وأخيراً وصل الخليط العجيب من الجنون/الضحك/التشويق المعتاد على جيم اوف ثرونز في الحلقة الثالثة من الموسم الثالث, بعنوان ”مشية العقاب“, طبعاً بجانب الجرعة المعتادة من النهود و الدماء. وكل هذه الاشياء هي سبب مشاهدتنا لهذا المسلسل, لأن هذا ما وُعِدنا به, و هذا ما سنحصل عليه. هذه الحلقة رمت عود الثقاب على البنزين, أشعلت الفتيل… الخ.
في الشمال
نفتتح الحلقة بمشهد جنازة والد (كاتلين ستارك) و جد (روب ستارك), اللورد الراحل (هوستر تولي). أخو (كاتلين) (إدمور تولي) يحاول بإستماتة أن يصيب هدفه بالسهم المشتعل, و يفشل في ذلك بعد مرات عديدة, ليتدخل عمّه, (بريندن تولي) الملقّب بـ“الحوت القاتل / القرموط“ و يخلّص (إدمور) من تعاسته, مصيباً الهدف من المحاولة الأولى بكل ثقة.
مذلّة (إدمور) تستمر ما بعد الجنازة, حيث يحاول ان يتبجح على (روب) بإستيلائه على طاحونة قديمة في خضم هذه الحرب بينهم و بين اللانيسترز. المهمة بائت بالفشل بما أنه فقد 208 رجلاً و لم يستطع سوى القبض على (وليام) و (مارتين لانيستر) أحفاد شقيق (تايوين لانيستر), اللذان لا يشكلان نفوذاً كافياً للمقايضة بهما مقابل فتيات الـ(ستارك). بعد ذلك, نرى (كاتلين) وهي تستذكر والدها برفقة عمّها, و تبكي حيال تركها لإبنيها (بران) و (ريكون). بينما (تاليسا), زوجة (روب) الغير-سرية-للغاية, تقوم بمعالجة (مارتين لانيستر), الذي يعتقد بأن (روب) يتحول إلى ذئب فنرير.
في مكان غير معلوم
في مكان أخر, نرى الخائن (ثيون غريجوي), الذي لا يعرف أي أحد أين يوجد بالظبط, وقد تحرر من قيده بواسطة المساعد/الجاسوس المُرسل من طرف أخته (يارا), و الذي يساعده على امتطاء حصان ويريه الطريق. أيضاً يخبره بأنه ليس في جزر الحديد, لأن (ثيون) محتار مثلنا جميعاً عن مكانه في العالم.
يظن (ثيون) انه قد هرب و نجى, قبل ان يظهر خلفه زمرة من الخيّالة الذين حاولو مراراً إصابته بالسهم و فشلو, قبل أن يطيحو به أخيراً من على حصانه, و ثم يهددوه بأن يغتصبو مؤخرته البيضاء, بينما (ثيون) يبكي و يتوسل كطفلة صغيرة. لحسن حظه, يأتي سهم من العدم مُخترقاً صدر المُغتصب المحتمل, ثم تأتي عدة سهام سريعة بعد ذلك قاضية على فرقة الخيالة, ليتضح لنا أن منقذ (ثيون) مرة اخرى هو… المنقذ إياه الذي لا نعرف هويته بعد.
جنوب ويستيروس
يبدو ان اللانيسترز هم مصدر الفكاهة في هذا الموسم, بعد تعليقات (جايمي لانيستر) في الحلقة الماضية, نجم الحلقة الكوميديّ هذه المرة هو الزعبوب (تيريون), الذي يبدو عليه انه في مزاج طيب, خلال لقاء مجلس الشورى (”بايليش“, ”فاريس“ و المايستر ”بايسيل“) بساعد الملك (تايوين لانيستر) و الملكة (سيرساي). يتصرف كل من (سيرساي) و (تيريون) بطفوليتهم المعتادة, بتحريك كراسيهم حول الطاولة, في عرض طبيعيّ للقوة. تجلس (سيرسي) وحيدة على يمين (تايوين), بينما يجلس (تيريون) مقابل (تايوين) مباشرة, في توضيح صوريّ للتحالفات و الصراعات.
بعد حديث بسيط حول مكان (جايمي) و إحتلال (روز بولتون) لهارنهول, يُعلن (تايوين) أن (بايليش) سيتزوج الليدي (أرين), أخت (كاتلين) الغريبة الأطوار, في حركة استراتيجية. يشتكي (تيريون) من غياب القهرمان الكبير (منصب في مجلس الشورى, المكلف بدخل و خراج العرش, وهو منصب اللورد بايليش), ومن أهمية وجوده لتدبير نفقات الزفاف الملكيّ, وثم فجأة يعلن (تايوين) تنصيب (تيريون) كـ قهرمان كبير خلفاً لـ(بايليش).
يجمع (تيريون) دفاتر الحسابات من ماخور (بايليش), حيث يستغل إسطبليّه (بودريك) الفرصة للتحديق في نهديّ مديرة الأعمال/بائعة الهوى (روز). الأمر الذي جعل الخنصر يذكّر (تيريون) بأنه يدين لـ(بود) بالكثير لقاء إنقاذه له في معركة بلاكووتر. لكن (تيريون) خطط لكل ذلك سلفاً, حيث قاد كلّ من (تيريون) و الفارس (برون) الشاب (بودريك) إلى غرفة ملأى بنساء مستعدات لتحقيق كل أحلام الإسطبليّ الصغير.
لاحقاً, بينما يقوم (تيريون) بإلقاء نظرة على دفاتر الحسابات, حيث يقول (برون) بأن اللورد ”أبو لحية“ (على حد تعبيره) لا يفهم معنى ”سلف“, فيظهر (بودريك) فجأة, و مال العاهرات في يده. لم تقبل النسوة بأخذ ماله, مما يعني ان (بود) في جعبته سرّ من أسرار السرير, الامر الذي يجعل كلاً من (تيريون) و (برون) يستجوباه فوراً لمعرفة ماذا فعل بالتفصيل.
ما وراء السور
يعثر كلّ من (مانس ريدر), (جون سنو), (يغريت), و الزومان (أوريل) على ”لوحة فنية“ على شكل مجرّة, مكونة من اجساد و رؤوس أحصنة. خاب أمل (مانس) بعدما كان يتوقع وجود أجساد بشر, أجساد حرس الليل, لكن الزومان (أوريل) يقول انهما نفس الشيء.
بما أن حرس الليل قريبون من لقاء حتفهم نوعاً ما, يقوم (مانس) بإرسال الضخم ذو اللحية الحمراء (تورموند) و (سنو) لتسلق السور و الهجوم على ”سوداء القلعة“ ما دام حرس الليل ضعيفاً الآن, و قد أبدى (تورموند) تحمّسه الشديد للفكرة.
في مكان أخر وراء السور, يمشي حرس الليل بخطى متثاقلة, ولحسن حظهم, يمرّون عبر ”قصر كراستر“, ملاذ صديقهم القديم و حليف حرس الليل من الهمج. فيستقبلهم, على مضض, بينما إحدى بناته/زوجاته في خضم ولادة في الكوخ المجاور.
يقوم (كراستر) بإهانة (سامويل تارلي), قائلاً انه على الحرس ان يتغذّوا عليه في طريق عودتهم. أليس عند هذا الرجل حرج؟ سفاح القربى, أكل لحوم البشر… ما التالي؟
يخرج (سام) غاضباً, ليتجسس على عملية ولادة زوجة-ابنة (كراستر) المدعوة (جيلي) المعجب بها, بينما هي تلد طفلاً ذكراً (إبنها/أخوها), الذي سيصبح عما قريب طعاماً للسائرين البيض.
هذا المشهد يعطينا نظرة مهمة على مقدار الوقت الذي مرّ. وقت طويل.
على الطريق نحو بلاد الروافد
(أريا ستارك) و أصدقاءها لا يزالون برفقة (ثوروس) الميريّ و أخوية بلا راية. يقول (ثوروس) أنهم ليسو أسرى, بل أقرب إلى ”ضيوف غير مخيّرين“, بينما الدموم (ساندور كليغان), أسير بدون شك. قبيل مغادرة أخوية بلا راية, يقرر ”فطيرة ساخنة“ المكوث في الخان كطاهي, و يُهدي (أريا) خُبزاً على هيئة ذئب كهدية وداع.
قبل ذلك بقليل, قامت (أريا) بالوقوف في وجه الدموم (ساندور) قائلة: ”هل تتذكر أخر مرة كنت فيها هنا؟“. هذا المكان هو الذي قتل فيه الدموم صديق (أريا), إبن الجزار. وهذا هو سبب وجود الدموم على ”لائحتها“.
قلعة صخر التنين
على ساحل صخر التنين, الملك-الحق المنفيّ (ستانيس براثيون) الغير-حلّيق و عشيقته الساحرة (ميليساندري), المرأة المرعبة التي تلد أطيافاً في الكهوف, يخوضان جدالاً لأنها سترحل في مهمة و (ستانيس) متذمّر غيور و متطلّب. تقول (ميليساندري) أشياءاً عن نيران (ستانيس) الضعيفة و حاجتها لدماء ملكيّة (أشخاص أخرون لديهم دماء ستانيس). مُعلنة انه حان وقت التضحية بنغولة (ستانيس)!
أيضاً قالت أن توليد طيف (او فيء) يستنزف قوى (ستانيس), و قد يقتل (ستانيس) توليد طيف اخر. و هذا ما يفسر سبب عدم رؤيتنا لأي طيف اخر لحد الساعة.
في أسطابور, شرق البحر الضيق
في أرض الأطهار, أصبح لدى أم التنانين و أخر التارغيريين (دينيريس) مُستشاران, (جوراه مورمونت) و السير (باريستان سلمي), وهما يختلفان جداً حول طريقة نصحها, ولكن كعادتها, تكشف (داني) عن ضراوتها عندما تحتاج لذلك. تقوم بمفاوضة تاجر العبيد (كرازنيس) الذي لا يفتأ عن مناداة (دينيريس) بالساقطة في كل مرة يفتح فيها فمه و مُترجمته الجميلة (ميساندي). لأجل شراء الجيش الكامل من جنود الطاهرين وكذا الجنود الاخرين الذين لا يزالون في التدريب, مقابل أحد تنانينها. و كذا تأخذ المترجمة كهدية لنفسها.
لم نعهد (دندونة) وهي ترمي بأوراقها الرابحة هكذا, لكنني متأكد من انه لديها لعبة خفية من وراء هذا.
على الطريق نحو بوريال؟ نحو هارنهول؟ لا نعلم بالظبط
في ختام الحلقة الثانية, رأينا (بريان) و (جايمي) و هما يُأسران من طرف جنود بيت آل (بولتون). رأينا عدة إشارات في هذه الحلقة لإحتلال آل (بولتون) لهارنهول, و أنهم المسؤولون عن التعذيب الشديد (وكذا الإغتصاب… الوشيك) لـ(ثيون غريجوي).
يقوم (جايمي) بنصح (بريان) بعدم المقاومة عندما يحاول الجنود اغتصابها لاحقاً. عندما يحدث ذلك, تقوم (بريان) بالمقاومة بشدة دفاعاً عن شرفها. ليثبت (جايمي) آنذاك بأنه ليس عديم العواطف, بحيث قام بكل مهارة بالتلاعب بأسريهم, قائلاً ان والد (بريان), اللورد (سيلوين), مستعد ليدفع وزنها ياقوتاً مقابل ان تعود له ابنته غير ممسوسة.
حركته هاته تساعد على انقاذ شرف (بريان), لكن (جايمي) يعتقد ان مهاراته في التلاعب أفضل مما هي عليه في الواقع. فيطلب ان يتم فك قيده عن الشجرة لتمكينه من النوم مستلقياً, فيستجيبون فوراً لطلبه, يفكون قيده عن الشجرة, يعرضون عليه بعضاً من الحجل الطائر المطهو تواً, و ثم يقودونه نحو جذع شجرة قريب ليأكل عليه… طبعاً, كل هذا يدخل في ”السحر ينقلب على الساحر“, حيث أن غطرسة (جايمي) أعمت بصيرته و منطقه. ليقوم أسروه بإلقاه و تثبيته على الطاولة, ثم وخزه على عينه بأكبر خنجر رأته عينيّ. مشهد مطوّل للغاية من التشويق, للمشاهدين و كذا لـ(جايمي), لأنه وفجأة…. هذا السافل قطع يد (جايمي)!
المفاجأة تضرب (جايمي) فجأة كما ضربتنا فور ما رأى يده تنفصل عن رسغه. ماذا سيفعل (جايمي) بدون اليد التي يستعملها لقتل الملوك؟ يا إلهي!
التقييم النهائيّ
الحلقة: | ||
8 / 10 | حلقة "مشية العقاب" قدمت لنا مشاهد قوية و مفاجئة في محوريّ (دينيريس) و (جايمي), و أعطت (بودريك) شخصية أخرى غير شخصية الإسطبليّ الأخرق. هذه هي الحلقة الثانية على التوالي التي تنتهي بمشهد كبير في محور (جايمي) و (بريان), وهو أمر جيد بما أنه محور مثير للاهتمام. |