هكذا تقول الأحجية: ”ماذا تسمي فارساً بلا جواد؟“, و جوابها هو ”رجل ثلج بسيف“. هي إجابة ساخرة فكاهية قالها أحد جنود (ستانيس) في الروايات بينما كانت يتجمد برداً وقد ماتت معظم أحصنة ذلك المعسكر, لكن في المسلسل ليس هناك مجال للمزاح. حلقة هذا الأسبوع أخذت منحنىً جاداً للغاية في محور (ستانيس) بالذات حيث تحوّل هذا الأخير من الملك الحق إلى الملك المجنون في ظرف حلقة واحدة.
بعد صقيع الحلقة الماضية, حلقة هذا الأسبوع كانت مليئة بالنيران, لكن قبل أن نتحدث عن كل ذلك, لنبدأ حيث تركنا الحلقة الماضية في…
السور
بدى لنا للوهلة وكأن (أليسر ثورن) كان سيرفض أن يفتح البوابة لـ(جون) و الهمج, لكن لحسن الحظ يبدو أن قلبه ليس متحجراً بالقدر الذي يبدو عليه. لا شيء حدث في هذا المحور حقاً سوى عبور الهمج للسور في صمت بينما يحدق فيهم أعضاء حرس الليل.
يتبادل (جون) و ذلك الطفل نظرة, ومن الواضح أن هذا الأخير لا يزال لم يتقبل بعد قرار (جون) بالتعاون مع الهمج. قد أكون أبالغ في تخميني من هذه اللقطة لكن يبدو أن شيئاً ما سيحدث هنا في الحلقة القادمة..
دورنا
بالنسبة إلى شخص مكروه في ”دورنا“, فإن ذابح الملك لقي معاملة رفيعة الطراز من الأمير (دوران مارتيل), الذي أبدى تفهمه لمهمة (جايمي) السرية فور معرفته بأن (إلاريا) هي من تسببت فيها, و بذلك يعيد لـ(جايمي) و (برون) حريتهما. في الروايات, (دوران) شخص ذكيّ للغاية, ويكره اللانيسترز بقدر ما تكرههم (إلاريا), لكنه أذكى منها. أقول هذا لأنني لا أفهم ما الذي يخطط له بإرسال إبنه (تريستان) مع (ميرسيلا) إلى العاصمة, كيف يضع نفسه في موقف ضعف بالتخلي عن ورقة مفاوضته وكذا منح اللانيسترز نقطة قوة عليه؟ الأمير يبدو لي كشخص يخطط خططاً للأمد الطويل, ببطئ وثبات..
الممثل السودانيّ (ألكساندر صديق) يقوم بأداء رائع هنا يستحق الاشادة في دور الأمير (دوران). لا يمكن قول المثل عن طاقم الكتابة هذا الموسم فيما يتعلق بمحور دورنا, إذ يبدو أنهم لا يزالون على إصرارهم في جعل الدساسات يظهرن بموقف غبيّ للغاية.
بعد أن أهينت (إلاريا) بجعلها تدفع ثمن أخطاءها بتقبيل خاتم (دوران), يبدو وكأنها تتودد إلى (جايمي)… غريب, لكن الأكيد هو أنها لا تزال تبحث عن العدالة, وتريد النيل من قاتل (أوبيرين).
برافوس
في طريقها لتنفيذ مهمتها الأولى, يتشتت ذهن (أريا) بقدوم وجه مألوف لديها: السير (ميرين ترانت), والذي يصادف أنه أحد الأسماء الموجودة على قائمتها نظراً لقتله لمعلمها (سيريو فوريل), ويمكن القول انه من أوائل الأسماء في تلك القائمة.
تتبعه (أريا) إلى ماخور حيث تكتشف أنه بجانب كونه سافلاً بغيضاً, متحرش بالأطفال. أظن أنه تم تقديم ميوله الجنسية هكذا لكي يجعلو (أريا) تستغل هذه الصفة القبيحة وتجعله يختارها ثم تقتله في الحلقة القادمة, والذي يبدو تفكيراً منطقياً من الكتاب لأن (أريا) لا تستطيع التفوق على فارس في الحرس الملكيّ في المسايفة, وفي ماخور سيكون (ميرين) أقل استعداداً للدفاع عن حياته.
لكنني رغم ذلك لا أرتاح لهذه الفكرة, وأظن أن هناك حتماً فكرة أفضل توصل الكتاب إلى نفس النتيجة.
قرب وينترفل
يعيث (رامسي) و 20 رجلاً فساداً في مخيّم ستانيس و يضرمون النار فيه بكل سهولة وكأنهم نينجا, (رامسي) لا يفشل أبداً في أي شيء يفعله في هذا المسلسل, اليس كذلك؟ إنه الشرير المثاليّ.
يصل (ستانيس) إلى أقصى مراحل اليأس و يرسل (دافوس) إلى السور لكي لا يجد أي إعتراض منه اليوم, نظراً لمعرفته بالحب الكبير الذي يكنه لـ(شيرين). أجد صعوبة في تكوين رأي حول ما فعله (ستانيس) اليوم, هل كرهت ذلك لأنه لم يعجبني أم أنني كرهته لأنها كتابة سيئة؟ قبل بضعة حلقات رأينا (ستانيس) في مشهد عاطفيّ كبير مع ابنته, واليوم ضحى بابنته بكل سهولة. هذا متناقض للغاية, طوال الخمسة مواسم كان يمكن وصف (ستانيس) بأشياء كثيرة لكن ”متناقض“ ليس منها. بصراحة لا أعلم, المشهد مروّع و سوداويّ هذا أكيد, ظهور (شيرين) في كل تلك المشاهد هذا الموسم كان على الأرجح مجرد تمهيد لهذا المشهد بحيث يرتبط المشاهد معها أكثر ويكون وقع موتها بهذه الطريقة مُفجع جداً, لكنه رغم ذلك تفوح منه رائحة الكتابة السيئة.
أقول هذا لأنه الكتاب قالو أن (جورج مارتن) هو من نصح بهذا الحدث, لا نعلم ما إذا كان هذا سيحدث في الرواية القادمة أم لا, و هل سيحدث هكذا بالظبط أم ماذا, لذلك فالأمر غريب.
مؤسف أن (ستانيس) لم يستمع إلى ما كانت تقوله (شيرين), حول فظاعة الحرب, ومؤسف أكثر أن أمها (سيليس) لم تكتشف أمومتها إلا بعد فوات الأوان.
ميرين
3 ملايين من المؤثرات البصرية و اداء خشبيّ من (إميليا كلارك). صحيح أن التمثيل أمام شيء غير موجود صعب للغاية لكن هذا لا يمنع أنه المرء يعمل على تعابيره الوجهية, خصوصاً من ممثلة تقول أنها تريد أن تصبح معروفة بتمثيلها لا بنهديها.
نعرف كلنا ما حدث: دخل (جوراه), كاد يقتل, انتصر بأعجوبة, أنقذ (دينيريس) من أحد أبناء الخطاف برمية رمح دقيقة كرمية في الألعاب الأولمبية, يهجم أبناء الخطاف, يقتلون (هيدزار زو لوراق), يحاصرون الجميع, يأتي التنين ”دروغون“ ويبدأ حفلة شواء ثم تهرب (دينيريس) على متنه.
أولاً, لماذا تسمى ”حفر القتال“ و تُنظم في مدرّج رومانيّ؟ يعني بصراحة تخيّلت شيء همجيّ أكثر. ثانياً, أي نوع من الحراسة الملكية لا تقوم بتأمين المدرج؟ يعني في ظل التوتر الذي تعرفه المدينة ألا يجب تفتيش المواطنين في الأبواب بحثاً عن أقنعة ذهبية؟ وثالثاً, عندما تحاصر و تتفوق عددياً على ملكة وحاشيتها, لماذا تهجم عليهم فرداً فرداً بدل الهجوم دفعة واحدة؟ ولماذا تنتظر 5 دقائق قبل أن تهجم أصلاً؟ رابعاً, بعد ما حلّ بدودة رمادية تتوقع على الأقل أن الطاهرين سيتعلمون من خطأهم و يستبدلون الرماح بالسيوف لأنها لا تصلح سوى في الحروب الكبرى؟
ما الذي تعلمناه من هذا المحور في هذه الحلقة؟ أولاً لقد كانت (دينيريس) مخطئة و كان (داريو) محقاً عندما قال لها أنه يجب عليها أن تقتل النخّاسين بدل شغل الضعفاء ده. ثانياً, أبناء الخطاف لم يكونوا يريدون إعادة فتح حفر القتال وإنما يريدون طرد (دينيريس). ثالثاً, شكوكي كانت في غير محلها و (هيزدار) لم يكن عميلاً لأبناء الخطاف. رابعاً, (دينيريس) لم تعد مرتبطة الآن وهذا يفتح الباب لكثير من الاحتمالات… يكفي القول أنني أقوم بتشذيب لحيتي الآن استعداداً لخطف مكان (داريو نهاريس) الموسم القادم.
أيضاً كنت أخشى أن (جوراه) قد أصاب (دندونة) بذلك الداء الذي اصيب به من المُحجّرين, لكن يبدو أنه لمسها بيده الأخرى (على ما أظن؟).
بريفيو الحلقة القادمة
محور (دينيريس) وصل إلى نهايته في الكتب, في الحلقة القادمة سنطوي (غالباً, إذا ما تجاهلنا محور بني حديد) أخر صفحة في الروايتين الرابعة و الخامسة من سلسلة أغنية جليد و نار. نصف الرجل (ستانيس) يصل إلى وينترفل, ستحاول (سانسا) الهرب, (جون) سيواجه عواقب ”طيبة قلبه“, و (سيرسي) ستضطر لدفع ثمن الحرية.
التقييم النهائيّ
الحلقة: | ذكروني مجدداً, لماذا نحب هذا المسلسل؟ | |
8 / 10 | هذه الحلقة قضت على أسطورة (ستانيس براثيون). (ستانيس) لم يكن رجلاً صالحاً أصلاً, لكنه لم يكن شريراً, وقبل أن يقتل ابنته قتل أخيه. ولربما هناك سبب خفيّ ما جعل (ميليساندري) تقرر التضحية بـ(شيرين) كاملة وليس مجرد علقة كما فعلت من قبل. لكن على كل الأحوال, الملك الحق (ستانيس) أصبح للتوّ الملك المجنون II, وبهذا يصبح كل طرف في اللعبة حالياً "ملعون أبوه" باستثناء (دينيريس), ولا شك أن هذا على وشك أن يتغيّر قريباً.. |