قلت في تغطيتي للحلقة السابقة أنني أظن أن القصة أصبحت تمشي بسرعة جنونية وكأن HBO أو D&D يحاولان التخلص من المسلسل بأقرب وقت, الموسم السابع على حد قولهم.

أحداث الكتابين الرابع والخامس تحدث في حيز زمني واحد, يعني أنه هناك الكثير من الأحداث حدثت مع كل تلك الشخصيات (ما عدى أريا تقريباً, محاورها كانت قليلة) في نفس الظرف الزمني, يعني حاجة بتاعت موسمين على الأقل إذا ما اقتطعنا الكثير من الأجزاء الغير ضرورية. أقول هنا موسمين, يعني من بعد الموسم الحاليّ, يعني في عالم مثاليّ الموسم السابع سيكون قد استنفذ كل محتوى جورج مارتن.

لكن كقارئ للروايات, الحقيقة أنه الروايتان 4 و 5 كانتا أقل جودة من الثلاثية الأولى, ليس فقط لأنه لم تمت الكثير من الشخصيات, بل لأنه بعد حوالي ألفيّ صفحة, تجد نفسك بالكاد في المكان الذي تركت نفسك فيه, فلذلك من الطبيعيّ أن يقوم المسلسل باقتطاع الكثير من تك الأشياء و اختصار الأمور قليلاً وحذف بعض الشخصيات و أحياناً.. محاور بأكملها.

لكنني لا أريد قصة مستعجلة بقدر ما لا أريد قصة بطيئة.

محور بني حديد تم اقتطاعه كلياً, لن نرى (يارا) أو أبوها أو عين الزاغ أو فيكتاريون. محور دورنا تم تقليصه كثيراً و جل الشخصيات التي كانت في ذلك المحور بالكتب تم حذفها. محور جايمي في بلاد الروافد تم حذفه. لم نعد نسمع شيئاً عن أخوية بلا راية و مرافقتها الغامضة. كل تلك الشخصيات التي التقى بها (تيريون) في طريقه إلى ميرين تم حذفها, بالذات تلك الشخصية التي لها تأثير كبير على محور (دينيريس). بل حتى الذئاب الفنريرة لم نعد نرها.

أما باقي المحاور فإنها تطورت بسرعة بالغة, قفزاً وليس مشياً. إذا تم الإنتهاء من الكتابين 4 و 5 هذا الموسم فإن هذا سيكون تاكيداً أن سبعة مواسم هو الرقم السحريّ, و سبعة مواسم هو كل ما سنحصل عليه. و إذا كان كل ما تبقى هو موسمان, فإن هذا يُدخل المسلسل حتماً في مرحلة ”خلصه وخلّصنا منه“.

كتبت كل هذا الكلام السابق قبل مشاهدتي لحلقة هذا الأسبوع. لكن عندما شاهدت الحلقة أخيراً أدركت أن مشاهدي المسلسل يشعرون بشعور مغاير كلياً, لابد أن كل واحد منكم يشعر بالملل من هذا الموسم, إذ يبدو أنه لا شيء يحدث حقاً!

وانعدام الأحداث هذا يعني أنه ليس لدي الكثير لأتحدث عنه هذا الأسبوع, لكنني سأحاول..

ميرين

في ميرين, لا يزال يحاول الكتاب إرغامنا على العلاقة الغرامية المفترضة بين ‘دودة رمادية’ و (ميساندي). بصراحة لا أفهم, هل بالنسبة للكتاب علاقة غرامية لا دور حقيقي لها في السير العام للقصة أهم من كل تلك المحاور التي تم اقتطاعها و تحويرها؟

على ذكر (ميساندي), تطلب (دينيريس) مشورة هذه الأخيرة بما أن كل مستشاريها يا إما خونة, مسجونون, أو موتى. تأخذ (دينيريس) بنصيحتها و تتخذ قراراً بإعادة فتح حفر القتال, و علاوة على ذلك, تزوّج نفسها بـ(هيزدار زو لوراق) لتقوية علاقتها بميرين.

كالعادة في هذا المسلسل, نتسائل أي نوع من الزفاف سيكون هذا؟ زفاف أحمر أم بنفسجيّ؟ وما الذي يعنيه هذا الزفاف لهذا المحور الممل؟ لا نعلم حقاً.

لحظة, أنا أعرف ما الذي يعنيه ذلك. هذا يعني أن (دينيريس) ستبقى في ميرين لوقت أطول, ولن تتجه إلى ويستيروس نهاية هذا الموسم على الأقل. ويحي!

سوداء القلعة

يعطينا المسلسل إشارة أخرى إلى نظرية R+L=J في قبو سوداء القلعة, حيث يقرأ (سام) للمايستر (إيمون) أخر الأخبار. يتحسر هذا الأخير على وحدة (دينيرس) في صراعها ضد المتمردين, قائلاً ”أمر مريع أن يكون تارغيريّ وحيداً في العالم“ وفور انتهاءه من قول ذلك يظهر (جون سنو).

يقوم (جون) بعد ذلك بإستشارة المايستر, الذي يخبره بأن ”يقتل الطفل“ و أن ”يدع الرجل يولد“. خطاب جميل, من بين الخطابات المفضلة لدي في الرواية, طبعاً المايستر في المسلسل لم يتكلم عن (إيغ) ولم يقارنه بـ(جون سنو), لكن مع كل شيء لنكن شاكرين أنه المسلسل لم يحذف هذا الاقتباس كله من المسلسل.

يطرح (جون) فكرة ذكية, ”عدو عدوي هو صديقي“, بدل أن يتحول كل الهمج إلى سائرين بيض يصعب قتلهم أليس من الأفضل أن نتحالف؟ (سام) و (ستانيس) هما الوحيدان اللذان يدعمان فكرته هذه. أحسست أن (جون) لم يوصل فكرته بشكل ممتاز, أو لم يحاول إيصالها بالقوة المناسبة, و مع رحيل (ستانيس) عن السور, أحس أن الأمور ستتغير في هذا المحور.

(ستانيس) متجه نحو وينترفل ليحررها من قبضة (روز بولتون), لكنه لن يرحل بدون زوجته و ابنته, لأن هذا المكان مملوء بالمجرمين و المغتصبين. صدقني يا صاح, لا أحد يريد إغتصاب ابنتك المريضة أو زوجتك المريضة (عقلياً).

طبعاً هو يعني أنه لا يستطيع الثقة بأحد وأنه قد يحدث شيء لهم, إختطافهم أو شيء من هذا القبيل, وأي شيء من هذا القبيل من شأنه إبطاء سعيه نحو مكانه الشرعي فوق العرش الحديديّ. لكن مع مستوى كتابة هذا المسلسل, كل شيء يتم إيصاله بطريقة خاطئة وعبيطة.

وينترهِل

(بريان) لا تزال مصرّة على حماية (سانسا) من الخطر المحدق بها. هناك شبكة كبيرة من الستاركيين المستعدين لمساعدة (سانسا), لكنني لا أظن أنهم يستطيعون الصمود أمام وحشية البولتون. (سانسا) تحتاج (بريان).

عندما تكتشف (سانسا) وجود (ثيون) في القلعة, بمساعدة من الغيورة (ميراندا), يقوم (رامسي) بعرض (ريك) على مائدة الغذاء. أظن أن (سانسا) بدأت تتعرف على الجانب الوحشي من (رامسي)… على ما أظن… مؤسف أنها لم تطرح أية اسئلة عن ”مقتل“ أخويها, لربما لأنها صدقت تلك القصة؟ لربما (سانسا) لم تفطن حقاً لوحشية (رامسي)؟ الأمر محير ومجهول حقاً.

يقوم (روز) بإعلان مفاجئ: زوجته (والدا) حامل, حامل بولد. ولأول مرة, يشعر (رامسي) بالتهديد. لكن لا شيء لا يمكن حلّه بحوار صغير قلباً لقلب من أب لإبنه مثلما فعل (ستانيس) مع ابنته (شيرين).. أليس كذلك؟ باستثناء أن (روز) اغتصب أم (رامسي) تحت الشجرة حيث عُلّق زوجها. أم الرومانسية يا رجل.

فاليريا

مشهد (تيريون) و (جوراه) وهما يقرأن تلك القصيدة حول فاليريا وخرابها كان أفضل مشهد في الحلقة بدون منازع, كتابة و إخراجاً و تمثيلاً وكل شيء.

They held each other close, and turned their backs upon the end,
The hills that split asunder, and the black that ate the skies.
The flames that shot so high and hot, that even dragons burned,
Would never be the final sights that fell upon their eyes.
A fly upon a wall, the waves the sea wind whipped and churned,
A city of a thousand years and all that men had learned,
The doom consumed them all alike, and neither of them turned.

هذه القصيدة لا ذكر لها في الكتب وتم كتابتها خصيصاً للمسلسل, تحية للكتاب على هذا الانجاز.

لكن هذه اللحظة الفريدة من نوعها, التي تخللها ظهور التنين ”دروغون“ و الصدمة التي علت وجه (تيريون), تم تخريبها بظهور المُحَجَّرين ومهاجمتهم للقارب, يتم ترويع المشاهدين لبعض الوقت برؤية (تيريون) و هو يغرق لدرجة أنني ظننت أن الحلقة ستنتهي عند تلك اللحظة, إلا أنه تم إنقاذه بواسطة (جوراه). يخرج (تيريون) سليماً معافى, بينما يصاب (جوراه).

المسكين جوراه, لن يستطيع أن يلمس حبيبته بعد الآن.