سأعطيك مهمة, تقوم بالمهمة, تنال ما تريده. هل يمكنك أن تَقتُل؟
”الكشك الاخير“ هو دراما سايكولوجية مدة كل حلقة منها 22 دقيقة, تدور حول رجل يجلس في أخر كشك في مطعم ما. هذا الرجل ليس كأي رجل أخر, فالناس يأتون إليه بطلبات: أب يريد شفاء إبنه, فتاة تريد أن تصبح جميلة, رجل يريد فتاة جميلة… أشياء معتادة يرغب بها جميع الناس عادة, وأحياناً, أشياء فريدة من نوعها, كـ راهبة تريد سماع الرب مجدداً.
هذا الرجل يمكنه تحقيق كل أمانيهم, بكل بساطة, لكن مقابل ثمن. مقابل تحقيق طلباتهم و أمانيهم, يجب على أولئك الأفراد التضحية بمبادئهم و أخلاقهم و القيام بمهمات ما كانو ليفعلوها في ظروف عادية.
تفجير قنبلة. سرقة بنك. قتل طفل. وعليهم أن يعودو إلى الرجل و يحكو له ما فعلوه بالتفصيل.. ﻷنه كما يقال: ”الشيطان في التفاصيل“, أليس كذلك؟
مهمات الشخصيات تبدأ بالتداخل بعضها ببعض, تتعقد الامور. لكن الرجل لا يرغمهم على فعل أي شيء. في نهاية الأمر, الخيار يعود ﻷولئك الأفراد في الاستمرار بمهماتهم أو التوقف. و السؤال هو: إلى أي مدى ستذهب مقابل أن تحصل على ما تريد؟
قبل ان تبدأ القصة في التطور و تتشابك مصائر الشخصيات و تتعقد الأمور, المسلسل يبقيك دائماً على مقربة, دائماً متعطشاً للمزيد. طريقة عرض المسلسل قد تبدو لك في البداية غريبة, لكن هذا الشعور بالغرابة يتحول بسرعة إلى فضول و ترقب.
المسلسل حاد, مثير, و مقلق. هل الرجل الجالس في الكشك الاخير هو ملاك أم شيطان؟ أهو هنا لينتزع منا مبادئنا و إدراكنا, أم هو مجنون شيطانيّ يقتات على مأسي الأخرين؟ يتركك دوما تتسائل, هل ستفعل هذه الشخصية هذه المهمة أم لا؟ وماذا كنت أنت لتفعل لو كنت مكان تلك الشخصيات؟
شخصية الرجل مثيرة للاهتمام, فهذا الرجل لا يعطي وعوداً من فراغ, ففور ما ينفذ الشخص المهمة المنوطة به, يتحقق له مراده بشكل طبيعي يجعلك تتسائل, هل هذه قوة خارقة أم صدفة محضة؟
المسلسل لا يعطينا كل الأجوبة, يترك للمشاهد حرية تخمين هوية الرجل, وكيف يفعل ما يفعل. يمكنك ان تقول أنه ملاك, يمكنك ان تقول انه شيطان, يمكنك أن تقول انه طبيب نفسي فقد عقله, يمكنك ان تقول انه ملاك شيطانيّ في هيئة طبيب نفسي فقد ماكينة الحلاقة. 🙂
الفكرة قد تبدو بسيطة, لكن تنفيذها كان ممتازاً في هذا المسلسل, حيث يتضح لنا هنا أن القصة هي اهم شيء. كذلك الشخصيات, حيرتهم, نفورهم, غضبهم, سذاجتهم, قوتهم, ضعفهم.. هذه الاشياء هي ما أبقت المسلسل مثيراً للإهتمام طوال حلقاته.
الإنتاج كذلك لا يستهان به, فرغم انه مسلسل على الإنترنت — Webseries — إلا أن تصويره و إخراجه كله تم بإحترافية عالية, ولا يبدو لك ذلك الفرق الذي يظهر أحياناً مابين المسلسلات التلفزيونية و المسلسلات على الانترنت.
الأداء التمثيليّ رائع, خصوصاً من (زاندر بيركلي), الذي قدم شخصية الرجل بشكل مذهل يمكن إعتباره مِثالاً يقتدى به في أداء شخصيات كهذه. الممثلون الاخرون قدمو اداء جيد و مقبول للغاية, بحيث يمكنك ان تشعر بمشاعر أولئك الأشخاص وما يحرّكهم.
عند انتهائي من المسلسل وجد نفسي اتسائل, ماذا لو كان هناك فعلاً شخص يمكنه تحقيق مطالبك مقابل تضحيتك بمبادئك و أخلاقك وكل ما تربّيت عليه و بنيت عليه حياتك. ماذا كنت لتطلب؟ وقياساً بالمهمات التي أعطاها لشخصيات المسلسل, إلى أي مدى ستذهب مقابل تحقيق أمنيتك تلك؟
التقييم النهائيّ
| الكتابة: | ||
| التمثيل: | ||
| الإخراج: | ||
| رأي شخصي: | ||
| 8 / 10 | تقييمي الحاليّ في هذا المقال للموسم الاول فقط. الموسم الأول من المسلسل كان جيد للغاية, الموسم الثاني كان بمستوى منخفض جداً عن الموسم الأول من ناحية القصة و التمثيل, شخصية (دوريس) كانت هي الشخصية الوحيدة المثيرة للاهتمام في الموسم الثاني. لكن رغم ذلك يبقى "الكشك الأخير" مسلسل خفيف وممتع و ينصح بمشاهدته. | |
