هل متت و ذهبت إلى جنة غيم أوف ثرونز, حيث إنفصال المسلسل عن الروايات أمر جيّد؟ حيث تصفع (سيرسي)؟ لأنه يبدو أن هذا ما رأته عيناي في حلقة هذا الأسبوع. ولأول مرة في تغطية هذا الموسم لا أشعر برغبة في التذمر من المسلسل, والفضل في ذلك لغض النظر عن بوريال و معركة الشمال و إعطاء أريا و جون سنو أكثر من خمسة دقائق لأول مرة هذا الموسم.

قلتها لكم سابقاً, سنجلس نشتكي من المسلسل طوال الموسم ثم في اخر الحلقات سيحدث شيء كبير مفاجئ و سنتناسى كل ذلك و نعود لنبجل هذا المسلسل, وهذا ما حدث بالفعل, ولا يزال هناك المزيد من حيث أتى هذا, لا تزال هناك حلقتان على نهاية هذا الموسم.

الزنزانة رقم 10

في حلقة هذا الأسبوع من Orange is the New Black الأخت (أونيلا) تطالب (سيرسي), المصابة بصداع نصفي جراء عدم احتساءها للنبيذ منذ عدة ليالٍ, بالإعتراف من ذنوبها. ترفض (سيرسي) فتضرب على الرأس. ياه, إنها قمة الـschadenfreude.

يزورها (كايبورن) حاملاً انباءاً أسوء: ستحاكم لأجل تهم عديدة من بينها سفاح القربى و قتل زوجها السابق, (تومين) سجن نفسه في غرفته و اعتصم عن الطعام (نوع من التضامن ¯\_(ツ)_/¯ 😁), لا رد من (جايمي). الضربة القاضية كانت عودة عمها (كيفان) إلى بوريال و أخذه منصب ساعد الملك, وكذا رفضه زيارتها.

تصل (سيرسي) إلى الحضيض رسمياً عندما تضطر لتعنتها الشديد لروي عطشها من الماء المسكوب على الأرض. أصحح ما قلته سابقاً, هذه هي قمة الـschadenfreude, لا شيء يعلو على هذا. 😁

من جهة أخرى, قال (كايبورن) أن ”العمل مستمرّ“, أياً كان الهراء الفرانكنشتاينيّ الذي يعمل عليه في مختبره و الذي يتضمن رؤوس أقزام, فنحن متحمسون لرؤيته.

برافوس

بدأت (أريا) مسيرتها نحو التحول إلى ”شخص أخر“, وبالظبط (لينا), فتاة يتيمة تبيع المحار و البطلينوس في سوق برافوس. بعد رحلة إستكشافية سريعة, تكتشف (أريا) أن رجلاً ما في سوق برافوس يبيع نوعاً من بوليصات التأمين لربابنه السفن يغشّ في عمله و يختلس مالهم.

تحصل (أريا) على أولى مهامها كعميلة سرية لدى منظمة الرجال العديمي الوجه, (أريا) الآن أصبح لديها ”الرخصة لتقتل“ بمفاهيم 007, وضحيتها هو ذاك ”الرجل الهزيل“. لا شيء عدى هذا يحصل في هذا المحور, وهو أمر طبيعيّ ومتوقع بما أنه منفصل عن باقي المحاور كلياً, لكنه يتركنا مع سؤال وحيد: هل ستستطيع (أريا) أن تقتل ذلك الرجل؟

الأمر يبدو سهل ولن يكون أول تجربة لـ(أريا) بهذا الخصوص, لكنني أشك أنه سيكون بتلك السهولة, سواء من ناحية التنفيذ أو من الناحية النفسية لدى (أريا).

وينطرفِل

قبل أن نتحدث عن حوار (ريك) و (سانسا), لابد لنا أن نلاحظ أن (سانسا) هنا لا تبدو محطمة أو مكسورة كما قد تتوقع من معاملة (ريك) لها, إنها صامدة و قوية… وغاضبة.

غاضبة من (ريك) لغدره بها, وبأخيها (روب), ولقتله لأخويها (بران) و (ريكون), وتقول له انها كانت لتفعل ما فعله به (رامسي) وأكثر. (ريك) من جهته يرى أنه استحق ما حصل له, وضمن مونولوغ مطوّل يزل لسانه بأنه لم يقتل أخويها. لا نرى تعبيراً على وجه (سانسا), لكننا نعرف أن سماع ذلك كان له تأثير عليها, لربما هذا سيعطيها قليلاً من الأمل لتتشبث به.

يتبادل (روز) و ابنه اللقيط استراتيجيات الحرب. (روز) يفضل خطة باص (مورينهو) 😁 بينما (رامسي) يريد تنفيذ عملية إرهابية بـ20 رجل. ما الذي يخطط له (رمرم) هذه المرة؟ وهل سينجح؟

لا يهم ذلك, غياب (رامسي) سيترك فرصة سانحة لـ(سانسا) لكي تهرب برفقة (ثيون). وهذا غالباً ما سيحصل.

ميرين

إنها اللحظات التي كان يتوق لها كل قارئ لسلسلة أغنية جليد ونار, (دندونة) و الزعبوب يلتقيان أخيراً. يبرهن (تيريون) ذكاءه بنصيحته لها حول مصير (جوراه), نصيحة فيها الكثير من العدل و الحكمة. ستحتاج الكثير من الإخلاص إذا ما أرادت أن تجلس على العرش الحديديّ, و قتل المخلصين لك طريق سيئة لطلب إخلاص الناس لك, لكنه في نفس الوقت لا يمكن أن يكون بجانبها عندما تبدأ رحلة عودتها إلى الممالك السبعة.

بالرغم من كل ما قاله (تيريون) لـ(دينيريس) حول العنكبوت (فاريس), أرى أن تأثير (جوراه) عليه كان أكبر بكثير من تأثير (فاريس) عليه, ولم يكن ذلك واضحاً قبل هذه الحلقة.

وكم كان من المحزن رؤية (جوراه) وهو يعود إلى ذلك النخّاس ليطلب منه أن يقاتل لأجل (دينيريس) في الألعاب الكبرى. أظن أن أي شخص قد مرّ بتجربة الحب يمكنه أن يتعاطف مع (جوراه). ياه, الأشياء التي نفعلها من أجل الحب!

يتبادل الزعبوب وأم التنانين أطرف الحديث على قدح من النبيذ, و يتبادلان كذلك قول ”عليا الطلاااق أبوك أجدع من أبووويا“ 😁 كنقطة مشتركة بينهما. يفعل (تيريون) عكس ما نريده أن يفعل و يحاول إقناع (دينيريس) بعدم الذهاب إلى ويستيروس, مش كذا يا (تيريون), ما اتفقنا على هالحكي يا زلمة! 😡

لكن لحسن الحظ (دينيريس) عنيدة ولا تسمع الكلام, وتريد أن ”تحطم العجلة“.

سوداء القلعة

بينما تضمد (غيلي) جروحه, ينسى (سام) أن (غيلي) ليست عذراء ولم تكن كذلك ليلة البارحة ويسألها عما إذا كانت ”بخير“, يقاطع هذا الحوار الحميم دخول (أولي) الذي لا يزال غاضباً من (جون) حول تعاونه مع الهمج. يعطيه (سام) درساً حول القيادة و اتخاذ القرارات الصعبة و الصالح العام, لكن شيء ما ينبئني أن هذا الصعلوك (أولي) سيفعل شيئاً ما سيزعجنا جميعاً.

لنأمل أن لا يفعل.

شمال السور

برأيي ما رأيناه في هذه الحلقة كان أفضل مشهد معركة لحد الساعة في المسلسل, ولم أكن قط راضياً عن تغيير في مسار الكتب قبل حلقة هذا الأسبوع, ولأول مرة في تاريخ المسلسل يحدث تغيير أجد نفسي أؤيده بكل قوة.

أولاً, هناك شيئان لا تمزح بشأنهما أمام (تورموند): حلق اللحية, ونكات الشواذ. و أمير العظام إكتشف للتوّ ما يحدث لك عندما تفعل أحد هذين الشيئين.

وصل (جون سنو) إلى هاردهوم في الوقت المناسب لإقناع بعض الهمج — وليس كلهم — بمرافقته جنوب السور وقتال السائرين معه. هناك اقتباس من الروايات تمنيت لو أنه كان في هذا المشهد:

A man can fight the dead, but when their masters come, when the white mists rise up … how do you fights a mist crow? Shadows with teeth … air so cold it hurts to breath, like a knife inside your chest … you do not know, you cannot know … can your sword cut cold?

الإقتباس قاله (تورموند) في الرواية وكنت أتمنى سماعه بصوته, لكن مع التغيٍّر الشامل في المحور ما كان يمكن أن يقوله (تورموند), ذلك المشهد في الكوخ كان مناسب له لكن للأسف… ما علينا.

مالم يتوقعه (جون) هو ظهور السائرين و جيشهم الكبير المرعب من الموتى. بكل الأحجام و الأصناف, هياكل تحمل سيوفاً و زومبي ماتو منذ 5 دقائق, كل الأصناف. عندما يذهب (جون) لجلب زجاج التنين يجد أحد السائرين أمامه, يقتل قائد (الثين) ويكاد يقتل (جون).

إلا أن سيف (جون) الفاليريّ لم يتحطم كباقي السيوف, ومن النظرة التي علت صاحبنا السائر الأبيض فهذا كان مفاجئة له هو الأخر. إذاً السيوف الفاليرية لديها فائدة أخرى غير كونها نادرة للغاية. السيوف مصدرها فاليريا القديمة (حيث يعيش المُحجَّرُون الآن) موطن أسلاف (دينيريس).

هذا المسلسل يتفوق على نفسه في كل موسم في مشاهد المعارك, معركة بلاكووتر في الموسم الثاني تبدو كنكتة مقارنة بمعركة هذه الحلقة. أنظروا إلى الكم الرهيب من الكومبارس في المشهد, إنه مشهد ضخم و منفّذ بإتقان كبير.

عند نهاية المعركة يمكننا أن نلاحظ شيئاً واحداً فقط… ذلك السافل الذي كان يجدف لم يكن يجدف بالسرعة التي استلزمها الموقف 😓 , يعني لو أني مكانه لقمت بتوليد كمية كبيرة من الزبد لدرجة أن يتحول المحيط إلى حمام فقاعات, أو بنفس السرعة التي فعلتم بها ذلك الشيء في مشهد الدساسات الحلقة الماضية. 😁

لكن بينما كان ذلك السافل يجدف ببطئ, أحد أولئك السائرين أولى إهتماماً خاصاً بـ(جون) وقام باستعراض صغير أثبت صحة مخاوف قائد حرس الليل, ورغم أنني كنت أتوقع أن ذلك السائر سيصرخ بصوت راسل كرو ARE YOU NOT ENTERTAINED حدث ماهو أسوء بكثير… لقد قاموا من الموت.

بريفيو الحلقة القادمة

هل سنحصل عى معركة أخرى في الحلقة القادمة بين (ستانيس) و (رامسي)؟