مراجعة للموسم الثاني لبرودتشيرش، المراجعة لا تحتوي على حرق لأحداث الموسم الثاني لكن اذا لم تتابع الموسم الأول فيفضل ان تغلق الصفحة…
في المسلسلات الدرامية، ترتكز اوقات العمل على فترة زمنية محددة لشخصيات العمل، هي الفترة الدرامية الأكثر إثارة في حياة الشخصيات، ففي بريكينغ باد، تبدأ الأحداث عند تشخيص إصابة م.وايت بمرض السرطان، وكذلك في برودتيرش، فالأحداث تبدأ عن مقتل طفل صغير في بلدة هادئة، من الصعب او من المستحيل ان يبدأ بريكينغ باد قبل اصابة الهايزبيرغ بمرض السرطان وبدء عملياته الإجرامية، وكذلك من المستحيل ان يبدأ برودتشيرش قبل قضية القتل إياها، بطبيعة الحال يمكن استثناء الكثير من المسلسلات كمسلسل السوبرانوز الذي يتكلم ويسرد قصص شبه يومية غير مقترنة بزمن معين، لكل مسلسل تركيبة معينة وحبكة كل مسلسل تختلف عن حبكة مسلسل أخر.
ففي مسلسلنا إياه، الحبكة تعتمد بشكل رئيس على احداث معينة مقترنة بفترة محددة، وعند نهاية الموسم الأول كانت الأحداث المثيرة للإهتمام قد انتهت، تجديد المسلسل لموسم ثاني كان قرار غريب وغير مفهوم، ربما هو قرار تجاري نظراً للنجاح الكبير الذي حققه العمل، مستوى الموسم الثاني كان مقبول، لكنه لم يكن كمستوى الموسم الأول، فلجعل الموسم الثاني مثيراً، تم بناء الحبكة على أحداث هشة نوعاً، وتم تحميل بعض الأحداث اكثر من ما تحتمل، تم ادخال اطراف جديدة اخذت حيز لا بأس به من الوقت، وتم خلق ورسم عدة طرق ليمضي بها العمل.
بعض المسلسلات تبدأ مثيرة ثم يقل رتمها مع مرور الوقت وتتابع الحلقات، لعدة أسباب، وواحدة من هذه الأسباب مستوى كتابة الشخصيات، فبعض المسلسلات تستطيع ان تقدم لك إضافات وأبعاد لم ترها في الشخصية لغاية اخر حلقة من العمل!، في برودتيرش الشخصيات بسيطة كتابياً، ومن هذه البساطة ما هو اقعي وما هو كتابي، فشخصيات العمل مقتبسة من الواقع فلا يوجد تلك الشخصيات الخيالية لكن مع هذا لا تشعر بعمق في الشخصيات، وهو ما يجعل العمل روتيني بعض الشيء وغير قادم على تقديم الجديد من ناحية الشخصيات بل يلجأ لإضافة شخصيات جديدة وازاحة بعض الشخصيات القديمة، فعلى سبيل المثال لم نرى ما هو مثير وجديد من ناحية الأب والأم ومن ناحية القس، ومحاور اخرى تم اهمالها بالكامل، العمل بقى ينبض فقط من خلال العلاقة ما بين المحققة ميلر والمحقق هاردي التي بقيب جيدة إلى حد ما.
سير الموسم الثاني لم يكن بقوة الموسم الأول كون الموسم الأول استطاع ان يربط جميع الأطراف والأشخاص لخدمة قضية واحدة، عكس الموسم الثاني الذي تفرعت أحداثه إلى احداث محاكمة جو ميلر وأحداث قضية هاردي وميلر (الغير مرتبطة بالمحاكمة) وهو ما شتت الحبكة نوعاً ما، وهو في المقام الأول اخرجنا عن فكرة العمل الرئيسية التي تتعلق بمعرفة القاتل فتحول العمل ليتبع حياة الشخصيات الأخرى بعيدة عن القصة الرئيسية التي بُني عليها العمل.
اعتقد ان الموسم الأول كان كافي جداً، والحقيقة اني كنت اتمنى ان يكون الموسم الثاني مختلف تماماً عن الموسم الأول من ناحية القصة والشخصيات، بحيث يتم التطرق لعملية تحقيق اخرى، وهو منهج ستتبعه مسلسلات مثل فارغو وترو ديتكتيف، لكن على ما يبدو مسلسل برودتشيرش كان مبني على الشخصيات اكثر من تلك المسلسلات.
الموسم الثاني قابل للمشاهدة اذا كنت مهتماً بشخصيات العمل وتعتقد انها مثيرة كفاية لجعلك تتابع موسماً اخراً، إضافة لقضية تحقيق اخرى مثيرة، بإختصار اعتقد ان الموسم الثاني عبارة عن EXTRA للموسم الأول، اذا اكتفيت بمشاهدة الموسم الأول فلن تفوت الكثير لأن القضية اغلقت جيداً، اما اذا اعجبت بالمسلسل ولديك متسع جيد من الوقت فإن مشاهدة الموسم الثاني لن تكون خطوة سيئة فالمستوى الفني جيد ولكن يبقى أقل من مستوى الموسم الأول..