Appropriate Adult عندما يكون الإبداع بريطانياً وقصيراً

مسلسل بريطاني مدته لا تتجاوز الساعتان قدمته لنا قناة ITV بشكل مميز جداً، فالقصة حقيقية وتدور في عام 1994 بالضبط في شهر فبراير

ولكن قبل الدخول في خلجات القصة عليكَ أن تعلم أن مصطلح ”Appropriate Adult“ مصطلح يطلق عند البريطانيين حول اخصائي اجتماعي يتواجد مع شخص مثلاً تفكيره بطيء أو لديه مشاكل معينة أو ربما إن كان قاصراً فيكون ولي أمره متواجد معه في الاستجواب، ولكن القصة حول شخص ”متخلف“ نوعاً ما، ولكن عند عدم تواجد هذا الشخص من الممكن الاستعانة بأحد المتطوعين الذين درسوا العلوم الاجتماعية ولديهم علم بحيثيات مثل هذه الشخصيات لكي تحضر في الاستجواب مع الـ“متخلف“ وتساعده على التواصل مع الشرطة.

حسناً هكذا تبدأ القصة حيث تتلقى جانيت ليتش اتصالاً من الشرطة يطلبون منها القدوم تذهب وإذا بها يتم اطلاعها على الأمر وأنهم يحتاجون مساعدتها فتدخل ويتم تعريفها على المتهم فريد ويست وتبدأ أول جلسة بحضور جانيت، جانيت التي لم تفعل ذلك من قبل ولم تجربه بل فقط حضرت بضعة دروس وتدربت وانتهى.

لكن من هو فريد؟ القصة معقدة تماماً ففريد متهم بقتل ابنته وانه تعاون مع زوجته على ذلك ولكن هو ينكر ثم يبدأ يعترف بوجود عمليات قتل آخرى لصديقة ابنته والقصة تتطور مع تطور علاقة جانيت بفريد وجانيت طوال الوقت تناظر غرابة هذه الشخصية ومن جهة آخرى تأثير هذه الأمور على حياتها العائلية فهي متزوجة وأم لأربعة وزوجها يعاني من مرض معين.

 

دراما سوداء مليئة جداً بالمشاعر التي من الممكن أن تحرك أي قلب بسرعة، خاصةً في نهاية الساعتان، سوداوية العمل كانت واضحة، قتامة العمل كانت تقف في صفه لأجل أن يكون عمل متكامل وبالفعل فحلقتان كانتا كافيتان لتقدم لنا هذا الابداع الدرامي الرائع.

الحبكة كانت قوية جداً، متشابكة، سيناريو العمل وتطور القصة كان حاجة ممتازة جداً وقدمها كاتب العمل بشكل رائع، تباين تفاعلات الشخصيات مع الأحداث كان أمراً رائعاً بحيث بين لنا كيف أن الإنسان ضعيف وأنه بحاجة لبضعة أمور قد نراها غير ضرورية ولكنها تقدم وتؤخر في عقل الإنسان، كيف أن مجرد اهتمام من شخص خلف الأسوار قد يغير حياتك، كيف أن مجرد كلمة قد تجعلك تفكر بالإنتحار، كيف أن من لا يلقى اهتماماً من اولئك الذين حوله قد تنتهي حياته وهو لا يريد شيء فقط ذلك الاهتمام ليرى حياته بشكل أفضل.

أما الحوارات فقد كانت رائعة بحق، مثلت بقوة الشخصيات، حتى طريقة اخراج الكلمات من الشخصيات بيّنت نوعية الشخصية، المختلة عقلياً مع العاقلة المتفاجئة، ضابطة الشرطة التي تبحث عن الحقيقة وزوجة عصبية لا يهمها سوى الصراخ على كل من يواجهها، حوارات العمل نقطة تقف مع المسلسل وتمثله بقوة.

اخراج العمل كان ممتازاً جداً، فقد أعادنا لتلك الحقبة بلمسة ساحرة سريعة لمناظر معينة من هنا ومن هناك رفقة تصوير رائع لطريقة سير الأحداث وتباين أفعال الشخصيات، زوايا التصوير كانت مميزة بشكل غريب جداً تجعلك تنتبه لها بشدة لأنها صورت بضعة مشاهد بطريقة ممتازة حقاً.

أما الشخصيات فالكلام هنا ربما لن يعطيهما حقهما، فالمدعو دومينك ويست قدم دوراً رائعاً جداً، أقنعني تماماً بأنه ذلك المختل العقلي الذي يعاني من علّة نفسية جعلته يفعل أمور غريبة وبنفس الوقت ذلك الشخص المحب الذي يحب زوجته، يحب شخصيات معينة مستعد أن يفعل كل شيء لأجلها.

أما أيملي واطسون، فقد قدمت دور رهيب جداً، مثلت تباينات شخصياتها وتحولاتها بشكل رائع، فتارةً مستغربة وتارةً مُدمرة وتارةً تتسائل مالذي أوقعت نفسها به وتارةً تقول في نفسها لم يعد هناك ما يستحق البقاء من اجله، أيملي واطسون قدمت دور رائع جداً وتستحق الاشادة

كذلك المدعوة مونيكا دولان التي لعبت دور روز، رغم صمتها في أغلب المسلسل ولكن تعابير وجهها كانت عالية جداً وقدمت الدور بشكل رائع حقاً ويستحق المديح جداً

 

معلومات عامة عن المسلسل:

المسلسل فاز بـ4 جوائز من 8 ترشح لها في جوائز التلفزيون البريطاني BAFTA منها جائزة أفضل ممثل وممثلة بدور رئيسي وأفضل ممثلة بدور ثانوي

ترشح لجائزة غولدين غلوب واحدة ولكن لم ينلها.

لم يترشح لجائزة أيمي لأنه لم يتم عرضه على الشاشات الأمريكية.

كاتب العمل هو ”Julian Jarrold“ ومخرجه ”Neil McKay“

عُرض المسلسل في الرابع من سبتمبر/أيلول سنة 2011 في حلقته الأولى والثانية كانت يوم 11 من نفس الشهر على قناة ITV البريطانية

قصة المسلسل حقيقية بالفعل والسرد كان مقارب جداً للأحداث الحقيقية.

التقييم النهائيّ

الكتابة:
التمثيل:
الإخراج:
رأي شخصي:
9 / 10 مسلسل ممتاز جداً، قدم في ساعتان ما لا تستطيع مسلسلات بمواسم كاملة أن تقدمه، قدم ابداع فني مميز وقدم شخصيات رائعة وحبكة ممتازة، كان عملاً بريطانياً رائعاً، قدم الفن البريطاني بشكل ممتاز