Utopia المستقبل مُظلم

عندما قرر أربعة شبّان عاشقين لنفس الرواية المصورة (كوميكس), المدعوّة ”The Utopia Experiments“ (التجارب اليوتوبية), أن يلتقو بعدما اتفقو في منتدى إلكتروني على مكان اللقاء, لأن أحدهم يزعم انه لديه الجزء الثاني الغير منشور من الكوميكس على شكل مخطوطة, لم يتوقعوا ان عالمهم سوف ينقلب رأساً على عقب.

أولئك الأربعة هم: (بيكي), طالبة توفيّ والدها بمرض غامض. (إيان), الذي يعمل كتقنيّ كمبيوتر في شركة ما. (ويلسون) مهووس كمبيوتر مؤمن بنظرية المؤامرة. و (غرانت), طفل في الـ11 من عمره خطط ان يستغل خلوّ منزل مالك المخطوطة لكي يسرقه. لكن لم يظهر هذا الشخص المزعوم.

ماذا؟ يعودون لمنزلهم هكذا بهذه البساطة؟ لا ليس بهذه السرعة, أصحابنا الأربعة كان لقاءهم هذا هو اليوم الأول من حياتهم الجديدة, حياة من الخوف و الهرب, من اللامعلوم.

Utopia

أظن أن بايلوت هذا المسلسل هو من أكثر الحلقات التي رأيتها تشويقاً منذ فترة طويلة. على طول الستة حلقات, يوتوبيا يصنف كأحد أفضل مسلسلات التشويق على الاطلاق. مسلسل يوتوبيا, برتمه المتسارع و شخصياته الغامضة, خلق جواً يجمع بين الحاضر و المستقبل و أخرج العالم الحقيقي في بيئة رسومية مملوء بشخصيات ”كوميكسية“. يوتوبيا هو التوازن المثالي بين الخيال العلمي و السيريالية.

بشخصياته القوية و حبكته المتماسكة, كل هذا في قالب متسارع لا يترك لك مجالاً لأن تجفل, مع حركة طوال الوقت و عنف دمويّ. كاست المسلسل كان ممتاز, وما يميزّه هو ان الممثلين لديهم بالفعل تجارب سابقة في مسلسلات ذات طابع ”كوميكسي“ خيالي و خارق.تصوير المسلسل كان مذهلاً و إبداعياً, الموسيقى التصويرية جذابة و مميزة. الأخراج مُبهر. أظن ببساطة أن Utopia مسلسل متكامل من كل النواحي, لكن هذا لا يعني انه لم يكن ليكون أفضل.

إنتهى المسلسل و تركنا نتسائل عن مصير شخصيات عديدة, هل مات هذا؟ هل سيعيش هذا؟ هل كانت تلك الشخصية فعلاً ما تزعمه؟ كل هذا يضاف إلى الغموض السائد في المسلسل. وكما أقول دائماً, في مسلسلات الغموض الأحداث دائماً تترك اسئلة غير مجابة, و هذه الأسئلة تتكوم. فكّر فيها ككرة جليدية, نازلة على منحدر, مع كل حلقة تكبر تلك الكرة, صحيح ان الكرة ستنفجر عندما تصل إلى نهاية المنحدر, لكنها ستبقى متناثرة على الأرض.

Utopia

”أين جيسيكا هايد؟“

يمكنكم الإطلاع على الجزء الثاني من هذا المقال هُنا: ما الذي يميّز Utopia؟ و أسئلة أخرى لم يُجب عنها المسلسل

التقييم النهائيّ

رأي شخصي:
7 / 10 هناك شيء مميز في العالم الفريد الذي خلقه Utopia وفي الأسئلة التي جعلنا نطرخها على أنفسنا، محافظاً على عامل المتعة في كل الأوقات، وهو شيء لا يمكن قوله عن كل المسلسلات من صنفه.