“ الشرطي السيء والشرطي الجيد ليست من خياراتي اليوم , انا نوع مختلف من رجال الشرطة ! “  فيك ماكي .

ذا شيلد , مسلسل تلفزي درامي , وهو من المسلسلات المهضوم حقها جماهيريا , يقدم لكم دليل التلفزيون العربي مقالة بسيطة ومتواضعة لربما توفي المسلسل بعضا من حقه , بقلم فراس وأسامة .

في البداية العمل هو اول اعمال قناة FX المشهورة حاليا بتقديم عدة اعمال مثل ( Sons Of Anarchy أو Justified ) , فالعمل هو اول ابداعات هذه القناة , ونستطيع القول انه كان موفق بدرجة كبيرة جدا , بدأ العمل في تاريخ الثاني عشر من مايو من العام 2002 واستمر لغاية الخامس والعشرين من نوفمبر لعام 2008 بحصيلة قدرها 88 حلقة وزعت على مدار سبع مواسم .

المسلسل تدور احداثه في قسم شرطة فارمنغتون في مدينة لوس انجلوس, حيث يسلط الضوء على منطقة تعج بجميع انواع العصابات في المدينة, عصابات السود واللاتينيين بحيث نرى كيفية معالجة الجرائم التي يرتكبونها من حرب عصابات وترويج مخدرات وعمليات قتل وخلافه من الامور الإجرامية , ما يميز العمل هو انه يقسم الى قسمين, قسم حرب الشوارع مع فريق الهجوم (سترايك تيم) والذي يتولى اي قضية تتعلق بالعصابات 
سواءا اكانت مهمة او بسيطة, فلو ارتبطت تلك القضية بعصابة ما فيجب عليهم التدخل وحلها, والقسم الثاني هو قسم التحقيق الجنائي المختص بالقضايا العادية الاخرى كالقتل والسرقة والاغتصاب وخلافه .

فريق الهجوم هو فريق يتكون من اربع افراد, بقيادة المحقق فيك ماكي, ولكنهم فاسدون, يبدأون بالبداية بسرقة بعض الغنائم من الشارع لجيبهم الخاص في كل عملية قبض على مجرم ما ويبدأ فسادهم بالزيادة موسم بعد موسم حتى يصبح الموضوع معقدا للغاية ومن الصعب ان يُحل , ويخلق مشاكل بين افراد الفريق, فهل ستكون علاقتهم القوية المبنية على صداقة ممتدة لسنين خلت اقوى من ان تفرق فيما بينهم ام ستكون هناك مشاكل تؤدي الى هلاك ذلك الفريق؟ خصوصا ان هناك العديد من الاشخاص والمحققين على مدار المواسم يشككون بهم وبنزاهتم ويحققون في فسادهم املا في احالتهم للقضاء وزجهم في السجون .

اما في قسم التحقيق الجنائي فيبرز لدنيا اسمي المحققين داتش وكلادوديت الذين يعملان سويا كفريق ثنائي, كأحد ابرز المحققين في ذلك القسم الذي يعرفنا على جميع انواع المجرمين والمختلين عقليا والمريضين نفسيا, نرى المجرمين السهل الايقاع بهم ونرى القتلة المتسلسلين المحترفين المتمرسين والذين يقومون بجرائمهم بحرص كبير, هؤلاء قد تمتد ملاحقتهم الى حلقات عدة وقد يحتاج المحققون الى حيلة ما للايقاع بهم في نهاية المطاف, ما يميز هذا المسلسل انه يحلل لنا نفسية هؤلاء القتلة المختلين ونشاهد حوارات ممتازة حتى نفهم اسباب ما يقوموا به من افعال , فلا شك ان حوارت الاستجواب التي كان يقوم بها المحققين داتش وكلوديت في اغلب الاحيان , كانت من امتع لحظات العمل , التي تشهد تصعيد رائع ومناقشات ذكية ومراوغة سواء من المجرم او من المستجوب.

شخصيات العمل الرئيسية

فيك ماكي :
قائد فريق الهجوم, يتم تصويره لنا على مدار المواسم بأنه واحد من افسد رجال الشرطة في مدينة لوس انجلوس كاملة, لديه خبرة واسعة جدا في الشارع, جميع افراد العصابات تعرفه, لديه معارف في كل مكان, خبرته تمكنه من ربط جرم معين مع عصابة معينة, يستطيع الضغط على العصابات واستخدام نفوذهم بالشارع بشتى الوسائل حتى لو كانت وسائل قذرة وغير قانونية, ولكن المهم عنده في النهاية تحقيق مراده, لديه اخلاق الشرطي الذي يريد تحقيق العدالة وجلب المجرمين وراء القضبان وتنظيف الشوارع ولكن في المقابل فهو يريد الاستفادة من منصبه كشرطي بجلب المال لجيبه وجيب زملائه في فريق الهجوم .
هو يؤمن ان الغاية تبرر الوسيلة فلذلك ليس عنده اي مانع من خرق القانون في سبيل جلب المجرمين الى العدالة فنراه يضربهم ويضغط عليهم في سبيل تحقيق مراده, وبنفس الوقت يسرق منهم مخدراتهم ومالهم وليس لديه مانع بأن يقوم بحرب بين العصابات في سبيل تحقيق مراده
هو اكثر مثال للازداوجية, بحيث نراه رجل محب لحياة الاسرة وزوجته واطفاله ويحاول بشتى الوسائل توفير افضل حياة لهم وبنفس الوقت يخون زوجته في مرات عديدة, مع العلم ان لديه طفلين من ثلاثة مصابين بمرض التوحد وهو ما يحتاج الكثير من العلاج والنقود لذلك .
في النهاية مهما حاول فيك من تلميع صورته امام الناس فسيبقى محقق فاسد مستعد لفعل اي شيء في سبيل حمايته لأسرته ولأعضاء فريقه ولمصلحته الشخصية حتى لو كان شيئا اجراميا وبنفس الوقت يجب عليه حماية ظهره حتى لا يشك فيه احد, وهذا سيخلق سلسلة من الاجواء الساخنة والمثيرة خلال حلقات المسلسل والتي ستجعل المتابع يكون متيقظا وعلى اعصابه في الكثير من الاحيان

 

 

شاين :

اقرب صديق لفيك ويعد ساعد القائد “ فيك “ في فريق سترايك تيم , هناك علاقة صداقة وثيقة تجمع بينه و بين فيك , شخصية شاين لربما هي واحدة من افضل شخصيات المسلسلات الدرامية الكتابية , فسترى تركيب جميل لهذه الشخصية , القريبة لتلك الشخصية “ المشاكسة “ والتي تجلب عدة مشاكل بأفعالها الطائشة احيانا , صفاته السيئة تغلب على صفاته الجيدة , مع ذلك طبيعة عمله تجعل في قلبه قليلا من الرحمة والطيبة , دائما ما يحاول ان يجعل نفسه كرئيس لفريق الهجوم عند غياب فيك , واحيانا تراه يقوم بافعال من تلقاء نفسه , وهو ما اوقعه في كثير من الاحيان في مشاكل مع صديقه المقرب فيك
خصوصا انه متهور, مشوش, عنصري و بذيء اللسان يقوم بالامور بدون حسبان للعواقب مما يضطر اعضاء الفريق في الكثير من الاحيان من تنظيف الاخطاء التي يرتكبها من بعده حتى لا يفتضح امرهم . 

 

 

 

 

 

 

 

 كرتيس ليمانسكي 

هو اقوى عضو من حيث البنية الجسدية في الفريق , ومع ذلك فهو لا يستخدم تلك القوة الا عند الضرورة القصوى , بحيث نراه مترددا في الكثير من الاحيان قبل ان يستخدمها , ولكن حين يفعل فليس عنده اي مشكلة من ان يوقع ثلاثة رجال على الارض وبسهولة , مشهور ببندقيته التي يستخدمتها في الاقتحامات, هو ايضا مشهور بطيبة قلبه, دائما ما يشعر بأن ما يفعله خطأ وليس مبررا, بل هو جريمة بحتة .

ليمانسكي, او كما يطلقون عليه ليم, نشعر دائما بأنه يحمل اثام الفريق في قلبه ويتحمل هذا العذاب الكبير بدون ان يشاركه مع اي احد ودائما يريد ان يتغير وينسى ما يفعله ويتوب, وما يزيد الطين بلة انه لا يملك عائلة تنسيه هذا الالم ولا زوجة يشاركها احزانه ويفضفض لها اسراره , موسمه الابداعي يكون الخامس بحيث يبدي الكثير والكثير من ابداعه التمثيلي .

 

 

 

 

 

 

روني غورداكي David Rees Snell

العضور الرابع بفريق الهجوم , يعتبر العضو الاقل اهمية والذي يحمي ظهر الفريق في الاقتحامات , يعتمد الفريق عليه في حل المشاكل التقنية وتعقب المجرمين ,  خصوصا انه سريع في تعقبهم على الكمبيوتر وباستخدام طرق غير قانونية , ولكن مع تقدم المواسم نراه يأخذ مساحة اكبر ويصبح شخصية اهم ويصبح دوره اكثر تعقيدا ليقود عمليات بنفسه, روني هو شخص ذكي واقل افراد الفريق ارتكابا للأخطاء مما يجعل صعوبة وضع عليه اي ممسك, هو من اكثر الشخصيات التي ستعجبك تطور شخصيته في المسلسل بدون ادنى شك .
مشكلة روني بالنسبة لفيك انه لا يحوي بأنه رجل سيء لا بشكله ولا بتصرفاته, وهذا الشيء يقلق فيك قليلا في الشارع فلذلك نرى فيك يخفي بعض الاسرار عن روني ويشاركها مع شاين فقط , في نفس الوقت نرى روني يبتعد عن الاشياء الغير مهتم ان يعرف عنها والتي لن تمسه بسوء ولكنه في نفس الوقت يريد من فيك ان يشاركه اكثر وان يعطيه ثقة اكبر .

 

 

 

 

 

 

كابتن دافيد أسيفيدا

هو رئيس قسم ميشيغان , شخص طموح وفيه مقومات القائد , دائما ما يحاول ان يجعل من منطقته منطقة امنة ويحاول دائما ان يقلل من معدلات الجريمة , دائما يقف ضد سياسة فيك و فريقه في منع الجريمة التي تخالف القوانين , ودائما يقف ضد فيك بشكل شخصي , بحيث هناك عداوة وكره بين الشخصيتيتن بسبب التشكيك الدائم منه بنزاهة فيك وفريقه , ولكنه في قرارة نفسه يرى في الكثير من الاحيان انه لا بد من الاصياع لحكمة فيك وخبرته في الشارع, وهذا ما يزيد الامور تعقيدا, اسيفيدا يعتبر مثال للشخص الطموح الذي يحاول ان يقوم بتغيير ايجابي في حياة من حوله , هذا الطموح نراه يزيد موسما بعد موسم, فهل هذا الطموح سيغير من عقليته الصالحة ويجعله قابلا للشراء ام سيبقى هو ذلك الشخص النزيه الذي عهدانه في اولى حلقات المسلسل؟ 

 

 

 

 

 

 

كلوديت : 

محققة في اخرى في القسم , تمثل كلوديت تلك المرأة الحكيمة والذكية , والتي لها خبرة وعمر طويل في مجال عملها , طبيعة عملها لا تتطلب الاقتحامات واستخدام الاسلحة , وقد قامت بتربية بنتين لها وهي مطلقة , تشكل مع داتش ثنائي رائع , يجمع ما بين استنتاجات داتش “ الخطيرة “ وحكمة وعقلانية كلوديت , هي مثال للأمرأة النظيفة والشريفة في عملها , مع تقدم المواسم تحاول ان تحارب الفساد الموجود في القسم رغم تدهور حالتها الصحية, مما يشكل لنا مشاهد درامية من العيار الثقيل .

 

 

 

 

 

 

 

داتش :

هو محقق مشترك مع كلوديت التي اوردنا ذكرها , واحد من اكثر شخصيات المسلسل القريبة الى قلبي , قد تنظر اليه في البداية وترى انه ذلك المحقق المثالي والذي يقوم بوظائفه على اكمل وجه وضعيف الشخصية مقارنة مع الباقيين , لكن مع توالي الحلقات ستتغير نظرتك له , فهو مثال للشخص الطيب , والمحقق الصالح , ولا شك ان اسلوب استجوابه المخادع مع المجرمين يكون عادة من بين المشاهد الرائعة , يتخصص عادة في ملاحقة القتلة المتسلسلين , ودائما ما يحاول ان يثبت صحة نظرياته التي يطلقها على الاشخاص باتهامهم بارتكاب جريمة معينة نراه يحاول تطوير اسلوب ملاحقته للقتلة خلال المواسم عن طريق دراسة شخصياتهم وتعمقه في تحليل نفسياتهم وبالتأكيد فالصعاب تكون دائما متواجدة في طريقه فلا شيء يأتي بالساهل . 

 

 

 

 

 

 

الشرطي جوليان لو 

هو شرطي يكافح من اجل مكان له في مركز فارمنغتون, نراه يبدأ من الصفر كمتدرب يرتكب الاخطاء ومن ثم يتطور مستواه ويصبح هو من يدرب افراد الشرطة الجدد, جوليان شخص مسيحي متدين للغاية, يتبع تعاليم ديانته, وبنفس الوقت يلتزم بالقانون بحذافيره ولا يخرقه ابدا, ولذلك قد تشعر في بعض الاحيان بأنه قاسي بعض الشيء بحيث قد يحتاج بعض اصدقائه منه لخدمات من تحت الطاولة ولكنه دائما ما يرفض هذا الشيء حتى لا يتلف على القانون, وهذا الشيء سبب له عداوات كثيرة في بداية حياته المهنية كشرطي ولكنه اثبت انه شخص قوي للغاية, يستعين بشخصيته القوية وتدينه للتغلب على هذه الامور, جوليان يتعرض للكثير من المواقف خلال المسلسل ومع تكرار المواقف, تتأكد ان هذا الشخص قد خلق ليعمل كشرطي وانه مناسب جدا لهذا العمل ومثال يحتذى به كشرطي . 

 

 

 

 

 

 

 

ابرز ضيوف الشرف

الملازم جون كافانا :

دور ممتاز جدا يقوم به الممثل الكبير فورست واتكر كضيف شرف في الموسم الخامس, هو ملازم من مكتب الشؤون الداخلية قد اعطي له وظيفة الايقاع بفريق الهجوم في الشرك وايصالهم للعدالة, رجل ذكي للغاية ومحنك, يقوم بكل ما يستطيع للضغط عليهم وايجاد نقاط ضعفهم للزج بهم في السجن, في نفس الوقت لديه اخلاق الشرطي النزيه فهو مستحيل ان يقوم بأي شيء قذر او غير قانوني للاحتيال على القانون, ولكن هل تحديه لفيك ماكي يا ترى, افسد شرطي في المدينة سيبقيه بتلك النزاهة ولن يجعله يبحث عن طرق ملتوية للايقاع بفريق الهجوم؟ للاجابة عن هذا السؤال يجب عليك رؤية الموسم الخامس الذي اعتبره احد افضل مواسم المسلسل الى جانب الموسم الاخير

كابتن مونيكا راولينج

شخصية قامت بدورها الممثلة جلين كلوس, بحيث ادارت مركز فارمينغتتون في احد المواسم كنقيب, طبقت سياسة المصادرة بحيث تتم مصادرة املاك اي فرد يقوم بالقاء القبض عليه وهو يبيع المخدرات في سيارته او بيته, وهو ما قام ببلبلة كبيرة مع العصابات, احتاجت الى وجود فريق الهجوم وتأييدهم الى صفها, ماكي كان في صفها طيلة الوقت ودعمها ولكن هل هذا كان يعني توافقهم في كل شيء وعدم شكها في نواياه وفي فساده؟!

 

• ما الذي يميز هذا العمل عن غيره ؟؟

 

– واقعية العمل, هذا المسلسل كان مقربا الى قلبي وبشدة بسبب واقعيته, فلم اكن اشعر اني اشاهد تمثيلا بل اني اشاهد واقعا حقيقيا يحدث امامي في كل ركن من اركان تصوير العمل, طبعا الواقعية لم تأتي من فراغ, بل لها أسباب عديدة ستشرح بشكل تفصيلي لاحقا في المقال ولكن احد اهم هذه الاسباب كانت قوة الكاست المختار لأداء الشخصيات والذين ابدعو بأدائهم لأدوارهم جميعا وبدون استثناء

– الشخصيات , لعل ابرز ما يميز العمل هو التركيز المميز على الشخصيات , الرئيسة منها والثانوية , فالعمل يرتكز في المقام الاول على مركز الشرطة الموجود في لوس انجلوس , بالتحديد في فارمنغتون , فالعمل لا يرتكز على شخصية معينة او عدة شخصيات , رغم انه يوجد في طبيعة الحال تفاوت في اهمية الشخصيات , بل يرتكز على جميع افراد هذا القسم وما يواجهونه في حياتهم العملية او الشخصية فهناك تنوع كبير في الشخصيات , فهناك الاسود والابيض واللاتيني و المتدين و والكثير الكثير , او من ناحية العمل , فهناك المحقق والشرطي والمتدرب والرئيس وكما قلنا سابقا هناك تركيز على جميع هذه الشخصيات , مما يمنحنا مزيج رائع واختلافات عديدة تصب في صالح المشاهد بطيعة الحال , وإضافة الى ان هذه الشخصيات مكتوبة بعناية شديدة ولا تميل الى السطحية اطلاقا , ايضا واحدة من مميزات العمل العديدة هي كتابة الشخصيات “ الإجرامية “ , لأوضح هذه النقطة بشكل افضل , فذا شيلد يختلف عن اغلب مسلسلات التحقيق الموجودة حاليا على الاقل , والتي عادة تكون الشخصيات و“العملية الاجرامية “ ركيكة وسطحية جدا من ناحية الكتابة , اما في ذا شيلد فالمستوى الاجرامي اعلى , لا اقصد ذكاء الشخصية بقصد ما اقصد التركيب الدرامي الرائع لها , فسترى عديد المجرمين , بقضايا متنوعة وغريبة وشاذة عن المألوف , وسترى بعض الشخصيات تظهر على مدار موسم كامل وتكون قضية اساسية في الموسم , والمسلسل قدم شخصيات ممتازة استطاعت ان تشد المتابع بشكل كبير , ولربما شخصية “ أرماديو “ الاجرامية ( ظهرت في الموسم الثاني ) وشخصية انطوان ميتشيل (ظهرت في الموسم الرابع) هما اثنتان من افضل الشخصيات الاجرامية التي ظهرت في المسلسل وسأتجنب الحديث عنهما حتى لا افسد عليكم اي تفصيل مهم .
– التصوير, علي ان أكون صريح قليلا , قبل ان ابدأ بمتابعة ذا شيلد , تضايقت بشكل كبير عندما وجدت ان جودة التصوير رديئة مقارنة بباقي المسلسلات , فالعين تتعود على شيء ومن الصعب ان تتقبل ما هو اقل , عندما بدأت هذه التجربة وجدت اني كنت مخطئ بشكل كبير , فالتصوير المستخدم اعطى للعمل واقعية كبيرة , او ما احب ان أسميه والكثيرين مثلي بـ “ التصوير الوثائقي “ فطريقة العرض والتصوير قد تبدو غير مقبولة في البدايات لكن سرعان ما تتعود عليها و تعرف الفارق الذي قدمته في المشاهدة .
– الكاست الممتاز , والذي يوحي لك بأنك تشاهد احداث حقيقة تحدث امامك وليس مجرد تمثيل, طبعا واقعية العمل ساعدت بشكل كبير على ايجابية هذه النقطة ولكن يجب علينا رفع القبعات لجميع افراد كاقم العمل بدون استثناء لهذا المجهود الخرافي الذي قاموا به حتى ينجزوا هذه التحفة الفنية التي خلدها التاريخ , فالعمل ابرز لنا اوجه تمثيلية عديدة واستعان بأسماء وازنة وكبيرة , ودليل ذلك الجوائز والترشيحات التي حصل عليها الطاقم , وبروز هذه الاسماء واتجاهها لاعمال مميزة بعد انتهاء المسلسل , فبداية من Michael Chiklis الذي قام بدور فيك , وقدم شخصية ودور من افضل الادوار التلفزية , وكذلك CCH Pounder التي قدمت دور مميز للغاية , اضافة الى والتون غوغينز الذي قدم دور مميز للغاية , واذا اتممنا الكلام على هذه الشاكلة , فلن ننتهي من مديح الطاقم المتكامل , والذي زاد تكاملا بضمه لأسماء وازنة كضيوف شرف لزيادة قيمة العمل اكثر واكثر , اسماء مثل فورست واتكر و جلين كلوس .

– التوازن بين الدراما والاكشن, بحيث نجد هناك حوارات درامية من العيار الثقيل لن تنسى وايضا نرى مشاهد اكشن واقتحامات للشرطة وبشكل واقعي ايضا لا تنسى, والجميل بالموضوع اننا نتعلم الكثير عن طريقة سير هذه الاقتحامات بشكل صحيح يضمن الحفاظ على سلامة جميع عناصر الشرطة وسكان المنطقة المحيطة قبل كل شيء حتى تنجح العملية بنسبة مئة بالمئة .

– الاكشن و العنف والفساد و المخدرات لربما هي كلمات بسيطة مختصرة تصف شيئا من مميزات او مقومات ذا شيلد , بالنسبة لي افضل كثيرا ان يحتفظ العمل بمجال حرية واسعة غير مقيدة , فلقطات العنف والاكشن والمطاردات كانت في القمة دائما  , ومن الجدير بالذكر ان لقطات العنف الزائدة كانت واحدة من الامور المزعجة لدى البعض , فليس الكل لديه القدرة على مشاهدة هذه الامور دون ان تسبب له ازعاج , لكن بالنسبة لي فكان الامر من الايجابيات !

– بطبيعة الحال اذا تكلمنا عن ذا شيلد فلا بد من التحدث عن الجلبة والاراء والجوائز التي حاز عليها في ذلك الوقت , وأبرز جوائز المسلسل كانت لربما فوزه بجائزة الغولدين غلوب في اول عام له كأفضل مسلسل تلفزي في ذلك الوقت , في زمن كان يعج بمسلسلات بقيمة فنية عالية جدا مثل السوبرانوز و ذا ويست وينغ و ذا واير و ستة اقدام تحت الارض والكثير من الاعمال الاخرى , جل الجوائز والترشيحات كانت في الغولدين غلوب , وعلى النقيض تماما فكان هناك تجاهل واضح للجان الايمي لذا شيلد , مسلسلات “ إف إكس “ بالذات ليست مسلسلات محبذة عندما يتعلق الامر بجوائز الايمي

– بالنسبة للنواحي الفنية , فالعمل تميز بإخراج متميز جدا , تم تصوير ونقل احداث الشوارع والعصابات بطريقة مثلى , سواء من التصوير الذي تكلمنا عنه , او من حركة الكاميرا السريعة في بعض اللقطات المثيرة , والتركيز المميز على ملامح وجه الشخصيات في وقت الحاجة , باوقات مثل اوقات الاستجواب على سبيل المثال التي كنا في الصورة تماما فتم نقل المشاعر والحركات التي تشعر بها الشخصية بالطريقة المطلوبة

– السيناريو المبدع, قصة المسلسل مكتوبة بدقة وعناية للغاية, فمن النادر ان تجد اخطاء او عثرات في القصة, فهناك ترابط قوي للغاية في جميع احداث المسلسل منذ اول مشهد حتى اخر مشهد وهذه من احدى شروط نجاح اي عمل وهي ترابط الافكار, بحيث نرى ان الختامة قد تمت كتابتها منذ اول مشهد وليست معتمدة على سير احداث المسلسل من اي ناحية او على مزاج الكاتب او على تجديد العمل, هذه الاعمال محببة الى قلبي وبشدة بحيث تبقيني مركزا بكل مشهد لأن اي مشهد سيكون مهما في المراحل المتقدمة من المسلسل وقد يتم استخدامه مجددا , اضافة الى نص القضايا الجانبية والروتينية التي كانت تواجه القسم في كل حلقة , فصحيح ان هذه اغلب هذه القضايا امتازت بالروتينية , لكنها كانت مكتوبة بشكل مثير ورائع يجعلك تتحمس لها بالرغم من انك تشاهدها لاول مرة دون اي تعريف سابق .

– الخاتمة, ربما في الكثير من المسلسلات الاخرى نرى ان المشاهدين كرهوا تلك المسلسلات او على الاقل خفضوا من تقييمهم لها ولم يعودوا يعتبروها من المسلسلات المفضلة لهم, فقط بسبب ان النهاية كانت سيئة , ولكن هنا في ذا شيلد فالنهاية كانت شيء مختلف تماما ربما هي واحدة من افضل النهايات احكاما وترابطا قد رأيته من قبل, يشاد بذلك الكاتب الذي ربط لنا الافكار بشكل خرافي خلال المواسم بحيث كان باين وضوح الشمس عند انتهائي من المسلسل ان النهاية, كانت في ذهن الكاتب من زمان ومنذ اول جرة قلم منه للحلقة الاولى وليست وليدة اللحظة, بحيث قام فيما بعد بادخال كل تلك السيناريوهات المثيرة خلال المواسم العديدة من اجل الوصول الى مراده في تلك النهاية الرائعة والمرضية للجميع

سلبيات طفيفة 

– مسار القصة لم يكن بافضل حلة في اولى الحلقات , اي ان مسار العمل وقصته الاساسية لم تظهر في جميع الحلقات , فكثير من الحلقات ( لا اقول ان مستواها ضعيف بالعكس ) لم تكن تدعم مسار القصة الذي لم يكن واضح اصلا في بدايات المسلسل , مع ذلك هذا الامر تم تداركه بصورة ممتازة في المواسم الاخيرة .

– ربما من ابرز سلبيات العمل افتقاره للموسيقى التصويرية وان كانوا قد حاولوا الزج بها لبضع دقائق معدودة في اواخر بعض الحلقات ولكنها اتت بطريقة غير ناجحة ولكن بغض النظر عن ذلك فعدم وجود تلك الموسيقى التصويرية قد اتى بالايجاب على المسلسل باضفائه المزيد من الواقعية على الرغم من ان البعض قد يرى ان وجودها قد يحرك بعض مشاعر المشاهدين ويشدهم اكثر في المشاهد الدرامية الحساسة, عدى هذا فلا اعتقد انه كان هناك تلك السلبيات الكبيرة في المسلسل !

كلمة اخيرا
ربما قصة المسلسل بشكل عام, قد رأينا شيء شبيه بها من قبل في افلام ومسلسلات اخرى, افراد شرطة فاسدون ومحققون يقومون بالتحري عنهم ومحاولة القبض عليهم متلبسون بشتى الوسائل, او محققون يقومون بالتحقيق بجرائم قتل واغتصاب واحالة المجرمون الى العدالة ولكن ان تجد ذلك السيناريوهين في مسلسل واحد وبتلك الجودة والواقعية الخرافيتين فذلك لم يحدث من قبل .

احب ان انوه, انه لا شك ان العلاقات بين الشخصيات كانت من الامور الرائعة , فهناك خلافات كثيرة واتفاقات كثيرة وكيمياء رائعة موجودة بين بعض الشخصيات تجعلك تريد رؤيتها قتتطلع لذلك , فما بين علاقة الرئيس و الموظف او الشرطي الجديد الى علاقة الاعجاب والاحترام الى بعض علاقات الحب التي كانت موجودة في بعض لحظات المسلسل الى علاقة الصداقة المتينة , وإلى حوارات جميلة وممتعة ضمن هذه الإطارات .

فواحدة من اهم القضايا التي كانت مطروحة في العمل هي “ هل الغاية تبرر الوسيلة “ وهل يجب تجاوز بعض الخطوط الحمراء والقوانين من اجل ان يتم تحقيق المراد والمطلوب , قد يكون الامر مختلف هنا عن ما تعودنا عليه في بريكينغ باد على سبيل المثال , فالغاية هنا ايجابية وقد لا تقتدي الحاق الضرر بأبرياء بأغلب الاحيان , ما هو الامر الصحيح وما هو الامر الخاطئ , هل يجب ان تتبع القانون دائما على حساب ان تُعرض الأبرياء للمخاطر ؟

ملاحظة : هذا المقال مشترك مع الصديق العزيز فراس