئ“ (وهو طبعاً لا يعرف كيف سيفعل ذلك, تلميح: يجب ان يموت), و تقول لـ(أريا) أنها ترى في عينيها ظلاماً و عيوناً سـ“تغلقها للأبد“, متنبئةً بلقاء في المستقبل بين الإثنين. إنها لحظات مرحة و سعيدة تلك التي نقضيها كل ما ظهرت العمة (ميلي) في مشهد ما, أليس كذلك؟
(روب ستارك) يلتقي بأبناء (والدر فراي) لمناقشة ضمّ جيشهم إلى جيش الشمال, ويالها من فوضى بخصوص قصة الزوجة-التي-وعد-ان-يتزوجها-ولم-يفعل. يقول الأخوين أنهم ”ممكن يعدوها“ إذا إعتذر (روب) و أعطاهم هارنهول, و… *قرع على الطبول* أن يتزوج (إدمور) أختهم (روزاليند) ذات الـ19 ربيعاً. يقف (إدمور) ممتعضاً, فيأتيه أحوه (بريندن) ”القرموط“ و يخاطبه بكل روعة قائلاً أن ”قبضتيه ستُخضعان أسنانه“. أخيراً, يوافق (إدمور) على مضض بينما يتوسّل (روب) إليه بالمساهمة بقدر ما يستطيع لكي يفوز بالحرب, مذكراً إياه بإخفاقاته.
في مكان ما في الشمال
خائننا المفضل, (ثيون غريجوي) يستفيق على صوت بوق. إنه معذّبه الغامض الذو وجهين, الذي لا نعرف هويته لحد الساعة. يقرر صاحبنا أن يلعب لعبة صغيرة مع (ثيون), على طريقة أفلام SAW, مُجبراً إياه على تخمين هويّته أو التوسّل ليقطع خنصره. بطريقة ما, يخمّن (ثيون) أن صاحبنا ليس سوى أخ (تورهين كارستارك), الجنديّ الذي قتله (جايمي لانيستر), الأمر الذي أدى إلى احتجاز (جايمي) كأسير, و أدى إلى قتل (ريكارد كارستارك) لإسطبلييّ اللانيسترز, متسبباً بذلك في قطع رأسه على يد ”الملك الذي فقد الشمال“ (روب ستارك).
وفاة (تورهين) هذا سببت حقاً فوضى لعينة, أليس كذلك؟ رغم انه يبدو أن المُعذِّب إقتنع بأجوبة (ثيون), لكن هذا لم يمنعه من تغيير قواعد اللعبة, قائلاً انه كاذب بينما يقوم بشيء مقرف لإصبع (ثيون). ما الذي سيفعله هذا المعتوه عندما يصله رأس أبيه عبر البريد السريع؟
هارنهول
(جايمي) و (بريان) تحمما, لم يعودا متّسخين بالوحل, مما يعني انهما أصبحا لائقين للجلوس على المائدة برفقة (روز بولتون). رغبة في المال (والذي يبدو أنه الشغل الشاغل للجميع في هذه الحلقة), يوافق على إعادة (جايمي) إلى بوريال, لكن فقط إذا أبقى إسمه بعيداً عن حادثة ”الإعاقة“ تلك. لكن في نفس الوقت يقول ان (بريان) مُتهمة بالخيانة و لن تذهب, لكن يبدو أن (جايمي) قد ”ربّى الكبدة“ على (بريان), ولن يرضى بالمغادرة دونها.
كيف تفترق عن شخص كان معك عند قطع يديك و في الحمام و رأيته عارياً و اعترفت له بأغلى أسرارك هكذا بهذه البساطة؟ 🙂
العاصمة: بوريال
إنها المبارزة الأسبوعية في بوريال, لدينا في هذه الجهة, بطول 5 أقدام على الأقل إذا ما لم نحتسب حجابها العالي, ”أووووليييييينا تيريل“. و في الجهة الأخرى, بطول 6 أقدام على الأقل, الشايب ”تايوييييييين لانيستر“.
لم أكن أعلم أنني أرغب برؤية الاثنين في مشهد واحد, لكن على ما يبدو أنا راغب في ذلك جداً, لأنه لا يوجد من هو أكثر دهاءاً و مكراً من هذين الإثنين, يحركان أبناءهما و أحفادهما كبيادق على رقعة شطرنج. يتحدثان ذهاباً و جيئة عن مسألة الزواج, تقول (أولينا) أن (سيرساي) كبيرة في العمر على أن تحبل بأبناء (لوراس). لكن عندما تحاول أن تلعب ورقة ”إشاعة“ سفاح القربى, يردها (تايوين) في وجهها قائلاً إذا لم يكن (جوفري) هو الملك الحق, فذلك مؤسف لـ(مارجري), المرأة الأكثر طمعاً في المُلك في ويستيروس. في نهاية المطاف, ينتصر (تايوين) مهدداً بتعيين (لوراس) في حرس الملك, فتقوم (أولينا) بكسر ريشته في غضب و هزيمة.
في أثناء ذلك, تقوم المسكينة (سانسا) بالدردشة مع زوجها الموعود (لوراس), الذي يبدو عليه الخجل. وكلاهما يريد ان يغادر هذه البالوعة الملكية, لكن ستأتي الرياح بما لا تشتهي السفن. يتوجب على تعيس الحظ, (تيريون), أن يزفّ لـ(سانسا) و خادمتها/عشيقته السرية (شاي), النبأ السيء.
يتخبط كلّ من (تيريون) و (سيرساي) في مصائرهما, كوحوش محتجزة, ورغم انهما يكرهان بعضهما البعض يبدو أنهما وصلا إلى نقطة إتفاق بفضل وضعيتهما المشتركة, مع إعتراف ضمنيّ بخيانة (سيرساي) له, و إعترافها بشجاعته, مع التأكيد على ان حياة (تيريون) لا تزال في خطر.
رغم أن (أولينا) و (تايوين) هما من كانا يحركان كل الخيوط, إلا أن من يحرّك العجلات حقاً هما اللورد ”أبو لحية“ (بايليش) و العنكبوت (فاريس). يتحدث كلاهما عن صراع القوة قرب العرش الحديديّ, (بايليش) يستعرض قوته على (فاريس) لأنه مجنون أكثر من أي أحد أخر. فكما ترون, فقد كان يعلم أن (روز) كانت هي مُخبرة (فاريس), وقرر أن يمنحها لـ(جوفري), كدمية جنسية-سادية للتدرب على الرماية, ليس مجرد تذكير على مدة وحشية و بشاعة (جوفري), بل تذكيراً بمدى طموح و إنتقامية الخنصر في سعيه نحو الترقي في سلم ويستيروس الاجتماعيّ. نطلب الرحمة على الليدي (مارجري) و كل عاهرات بوريال, بما أن (جوفري) تذوّق الدم أخيراً.
يتحدث (بايليش) عن كون المُلك مجرد كذبة, الفوضى, التسلق, قائلاً ان ”السلّم وحده هو الحقيقة, و التسلق هو كل ما يوجد“.
لا جديد حول أم التنانين حارقة الملايين (دينيريس) التي, على ما نظن, لا تزال تشق طريقها برفقة جيشها و تنانينها. ولا عن (ستانيس براثيون) و ابنته الحبوبة, و زوجته التي تقوم بتجميع أجنة أطفالها, و صديقه المقرّب المحبوس في زنزانة.
التقييم النهائيّ
الحلقة: | ||
8 / 10 | هذه الحلقة كانت متعلقة بالمواجهات الشخصية, التخطيط و التآمر, وهو الخليط الذي ينسجم في "غيم اوف ثرونز" بشكل رائع, لكن هذه المرة مع قليل من اليأس و الرعب, بدون ان ننسى بعضاً من السادية. ومن جانب اخر, قصة حب (جون) و (يغريت) و العلاقة المتطوّرة بين كلّ من (جايمي) و (بريان) و (تيريون) و (سيرساي). في انتظار المبارزة القادمة بالسيف, يكتفي "غيم اوف ثرونز" بإعطائنا مبارزات باللسان. و على (دينيريس) ان تسرع بالذهاب إلى (ويستيروس) لتُري هؤلاء الحمقى من هو الزعيم! |