غيم أوف ثرونز, الموسم 4 الحلقة 10: تأثير الدومينو

أي شخص مُطلع على اخبار الجوائز و الترشيحات يعرف أن حلقة هذا الأسبوع, المعنونة ”The Children“ في إشارة إلى أطفال الغابة, هي الحلقة الوحيدة التي تم ترشيحها في فئة الكتابة لجوائز الإيمي لهذا الموسم, لذلك كنت أتوقع أن تكون هذه الحلقة هي حبة الكرز فوق طبق تحلية, طبق مليء بالصدمات و الاحداث المفاجئة.

أولاً دعوني أوضح من جديد أنني كقارئ للرواية لا أطالب ان يكون المسلسل نسخة طبق الأصل من كل شيء في الرواية, لكن عليكم ان تتفهمو سخطي عندما يقوم الكتاب بتغيير حوار ممتاز من الرواية و استبداله بأخر أكثر سطحية, أو محو كل ذكر لشخصية معينة لها دور مهم في مسار الأحداث. مع أنني أتفهم ان بعض الأحداث و المحاور يتم دمجها و اختزالها لاختصار الوقت و تسريع تطور القصة على مستوى محاور معينة, و أن بعض الشخصيات قد لا تظهر لأن الميزانية لا تسمح بعمل كاستينغ لتلك الشخصية إذا كانت ستظهر في مشهد واحد او اثنين في الموسم كله.

بما انني اوضحت هذه النقطة, يجب ان اعترف أن حلقة هذا الأسبوع هي أفضل حلقة في هذا الموسم, ومشكلتي ليست معها بقدر ما هي مع كتاب المسلسل و طريقة تعاملهم مع المادة الأصلية, الممتازة سلفاً, التي كتبها جورج مارتن.

كحلقة ختامية, هذه الحلقة قامت بدورها على اكمل وجه بختم محاور معينة و تهييء محاور جديدة للموسم القادم. بداية بـ…

جون و بران


شمال السور, يصل (بران) و رفاقه المشاغبين إلى الشجرة إياها التي كانو يبحثون عنها, لكنهم يفاجئون بهجوم مرعب من طرف هياكل عظمية خرجت من الأرض المتجمدة. يُقتل (جوجن) بينما يهرب البقية بمساعدة من إحدى أطفال الغابة نحو كهف يعيش فيه رجل عجوز متصل بجذور الشجرة.

هذا هو الغراب ذو الثلاثة أعين الذي كان يبحث عنه (بران). المسكين (بران) كان يعتقد أنه سيعيد له القدرة على المشي, لكن الرجل العجوز يصدمه بالنفي, لكن في نفس الوقت مؤكداً انه سيستطيع الطيران. أفترض اننا سنعرف المزيد من التفاصيل عن هذا الرجل و وماضيه و عن أطفال الغابة الموسم القادم.

هذا المشهد مثير للاهتمام بسبب السحر. أحياناً ننسى ان هذا العالم فنتازيّ وليس فقط عالم حروب و صراعات, و السحر يلعب دوراً كبيراً في هذا العالم لكنه شبه غائب في القصة, طبعاً هناك التنانين لكنها جزء صغير أيضاً من الفنتازيا في هذا المسلسل. أيضاً لدينا هياكل عظيمة تنبثق من باطن الأرض و كرات نارية متفجرة و حقول قوى سحرية.

لكنه أيضاً مخيب للأمال. الغراب ذو الثلاثة أعين لديه ماضٍ قويّ جداً, لكن الأهم من هذا هو أنه أخر سحرة أطفال الغابة الذين لديهم قدرات زومانية و رؤية المستقبل. الغراب ذو الثلاثة اعين لديه ألف عين و عين, لكنه أيضاً في الحقيقة لديه عين واحدة لأنه فقد الأخرى, وبالنسبة إلى شخص كان متصلاً بشجرة لمئات السنوات فإنه يبدو بصحة جيدة. الحقيقة انه في الرواية شخص مرعب و غامض, ما رايناه في المسلسل لم يبدو كأي شيء من هذا القبيل, وهذا مخيب للأمال لأن هذا المسلسل يركز على أدق التفاصيل, و غياب التفاصيل في هذا المشهد بدا لي إهمالاً من طرف منتجي المسلسل.

دائماً شمال السور, لكن في مكان أخر, (جون سنو) يدخل معسكر الهمج ليتفاوض معهم و ربما ليقتل ملكهم (مانس ريدر). هذه المفاوضات تٌقاطع بقدوم (ستانيس براثيون) و جيشه, و رغم اننا لم نرَ الكثير من (مانس ريدر) سوى ما يكفي لنعرف أنه العدو, نكتشف في هذا المشهد ان لديه — على الأقل — شرفاً.

يوجه (ستانيس) سؤالاً لـ(جون سنو) عما كان ليفعله أبوه (نيد ستارك) بملك الهمج, فيجيبه (جون) قائلاً أن (مانس) تعامل معه بالرحمة, و أن أباه كان ليحتجزه ويسمع ما لديه ليقوله, إجابة راقت لـ(ستانيس) كثيراً.

هذا المشهد كان جيداً. هذا الموسم كان فيه الكثير من القتالات و المعارك لذلك لا يسعنا التشكي من هذه النقطة, و مشهد هجوم جيش (ستانيس) بالأحصنة وكل شيء كان جميلاً للغاية. المشكلة ان هذا المشهد جاء متأخراً بحلقة, المفروض ان هذه هي النهاية المفترضة للحلقة التاسعة بدل تلك النهاية الغبية.

نعود إلى سوداء القلعة حيث يتم حرق جثث موتى حرس الليل, تتبادل (ميليساندري) النظرات مع (جون سنو) في مشهد غامض, لا نعرف ما الأمر على وجه التحديد لكننا نعرف ان نغلنا المفضل يحب الصهباوات. 🙂

أريا و الدموم

ليس بعيداً عن عش العقاب, يلتقي السيرك المتنقل رقم إثنان (بريان) و (بودريك) بالسيرك المتنقل رقم واحد (ساندور) و (أريا). هذا المحور أيضاَ شهد انزياحاً كبيراً عن مسار الكتب حيث يدخل الدموم مع (بريان) في قتال حتى الموت. مشهد قتال أخر رائع, يتطور من قتال تقليديّ بالسيوف إلى ركل المنفرج مروراً باللكمات مُنتهيا بتقنية القتل القديمة بضرب الجمجمة بالصخر.

تفوز (بريان), لكن تهرب (أريا). إبنة وينترفل مخطئة بخصوص (بريان) بطبيعة الحال (أين مخبوزات ”فطيرة ساخنة“ عندما تحتاجها؟), لكن انعدام ثقتها مُبرر بالنظر إلى كل ما مرت به وما تعلمته من الدموم. لذلك بدل مرافقة (بريان), تقوم بالسفر عبر سفينة متجهة نحو قارة إيسوس, و بالظبط إلى مدينة ”برافوس“ الحرة.

قبل مغادرتها, يتوسّل لها (كليغان) أن تقتله, أن تُنهي ما بدأته (بريان). لكن (أريا) تسرق ماله و تتركه بدون أن تقول أي كلمة. مشهد توسل (كليغان) كان محطماً للفؤاذ, هذا المشهد بالإضافة إلى كل مشاهده هذا الموسم كانت تستحق أن يتم أخذه بالاعتبار في قائمة مرشحي المسلسل للإيمي, لا أعلم ما إذا كان سيترشح لو تم تقديمه لكن ما أقوله هو أنه قام بدور رائع هذا الموسم ويستحق فرصة.

سأشتاق لفكاهة السيرك رقم واحد, التناغم بين الشخصيتين و بين الممثلين كان مثالياً و ممتعاً للمشاهدة, و هذا أكبر سبب يجعلني حزيناً على انتهاء رحلة (أريا) و (ساندور).

بوريال

هذا المحور هو الأخر لم يسلم من تغييرات الكتاب, فبدل ان يتصارعا ويتجادلا, يقرر كل من (جايمي) و (سيرسي) التصالح مؤقتاً بعد أن إعترفت (سيرسي) لأبيها بعلاقتها مع أخيها.

هذا الإعتراف ليس له أهمية كبيرة إذ أن (جايمي) يقوم بتحرير (تيريون) الذي يفاجئ بوجود (شاي) في سرير أبيه, لا وبل تناديه كما كانت تنادي (تيريون) ”يا أسدي“. ينشب قتال بينهما و ينتهي بخنق (تيريون) للعاهرة مستخدماً قلادة ساعد الملك التي كانت ترتديها.

يمضي (تيريون) بعد ذلك حاملاً قوساً ونشاباً نحو أبيه الجالس في دورة المياه. يحاول (تايوين) تهدئة (تيريون), لكنه يبالغ في إستخدام لفظ ”عاهرة“ أكثر مما يسمح به صبر (تيريون) الذي يطلق سهمين نحو أبيه, تاركاً إياه ميتاً على طريقة (إلفيس).يالها من ميتة مهينة لأقوى شخص سلطة في المملكة!

المشكل الوحيد في هذا المشهد؟ لا توجد قصة خلفية. في الرواية هناك حوار يدور بين (جايمي) و (تيريون) حول زوجة (تيريون) الأولى, الأمر الذي يُغضب (تيريون) و يجعله يتجه نحو غرفة أبيه. بدون هذا السبب يبدو مقتل (تايوين) غريباً و بلا سبب.

الحوارات المنقوصة من هذا المشهد تزعجني جداً, هناك أشياء قيلت لها أثر على محور (جايمي) وهناك عبارات رنانة قيلت على كرسيّ المرحاض: ”إلى أين تذهب العاهرات؟“, يسأل (تيريون). فيجيبه (تايوين), ”حيثما تذهب العاهرات“.

لا أفهم, لماذا تزيل أشياء بإمكانها تحسين المشهد و جعله أفضل بكثير؟ لا يبدو هذا منطقياً للغاية.

(فاريس) يُهرب (تيريون) بعد ذلك على متن إحدى السفن المتوجهة نحو قارة ”إيسوس“, (فاريس) يقرر في اللحظة الأخيرة مرافقة (تيريون) على هذه الرحلة بعد انتشار خبر موت كبير عائلة (لانيستر). الوقاية خير من العلاج.

الآن كل من (تيريون) و (أريا) على متن سفينتين مختلفتين, متوجهتين نحو نفس القارة. متى سيعودان؟ وكيف سيغيّرهما هذا؟ هل سيلتقيان ببعضهما البعض؟ أسئلة كثيرة تحتاج أجوبة.

دينيريس و التنانين

كانت العظام المتفحمة لطفلة صغيرة جاء بها أبوها إلى مجلس (دينيريس) هي القشة التي قصمت ظهر التنانين, أول ضحية بشرية للتنانين نراها في المسلسل.

بينما التنين الكبير الأسود الخطير ”دروغون“ لا يزال حراً طليقاً يرعب المواطنين البسطاء الميرينيين, تقود (دينيريس) تنينيها الأخرين إلى حجرة تحت الأرض حيث تقوم بتقييدهم. لا يمكنك ان تقود مملكة إذا كانت تنانينك تحرق الأطفال.

كان هذا هو المشهد الدراميّ الكبير في محور دندونة هذا الموسم بجانب خيانة و نفي (جوراه مورمونت), و لأول مرة نشعر بأن (إميليا كلارك) تملك مواهب في التمثيل وليس مجرد نهدين جميلين, ليس وكأننا نشتكي من ذلك. 🙂

ما لم نراه

  • العنصر المفقود الذي انتظره الجميع, و الذي كان يتوقع ان يظهر في نهاية هذه الحلقة. الحقيقة ان ظهوره (لا داعي لأن نذكره بالإسم) ما كان ليكون ضرورياً, وبالتأكيد ستسنح الفرصة لنراه مستقبلاً. ظهوره في نهاية الرواية الثالثة كان الهدف منه هو خلق نهاية صادمة و مشوقة للرواية, لكنه لا يساهم بأي شكل في تطور القصة حالياً, لذلك لا عجلة.
  • لا تفاصيل جديدة عن (رامسي) و (ثيون) أو (سانسا) و الخنصر.
  • لم نرى تبعات وصول (ستانيس) إلى سوداء القلعة, وكيف سيسيّر رجاله وحرس الليل. وكيف ستكون ردة فعل حرس الليل على قدومه.
لكننا المهم أننا رأينا ما فيه الكفاية لنتحمس للموسم القادم, الذي نأمل ان يكون الموسم الذي ينتهي كلياً من الرواية الثالثة بكل ما فيها و يتقدم لأشياء أخرى. شيء أخر قبل أن أنهي تغطية هذا الموسم, بما أن المسلسل تجاوز The Sopranos ليصبح أكبر مسلسل لدى HBO, ربما حان الوقت ليتم زيادة عدد حلقات الموسم الواحد؟

التقييم النهائيّ

الحلقة: أفضل حلقة في هذا الموسم رغم التغييرات المزعجة
9 / 10 الحلقة ركزت على تقدم القصة تجهيزاً للموسم القادم: (جون) في وضعية جديدة كلياً مع قدوم (ستانيس) للسور. (أريا) حُرة, متوجهة نحو أرض جديدة كلياً عليها, وكذلك (تيريون). (دينيريس) ما عادت تثق في تنانينها. (تايوين) في عداد الموتى و الآن هناك فراغ في القوة ببوريال. (بران) وصل إلى وجهته. الشتاء لا يزال بعيداً, لكن التغيير بدأت تبدو بوادره بالفعل.