بعضكم يعلم ان مسلسل Veronica Mars الشهير سيُعمل له فيلم ختاميّ. وهذا بفضل تبرعات المعجبين بالمسلسل عبر موقع Kickstarter. المشروع جمع المبلغ المطلوب, و الذي يقدر بـ مليونيّ دولار, في أقل من 24 ساعة, للإقبال الشديد عليه, وجمع ما مجموعه 5.7 مليون دولار خلال شهر. رأيي هو أننا سنرى حملات أخرى لأفلام خاصة بمسلسلات ملغية أو مسلسلات لم تحصل على نهايتها الطبيعية.
إذا هل حملات تمويل هذه الأفلام هي شيء جيد كما يعتقده الجميع؟ أم انها أخر وسائل شركات الترفيه لإستغلال العشاق المخلصين؟ إليكم ما أظنه إيجابيات وسلبيات هذه الصرعة الجديدة.
– الإيجابيات –
يتلقى ”الداعمون“ جوائز جميلة
نظام موقع Kickstarter الأساسيّ هو أنك تتبرع بمبلغ معيّن, مقابل ان تحصل على هدية/جائزة معيّنة مقدمة من صاحب الحملة. مثال, في حملة فيلم فيرونيكا مارس, من يتبرع بـ$10 يحصل على نسخة من سكربت الفيلم و تحديثات أول بأول عن تقدم الفيلم. $25 يحصلون على الجائزة السابقة و تي شيرت حصريّ. $35 نسخة رقمية من الفيلم قبيل موعد صدوره, بالإضافة إلى الجائزتين السابقتين. وهكذا دواليك, الجوائز تتراكم كلما فتحت محفظتك اكثر, بما في ذلك اشرطة ديفيدي, بوسترات, صور موقعة من الكاست, رسائل مجيب ألي!!!
لربما هذه الأشياء قد تبدو سخيفة لغير المعجبين, إلا أنها أشياء حصرية ومحدودة لن تباع (أغلب الظن) للعموم. عشاق المسلسلات الحقيقيين يعيشون لأجل هذه الأشياء, يذهبون لمهرجان الكوميك كون لأجل هذه الأشياء. قد يقول البعض ان بعض الجوائز غالية الثمن, لكن العشاق مستعدون جداً لأن يفتحو محافظهم, والأكثر من هذا كله, فهم يساهمون في صناعة فيلم يريدون تحقيقه منذ زمن طويل. متى كانت اخر مرة ساهمت فيها أنت بصناعة فيلم؟ ها؟!
يمكن للعشاق ان يثبتوا للأستديوهات بأن المسلسلات ذات الجماهيرية الواسعة تستحق الإنقاذ
هناك مسلسلات كثيرة يتمنى كثير منا ان نراها من جديد عبر Kickstarter, فايرفلاي على سبيل المثال, أكبر قاعدة جماهيرية لمسلسل ملغيّ على الاطلاق, رؤيتهم في الكوميك كون جعلت قشعريرة تسري في جسدي, انهم جيش.
مقصدي هنا هو ان هذه المسلسلات ليست مجرد مسلسلات مهجورة. مؤلفو و ممثلو هذه المسلسلات (مثال: Millennium, Pushing Daisies, Quantum Leap… الخ) عبروا منذ وقت طويل رغبتهم و إستعدادهم لعمل أفلام لإستكمال قصتها, لكنهم يجدون أنفسهم أمام واقع ان الاستوديوهات التي تملك هذه المسلسلات لا ترى ربحاً من وراء هذه المشاريع.
أراهنكم انه قبل شهر واحد, فيرونيكا مارس كان واحدا من تلك المشاريع التي لم يكن لدى الاستوديو أية نية في إعادتها. الآن, وارنر بروس عرضت أن تدفع لأجل تسويق و توزيع فيلم فيرونيكا مارس, و هو ليس بالأمر الرخيص. بل في الواقع, كلفة توزيع و تسويق الافلام تكون غالباً أعلى من كلفة انتاج الفيلم بحذ ذاته. وهذا ليس بالأمر الهيّن. إذا استمرت هذه الصرعة, سترى استوديوهات لعينة أخرى كـ سوني, باراماونت, ديزني… الخ, فرصة لجني المال من المسلسلات الغير منتهية. بعد كل شيء, إذا كان عشاق مسلسل متوسط الجماهيرية كـ فيرونيكا مارس جمعو 5.7 مليون دولار, كم سيجمع عشاق مسلسل ذو جماهيرية ضخمة كـ فايرفلاي؟
ليس هناك من طريقة أخرى لإستكمال قصة هذه المسلسلات
هذه النقطة تتمة للنقطة السابقة. في 90% من المرات, المسلسلات تُلغى لسبب معين. إذا كان للمسلسل الملغي قاعدة جماهيرية كبيرة, فإنه ألغي على الارجع بسبب ضعف الريتينغ, مما يعني انه جنى للشبكة التي يعرض عليها مبلغاً ضئيلاً. مسلسل Quantum Leap ألغي كل موسم تقريباً, لكن يتم تجديده لموسم أخر بفضل قرار إداريّ في كل مرة. Millennium حصل بالكاد على موسم ثالث و Pushing Daisies عاد لموسم ثاني بسبب إضراب الكتاب الذي أوقف إنتاج الموسم الأول و حسب.
مجال الترفيه (قبل كل شيء) هو تجارة, بيزنس. ليس لدى الاستوديوهات أي سبب يدعوهم للاعتقاد ان أفلاماً ختامية لمسلسلات ملغية ستجلب لهم أي ربح, مما يعني انه ليس لديهم أي سبب ليخاطرو بإنفاق أموال على انتاجه. إذا لم يكن العشاق مستعدين لفتح محافظهم كما يفتحون قلوبهم لهذه المسلسلات, فإن شركة كـ وارنر بروس ما كانت لتموّل فيلم فيرونيكا مارس ولو في مليون سنة. هل لدى مسلسلات كـ Reaper, The 4400, Jericho أو American Gothic فرصة أفضل في الحصول على تمويل من غير Kickstarter ؟ أشكّ في ذلك كثيراً.
– السلبيات –
ما هو هدف Kickstarter أصلاً ؟
رغم كون Kickstarter شركة خاصة و ربحية, لا يغير هذا شيئاً من الفكرة الاصلية للموقع. Kickstarter خدمة تسلط الضوء على مشاريع إبداعية مستقلة, سواء كانو افلاماً, مسلسلات, موسيقى, كتب, العاب… أو أي شكل أخر من الابداع, وعندما تسلط عليهم الضوء, يقوم الناس بتمويلهم من جيوبهم الخاصة. صحيح انه الكثير من المشاريع لم تستطع ان تصل إلى المبلغ المطلوب, لكن هذا لا يغير من واقع أن الكثير من الأفكار الرائعة تحوّلت إلى حقيقة بفضل Kickstarter.
إذا إستمرت صرعة فيرونيكا مارس, سيمتلئ Kickstarter بمشاريع أفلام لمسلسلات ملغية. العشاق يحبون ان يشاهدو المزيد من مسلسلاتهم المفضلة, لكن ماذا عن كل أولئك المؤلفين الذين ليس لديهم استوديو يغطي نصف الكلفة؟ وماذا سيحصل لتلك المشاريع الاخرى و الأفكار النيّرة التي لا تتلقى أي دعم بسبب أن المشاريع المشهورة تتلقى كل الدعم؟ هذه أشياء مهمة.
الأستوديوهات: لا شيء ليخسروه, كل شيء ليربحوه
هناك شيء ننساه فيما يتعلق بمشاريع اعادة احياء المسلسلات الملغية عبر Kickstarter, هو أن الشركات الكبيرة كـ وارنر, سوني, بارماونت… الخ, تريد أن تجني زبالة من الأموال, لكن في نفس الوقت ان لا تخسر أي شيء. كما ذكرنا لكم سابقاً, هذا ما يجعل هذا المقترح جد مُغريّ للاستوديوهات, لكن من جهة اخرى, فالعشاق هم من يخسرون.
عندما يستثمر شخص او مجموعة في إنتاج فيلم او مسلسل, و يجني هذا المشروع ربحاً, أول من يتلقى جزءاً من الربح هم المستثمرون. لا يتلقون دائماً كل ما دفعوه, لكن معظم الناس لا يرغبون في أن يستثمرو ألاف الدولارات من ثروتهم الخاصة بدون أي شيء في المقابل. حوالي 100 ألف شخص – تقريباً -, أشخاص عاديون مثلي ومثلك, كتبو شيكاً بقيمة 5.7 مليون دولار لمنتجي فيرونيكا مارس و وارنر بروس, بدون أية شروط, وكل ما سيحصلون عليه في المقابل هو قميص و شريط ديفيدي. هل هذا عادل؟ هذا يبقى بين الداعم ونفسه, كل شخص حسب ما يراه و حسب استطاعته, لكنه بدون شك سلبية من سلبيات فكرة الـKickstarter.
إذا كان في مقدرة العشاق تمويل مشروع واحد, لماذا لا يمولون كل المشاريع إذا؟
في أيامنا هذه, الأفلام الوحيدة التي من المضمون ان تجني مالاً في البوكس أوفيس هم افلام الأبطال الخارقين, أجزاء جديدة في سلسلة أفلام, أو الأفلام الصيفية الكبيرة. هذا شيء معروف. رغم ان النقاد يقومون بدورهم و أكثر في ترويج الافلام الأوسكارية, إلا أنه في كل سنة, التوب 10 السنوي للبوكس أوفيس دائماً يتصدره أفلام كـ: ذا أفينجرز, نهوض فارس الظلام, ذا هانغر غيمز. ليس لدى الاستوديوهات أية مشكل لضخ ملايين الدولارات في مشاريع كهذه, لأنها مضمونة الربح و النجاح.
إذا استمرت صرعة افلام Kickstarter, ما الذي يمنع هوليوود من تمويل كل الأفلام الغير شهيرة عبر Kickstarter, أو على الأقل الافلان التي ليس فيها مخرجون كبارا او ممثلون مشاهير؟ الافلام الصغيرة الكلفة التي يتم تمويلها عبر FOX Searchlight, Paramount Vantage, و Sony Picture Classics للتوزيع المحدود على صالات السينما ستشق طريقها على الارجح نحو Kickstarter.
لماذا سيدفع الاستوديو لإنتاج الأفلام إذا كان يمكنه ان يجمع خمسة مليون دولار عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ؟ قد لا تجمع المبالغ كاملة, لكن بضعة ملايين بالتأكيد تسيل لعاب الاستوديوهات.
إذا, ما موقفك من هذا؟ تؤيد تمويل المشاريع عبر Kickstarter؟ أم انك ممتعض من الاثار الاخلاقية الناتجة عن هذه الإمكانية؟