THE NEWSROOM ,, بين الحقيقة .. وما نعتقد أنه الحقيقة !

ما الذي يجعل أمريكا اعظم دولة في العالم ؟

هكذا تبدأ قصة العمل بسؤال مستفز وسخيف من طالبة جامعية – جيني –  لضيوف احد المؤتمرات ,,

غرفة الاخبار او النيوزروم هو العمل الجديد لملكة قنوات التلفازHBO  ,,  من إبداع Aaron Sorkin  ,, العمل وإن كنت تظن انه سياسي بالمقام الأول فهو  يتناول قصة مذيع أخبار شهير – ويل ماكفوي  قام بدوره جاف دانيلز بشكل مميز –  يوصف بأنه ذكي وموهوب لكنه سيء الطباع ! لكن الحقيقة أكثر من ذلك ,, فالعمل خاض عميقاً في شخصياته وعرض الجانب الحياتي والإنساني لهذه الفئة ,,

في طيات كل إنسان فينا طن مما نود قوله ,, نود التعبير عنه ,, نود أن نصرح به ,, لكن كم منه نجرؤ فعلاً على إخراجه في وقت ما ,,  ويل ماكفوي هو مذيع تلفزي إنتهج بنفسه هذا المنهج ,, منهج الإنزواء والإختباء والإحتفاظ بأراءه لنفسه ,, وعندما يسأله مدير إحدى المؤتمرات عن السبب ولو أنه يخشى بأن يتعرض نقله للأخبار للتشكيك في نزاهته لو صرح وأعلن عن إتجاهاته الحزبية والدينية فيرد ويل بسخرية  – هذا يبدو جواب جيد , سأستخدمه !

لسبب ما – لربما تعرفه لاحقاً – يقرر ويل ماكفري بانه إكتفى من الإختباء ,, وعندما يضغط عليه مدير الجلسة للإجابة عن سؤال جيني – ما الذي يجعل أمريكا أعظم دولة في العالم ؟ – فيكون جوابه نحن لسنا اعظم دولة في العالم ! مع كمية كبيرة من الشتائم والإستشهادات !!

مما احببته في العمل هو شخوصه الجميلة ,, نعم تفتقر لبعض الواقعية ربما ولكنها كانت جميلة وجذابة ,,  من ماكنزي إالى جيمس مروراً بدون و مارجريت كلها شخصيات ذات مميزات ورح مفعمة  بامور غريبة لا افهمها !

أيضاً العلاقات الإنسانية التي ناقشها وعرضها كمثال فقط علاقة ماكينزي بويل ,, فهما على خلاف بعد تسببت في بعض الأضرار النفسية له – والتي سأتركها لك لتعرفها – والان ها هما يعملان معاً مجدداً ,, هذا لن يكون سهلاً لكنه بالتأكيد سيكون ظريفاً ودرامياً بشكل ما ويقدم إضافة جميلة إلى العمل ..

العمل ناقش عدداً لا بأس به من القضايا وبقدر جيد من الحيادية التي لم أكن أتوقعها ,, أو أننا الأن كما يتضح من السياسة الأمريكية في عهد أوباما الخارجية طبعاً – أصبحت أقل إزعاجاً وتحاول أن تهتم بشؤنها  الخاصة ,, فعلى سبيل المثال اذكر أحد الواقف عندما يأتي خبر عن إحباط عملية إرهابية سيقوم بها – مسلم أخر –  تطرح ماجي معلومة مثيرة هي ان من قدم المعلومة ونبه على وجود السيارة التي يفترض ان تقوم بالعملية هو مسلم أيضاً ,, لكن جهات الأعلام اهملت هذا فتسالها ماكنزي عن السبب فتقول لربما لأنه لم يكن من أجرى الإتصال ولربما لأنه مسلم !! وتقول اعتقد بما بما ان ديانة المفجر شديدة الأهمية فيجب أن تكون ايضا ديانة من أحبط العملية !  وطبعاً أظهر العمل كما كان متوقع ان العديد لم يجبه هذا الخبر ! فهم لم يحبوا الحقيقة .. هم ارادوا القصة المثيرة ,,  بغض النظر عن مدى حقيقتها !

فكما يقول ماكفوي كنا دولة عظيمة عندما وقفنا مع ما هو صحيح ,, عندما واجهنا الخوف والفقر وليس الفقراء ,, عندما لم نكن نحكم على الأشخاص من خلال – حزبه وتوجهه السياسي – وهو إن لم نتفق حول إن كانت أمريكا كذلك في يوم من الأيام – ولكن لا بد ان نتفق مع مضمونه ,, ونعم لربما لا يسمح لنا الوقت او الحال لقول ما نعتقده صواب ,, او أن نقف مع الحق ,, لكن سيكون من الجيد معرفته في قلوبنا على الاقل !

سؤال طرحه العمل علينا كمشاهدين ,, هو ما دورنا فيما يحدث من حولنا ,, فنحن لا نمتلك القدرة على تغير العالم ,, نحن مجرد مفرجين ,, نعم هذا صحيح لكن ما لانعرفه أو أننا نعرفه ولكننا نختار ان نتجاهله , بأننا نختار ما نشاهد ,, نختار ما نسمع ,, وللأسف نحن نذهب للقصة الاكثر إثارة  ,, للفتاة الأكثر جمالاً ,, مما يدعوني لتذكر ما قاله احد المتصلين على برنامج إذاعي عندما كان السؤال – هل تفضل ان يقدم الأخبار رجل أو إمرأة ؟ – بغض النظر عن غباء السؤال كان الجواب أغبى , كان عليك أن تسمعه وهو يقول – أفضلها إمرأة لكي نستمتع بينما نشاهد الأخبار !! – حسناً ,, إذاً في هذه الحالة لا أستغرب عندما نعرف من أحد القنوات المشهورة بانها تبحث عن – فتيات جميلات – ليقدمن الأخبار !! لا يهم من يمتلك الشهادات العلمية !! او الاسلوب أو الموهبة !! إذاً هنا نأتي ونعرف أننا نحن جزء من المشكلة  ,, فنحن من نختار ,, فدعونا نختار بشكل جيد !  لذلك عندما أتجه ويل ماكفوي مع طاقمه لتقديم أخبار جادة وحيادية أصبحت لديه مشكلات مع معدلات المشاهدين ,, فالناس ذهبت لتشاهد ما يروق لها بغض النظر عن كونه حقيقياً أولا !!

تماماً كما حدث في قصة المراة التي اتهمت بقتل إبنتها وفجأة صارت قضية العالم !! بينما توضح الحقائق بأن هناك 800000 حالة مشابهة لم يعرها أي أحد إهتمام ,, ومن خلال هذه القصة يسائل العمل ونتسائل معه ,, عن طفلة تعرضت للقتل بشكل غامض ولكن أحداً لم يهتم ! هل لأنها كانت سمراء لذلك الأمر ليس مهماً ! وعن طفل اخر من أصول افريقية قتل ايضاً بتهشيم رأسه ولكن أيضاً لا يوجد من يعبئ بالأمر .. والعديد من الحالات الاخرى ,, فهم يختاروا من يهتموا بشأنه ,, وفي الحقيقة قد أقول انه ليس إهتماماً إنما هو فقط متابعة من اجل التسلية بالنسبة للكثيرين !

لا أريد الإطالة بالحديث عن الأفكار والحوارات في العمل لأنها كثيرة ,, وهي أحد اهم نقاط العمل ,, ولو أردت أن ألخص  لك رأيي بالعمل لقت : غرفة الأخبار عمل تلفزي رائع أمتلك طاققم تمثيلي مميز مع إخراج متمكن تضمن حوارات خيالية ,, نقطة ضعف العمل السياريو , فهو كان بطريقة أو بأخرى مركب , لم أشعر بواقعيته , هل هذا قلل من العمل ؟ نعم إلى حد ما ! لكن هذا لن يكون ابداً عائقاً عن متابعته والإستمتاع به وبأفكاره ,,

التقييم النهائيّ

الكتابة:
التمثيل:
الإخراج:
رأي شخصي:
7.75 / 10 عمل سياسي إجتماعي رومانسي وعدة أمور أخرى ,,