The Moaning of Life متشائم في رحلة للبحث عن السعادة

خلال 3 مواسم, تابعنا (كارل بيلكينتون) وهو يجول العالم في رحلات استكشافية مُنظمة من طرف صديقيه (ريكي جرفيه) و (ستيفن ميرشانت) في An Idiot Abroad. رحلات التعذيب تلك قد انتهت, لكن (كارل) لم يكتفِ بعد من التجوال, إذ انطلق في رحلة جديدة مختلفة تماماً في برنامج جديد على قناة Sky من دون صديقيه/مُعذبيه. عندما سأله الصحفيون ”لماذا تقوم بهذا البرنامج الجديد؟“ بالنظر إلى عدم رضاه الواضح عن رحلاته السابقة على التلفاز, لم يتفاجئ أحد من جوابه عندما قال ”لنكن صريحين, لأجل المال.“

لقد ذكرنا(كارل) في عدة مقالات وأخبار على الموقع واصفينه بـ“غبيّنا المفضل”, لكن في الحقيقة (كارل) ليس غبياً, قد لا يكون متفوقاً أكاديمياً مثلي ومثلك, وقد لا يكون مثقفاً أو مُطلعاً كفاية على الكثير من المواضيع التي يبدي رأيه فيها, إلا أنه ليس غبياً حقاً, (كارل) ليس سوى رجل عاديّ مثلي ومثلك يبدي رأيه في أمور غير عادية, وهذا ما يجعله شخصاً مثيراً للإهتمام… طبعاً بجانب كون ما يقوله مضحك للغاية (حتى وإن لم يكن مقصده أن يكون مضحكاً).

The Moaning of Life

بعد بلوغه الأربعين من عمره, أصبح (كارل) رسمياً في ”منتصف عمره“, ومستعداً ليعيد النظر في حياته وينظر للأمور من منظور مختلف. في The Moaning of Life يتم إرسال (كارل), الذي أصبحت لديه الآن خبرة في السفر والأسفار, لأماكن مختلفة في العالم ليطلع على كيفية تعامل عدة ثقافات مختلفة مع أسئلة الحياة الكبرى: السعادة, الزواج, العمل, الإنجاب, الموت… ومواضيع أخرى.

ما المختلف في The Moaning of Life عن An Idiot Abroad؟ ”أصبحت أمكث في فنادق أفضل“, يقول (كارل). إجابته هذه تختزل إجابتنا عن ذلك السؤال, إذ أن الفرق الرئيسيّ بين البرنامجين هو غياب (ريكي) و(ستيفن), مما يعني أن لـ(كارل) الحرية الكاملة في اختيار الأماكن التي يذهب لها وقبول أو رفض تجارب معينة. إذا ما نراه أمامنا هذه المرة هو (كارل بيلكينتون) في قمة راحته, إذ بدل أن نضحك على بؤسه عندما يرغمه (ريكي) أو (ستيفن) على فعل شيء يكرهه, نضحك هنا على تعاليقه (وهي أفضل ما فيه) على تجارب مختلفة, ولا يعني أنه هنا يكتفي بالملاحظة والتعليق بدون أن يشارك, بل إنه يشارك (طوعاً) في غالب الاحيان (مثل انضمامه لفرقة رقص هيب هوب, واختراعه لرقصته الخاصة) والنتائج مضحكة بنفس القدر.

Karl Pilkington

الموسم الأول كان رائع للغاية وحرية (كارل) كان لها مفعول عجيب, لكن الموسم الثاني جعلني أتسائل هل إعطاءه الحرية الكاملة أفضل من إرغامه على تجارب معينة تجعله يتحدى ذلك الجبان بداخله؟ لربما أفضل النتائج تكمن في الوسط, قليل من الحرية وقليل من الإرغام. لكن في كل الأحوال (كارل بيلكينتون) هو الرجل الوحيد الذي قد يجعل فحص خصيتيه من طرف طبيب أمراً مضحكاً بمقارنة ذلك بقرعة كأس الإتحاد الإنجليزيّ لكرة القدم.

التقييم النهائيّ

رأي شخصي: "يقولون أن الإنجاب تجربة تغيّر حياتك, نفس الشيء قد يقال عن بتر ساقك"
8 / 10 "أنين الحياة" (أو "مواء الحياة" كما يحلو لي ترجمته) برنامج ثقافيّ كوميديّ جميل للغاية, ولعله البرنامج الوحيد الذي قد يجعلني مهتماً بطقوس الموت في غانا أو طرق الزواج في الهند ويضحكني في نفس الوقت. ثم بالله عليك, أين ستجد في هذا العالم غير (كارل) الذي قد يختار ان يدفن في تابوت على هيئة شوكولاتة "تويكس"؟