ما الذي نعرفه عن أطماع الإنسان ؟ أعني حقاً ,, ما هو الشيء الذي يعتبر اقوى رغبات الإنسان ؟؟ و ما هو الشيء الذي يرغب به للحد الأقصى ؟ هل نستطيع القول أنها القوة ؟ أم هل هو المال ؟ أم أنه الحب ؟
على الرغم من أن العمل الذي نحن بصدده لا يعتبر درامياً البتة , ولا يناقش الكثير من القضايا ,, أحببت أن أعتبر العمل كدرس مهم لنا كمشاهدين ,, ليس فقط عن ماهية القيمة – وهنا أقصد المعنوية – الأبرز لنا ! بل وحتى عن الثمن الذي قد ندفعه من أجل هذه القيمة ,, من اجل رغباتنا الأشد تملكاً لنا !
الغرفة الضائعة يطرح أيضاً عدد أخر من الأسلئة المهمة ,, مثلاً ,, ماذا لو أنك إمتلكت مفتاحاً يفتح لك كل الابواب ؟! وماذا لو أنك إمتلكت تذكرة حافلة تنقلك فوراً لمكان ما وبالمجان أيضاً ؟ أو مشط قادر على إيقاف الزمن ؟!
أعتقد أن هذه الأمور تبدو ممتعة ,,و تبدو مفيدة ,, ولكن ماذا لو قلت لك .. ماذا لو أن لإستخدامها ثمن !! ثمن لابد أن تدفعه ,, والأموال لن تكون كافية !! هل ستمتلك الجرأة لتحتفظ بها ,,وبيطبيعة الحال لتستخدمها ؟
العمل يبدأ بشكل عادي وتقليدي ,, هناك صفقة مشبوهة تتم في إحدى المحلات ,, أحدهم يرغب في شراء مفتاح بمبلغ محترم من المال ,, مبلغ ذو ستة أصفار ! وبطبيعة الحال كما تعودنا يتم مقاطعتهم اثناء هذه الصفقة ليلعلن أن المفتاح يعود له ,, الرجل يبدو مستاء فعلاً ,, لكن حتى الأن كل الأمور تبدو عادية وتقليدية ,, إلا عندما يقرر الرجل أنه سيرتكب جريمته وينتقم منهم بقلم حبر جاف !
محور القصة الأساسي هو المحقق جو وإبنته انا ,, وعندما يصل هو زميله لموقع جريمة قتل ,, تكون تلك بداية قصته ,, اللتي ترويها لنا الشاشة !
ولأننا نتحدث عن محقق في قسم الجائيات فلا أعتقد ان – جريمة – يجب ان تعد نقطة بداية لقصته ,, إلا لو أن ضحيتها كان قد إخترق السقف محترقاً ,, حينها ,, ستتفهم وتدرك لماذا تبدأ القصة من تلك الحادثة !
عندما بدأ – بطلنا – جو – والذي سنتعلم ان نحبه ,, وان نقلق بشأنه ,, في محاول حل تلك الجريمة يصل به الأمر ليحوز على المفتاح ! من هذه النقطة وإنطلاقاً منها يبدأ – جو – في رحلة البحث – عن الأجوبة عن كنه هذه – الأغراض – , فمن يمتلكهم كلهم يمتلك قوى خارقة مهولة لا يعرف حتى كنهها !
في طريقه يكون صدامه الاول بالفيلق ,, بالذات في جينفر بلوم ,, ونحن معه ,, سنتعلم أن نثق بهم ,, عليك أن تثق بالفيلق ! فقواعده تبدو مطمئنة حسب ما تقول جينفر ,,
الفيلق : القاعدة الأولى ,, نحن لا نقتل , أبداً !
المهمة : نحاول ان نجمع هذه الاغراض ولكن – لنتخلص منها للأبد !
الطريقة : نحاول الوصول للمالكين ,, ونحاول ان نجعلهم يعطونا – الاغراض – !
الفيلق يستطيعون مساعدتك !
على الضفة الاخرى هناك العدو ,, منظمة اخرى تدعى الأمر ,, عليك أن تتذكر ,, هم من يمثلوا الشر ,, في ذلك الجنون الخيالي ,, هم من يبحثوا عن القوة ,, عن السيطرة ,, من أجل – مصالحهم على ما أعتقد – !
قصة العمل الخيالية والغريبة كانت عنصراً مهماً بالنسبة لي في متابعته ,, ولكن لم يكن هو الأمر الوحيد ,, فالعمل وكأي عمل تشويق يحترم نفسه أجاد أيضاً لعبة إخفاء المعلومات عن المشاهد وإظهارها في الوقت المناسب ,, فبكل لحظة تعتقد أنك تفهم العمل وتفهم سير الأحداث تنبثق من العدم معلومات واحداث جديدة تغير ما كنت تعتبره حقائق !
العمل تقنياً كان جميل ,, فالتغير في زوايا التصوير والتنويع في الأسلوب كان حاضر لخدمة النص ,, كما كانت الموسيقى التصويرية ,, فالعمل إستطاع المزج بين الإثارة والأكشن والرومانسية بسلاسة وبدون تكلف ,, ببساطة قدم لي وجبة فنية غنية وممتعة جداً ,, من ناحية الأداء التمثيلي كان جيد ,, لا يوجد الكثير لقوله ,, فطبيعة العمل لم تعطي مساحة كبيرة للممثل بطبيعة الحال ,, فالحدث هو من استحوذ على الإهتمام والتركيز ,, ولم يكن هناك لحظات درامية كثيرة لتظهر تفاعلات الشخصيات معها ! لكن الجميع قدم دوره كما هو مطلوب منه حسب مساحة النص المعطاة له حسب رأيي في أغلب الاحيان !
من ناحية أخرى العمل إحتوى على بعض العيوب ,, بعض الأحداث وجدتها غير مقنعة ,, وبعض الأمور كانت تحدث بدون وضع تفسير مقنع لها بالنسبة لي ,, لكن علينا أن نكون منطقيين في الحديث عن عمل من صنف الفانتازيا والإثارة ونتقبل القليل من اللامنطقية ,, وقليلاً من اسلوب – جعلوه فإنجعل – !
وإذا اردت رأيي وهذا أمر مستبعد سأقول أني أنصح بالعمل ,, فهو تجربة مميزة ,, بفكرة مبتكرة ورائعة جداً ,, و بالتأكيد يستحق ان تعطيه من وقتك !
التقييم النهائيّ
رأي شخصي: | ||
8 / 10 | عمل مميز خارج عن المألوف ,, جميل ويستحق المشاهدة |