يبدو أن لا أحد في ويستيروس يعرف كيف يقوم بمناورة (هايمليش), رغم انني أشك أن (هنري هايمليش) بشحمه ولحمه كان ليستطيع إنقاذ الملك الراحل (جوفري براثيون), بالنظر إلى الدماء التي سالت من أنفه و على مقلتيه, التي تشير إلى تسمم.
أياً كانت الطريقة التي مات بها ملكنا المحبوب (جوفري), فلا اظن أنها ستشكل أي فرق لدى شريحة كبيرة من المتابعين (نستثني من ذلك قراء الرواية), لكن هذه الطريقة بحد ذاتها خلقت لنا غموضاً يستدعي إستدعاء فرقة CSI: Westeros إلى مسرح الجريمة, لأننا لا نعرف من هو القاتل!
كقارئ للرواية أجد متعة كبيرة في قراءة تحليلات الأعضاء و توقعاتهم, و أضحك كثيراً على التوقعات البعيدة و الخيالية, و إلا لماذا نقرأ الروايات من أساسه؟! 🙂
عنوان الحلقة هو غالباً إشارة إلى رمز بيتيّ لانيستر (الأسد) و تيريل (الوردة), لكنني أظن ان هذا الأخير يجب عليهم إستخدام رمز الشوك بدلاً عنه.
حصن الرعب
تفتتح الحلقة بما قد نسميه ”فتاة في محنة“, هي نسخة ساديّة من لعبة المطاردة التي كنا نلعبها و نحن صغار, لكن بدل اللمس بالأيدي… قوس و نشاب. إن صديقنا المُعذِّب (رمرم) يهوى لعبة المطاردة هذه, مما يجعله الشخصية الشريرة الأولى في المسلسل الآن.
يستقبل (رامسي سنو) أباه (روز بولتون) و زوجته السمينة (والدا فراي), يُبدي (روز) عدم رضاه على الطريقة التي كان يسيّر بها (رامسي) الأمور, خصوصاً أن (ثيون) لم يعد صالحاً ليكون أداة مساومة بما أنه لم يعد سوى شبه رجل و أقرب شيء إلى عبد بعد التعذيب الذي تلقاه. لا يضيع (روز) أي لحظة في تذكير (رامسي) بأنه ليس فرداً من عائلة (بولتون), بل إنه لا يزال سوى ”سنو“ (لقب النغولة في الشمال) و توبيخه على أفعاله.
لكنه يستخف بقدرات (رمرم) الحقيقية, التي قام بإبرازها أمامه بمنح (ريك) موس حلاقة و أمره بحلاقة ذقنه, بل و يقوم خلال ذلك بإخبار (روز) بأن (بران) و (ريكون) لم يموتا بعد , مما يعني أن ”روز“ ليس حاكماً للشمال بعد, ويفسر ذلك بكل برودة لـ(ريك) ,الذي لا يزال يمسك بموس الحلاقة على حلق (رامسي), بأن ذلك بسبب أن (روز) قام بقتل (روب ستارك).
مشهد مثير للتوتر للغاية, أثبت لنا فيه (رامسي) أن سيطرته على (ريك) محكمة للغاية لدرجة أنه لا يستطيع أن يقتله ولو هيئت له كل الظروف. يجدد (روز) ثقته في (رامسي) مكلفاً إياه بمهمة إحتلال خندق ”كاهلين“ الذي يقع تحت سيطرة بيت (غريجوي) حالياً.
جزيرة صخر التنين
الملك الحق (ستانيس) و ساحرته الحمراء (ميليساندري) يقيمان حفلاً لشواء الكافرين, الذي يتم فيه حرق أي شخص يؤمن بأي إله غير إله النور. الليل حالك و مليء بالمهالك.
أظن أن أبرز شيء في هذا المشهد هو أن من بين الاشخاص الذين يتم حرقهم هو أخ الملكة (سيليس), و هذا الامر يخبرنا الكثير عن شخصية هذه الملكة التي سيكون ظهورها كثير في أحداث مقبلة.
في وقت لاحق يجلس هؤلاء الثلاثة على مائدة العشاء لتناول اللحم (الذي لا يطيقه ستانيس) و استذكار الأيام الخوالي عندما كانت القلعة تحت الحصار (نفس الحصار الذي أنقذهم فيه فارس البصل ”دافوس“ من الموت جوعاً). تقوم (سيليس) بإبداء قلقها على إبنتها (شيرين) و تطلب من (ميليساندري) التحدث معها.
هذه العلاقة الثلاثية غريبة للغاية ولا أحد يفهمها.
طبعاً (ميليساندري) لا تفوّت أية فرصة للوعظ, فتقوم بزيارة الصغيرة (شيرين) المريضة بالوباء الرماديّ الذي يشوه وجهها الجميل لتخبرها أن ”الجحيم الوحيد هو الذي نعيش فيه الآن“.
شمال السور
يستيقظ (بران) من حلمه الزومانيّ في جسد ذئبه الفنرير ”صيف“ على وقع صوت العملاق (هودور). يبدو أن عصابة الهاربين تاهت عن مكانها في الجزء المتجمد من ”ويستيروس“, بدون طعام ولا مأوى. يحذر (جوجن) و (ميرا) (بران) من مخاطر أحلامه هذه, التي قد تتسبب (على حد تعبيرهم) في ”نسيانه لنفسه و لحياته“.
لا يبدو ان آل (ريد) يدركون السخرية في كلامهم, إذ أن (بران) يقوم بهذا لهذا السبب بالتحديد, لأنه في أحلامه يستطيع أن يفعل كل ما لا يستطيع أن يفعله في حياته الحقيقية.
تمرّ العصابة على أيكة, فيطلب من (هودور) أن يحمله إليها. عندما يلمس (بران) الأيكة يرى رؤى حول الغراب ذو الثلاثة أعين, أبين, السيف, التنين و كثير من الأشياء الاخرى, مع رسالة تقول ”إبحث عني, تحت الشجرة… الشمال“.
وفجأة, (بران) يعرف أين يجب عليهم الذهاب. (هذه الشجرة متصلة بنظام GPS العالميّ 🙂 )
العاصمة بوريال
التحضيرات تمضي على قدم وساق تجهيزاً لعرس (جوفري براثيون) و (مارغري تيريل).
(تيريون) و (جايمي) يتشاركان طعام الغذاء على حبّهما الأخويّ, حيث يبدو أن (تيريون) هو الشخص الوحيد الذي يراه (جايمي) جديراً بالتحدث إليه حول إعاقته. و (تيريون) بكل كرم يقدم له (برون) و خدماته في المسايفة و حفظ الأسرار.
خلال حدث-ما-قبل-العرس, يتم تقديم الهدايا للعروسين, قدّم (تيريون) لـ(جوفري) كتاباً عن الملوك و تاريخ ويستيروس بينما قدم (تايوين) له السيف الفاليريّ الثاني, الذي يجربه (جوفري) على الفور لتقطيع الكتاب سالف الذكر. لا عجب أن (جوفري) يكره القراءة. المسكينة (سانسا) تعاني خلال هذا المشهد حيث يسمي (جوفري) السيف ”ندب أرملة“ و يأتي على ذكر إعدام (نيد ستارك).
بتحذير من العنكبوت (فاريس), يقوم (تيريون) بإتخاذ القرار بإبعاد (شاي) عنه, خصوصاً و أن (تايوين) في مزاج مناسب لشنق البغايا, خصوصاً و أن هذا يعني أن (تيريون) يهدر سائله في رحم أخر غير رحم (سانسا). طبعاً (شاي) ترفض و تفضل القتال على هذا الحب, الأمر الذي يضطر (تيريون) لإستخدام شتى الشتائم ليغضبها بشكل كاف لكي تقتنع بالرحيل. يتم تكليف (برون) بمهمة مرافقتها للسفينة التي ستصطحبها إلى ”بينتوس“, (برون) يؤكد في وقت لاحق لـ(تيريون) أن (شاي) رحلت خلاص.
على عكس عالمنا الحقيقي, حفلات الزفاف هي ثاني أكثر سبب للموت في ”ويستيروس“ (الحرب هي رقم 1 بطبيعة الحال), و حفلات الزفاف تكون مميتة خصوصاً إن كان إسمك يبدأ بـ“جوف“ وينتهي بـ“ري“.
نرى (لوراس) وهو يتبادل نظرات مثيرة للشهوة مع (أوبيرين), قبل أن يأتي (جايمي) و يحاول إفزاعه حول زفافه من (سيرسي) و يقول له ”لن تتزوج أبداً بـ(سيرسي)“ الأمر الذي يرد عليه (لوراس) بسرعة قائلاً: ”ولا أنت“.
إديييييييييييييلو وعبييييييييييييييييييييلو 🙂
مشهد أخر مثير للاهتمام هو المشهد بين (بريان) و (سيرساي), حيث تأتي (سيرساي) على ذكر حب (بريان) لـ(جايمي) و (بريان) لا تبذل أي جهد لإنكار ذلك. هذا المشهد مثير للإهتمام لأن صمت (بريان) قد يعبر عن الكثير من الأشياء, يجب أن لا ننسى أن هذه الفتاة أسيء إليها كثيراً وربما لم يحسن معاملتها سوى (رينلي) و (جايمي), ولربما لم تكن تفكر في علاقتها بـ(جايمي) بشكل رومنسيّ لكن ذكر (سيرساي) لكلمة ”حب“ جعلها تدرك فجأة الأمر.
وطبعاً لا ننسى مشهد المبارزة الكلامية بين (أوبيرين) و (سيرساي) و (تايوين), مقدار الجرأة التي يتمتع بها (أوبيرين) يظهر في هذا المشهد, وبدون شك الأفعى الحمراء مستعد لإبراز جرأته حتى فعلاً وليس قولاً وحسب.
لدى (جوفري) عادة بإرتكاب أفعال مختلفة من السفالة في الأعراس, و هذا العرس ليس مختلفاً. يعلن (جوفري) عن عرض ترفيهيّ يقوم فيه 5 أقزام بإعادة تمثيل أحداث الحرب بطريقة مهينة أثارت استنكار كل الحضور. بعد انتهاء العرض, يدعو (جوفري) عمه (تيريون) للإنضمام للعرض, يرد (تيريون) على ذلك بطريقة ذكية لم يجد الملك طريقة للرد عليها سوى بدفق كأس النبيذ على رأس (تيريون) و يرغمه على إعادة ملئه.
يتم تشتيت هذا النزاع بدخول فطيرة حمام كبيرة تسع لإطعامك أنت و عائلتك طيلة رمضان 🙂 . يستغل (جوفري) هذه اللحظة لإستخدام سيفه الجديد مرة أخرى لقطع الفطيرة, يحاول كل من (تيريون) و (سانسا) استغلال انشغال (جوفري) للهروب, الأمر الذي يلاحظه (جوفري) فوراً, لكن فجأة, (جوفري) يختنق.
لقد اعتدنا على رؤية شخصياتنا المفضلة وهي تموت, لذلك من الجميل رؤية شخصية شريرة تموت من باب التغيير. العاقبة الأخلاقية — Karma — موجودة كذلك في ويستيروس. ومن الجميل رؤية (جوفري) و هو يموت بينما لا أحد يبكي عليه سوى (سيرسي).
لكن هناك دائماً جانب سيء لمثل هذه الأحداث, و مرة أخرى (تيريون) يرتد عليه الأمر, بفضل جنون أخته. عندما أنقذ (تيريون) بوريال من اجتياح (ستانيس) لم يحصل الزعبوب على أي من الفضل, لكن هذه المرة يتلقى اللوم على شيء لم يرتكبه اصلاً.
(تيريون) ليس غبياً بالقدر الكافي لتسميم إبن أخته أمام حشد من الناس بعد أن قام بإهانته على الملأ. لكن لا أحد (بما في ذلك تايوين) قام بالدفاع عن (تيريون). ليس غريباً أن (سيرسي) إتهمت أخاها بهذا الجرم, لكن الغريب هو أن لا أحد قام بإيقافها. علاقة هذين الإثنين ليست وطيدة للغاية, لكن (تيريون) لا يزال واحداً من اللانيسترز!
لكن مرة أخرى, أشخاص قليلون جداً دافعوا عن (تيريون) طوال هذه القصة لأن هناك شخصيات قليلة جداً بنفس شجاعته.
التقييم النهائيّ
الحلقة: | باستثناء الإخراج, الحلقة كانت برأيي ضعيفة و أقل من المتوقع, و المشهد الصادم في النهاية كان مجرد تغطية على حلقة ركيكة للغاية. | |
7 / 10 | من الأشياء المثيرة للسخرية في "غيم أوف ثرونز" هو أن الجميع يريد أن يصبح ملكاً بالرغم من أخطار المهنة, أي شخص يريد ان يضع ذلك التاج على رأسه قد يفقد ذات الرأس. أيضاً من المثير للسخرية أن الإخوان في مصر يسمون حفل الزفاف "فرح", بينما في ويستيروس حفلات الزفاف هي عكس ذلك تماماً. |