فن التفاوض, هو مهارة مهمة في الحرب. حيث تحاول إقناع الطرف الأخر أنه هو الرابح بُغية ان تحصل على مُرادك منه, بحيث تكون أنت الرابح وليس هو. هذا الموسم, أعطانا غيم اوف ثرنز مثالين رائعين عن فن التفاوض, مثال ناجح و مثال فاشل. المثال الفاشل تمثّل في جايمي لانيستر, الذي لم يعرف أنه ”يُلعب عليه“ من طرف مُحتجزيه, ففقد يده جزاءاً لذلك. و المثال الناجح, تمثل في دينيريس تارغيريان, حيث استطاعت في هذه الحلقة, ان تقلب السحر على الساحر, و نالت من (كرازنيتش) و حصلت عل جيش الطاهرين… ”دراكاريس“ يا سادة!
إذا ما الذي حدث في هذه الحلقة؟ العجوزان (كراستر) و (مورمونت) كلاهما في عداد الموتى. (سانسا) قد تتزوج قريباً. و (تيريون) يسعى النصح من العنكبوت (فاريس), الذي يعطيه نصيحة حول المعاناة, السادية, و الصبر. و (ثيون) بعد نزهة في الغابة, يعود إلى حيث كان. الدموم (كليغان) على وشك القتال لأجل حياته. و (سام) يقوم بالهروب الكبير. و بطبيعة الحال… (دينيريس) تولّع أسطابور بتنانينها و جيش الطاهرين!
على الطريق نحو وجهة غير معروفة
تبدأ الحلقة من حيث انتهت الحلقة السابقة… يد (جايمي) المقطوعة, تتدلى من عنقه كقلادة. ثم يسقط (جايمي), المقيّد, من على حصانه فوق مرجة من الوحل, ورغم فقدانه لكثير من الطاقة بسبب فقدانه الكثير من الدم, لا تزال لديه الروح القتالية, حيث يضع يده على أحد سيوف مختطفيه, مهدداً إياهم بيد واحدة, تحاول (بريان), المقيدة هي الاخرى, مساعدته و الدفاع عنه كما دافع عنها. لكن رغم ذلك, ينتهي الأمر بـ(جايمي) مطموراً في الوحل بينما يركله مُحتجزوه.
جنوب ويستيروس: بوريال
بعد حوار طويل حول الانتقام, بين القهرمان الجديد (تيريون) و العنكبوت (فاريس), يقوم (فاريس) بفتح صندوق كبير, الذي على ما يبدو, يوجد فيه المشعوذ الذي قام بإخصاء اللورد (فاريس) في طقس إلهيّ ما تتحدث فيه النيران. بحق جحيم السبع! ما الذي سيفعله اللورد (فاريس) به؟
نرى العنكبوت مجدداً, الذي كان شبه غائب في الحلقات السابقة, وهذه المرة في دردشة مع العاهرة السابقة/مديرة الأعمال (روز), حيث تحكي له عن قدرات (بودريك), إسطبليّ (تيريون), الجنسية التي, على ما يبدو, هي حديث الساعة في ماخور (بايليش). قائلة ان (بود) لديه عضو ذكريّ بطول عاديّ, لكن النسوة قالت انه ”صعب الوصف“. ليحتل ”سر (بودريك)“ المرتبة الأولى في قائمة أسرار هذا الموسم التي نتمنى ان نعرفها. تخبر (روز) العنكبوت أيضاً أن اللورد أبولحية/الخنصر سيجلب سريرين على متن سفينته المتجهة نحو وادي (أرين) لأجل زواج هذا الأخير بالليدي (أرين), مما يعني انه ينوي جلب (سانسا ستارك) معه, لأجل… المنفعة الجنسية؟! لا نعلم!
(فاريس) يتعرّف على الجدة/الملكة (أولينا تيريل) و ينسجم معها فوراً, فيخبرها بخطط (بايليش) لتهريب الشمالية الحسناء (سانسا) ليتزوجها و يزيد من قوته و سلطته و أراضيه, ثم يخطط الاثنان لمنع حدوث هذا. أيضاً, ترافق (أولينا) كلاً من السكيرة/الملكة (سيرساي) و الملك المحبوب (جوفري) و زوجته المستقبلية (مارجري) في زيارة إلى ”ضريح؟!“ التارغيريين. تقنع (مارجري) بكلامها المعسول (جوفري) بالخروج و تحية الشعب, قائلة لو أن الشعب أحبه سيكون أكثر وفاءاً له. هذه السيطرة المحكمة لـ(مارجري) على إبنها, تقض مضجع (سيرساي), وهو الأمر الذي تعبر عنه لأبيها (تايوين), الذي لا يبدي أي إهتمام بذلك, ساخراً من عدم قدرتها هي بذاتها على السيطرة عليه. (سيرساي) هي الأخرى لديها جوع للسلطة ( القوة وليس الطعام 🙂 ), لكن (تايوين) يرفض هذا جملة و تفصيلاً, كعادته مع الجميع. فما دام (جوفري) مُسيطراً عليه, يمكنه ان يمارس مهامه كساعد للملك كما يشاء, وهو العمل الذي يتطلب القيام بكل مهام الملك, تقريباً. كذلك يقوم بتلميح حول مدى ضخامة الحرب التي ينوي ان يبدأها لأجل إستعادة (جايمي).
تأثير (مارجري) لا يتوقف عند (جوفري), بل يطال المسكينة (سانسا). تريد ان تصبح مقربة إلى (سانسا) كأختين… ولربما أن تصبح أختين حقاً؟ أخوها (لوراس) وحيد في القلعة الكبيرة, يحتاج زوجة, وهذا على ما يبدو هو نتاج تخطيط اللورد (فاريس) و الملكة (أولينا). و المسكينة (سانسا) تبتسم من كل قلبها, و الفرحة ”مش سيعاها“. أيتها المسكينة, ألا تعلمين أن الوسيمين يكونون غالباً مرتبطين أو شواذاً؟
في الشمال و وراء السور
(بران ستارك) يحلم مجدداً, وهذه المرة بمعية صديقه الجديد (جوجن ريد), حيث يقوم (بران) بتسلق شجرة للوصول إلى الغراب ذو الثلاثة أعين, فتخرج له والدته (كاتلين) من حيث لا يدري, ثم تعاتبه بشدة جعلته يسقط عن الشجرة, فيستيقظ.
(ثيون) يتعرف أخيراً على هوية مساعده/منقذه من التعذيب و الاغتصاب, الذي قال أنه من بني حديد, و أنه شهد بعينيه إختطاف (ثيون) كسجين حرب من طرف (نيد ستارك). (ثيون) يمر بفترة عصيبة فيما يخص الثقة و العائلة, متسائلاً عما إذا كان والده يسمح (أو لا) بتعذيبه من طرف آل (بولتون). وبينما هو مشغول البال بهذه الأسئلة, يقوده منقذه نحو أخته (يارا), متسللاً عبر الغابة و عبر ما يبدو وكأنه فتحة مجاري. يدرك (ثيون) أنه قام بتدمير المكان الوحيد الذي يمكنه ان يعتبره منزلاً قائلاً: ”والدي الحقيقيّ قطع رأسه في بوريال. قمت باختيار, و اخطأت الاختيار, و الآن احرقت كل شيء“. اللعنة, (ثيون) يجعلنا نشفق عليه مجدداً. وسوف يحتاج شفقتنا, لأن ذلك السافل يعيده مجدداً إلى حيث كان, ليصلب من جديد. قائلاً انه قتل كل المغتصبين في الغابة. إذا (ثيون) يعود إلى منصة التعذيب, لكننا لا نزال نود ان نعرف هوية ذلك السافل. توفعي الشخصي هو انه أياً كان ذلك الشخص, فما فعله هو محاولة منه لإستخراج الكلام من (ثيون), طريقة جديدة في فن التعذيب ربما؟
وراء السور, تعم الفوضى في كوخ (كراستر), حيث يقوم بتجويع رجال حرس الليل, حيث مات واحد منهم جوعاً. يقترح احدهم ان يسرقو طعاماً من (كراستر), لكن (سام) يتدخل قائلاً أنهم ليسو لصوصاً, بل رجال في حرس الليل, و هو الأمر المثير للسخرية, بما أن معظم حرس الليل هم مجرمون و لصوص, بينما مات معظم الشرفاء منهم خلف السور. بعد ان طلبو بعضاً من طعام (كراستر) المخبأ (و قوبل طلبهم هذا بالرفض و الاستهزاء, كالمتوقع), يقرر حرس الليل أنه لتباً له, فيقتل أحدهم ذلك السافل بخنجر في جمجمته بعد ان وصفه بـ“الهمجي السافل الناكح لبناته“. وفي فورة هذه الثورة التي تحدث, يقوم (راست) بقتل القائد (جور مورمونت), و يهرب السمين (سام) برفقة محبوبته (جيل) و طفلها الرضيع, بينما (راست) يتوعده بأن يجده و يقضي عليه.
على الطريق نحو بلاد الروافد
لا نزال نتبع مسيرة أخوية بلا راية, برفقة (أريا), (غيندري) و الدموم (ساندور كليغان). نصل إلى مكان الحفلة, الكهف, حيث يوجد بقية الإخوة, الذين معظمهم فارّون من إمرة (روبرت براثيون), و زعيمهم (بيريك دونداريون). يريدون محاكمة الدموم لقتله الأطفال و جرائم حرب اخرى, و (أريا) تثبت مرة أخرى جرأتها الشديدة, حيث تتهمه بقتل صديقها إبن الجزار, (مايكا). سوف تكون محاكمة بالقتال (مثل ما حدث مع (تيريون) أمام الليدي (أرين) في عش العقاب), وسوف يقاتل الدموم زعيم الإخوة (دونداريون) بذاته.
في مكان ما قرب البحر الضيق: أسطابور
نرى أم التنانين (دينيريس تارغيريان) وهي في طريقها لإستلام جيشها الجديد من الطاهرين من عند النخّاس (كرازنيس). تسلّم (دينيريس) التنين الأكبر مقيّداً بسلسلة لـ(كرازنيس), الذي يسلمها بدوره ”السوط“, الأداة التي تخول لها التحكم في الطاهرين. فور ما تضع (دينيريس) يدها على ”السوط“, تفاجئ الجميع بقول ”أنا (دينيريس) من بيت (تارغيريان), حاملة دماء فاليريا القديمة“, باللغة الفاليرية الفصيحة. هذا صحيح, (دينيريس) فهمت كل مسبة و شتيمة من النخّاس الأصلع, وهي غاضبة. تطلب من جيش العبيد ان يقتل كل معلميهم, الأمر الذي ينفذونه على الفور, ثم تطلب من تنينها أن يطهو (كرازنيس) على نار… غير هادئة, إلى ان يصبح مقرمشاً, ثم حرقت المكان كله. مشهد مبهر بصرياً.
بعد هذا العرض البصريّ الرائع, تقوم دينيريس بإخبار جيشها أنهم ما عادو عبيداً, وتطلب منهم ان يقاتلو لأجلها كرجال أحرار, الأمر الذي يوافقون عليه فوراً, بالضرب على الأرض برماحهم. ثم خرجت (دينيريس) من أسطابور بجيشها الكبير, مشهد رائع, جعلنا ندرك لأول مرة, أن هذه المرأة هي أخطر و أقوى شخص في القصة كلها.
إذا (دينيريس) سمعت كل إساءة قالها (كرازنيس), وعلى ما يبدو هذا هو السبب الذي جعلها تأخذ (ميساندي) معها, لقدرتها على ترجمة شتائم الاقرع إلى حديث مقبول ومفهوم. ثم إنني اتسائل عن مدى تقديرها لـ(جوراه) و (باريستان) و نصائحهما. بما انها كانت تتحدث الفاليرية طوال الوقت, و تخطط خطة كهذه, بدون استشارتهما؟
التقييم النهائيّ
الحلقة: | ||
8 / 10 | إختتام الحلقة بمحور دينيريس كان فكرة عظيمة, إذ أنني شعرت في معظم لحظات الحلقة بالملل. سعدت لرؤية العنكبوت (فاريس) مجدداً و حصوله على هذا الوقت الكبير على الشاشة في هذه الحلقة. و المنتجون يبدو انهم لا يزالون خائفين من فكرة غياب (تيريون) عن احد الحلقات. حلقة "...وها قد انتهت حراسته" حلقة جيدة, وقد يظن البعض انها افضل حلقة هذا الموسم لحد الساعة, لكنني لا اظن ذلك. |