وصلنا أخيراً إلى المحاكمة, مُحاكمة مزوّرة بالكامل من طرف (سيرسي لانيستر), مُهيئة بشكل ساخن وطريّ لكبير اللانيسترز, (تايوين).

نعرف منذ وقت طويل مدى كراهية (تايوين) لإبنه الزعبوب. بالرغم من أنه من بين أبناءه جميعاً, وحده (تيريون) يوازي (تايوين) دهاءاً و ذكاءاً. (تايوين) يكره إبنه لأنه قزم, لكنه يكرهه أكثر لأنه تسبب بمقتل زوجته وهي تلده.

لذا المحاكمة التي رأيناها اليوم هي محاكمة (تيريون) لكونه قزماً, لكونه وُلد في المقام الاول, لكونه الشخص الصالح الوحيد في بوريال.

برافوس

المكان الجديد على الخارطة, معقل البنك الحديديّ. يسافر (ستانيس) و ساعده (دافوس) بحراً إلى هذه المدينة العجيبة مروراً بتمثال ”جبار برافوس“ التي تشكل بوابة هذه المدينة. ينتظر هذين الإثنين لإجتماع أعضاء مجلس البنك لمناقشة إقتراض (ستانيس) من البنك لتمويل حملته لإستعادة عرشه المسلوب. نرى في هذا المشهد أن (ستانيس) ليس شخصية صبورة جداً, ولا تحب الدردشة.

يدخل المجلس أخيراً و يتخذ الجميع أماكنهم, المجلس يقوده (تايشو نيستوريس) الذي يفتتح النقاش مع (ستانيس) بالتحدث عن القرض. (ستانيس) يزيّن حملته هذه باستخدام كلمات كـ“غاصب“, ”مجانين“, و ”حق“؛ كلمات لا تنفع مع البنك الحديديّ الذي يتعامل بالأرقام فقط, وأرقام قلعة صخرة التنين لا تتوافق و متطلبات البنك الحديديّ لهذا القرض. النتيجة: قرض مرفوض.

كما نتوقع, (ستانيس) غير راض عن هذه النتيجة و يبدو أنه غاضب من (دافوس) لإضاعة وقته الثمين. قبل ان يهم الإثنان بالمغادرة, يخلع (دافوس) قفازه مُبرزاً أصابعه المقطوعة كدليل على نزاهة (ستانيس) و سداده لديونه. مُضيفاً أن (تايوين) كبير في العمر و أن الحُكم الحاليّ أيل للسقوط إذا ما مات كبير آل (لانيستر).

وإن بدى أن هذا لم يقنع البنك الحديديّ فهو بالتأكيد أقنع (ستانيس) بقيمة (دافوس) لديه بالنظر إلى الطريقة التي كان ينظر بها إليه.

في مشهد لاحق نرى القرصان (سلادور سان) ذو الذوق الرائع في النساء في حمام برافوسيّ, يقتحم هذه اللمة السعيدة صديقه المُهرب (دافوس) ويفسد المتعة على (سلادور) بطلب مرافقته مُغرياً إياه بكيس من النقود.

هل هذا يعني أن البنك وافق على القرض؟ لا نعلم, لكن (دافوس) بدى راضياً جداً عن نفسه.

جزر الحديد/حصن الرعب

(يارا غريجوي) في مهمة للإنتقام و لإنقاذ أخيها, وقد جمعت خيرة المقاتلين البني حديديين ليساعدوها في هذه المهمة, مُحفزة إياهم برسالة (رامسي) التي أرفقها بالصندوق إياه الذي احتوى على البتاع اياه 🙂 . لسبب ما, مشهد قراءة الرسالة يتخلله مشهد جنسيّ لصديقنا المُعَذِب (رمرم) مع فتاة ما. وفور بلوغهما الذروة, يقتحم بنو حديد القلعة باستخدام الحبال و السيوف و الفؤوس. تجد (يارا) أخاها (ثيون) برفقة الكلاب, لكن دخول الحمام ليس مثل خروجه.

(ثيون)/(ريك) لا يتعرف على أخته كلياً, قائلاً ”لا يمكنك خداعي“ رافضاً الهرب معها جملة و تفصيلاً.

وكالمتوقع, يظهر (رامسي) على الفور و هو مغطى بالدماء (هل الفتاة كانت عذراء أم كانت في دورتها الشهرية؟ لا نعلم, وفي الحقيقة نفضل أن لا نعلم). يقفز (رمرم) مباشرة إلى القتال, قتال عنيف بالسيوف و الرماح و الفؤوس. وسط هذا القتال يعود (ثيون) إلى قفص احتجازه, يتوقف الطرفان عن القتال لوهلة, لكن (رامسي) على وشك أن يجعل بني حديد يفرون من القلعة باستخدام كلابه, وهذا ما يحدث بالفعل.

(يارا) تخلّت عن (ثيون) كلياً, هو الآن ميت بالنسبة لها.

مكافئة له على وفاءه, يجهز (رامسي) لـ(ريك) حماماً دافئاً و يطلب منه خلع ملابسه, مُبيناً بذلك مختلف الندبات على جسد (ثيون) الهزيل و المُعَذَّب. ليس هذا وحسب, بعد أن دخل (ريك) إلى حوض الاستحمام يقوم (رامسي) بغسله باستخدام اسفنجة, ويسأله ما إذا كان يحبه (أكثر علاقة ملعونة في هذا المسلسل المليء بالعلاقات المعلونة!).

طبعاً, هناك سرّ ما, (رامسي) يريد من (ريك) ان يلعب دور (ثيون) ليستعيد القلعة التي كُلف (رامسي) باستعادتها… خندق كاهلين.

ميرين

راعي ماعز و طفله يرعيان قطيعهما في سلام قرب شلال. يفاجئ الاثنان بزيارة مفاجئة من أحد تنانين (دينيريس) الذي يشوي و يلتقط برشاقة بالغة إحدى الماعز و يهرب بها. يشكو الراعي أمره إلى (دينيريس) التي تعوضه عن ما خسره بثلاثة أضعاف. لأن أم التنانين حنونة و طيّوبة.

بعد انصراف الراعي, تتلقى (دندونة) زيارة من الماجد (هيزدار زو لوراق) الذي يطلب منها الإذن لإنزال جثة أبيه المصلوبة ليدفنه تحت الأرض. (دينيريس) تدافع عن قرارها بصلب النخّاسين ردّاً على صلب العبيد, لكن (هيزدار) يصفع خطة (دينيريس) برد الظلم بالعدالة عندما يخبرها أن أباه كان ضد قرار صلب العبيد, أين العدالة هنا يا أم التنانين؟

تنصاع (دينيريس) في نهاية المطاف إلى مطلبه و تسمح له بدفن والده, لأنها حنونة و طيوبة. لكن لا يزال هناك 212 متضرعاً أخر. يبدو أن (دينيريس) بدأت تكتشف أخيراً أن الحكم ليس سهلاً.

بوريال

إجتماع سريع لمجلس المستشارين قبل محاكمة (تيريون) المرتقبة. الجميع كما نعرفهم, (أوبيرين) يشتكي من الوقت المبكر لهذه الاجتماعات لأنه يسهر حتى وقت متأخر يفعل ما نعرف انه يفعل 🙂 , لكن (مايس تيريل) سعيد فقط بالتواجد هنا.

يدخل (تايوين) و يبدأ الاجتماع, يجدر التنويه هنا أن لفظ ”إجتماع“ يعني هنا ”الاستماع لنميمة و إشاعات (فاريس)“ وليس حقاً مناقشة من أي نوع. أبرز العناوين: الدموم لعن الملك و قتل بعض الاشخاص, (دينيريس) تحكم ميرين برفقة إثنين من أفضل الفرسان. بالكاد ننسى وجود (أوبيرين) حتى يخرج لنا بمزحة رائعة مقارناً قدرة جيش الطاهرين في ساحة القتال بقدرتهم في الفراش. 🙂

أهم ما يجب أن ننتبه له في هذا الاجتماع هو ذكر (فاريس) للطبيعة الجاسوسية لـ(جوراه مورمونت), هذا أمر نعرفه منذ الموسم الأول ما الداعي إلى ذكره الآن وفي هذه الحلقة بالتحديد؟ هناك شيء ما.

يدردش كلّ من (فاريس) و (أوبيرين) في قاعة العرش, و سرعان ما يتبين الأفعى الحمراء أن (فاريس) أتى من ”إيسوس“ رغم محاولة العنكبوت لإخفاء لكنته الشرقية. ثم يدعوه بعد ذلك إلى زيارته في الماخور ليحتسي النبيذ الحقيقيّ الدورنيّ و ليدردش مع عشيقته (إلاريا), يرفض (فاريس) هذه الدعوة بدعوى أنه ليس له اهتمام لا بالرجال ولا بالنساء ولا بأي نوع من الشهوات الجسدية, مُلقياً باللوم على هذه الرغبات في فساد البلاد. (فاريس) يهتم بالعرش الحديديّ وحسب.

يذهب (جايمي) لإقتياد أخيه (تيريون) من محبسه إلى قاعة المحكمة, وكعادته, الزعبوب ينكت. فور وصول (تيريون) للقاعة و أخذه مكانه, يعلن (تومين) تنحيه عن مكانه في المحاكمة لساعده (تايوين). لتبدأ المحاكمة.

يبدأ الشهود في ذكر كل مرة قال فيها (تيريون) شيئاً مُهيناً تجاه (جوفري): السير (ميرن), (سيرسي), (فاريس), بينما قام (بايسيل) بقراءة قائمة جرد للسموم. ثم قام بعد ذلك بإخراج القلادة التي كانت على عنق (سانسا) التي وُجدت على جثة (دونتوس) و تم إكتشاف بقايا سم عليها. لا يكتفي (بايسيل) بهذا بل يضيف قائلاً أن (جوفري) كان هو ”أنبل طفل وضعته الآلهة على هذه الأرض“, بينما الجميع ينظر إليه نظرات تقول ”زودتها حبتين يا الشايب..“

عموماً وليس في هذا المسلسل وحسب, الإستماع إلى مشاكل عائلة أخرى بهذه الطريقة أمر غير مريح. و المسكينة (مارجري) برفقة أخيها (لوراس) استمعا إلى كل هذه المحاكمة و كل ما يدور في ذهنهما هو: ”أي عائلة مجنونة هذه التي سنتزوج منها و نتحالف معها؟ بئساً لك يا جدتي!“

خلال فترة الاستراحة, يتوسل (جايمي) إلى ابيه لكي يعفو عن (تيريون), ليحفظ سلالة (لانيستر) على الأقل. يعرض (جايمي) على (تايوين) عرضاً سخياً: سيتخلى عن منصبه في الحرس الملكيّ ليستقر في قلعة الصخر مقابل أن يعيش (تيريون). و (تايوين) مٌستغلاً الفرصة بأسرع ما يمكنه وافق بسرعة البرق لدرجة أن (جايمي) عجز عن تصديق ذلك. الآن سيسمح لـ(تيريون) بإلتماس الرحمة و الانضمام إلى حرس الليل مقابل أن يتزوج (جايمي) و يخلف أبناءاً يسميهم ”لانيستر“.

يا عيني على الضرب المبطن يا (تايوين), سافل لكن راقي, سافل راقي!

يعود الجميع إلى غرفة المحكمة, يُخبر (جايمي) أخاه (تيريون) بالإتفاق, لكن يشكك (تيريون) في الامر مستعيناً بـ(نيد ستارك) للدلالة, لكن يطمئنه (جايمي) ان كل ما عليه هو ان يتوسل و يبقي فمه مغلقاً. هذا الاتفاق يذهب أدراج الرياح عندما تتم المناداة على الشاهد التالي في المحاكمة, الذي ليس سوى عشيقة (تيريون) السابقة: (شاي). العاهرة شهدت على الفور بأن (تيريون) و (سانسا) تآمرا على قتل (جوفري), ثم بدأت بعد ذلك بوصف العلاقة الجنسية بينهما (الأمر الذي يثير إهتمام أوبيرين, لأنه ببساطة… أوبيرين), تصف العلاقة بطريقة تمحو كل الحب الذي كان بينهما, بطريقة تجعل (تيريون) يبدو كطاغية جنسيّ.

كانت هذه هي القطرة التي أفاضت الكأس, إحتقن (تيريون) غضباً ثم خاطب الجمهور قائلاً ”أتمنى لو أنني الوحش الذي تظنونني عليه“ معبراً عن رغبته الجامحة في التخلي عن حياته مقابل رؤيتهم جميعاً مُسممين. هو لم يقتل (جوفري), لكنه يتمنى لو انه فعل.

تختفي روح الدعابة لدى الزعبوب كلياً بعد شهادة (شاي) الزور. لقد عشقها (تيريون), كما أحب العاهرة الاخرى التي كانت قبلها, ومرة اخرى تنقلب عائلته ضده (ليس وكأن سيرسي أو تيريون مهتمان بالعدالة). قد لا تكون (سيرسي) هي الاخرى مقتنعة بان (تيريون) قتل إبنها؛ و (تايوين) يستغل هذه المحاكمة ليتلاعب بـ(جايمي) ويخرجه من الحرس الملكيّ ليخلفه في قلعة الصخر.

يلعب (تيريون) ورقته الأخيرة متحدياً (تايوين), و يطالب بمحاكمة بالنزال.